تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على مرَّ السنوات الماضية جاءت عشرات بل ومئات العناوين من إصدارات الكتب التي ترسخ حق أبناء الشعب الفلسطيني في العودة لأراضيهم، سواء تناولت تلك الإصدارات الأبحاث العلمية والتاريخية التي برهنت وبالدليل العلمي والقاطع على هذا الحق، الذي لن يتنازل عنه الشعب الفلسطيني مهما مرًّت السنوات، ومهما زادت وتيرة العنف من الجانب الصهيوني المعتدي الغاشم.

وفي السطور التالية سنستعرض سويًّا بعض أهم الإصدارات التي تناولت القضية الفلسطينية سواء قبل النكبة أو بعدها من دراسات أو بحوث أو كتبة تاريخية. 

كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948  

في هذا الكتاب "كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948 لـ"ميخائيل بالومبو" والصادر عن دار الحمراء ببيروت عام 1990، كيف حاك الجانب الصهيوني المؤامرة لطرد الفلسطينيين من أراضيهم. 

ويبدأ الكتاب بالسرد التاريخي لما حدث في يوليو عام 1948، وبالتحديد مع تزامن وصول مراقبي هيئة الأمم المتحدة للاجتماع في صحراء النقب مع فريق من ضباط الارتباط الإسرائيلي، وكان معظم صحراء النقب في تلك الفترة تحت السيطرة المصرية، وكان الوفد مهمته عدم تجدد الاشتباكات الحربية الشاملة، والوقوف على أوضاع المدنيين العرب الذين ظلوا في القرى التي احتلها اليهود. 

«مشاعر العداء»

ويقول «ميخائيل بالومبو» في مقدمة الكتاب: وما إن وصل الإسرائيليون إلى الاجتماع حتى سأل قائدهم الميجور «ميخائيل هانغبي» عمَّا إذا كان فريق الأمم المتحدة قد حقق في شكاويه من خروقات المصريين لوقف اطلاق النار، فأجابه رئيس وفد الأمم المتحدة الكولونيل «جيرالد دوغرير» بأنه لا يمكنه إعطاء جواب حول هذا الموضوع، وبادر بسؤال الإسرائيليين لماذا أقدموا على طرد هذا العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين، فجاء الرد من الميجور «هانغبي»: «أفرغنا القرى حيث كان السكان يضمرون نحونا مشاعر العداء». 

وهنا نرى كيف كان يتعامل الجانب الصهيوني مع المدنيين الفلسطينيين، وارتكابهم أفظع الجرائم في حقهم، بل زاد الأمر إلى منع وفد الأمم المتحدة من دخول تلك القرى التي حدث بها انتهاكات بادعاء وجود حقول من الألغام حولها، وبعد إصرار كبير من جانب الوفد وافق العدو الصهيوني على زيارة الوفد لإحدى القرى القريبة من بئر سبع، وبالتحديد قرية الخُسيف، والتي كانت تقع تحت سيطرة الحكم الإسرائيلي، وفي الطريق استطاعت اللجنة أن تشاهد الخراب والتهجير الذي حدث بالقرى التي هاجرها أهلها جراء الانتهاكات، حيث طرد الأهالي بالقوة، تاركين ورائهم الغلال والمحاصيل لتهترئ، وكيف تركت الأراضي لتبور، بل وكانت المنازل خاوية وعليها آثار التدمير والقذف، هذا بالإضافة إلى زرع الألغام حول القرى في منطقة النقب. 

يقول الكاتب إنه عندما سأل عن هذا الكم الكبير من الألغام حول القرى المهجورة جاءت الإجابة: "إنه ضروري لمنع السكان العرب من العودة إليها ليلًا". 

انتزاع الأرض «طرق غير مشروعه»

"ثمة أراضٍ انتُزعت بطرق غير مشروعة تمامًا من السكان العرب الذين أرغموا على ترك قراهم" هذه الجملة التي كتبتها اللجنة التي انتدبت من قبل الأمم المتحدة من واقع زيارتهم لمنطقة النقب والموجودة بمحفوظات الأمم المتحدة بنويورك بعنوان تقرير من فريق التحقيق الخاص بمنطقة النقب، بل جاء التقرير بما هو أغرب بأن اللجنة لم تلتق مدنيًّا واحدًا من العرب خلال فترة زيارتهم، فقد كان واضحًا للعيان أن الإسرائيليين قد استخدموا القوة لطرد الفلسطينيين وأنهم كانوا على استعداد لاستخدام القوة من أجل منعهم من العودة. 

وكتب الكولونيل فرمويلن: «وفقًا لما رآه المراقبون، ونحن بمقدرونا أن نصرح بذلك أيضًا، فأن الأعمال اليهودية في هذه المنطقة أجبرت العرب على الانسحاب من قرى عديدة».

منع المراقبين 

وجاء التقرير لجنة الأمم المتحدة على غير هواء العدو الصهيوني ولهذا قرر الجانب الإسرائيلي منع دخول مراقبي الأمم المتحدة: «وأوضح الإسرائيليون في الاجتماع أنهم لن يسمحوا بدخول مراقبي الأمم المتحدة إلى مناطقهم، وزعموا أن الألغام التي قد زرعوها حول القرى العربية المهجورة جعلت المنطقة شديدة الخطر على حياة موظفي الأمم المتحدة».

طرد السكان العرب

في كل مدينة وبلدة تلو الأخرى كان الإسرائيليون المتقدمون يطردون السكان العرب المدنيين. وفي بئر السبع طرد الجيش الاسرائيلي قوات الدفاع الآلاف من العرب ونهب منازلهم. ويذكر التقرير الرسمي لهذه العملية أن سكان بئر السبع قد نقلوا إلى مصر «بناء على طلبهم». أما رئيس الوزراء دافيد بن غوريون والذي كانت لديه مصادره الخاصة للمعلومات، فقد عرف ان التقرير الرسمي كاذب. ووافق بن غوريون على طرد المدنيين العرب واستحسن ذلك وأخبر زملاءه في وقت لاحق بما يلي: «الأرض التي يعيش فوقها عرب والأرض بدون عرب فوقها هما نوعان مختلفان جدًا من الأرض) لكنه انزعج من النهب والوحشية المفرطة التي اعتبرها ضربًا من سوء الانضباط. وسجل بن غوريون في يومياته عن بئر السبع بان الجيش أخفق في السيطرة على رجاله». 

وقامت هيئة الأمم المتحدة بمحاولة لوقف الهجوم الاسرائيلي. ففي الـ19 من أكتوبر وافق مجلس الأمن الدولي على قرار يطلب وقف إطلاق النار. وقبل المصريون على الفور، لكن الإسرائيليين رغبوا في المضي بالهجوم حتى يتم لهم الاستيلاء على جميع أهدافهم. وما إن توقف إطلاق النار وجرى إعلان الهدنة في الصحراء خلال الأيام الأخيرة من أكتوبر حتى كان الإسرائيليون قد احتلوا منطقة النقب برمتها تقريبًا.

 المجازر اليهود

إن ما نشاهده اليوم في قطاع غزة من انتهاك ومجازر وقتل جماعي وتهجير  ضد الفلسطينيين ما هو الا امتداد لمسلسل العنف الذي انتهجه العدو الصهيوني في انتزاع الأرض والتهجير من أجل الاستيلاء على الأراضي، وهو ما ذكره المزارع محمود غليون، والذي كان يعيش في إحدى القرى في منطقة النقب قائلًا: «دخل اليهود إلى المسجد وذبحوا دون رحمة أو شفقة ما يتراوح بين 100 إلى 150 من الأهالي ومن بينهم الشيوخ والنساء والأطفال» وهرب سائر أبناء القرية، بينما تعقبهم الإسرائيليون، ويقول: «حوالي عشرين أو ثلاثين من عائلة وجدوا ملجأ لهم في كهف، وعثر عليهم اليهود هناك فأطلقوا النار على الجميع» ونجت امرأة واحدة من المجزرة إذ اعتبروها ميتة بين كومة الجثث. 

ولم تكن تلك المجزرة هي الأشد انتهاكًا، فكانت مجازر اليهود لا تنتهي، وهناك الأشد قوة منها، وهو ما حدث في بلدة الدوايمة خلال الهجوم الإسرائيلي، فقد استولت على البلدة سرية تابعة لكتيبة الكوماندوس «المغاوير» 89، والتي تألفت من إرهابيين سابقين في عصابتي الغرغون وتيرن، وقد نشر أحد قدامي السرية قصة المجزرة، فهو يلاحظ أنهم لكي «يقتلوا الأطفال شقوا رءوسهم وشجوها بالعصي، فلم يوجد منزل بدون جثث»، وبعد قتل الأطفال ساق الجنود اليهود النساء والرجال إلى منازل كالقطعان، حيث أبقوهم دون طعام وبلا ماء ومن ثم عمدوا إلى تفجير المنازل بمن فيها من المدنيين. 

مأساة الخروج العظيم "النكبة" 

وتستمر وتيرة العنف والجهر بالاغتصاب والقتل والاعتداء لتأتي التقديرات الأمريكية في عام 1948، بنحو 750 ألف عربي من كل أنحاء فلسطين قد هربوا فزعًا تحت وطأة الإرهاب من بيوتهم وديارهم والتي تعرف الآن بدولة إسرائيل إلى الضفة الغربية "غزة" والتي يتم محوها الآن، بينما نزح آخرون إلى لبنان وسوريا والأردن ومصر، وهي ما يسمى بـ "مأساة الخروج العظيم" أو ما يُطلق عليها بـ"النكبة" أو "نكبة فلسطين"، والتي تركت في النفوس أثرًا لا يمحى مهما مرَّ الزمن، فقد تم طردهم من وطنهم، مع مرار يملأ النفوس مع وعد بالعودة. 

تقارير الأمم المتحدة 

كما يتحدث الكتاب عن تقارير الأمم المتحدة وأنها رغم أن أعضائها ليسوا من العرب إلا أن التقارير جاءت معبرة عن الواقع الأليم وكتبت بمنتهي المصداقية والشفافية، وعلى الرغم من ذلك لم يتم التطرق إلى تلك التقارير حتى وقتنا الراهن ويقول: «إن معظم التقارير الميدانية الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة وضعها موظفون ومراقبون أمريكيون وفرنسيون وبلجيكيون واسوجيون. وكلهم جاءوا من بلدان غربية أيدت خلق الدولة الصهيونية، بيد أن هذا النوع من التحيز لم يكن غير مألوف في أوساط الأمم المتحدة عام 1948، حين لم تتمتع بلدان العالم الثالث بصوت حقيقي. ومع ذلك، فإن مراقبي الأمم المتحدة كانوا صادقين جدًا في تقاريرهم التي لا تدع مجالًا للشك بأن حملة الفظائع الإسرائيلية كانت السبب الرئيس الخروج العرب. ومن المؤسف أن هذه التقارير القيمة لم تستخدم قبل الآن. وكذلك موظفو نظارة الخارجية الأمريكية. فإنهم وضعوا التقارير الموضوعية عن طرد المدنيين العرب، لكن إدارة الرئيس ترومان تجاهلت رسائلهم وبرقياتهم، إذ كانت هذه الإدارة متلهفة لإرضاء اللوبي الصهيوني في واشنطن". 

لم يصل التعتيم الإسرائيلي وطمس الحقائق بشأن النزوح الفلسطيني، فإن الصهيونيين لن يعترفوا أو يقروا أبدًا بأن طرد مئات الآلاف من المدنيين العرب الأبرياء جاء متعمدًا وعن سابق تصور وتصميم بأي معنى من المعاني، فالرقابة على الكتب والبرامج التليفزيونية وإقفال السجلات التاريخية سوف تستمر على الأرجح، ليستمر الجهد الصهيوني المتداول لإخفاء الحقيقة والأدلة المتعلقة بنكبة 1948. 

القضية الفلسطينية "خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة

في هذا الكتاب «القضية الفلسطينية: خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة» للدكتور محسن محمد صالح والصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، تحديثًا وتنقيحًا لعدد من الطبعات التي صدرت منذ سنة 2002، والتي كان آخرها طبعة مركز الزيتونة في سنة 2012، والتي طُبعت في بيروت. وقد أضيف إلى هذه الطبعة الجديدة فصل سابع غطّى الفترة 2012-2021. وقد تُرجم هذا الكتاب وتمت طباعته أيضًا باللغات الإنجليزية، والماليزية، والإندونيسية، والأوردو، والفارسية، والألبانية، والتترية، والتركية، حيث لاقى رواجًا كبيرًا.

خلفيات القضية الفلسطينية 

يتناول الكتاب في فصله الأول خلفيات القضية الفلسطينية حتى سنة 1918، مستعرضًا تاريخ فلسطين عبر العصور، وجغرافيتها، ومكانتها الإسلامية، والمزاعم الدينية والتاريخية لليهود فيها، وصولًا إلى خلفيات ظهور القضية الفلسطينية في التاريخ الحديث، وتطوراتها السياسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

ويقول الدكتور محسن صابح في مقدمة الكتاب: «أن هذه الدراسة تحاول تقديم رؤية عامة للقضية الفلسطينية من خلال تتبع مفاصل السياق التاريخي للقضية، ليستوعب القارئ الصورة الشاملة والعوامل المتداخلة بالقضية، كما أن هذه الدراسة تخاطب الذين يرغبون في الحصول على فكرة عامة عن قضية فلسطين، ومن خلال رؤية تؤمن بحق أبناء فلسطين في أرضيهم». 

كما يسلّط الفصل الثاني من الكتاب الضوء على فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين ما بين سنتي 1918 و1948، متناولًا تطور المشروع الصهيوني، وظهور الحركة الوطنية الفلسطينية، وثورة 1936، والتطورات السياسة التي تلتها، وصولًا إلى حرب سنة 1948 وانعكاساتها، كما يتطرق في الفصل الثالث إلى تطورات القضية في الفترة 1949-1967، مع التركيز على تطور العمل الوطني الفلسطيني، ونشأة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحرب يونيو 1967 وانعكاساتها، أما الفصل الرابع فيتناول التطورات التي شهدتها الفترة التي تلت حرب سنة 1967 حتى المرحلة التي سبقت اندلاع الانتفاضة الأولى سنة 1987، مسلّطًا الضوء على بروز الهوية الوطنية الفلسطينية، وتطور الكفاح الفلسطيني المسلّح، ودور البلاد العربية في قضية فلسطين، وبروز التيار الإسلامي الفلسطيني.

كما يتناول الفترة منذ اندلاع الانتفاضة سنة 1987 ونشأة حركة حماس، وانتقال منظمة التحرير الفلسطينية من الكفاح المسلّح إلى التسوية السلمية، وتشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، والتطورات التي شهدها الكيان الإسرائيلي في المقابل، هذا بالإضافة إلى التطورات التي جرت خلال الفترة التي تلت اندلاع انتفاضة الأقصى سنة 2000 وحتى سنة 2011، كما تناول تطورات القضية الفلسطينية خلال الفترة 2012-2021، من خلال استعراض أعداد الفلسطينيين في العالم، وعدد الفلسطينيين واليهود المقدَّر في فلسطين التاريخية 2020-2027، والحديث عن تطورات العدوان والمقاومة خلال الفترة 2012-2021، والوضع الداخلي الفلسطيني، ومسار التسوية، ووضع القدس الحالي، والكيان الإسرائيلي. واختُتم الكتاب بفهرست شامل للأسماء والأماكن والمؤسسات.

 

 

 

 

 

نكبة.. فلسطين 48 وحقوق الذاكرة

في هذا الكتاب «نكبة فلسطين 1948 وحقوق الذاكرة» وهو تأليف جماعي بإشراف أحمد سعدي وليلى أبو لغد، ومن إصدار مطبوعات جامعة كولومبيا  نيويورك2007، يحاول المؤلفون شرح ما تعنيه هذه الكارثة بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي أصيب بها على حين غرة وأفقدته أرضه وذاكرته ووطنه، كما أنه  يدرس كيفية انعكاس هذه النكبة على مشاعر الفلسطينيين كأفراد وكجماعات ينتمون إلى مصير واحد مشترك.

ذكريات مؤلمة

وهذا الكتاب لا يكتفي بدراسة الذكريات المؤلمة التي انطبعت في العقل الفلسطيني بسبب النكبة، وإنما يدرس انعكاسات ذلك على الحاضر أيضا، فهو لا يدرس الماضي من أجل الماضي فقط وإنما من أجل معرفة مدى تأثيره على الحاضر وعلى المسيرة الفلسطينية ككل. فالنكبة لم تنته فصولا بعد وإنما هي لا تزال مستمرة في تفاعلاتها حتى هذه اللحظة حتى بعد ستين سنة على حصولها.

ويحتوي الكتاب على شهادات الفلسطينيين الذين عاشوا أحداث النكبة ولا يزالون أحياء حتى الآن، فسكان بعض القرى التي دمرت أثناء الغزو الصهيوني يروون حكاياتهم وذكرياتهم، وبالتالي فهناك شهادات حية لا تقدر بثمن وسوف تكون مفيدة حتما للمؤرخين الحاليين أو المقبلين الذين يريدون دراسة تلك الفترة بشكل تاريخي، علمي، موضوعي.

كما أن الكتاب خصص بعض فصوله في تحليل طبيعة الذاكرة الجماعية الفلسطينية وكيف صاغتها الأحداث المأساوية وشكلتها وبلورتها والكتاب يركز اهتمامه على دراسة المسألة الأساسية التالية: حجم الصدمة المرعبة التي تلقتها النفسية الفلسطينية بفعل النكبة والغزو الصهيوني وتأسيس دولة إسرائيل على أنقاض فلسطين.

تلك النكبة التي حفرت في ذاكرة الشعب الفلسطيني جرحا لا يندمل، فإنهم يعيشونه كنكبة أو ككارثة بكل ما للكلمة من معنى. إنها كارثة شردتهم من أرضهم الغالية، أرض آبائهم وأجدادهم. فقد تم تدمير 418 قرية فلسطينية على الأقل عام 1948 أو أفرغت من سكانها العرب لكي يحل محلهم أناس آتون من مختلف أصقاع الأرض؟ هذه هي النكبة، أو قل هذه هي بعض جوانبها وليس كل جوانبها وأبعادها. النكبة كانت تعني تدمير شعب بأكمله ووضع شعب آخر على أنقاضه.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أبناء الشعب الفلسطيني استخدام القوة الأبحاث العلمية الشعب الفلسطيني حركة حماس حركة فتح صحراء النقب شعب الفلسطيني قطاع غزة قضية الفلسطينية محمد صالح القضیة الفلسطینیة المدنیین العرب الأمم المتحدة السکان العرب القرى التی هذا الکتاب من أجل عام 1948

إقرأ أيضاً:

ما هي الصدمة الثلاثية التي تعيق عودة السوريين إلى وطنهم؟

شكل سقوط نظام بشار الأسد ديسمبر/كانون الأول 2024 نقطة تحول مفصلية في الأزمة السورية المستمرة المتعلقة بالتشريد القسري (للاجئين والنازحين داخليا)، غير أن العودة الجماعية المرتقبة ما زالت معرقلة بفعل جملة من العقبات المركبة التي تتجاوز نطاق التحليل التقليدي.

تشير إحصائيات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى أنه بين ديسمبر/كانون الأول 2024 ومنتصف 2025، عاد ما يقارب 500 ألف لاجئ و1.2 مليون نازح داخليا إلى مناطقهم الأصلية، وهي أرقام متواضعة مقارنة بإجمالي أعداد المشردين قسريا، والذين يناهز عددهم 6.8 ملايين لاجئ، و6.9 ملايين نازح داخليا، موزعين في دول المنطقة وخارجها.

ويكشف هذا المعدل المحدود للعودة، رغم إزالة العائق السياسي الرئيسي، عن وجود معوقات أعمق وأشد تعقيدا، تستوجب دراسة حقوقية أكثر تفصيلا.

تركزت الجهود التقليدية في فهم هذه العقبات على الجوانب المادية والملموسة؛ كالبنية التحتية المدمرة، والنزاعات المتصلة بحقوق الملكية، والتدهور الاقتصادي، والمخاوف الأمنية المتبقية، دون أن يُمنح الاهتمام الكافي لبعد بدأ يفرض نفسه بقوة، بعد أحداث الساحل والسويداء في سوريا، وهو انتشار خطاب الكراهية والتحريض الطائفي على الإنترنت، والذي يتخطى حدود المكان، ويسهم في إدامة حالة التشريد من خلال آليات رقمية وافتراضية.

تفترض هذه المقالة أن خطاب الكراهية الإلكتروني والتحريض الطائفي والانتشار الواسع لمقاطع الفيديو التي تصور العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تشكل فئة مستقلة من عقبات العودة، ذات أثر واضح في تشكيل قرارات العودة لدى النازحين واللاجئين السوريين.

عوائق العودة الطائفية

يمثل تحول التوترات الطائفية من المجال المادي إلى الفضاء الرقمي تطورا في كيفية تعاطي مجتمعات ما بعد الصراع مع الانقسامات الهوياتية وتكريسها.

تبين المفاهيم التقليدية للطائفية، المبنية على السيطرة على الأرض والعنف المباشر، محدوديتها في استيعاب ديناميكيات النزوح المعاصرة، حيث خلقت الوسائل التقنية مساحات افتراضية جديدة تطيل أمد النزاع.

إعلان

يتطلب هذا التطور إعادة نظر في مفهوم الحواجز الطائفية، آخذين في الحسبان الخصائص الخاصة للبيئة الرقمية؛ من حيث استدامتها، وسهولة انتشارها، وقدرتها على تجاوز الحواجز الزمنية والجغرافية.

تتمثل الطائفية الرقمية بنشر الكراهية القائمة على الهوية عبر المنصات الإلكترونية بشكل مكثف، مما يؤدي إلى تعزيز الشقاقات والتوترات والانقسامات الداخلية، مهددة الاستقرار المجتمعي لمرحلة ما بعد الصراع.

وعلى عكس العنف الطائفي التقليدي الذي يتطلب التقارب الجغرافي والقدرة التنظيمية، تعمل الطائفية الرقمية من خلال شبكات لامركزية عابرة للحدود، تسهم في ترسيخ الانقسامات بين مجتمعات الشتات.

وتعكس الحالة السورية هذا التحول بوضوح، حيث تظهر منصات التواصل الاجتماعي انتشارا واسعا للخطاب الطائفي قبل وبعد سقوط نظام الأسد، لا سيما عقب أحداث الساحل والسويداء، مما أدى إلى خلق بنية رقمية متزايدة الحدة في الانقسامات الطائفية.

تلعب منصات التواصل الاجتماعي دورا رئيسيا في تعميق هذه الانقسامات عبر آليات متعددة:

أولا، تساهم الخوارزميات في تضخيم المحتوى الطائفي وتعزيز انتشاره، في حين تحجَب الأصوات المعتدلة. ثانيا، يؤدي الطابع الفيروسي للمحتوى التحريضي إلى منح الحوادث الفردية أو المحلية حضورا رقميا مبالغا فيه، مما يعمم مخاوف محلية لتصبح عامة. ثالثا، تسمح الطبيعة المجهولة لكثير من المنصات بنشر خطاب متطرف يصعب التعبير عنه في التفاعلات الاجتماعية المباشرة.

وتنتج هذه الآليات مجتمعة ما يمكن وصفه بـ"البنية التحتية العاطفية للكراهية"، أي البنية الرقمية التي تغذي وتعزز المشاعر الطائفية بشكل دائم عبر الزمان والمكان.

التأثير النفسي والاجتماعي لخطاب الكراهية عبر الإنترنت

يكشف الترابط بين التعرض الرقمي للمحتوى الطائفي وتحديات الصحة النفسية للنازحين عن مسارات معقدة يتحول من خلالها خطاب الكراهية الإلكتروني إلى معاناة إنسانية فعلية.

ويمثل السياق السوري تحديا في هذا المجال، إذ يواجه النازحون قسريا مصادر متشابكة ومتراكمة للصدمات النفسية؛ بدءا من التعرض المباشر للعنف، مرورا بالصعوبات المرتبطة بالنزوح، وانتهاء بالتعرض المستمر للمحتوى الرقمي الطائفي الموجه ضد مجتمعاتهم. وتعقد هذه "الصدمة الثلاثية" التحديات النفسية التي يعانيها ضحايا التشريد القسري.

تسهل المنصات الرقمية انتشار ما يسميه المختصون النفسيون "الصدمة غير المباشرة"، عبر التداول الواسع لمقاطع الفيديو التي تصور مشاهد العنف، ما يؤدي إلى إعادة تنشيط استجابات الصدمة لدى المشاهدين.

وتشير الدراسات التي أجريت حول النازحين إلى أن هذه الآثار النفسية لا تتضاءل مع مرور الوقت، بل قد تتزايد نتيجة استمرار التعرض للمحتوى الرقمي الصادم، والذي تساهم الخوارزميات في تكرار ظهوره أمام المستخدمين الذين سبق أن تفاعلوا مع محتوى مرتبط بالصراع، الأمر الذي يؤدي إلى نشوء دورات من الصدمات المتجددة، تبقي النازحين في حالة تأهب مستمرة، حتى مع تراجع التهديدات الجسدية.

يسهم زرع الخوف عن طريق الخطاب الطائفي الرقمي في تشكيل قرارات العودة لدى النازحين واللاجئين عبر آليات نفسية محددة، حيث يخلق المحتوى التحريضي عبر الإنترنت قلقا استباقيا تجاه سيناريوهات العودة، محولا الاحتمالات النظرية إلى مخاوف واقعية من خلال استخدام لغة وصور تهديدية ومباشرة.

إعلان

وتؤكد دراسات ميدانية حول العائدين المحتملين أن التعرض للمحتوى الطائفي الرقمي يزيد من شعورهم بالتهديد، ويضعف الثقة في الضمانات الأمنية المعلنة، ويرفع من تقديرات المخاطر المحتملة عند العودة.

إن استمرار تواجد المحتوى التحريضي على الإنترنت يجعل من التهديدات التي صدرت خلال ذروة النزاع حاضرة دوما في أذهان النازحين، فيما يعرف بـ"الانهيار الزمني"، مما يضطر العائدين المحتملين إلى تقييم أوضاعهم لا بناء على الظروف الراهنة فحسب، بل استنادا إلى المحتوى الرقمي المستمر الذي يشير إلى ضعف محتمل في المستقبل.

ساحة المعركة الرقمية في سوريا وأثرها على ديناميكيات العودة

برزت البيئة الرقمية في سوريا ما بعد الصراع كساحة معركة محتدمة، تتصارع فيها السرديات الطائفية حول تشكيل تصورات العودة وظروفها، كانت هذه الظاهرة في البداية منحصرة نسبيا ضمن نطاق المواجهة بين الموالين لنظام الأسد والمعارضين له، غير أن الأحداث الأخيرة في الساحل خلال مارس/ آذار، وفي السويداء خلال يوليو/ تموز 2025، فجرت موجة من الخطاب الطائفي، يرجح أن تكون لها تداعيات بعيدة المدى تتجاوز المستقبل المنظور.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على مجرد تصعيد في حدة الخطاب، بل تشير إلى تحول جوهري في آليات تكوين الهويات الطائفية وتوظيفها سياسيا واجتماعيا كسلاح في الصراع السوري.

وتستغل هذه الهويات البيئة الرقمية متعددة المنصات، ما أدى إلى انتشار واسع النطاق لمحتوى الكراهية، مع استدامة لم تعهدها الأشكال التقليدية من النزاعات الطائفية.

تطور الخطاب الطائفي على الإنترنت من مجرد إشارات مبطنة أو تلميحات غامضة إلى خطاب صريح قائم على استهداف واضح للهويات الفرعية، ما أدى إلى نشوء توترات وانقسامات داخلية تهدد بجدية فرص التعايش السلمي.

ويعكس هذا التحول اللغوي تحولات هيكلية أعمق على مستوى الإدراك المجتمعي السوري لمفاهيم الاختلاف والانتماء، إذ يسهم الأرشيف الرقمي للهويات الطائفية عبر الوسوم (الهاشتاغات) والمجموعات والعبارات المنتشرة في خلق ما يمكن وصفه بـ"أرشيف الكراهية"، وهو ما يجبر العائدين المحتملين على التعامل معه كجزء من تقييمهم لفرص العودة الآمنة إلى مناطقهم الأصلية.

وقد برزت منصات رقمية محددة كقنوات رئيسية لنشر وتعزيز الخطاب الطائفي، وتمتاز كل منها بسمات خاصة تؤثر في طبيعة المحتوى المنشور وانتشاره. إذ تتحول مجموعات فيسبوك المنظمة وفق التقسيمات الجغرافية إلى ساحات افتراضية توثق فيها الحوادث الطائفية وتناقش وتضخم، فتُحول بذلك الحوادث المحلية إلى روايات عامة تؤثر في العلاقات بين مختلف الطوائف.

في حين تسهم مجموعات واتساب، بحكم خصوصيتها وتشفيرها ودينامياتها القائمة على التقارب الشخصي، في انتشار واسع للتقارير غير الموثقة والشائعات التحريضية ضمن دوائر موثوقة اجتماعيا، ما يمنح الخطاب الطائفي مصداقية أكبر من خلال التفاعل المباشر.

وتتيح طبيعة منصة إكس، بما فيها من مزايا التفاعل الآني وانتشار الوسوم، التصعيد السريع للتوترات الطائفية خاصة في أوقات الأزمات أو الأحداث البارزة. كما تؤدي قنوات تليغرام دورا محوريا كمنصات للتنسيق والتعبئة الطائفية، خصوصا تلك التي يديرها أشخاص أو جماعات ترتبط بالنظام السابق، أو بفصائل مسلحة، أو بمجموعات متطرفة، وتسعى عبر محتواها التهديدي إلى استهداف مجتمعات بعينها.

وتشير الأدلة المتاحة إلى أن العديد من هذه الحسابات قد تكون موجهة من قِبل دول، أو جهات تسعى لتعميق الانقسامات، بغرض تحويل الأزمة الطائفية إلى مواجهات مسلحة تبقي النازحين بعيدا عن أوطانهم الأصلية.

مقاطع الفيديو العنيفة كوسيلة رادعة للعودة

يمثل تداول مقاطع الفيديو التي تصور العنف عبر الشبكات الرقمية وسيلة فعالة وواسعة الانتشار في إطالة أمد النزاع الطائفي، لتصبح حاجزا نفسيا وعاطفيا قويا يردع اللاجئين والنازحين عن العودة، متجاوزا الاعتبارات العقلانية المتعلقة بالتقييم الأمني للوضع.

إعلان

وتنتشر على نطاق واسع تسجيلات تبث عنفا طائفيا تاريخيا أو حديثا، بدءا من مشاهد المجازر القديمة وانتهاكات الكرامة الإنسانية، ووصولا إلى لقطات التدمير والترهيب المعاصرة، وتوزع هذه المواد المرئية عبر الشبكات الرقمية السورية بتأثير قوي تضمنه الخوارزميات الحديثة.

وتقوم هذه المقاطع بوظائف متعددة، فهي تخلد الصدمات التاريخية، وتكرس التهديدات المستمرة، وتلقي بظلالها على سيناريوهات العودة المستقبلية. ويؤدي استمرار توفر هذه المواد الرقمية إلى إبقاء تأثير العنف الماضي حاضرا بشكل دائم، مما يقلص المسافة الزمنية بين فظائع الأمس وقرارات اليوم.

يظهر تأثير هذه الفيديوهات جليا على عمليات اتخاذ القرارات الخاصة بالعودة لدى اللاجئين والنازحين، وذلك من خلال آليات نفسية معقدة تدمج الأدلة البصرية بشكل مباشر في تقييم المخاطر.

ويشير العائدون المحتملون إلى أن مجرد مشاهدة مقطع واحد يصور عنفا طائفيا في مناطقهم الأصلية قد يكون كافيا لترجيح قرار عدم العودة، حتى لو تعددت التقارير التي تتحدث عن تحسن نسبي في الظروف الأمنية.

وتضمن الطبيعة الفيروسية لهذا المحتوى أن تكتسب الحوادث المنعزلة أو المتفرقة أثرا مبالغا فيه، حيث تنتقل هذه المقاطع بسرعة كبيرة بين مجتمعات الشتات السوري، متجاوزة بذلك أي معلومات سياقية أو تقييمات موضوعية للمخاطر الفعلية، مما يعزز ما يعرف في الأدبيات النفسية بـ"سلاسل التوافر المعرفي"، أي أن الصور والمقاطع المتوفرة بسهولة عن العنف تهيمن على إدراك النازحين لمستوى المخاطر المحتملة.

ويخلق هذا المحتوى الرقمي "جغرافيات خوف متخيلة"، وهي بنية نفسية وعاطفية تكرس استمرار النزوح وتحدي المفاهيم التقليدية للانتماء الجغرافي. وتتحول مقاطع الفيديو التي تصور العنف إلى "نصب رقمية" دائمة تذكر النازحين بأماكن يعتبرونها ملوثة بالعنف الطائفي بشكل لا يمكن تجاوزه أو نسيانه، بغض النظر عن الواقع الحالي.

وتتكون هذه الجغرافيات المتخيلة من خرائط عاطفية قوامها الخوف والاشمئزاز والغضب، وتؤثر بقوة في قرارات العودة، حتى من مسافات بعيدة. ويصف اللاجئون السوريون ردود أفعالهم الغريزية عند مشاهدة مقاطع توثق عنفا في مناطقهم الأصلية، والتي تتحول إلى مشاعر نفور واشمئزاز عميقين، لتتحول تلك المشاعر إلى قرارات ترفض العودة.

خاتمة

تشكل خطابات الكراهية الرقمية، والتحريض الطائفي، وانتشار مقاطع الفيديو التي تصور العنف عبر منصات التواصل الاجتماعي ما يمكن تسميته بـ«البعد الرابع» لأزمة النزوح السوري؛ وهو بعد يتداخل مع عوامل النزوح التقليدية كالتدمير المادي، والتهديدات الأمنية، والعقبات القانونية، والقيود الاقتصادية، لكنه في الوقت ذاته يتمتع باستقلالية واضحة عنها.

يتميز هذا البعد الرقمي بخصائص تستدعي إعادة النظر في السياسات والمقاربات المتعلقة بالعودة؛ إذ إنه عابر للحدود، ومستمر رغم التحولات السياسية، ويخلق عوائق نفسية وعاطفية قد تكون أكثر صعوبة من العوائق المادية.

وتؤكد الحالة السورية بوضوح كيف يجد النازحون واللاجئون أنفسهم أمام تحديات لا تقتصر على تدمير البنى التحتية أو النزاعات المتعلقة بحقوق الملكية، بل تشمل كذلك بيئة رقمية مشبعة بالكراهية الطائفية، تعيد باستمرار إنتاج الظروف النفسية والاجتماعية المسببة للصراع.

إن الاعتراف السياسي بالطائفية الرقمية بوصفها عائقا أساسيا أمام عودة النازحين واللاجئين يحمل في طياته تداعيات جوهرية، ويتطلب من الحكومة السورية ومن المجتمع الدولي تطوير إستراتيجيات متقدمة تدمج ما بين الجوانب التقنية، والنفسية، والسياسية.

إذ ينبغي استكمال الجهود التقليدية لتيسير العودة، والتي تتركز عادة على إعادة إعمار البنية التحتية، وحل النزاعات القانونية، وتوفير الضمانات الأمنية، بمبادرات رقمية تهدف إلى بناء السلام والتعايش.

وتتضمن هذه المبادرات تأسيس وحدات متخصصة ضمن آليات العدالة الانتقالية، تتولى رصد وتحليل ومعالجة خطاب الكراهية والتحريض على العنف في الفضاء الرقمي؛ بالإضافة إلى تطوير شراكات فعالة مع منصات التواصل الاجتماعي الكبرى من أجل تحديد وإزالة المحتوى الذي يحرض على العنف الطائفي.

كما ينبغي العمل على إنشاء برامج تعليمية تعزز «محو الأمية الرقمية»، بهدف تمكين النازحين واللاجئين من تقييم المحتوى الرقمي نقديا، وتشجيع ودعم إنتاج روايات بديلة ترفض التأطيرات الطائفية وتعمل على تعزيز التعايش والتماسك الاجتماعي.

إعلان

علاوة على ذلك، فإن مواجهة تحديات المجال الرقمي تتطلب تشريعات متخصصة، وبناء قدرات مؤسسية، وأطر تعاون دولي وأممي تكون قادرة على التصدي للطبيعة العابرة للحدود الوطنية للمحتوى الطائفي.

لا يقتصر تحقيق العودة المستدامة للسوريين على إعادة بناء المدن المدمرة أو تصحيح الأوضاع القانونية وحدها، بل يقتضي أيضا استعادة المجال الرقمي من تجار الكراهية والتحريض الطائفي. يتطلب هذا الأمر تحولا في إدراك مفهوم العودة بعد انتهاء النزاع؛ من مجرد انتقال جغرافي إلى تفاوض معقد مع بيئات رقمية تؤثر بشكل عميق في تصورات الهوية، والأمن، والتعايش المشترك.

ومن خلال إدراك هذه الحقيقة، يمكن للمجتمع الدولي أن يساهم في خلق الظروف الملائمة التي تمكّن ملايين النازحين واللاجئين السوريين من العودة إلى ديارهم، دون أن يرافقهم خوف مستمر من الكراهية الرقمية التي ما زالت تنتشر بقوة في شبكات التواصل التي تجمعهم وتفرقهم في آن واحد.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بإعلان البرتغال نيتها الاعتراف بدولة فلسطين
  • سبتمبر الحاسم.. دول أوروبية كبرى تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة
  • رئيس الوزراء: البرتغال تدرس الاعتراف بدولة فلسطين
  • يزن العرب يسجل هدفا تاريخيًا بمرمى برشلونة.. فيديو
  • الأمكنة تنبض بالحياة من جديد.. أكثر من مليون سوداني يعودون إلى ديارهم
  • مقررة أممية: المرأة الفلسطينية تتعرض لعنف إنجابي ممنهج
  • ما هي الصدمة الثلاثية التي تعيق عودة السوريين إلى وطنهم؟
  • جمال عبد الجواد: الفلسطينيون أمام اختبار تاريخي.. وسلام مصر مع إسرائيل الأكثر شرفا وعدلا
  • كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة سبتمبر المقبل