سودانايل:
2024-06-02@09:10:26 GMT

من هو نزار قباني البجاوي ؟

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

بقلم: حسن أبوزينب عمر

استسلمت بكل جوارحي لقاءا للإعلامية المتألقة زينب ايرا مع اثنين من فرسان النغم والتطريب في المجتمع البجاوي هما محمد البدري وسيدي دوشكا وكلاهما يحملان القابا تحلقان بهما في سماء النجومية الأول امبراطور والثاني كروان ..الزمان أحد امسيات عيد الفطر والمكان محطة احتشدت عليها ثلاثة فضائيات هي البحر الأحمر والنيل الأزرق والخرطوم وكنت أحد المئات وربما الآلاف التي تمايلت مع تناغم الإيقاع وعذوبة اللحن ولكن ليس هذا هو وحده الذي يبرر الكتابة والتعليق فالذي دفعني هو أعمق وأكثر اثارة من النغم الذي سارت به الركبان في المجتمع البجاوي .

.ولأضع النقط على الحروف أطرح على مائدة النقاش قضية لا تتطرق عليها عادة الألسن فلم تنال نصيبها من الأضواء اذ ظلت كامنة في دهاليز العتمة أو المناطق التي يحظر فيها الاقتراب والتصوير ولذلك تمنيت لو استصحبت مقدمة البرنامج لأحد الباحثين في تراث البجا لسبر أغوار ماردتته حناجر الفنانين شرحا للكلمات والمفردات الشعرية حتى ننفتح ونتعرف على مجتمع ربما يعتبر أحد المجتمعات السودانية التي تغلف العزلة تراثها الاجتماعي ..ربما تتضافر هنا أسباب حالت دون ذلك منها عدم كتابة اللغة وهو أمر قد يعجل بفناء هذا التراث وجعله نسيا منسيا .
كلمات الأغنية التي تغنى بها البدري و دوشكا هي لشاعر اسمه محمد موسى بولر كما قال لي أحد الأخوة وقد غادر الفانية هذا العام بهدوء ..كلمات ومفردات الشاعر كما خمنت تتحدث عن الغزل وهي قضية رغم انها مطروقة في كل المجتمعات الانسانية فلها خصوصيتها ونكهتها المميزة في المجتمع البجاوي .. لا أقول انها ممنوعة Taboo كما تقول الفرنجة ولكن الأوصاف ليست مباشرة بل أسدلت عليها الكثير من التوريات والكنايات وتغلفها الرمزية ..والشاهد ان الشاعر الذي لا نعرف شيئا عن التي يتغزل فيها يقول (أسقا ريهمات توبور ايبرم إيلاء اكواسهوك) وترجمتها انت شبيه بالأرض الرحبة التي يصافحها الهواء العليل .. وأحيانا هي (ادرور أقييت يكتيب اوبلوك تيبرا أبكا فجر ايكتيب اكواسهوك ) وترجمتها الخضرة التي تكتسي الأرض والسحاب الماطر الذي ينيخ بكلكله على السماء ..(سبوت مري ايم أومدهن ايكين اكواسوهوك) وترجمتها مشهد المياه ترتاح على صفحة التراب وتمنح الحياة في الأرض البلقع . (اوندا اولاء اكواسهوك) وترجمتها أنت كالظل في هجير الشمس. واضح هنا أن الشاعر ينطلق من البيئة التي يعيش فيها والتي توفر له سبل الحياة فمن نباتها ترعى انعامه ومن مياه الأمطار يزرع ما يكفي أوده بل يختار كلماته ومفرداته من جمال وسحر خضرتها وهي تلهمه لارتياد وادي عبقر .. ورغم انها صحاري جرداء معظم شهور السنة فهي التي يختارها لوصف جمال الحبيبة التي سلبت قلبه ..لا أجد هنا تشبيها لهذه الأرض والطبيعة مزدوجة المعايير سوى ما كان عليه الحال في تراث مصر القديمة فالفرعون لم يكن حاكما فحسب بلا اله يعبد ..الذي يسترعي الانتباه هنا ان معايير الجمال في تراث البجا ليس اطلالات القمر في السماوات الداكنة وليست المياه اللازوردية في شواطئ البحار وليست ورد الأقحوان أو زهر البنفسج بل ما جادت به الطبيعة التي يعيش فيها وهو هنا ابن بيئته كالشاعر على بن الجهم وقد جاء الى المدينة أشعث أغبر ودخل على الخليفة المتوكل وأنشد مادحا (أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب) ومع ذلك تصالح معه الخليفة قبل أن يستوطن المدينة ويتمدن وبعدها أنشد أحد أجمل الأشعار(عيون المها بين الرصافة والجسر ...جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري ) .. القضية المطروحة وهي الغزل في التراث البجاوي قضية في حاجة للبحث والتنقيب

 

oabuzinap@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كنيسة المهد.. أقدم الكنائس في فلسطين

تعد أقدم الكنائس في فلسطين وإحدى أقدم كنائس العالم، تقع في مدينة بيت لحم، هي الأولى بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي حين أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرسمية. وحسب المراجع التاريخية المسيحية، فقد بناها بأمر من الملكة "هيلانة" فوق المكان الذي ولد فيه المسيح عليه السلام، وأُعيد تشييدها في القرن السادس بعد حريق شب فيها.

الموقع

تقع كنيسة المهد في مدينة بيت لحم على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب القدس، وهي إحدى أقدم الكنائس وأكثرها شهرة في فلسطين وعلى مستوى العالم، تعد المكان الأقدس للمسيحيين، بسبب ارتباطها بمكان ميلاد السيد المسيح، حيث بنيت فوق المغارة التي يُرجح أنه ولد فيها.

تاريخ الكنيسة

اختلفت المصادر بشأن تاريخ بداية تشييد كنيسة المهد، ولكن يرجح أنه بين عامي 330م و333م، وافتتحت عام 339م، وبنيت بالتوازي مع بناء كنيسة القيامة بأمر من الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين الكبير.

أحرق السامريون الكنيسة قبل هدمها عام 529م، ثم أعاد الإمبراطور البيزنطي جستنيان بناءها عام 534م.

ذكر الباحث نظمي الجعبة في كتابه "كنيسة المهد في بيت لحم أقدم كنائس فلسطين" أنها احتفظت بملامحها التي شيدت عليها قبل 14 قرنا تقريبا.

تعد كنيسة المهد من الكنائس القليلة التي لم يهدمها الفرس، وذلك بسبب لوحة المجوس على واجهتها، كما أبقى عليها الخليفة الحاكم بأمر الله عام 1009م احتراما للمسيح عليه السلام.

اهتم الصليبيون بالكنيسة؛ خاصة بعد تتويج الملك بلدوين على المملكة اللاتينية في القدس عام 1101م، فزينوها بالفسيفساء على الجدران وبالرسومات على الأعمدة وبالرخام على الأرضيات.

فقدت الكنيسة جزءا من رونقها نهاية الفترة المملوكية بسبب ضعف نظام المماليك وانتشار الفساد، إضافة للكوارث الطبيعية التي حدثت في تلك الفترة، وانتشار الأمراض المعدية.

وعلى الرغم من تعرض الكنيسة لزلزال عام 1834م وحريق عام 1869م، فإنها حافظت على معمارها ومعظم أجزائها وزخارفها، فيما تضررت أرضيتها وسقفها، وقد رمما عدة مرات.

سلّمت الكنيسة لرعاية الآباء الفرانسيسكان عام 1347م، وأجروا فيها الإصلاحات اللازمة عام 1480م.

أجزاء الكنيسة

حوى المبنى الأساسي للكنيسة، الذي أنشأه الإمبراطور قسطنطين، فسيفساء أرضية متقنة، إضافة إلى أديرة وكنائس لاتينية وأرثوذكسية يونانية وفرنسيسكانية وأرمنية. كما يتوفر على أبراج الجرس وحدائق ذات مدرجات.

توجد في الكنيسة مغارة المهد، وهي المزار الرئيسي فيها، وتقع تحت صحنها إلى الشرق، ويوجد درجان يؤديان إليها على جانبي مذبح المهد، ووجدت فيها نجمة فضية وكتابة لاتينية تقول بعض الروايات إنها تشير إلى أن هناك وَلدت مريم العذراء السيد المسيح، وفيها أيضا 15 قنديلا تمثل الطوائف المسيحية.

شيدت الكنيسة على الطراز البازيلكي، بصحن كبير و5 أجنحة واسعة وقاعتين مستعرضتين، تحتها مغارة المهد، ولها طرف يطل على قاعة مثمنة الأضلاع بسقف مخروطي، و40 عمودا فوقها حائطان ارتفاعهما 10 أمتار وفوقها 11 نافذة تحيطها من كل جهة.

وعلى جدران الكنيسة توجد بقايا الفسيفساء التي كانت تزينها وأرضيتها في القرن الـ12، والتي ترجع للفترة البيزنطية الأولى.

كنيسة المهد خلال حفل النار المقدسة عشية عيد الفصح الأرثوذكسي يوم الرابع من مايو/أيار 2024 (الفرنسية)

مدخل الكنيسة عبارة عن باب متواضع بارتفاع يقل عن متر ونصف، يبدو للناظر أنه لحصن وليس لكنيسة لها مكانة رفيعة، مما يستدعي من الزائر الانحناء قليلا عند الدخول، وذلك من أجل حمايتها من الغزاة لمكانتها الدينية، كما يعلو المدخل عتب حجري.

حسب الدراسات التاريخية فإن هذا المدخل قد فتح في الفترة المملوكية أو العثمانية حيث يظهر الثراء المعماري المتنوع للواجهة.

زيارة عمر بن الخطاب

دخل عمر بن الخطاب وأصحابه بيت المقدس بعد تحريرها، فرافقهم البطريرك صفرنيوس ليدلهم على آثارها، ثم زار عمر بعد ذلك كنيسة المهد ولما أدركه وقت الصلاة صلى بها، ثم خشي أن يتخذ المسلمون من صلاته سنة فيخرجوا أصحابها منها، فكتب للبطريرك عهدا خاصا يجعل الكنيسة للنصارى ويحدد دخول المسلمين إليها، وأعطى أوامره بألا يصلي المسلمون على أعتاب الكنائس جماعة، وألا يدعوهم إلى الجماعة مؤذن.

ضمن لائحة التراث العالمي

أدرجت كنيسة المهد عام 2012 ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو)، وهي أول موقع فلسطيني أضيف لهذه اللائحة، لكنها صنفت فيما بعد ضمن قائمة المباني التراثية المهددة بالخطر نظرا لحالتها السيئة.

ورفعت المنظمة الأممية كنيسة المهد مطلع يوليو/تموز 2019 من قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر بعد ترميم الجزء الأكبر منها.

حصار الكنيسة

بدأ حصار الكنيسة يوم الثاني من أبريل/نيسان 2002، بعد انتهاء عيد الفصح عند اللاتين، وكان الجيش الإسرائيلي حينها قد حاصر محافظة بيت لحم وبدأ اقتحامها خلال ما سماها عملية الدرع الواقي.

دارت اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وبعض المقاومين الفلسطينيين الذين اتخذوا من كنيسة المهد حصنا لهم، ففرضت القوات الإسرائيلية حصارا على الكنيسة ومن فيها دام أكثر من 35 يوما.

كنيسة المهد أول موقع فلسطيني أضيف إلى لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو (الفرنسية)

أثناء الحصار عقدت مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي من قبل المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي والسلطة الوطنية الفلسطينية، أبعِد على إثرها 13 شخصا خارج فلسطين، و26 آخرون إلى قطاع غزة، كما استشهد 8 فلسطينيين وأصيب 14 آخرون، فيما قتل جنديان إسرائيليان.

ميلاد دون شجرة وزينة

انعكست أجواء العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أواخر 2023 والذي دام عدة أشهر، على أجواء الاحتفالات بأعياد الميلاد في ساحة كنيسة المهد لعام 2024، فلم توضع الشجرة ولا إضاءتها التي تعد رمزا للاحتفال، ولكنها استبدلت بمجسم فني يمثل مغارة الميلاد على شكل منزل مدمر كتب عليه "الميلاد تحت الأنقاض".

استغرق العمل على المجسم حوالي 3 أسابيع وهو عبارة عن بقايا أحجار مرصوصة على الأرض ومحاطة بأسلاك شائكة ترمز للدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي.

وتضمن أيضا مجسما للعائلة المقدسة وآخر للسيدة مريم العذراء تحتضن المسيح عليه السلام على هيئة كفن، رمزا لشهداء فلسطين، إضافة لخارطة فلسطين وبداخلها خارطة لغزة من الحديد المطلي باللون الرمادي الداكن.

كما وضعت لافتة بالقرب من الكنيسة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية، أوقفوا التهجير القسري، ارفعوا الحصار"، وأخرى كتب عليها "أجراس الميلاد في بيت لحم تدعو لوقف إطلاق النار في غزة".

مقالات مشابهة

  • كنيسة المهد.. أقدم الكنائس في فلسطين
  • مصرف الراجحي يقطع شريان التحويلات المالية إلى صنعاء: وخبير اقتصادي يؤكد انها بداية لقرارات مماثلة عالميا
  • من قتل “الحمدي” و“سالمين”؟ وما سر سقوط “الفرضة”؟ وما الذي قدمه التحالف للجيش؟.. قريبًا في الحلقة الثانية من “بودكاست برّان” مع الجنرال “مفرح بحيبح”
  • عبدالنبي .. الذي ليس عُمانيًّا
  • الشاعر عبد الرحيم محمد عمر.. أطلقت النكبة قريحته وتصدّر المشهد الثقافي
  • إربديّات
  • بحضور نزار البركة انطلاق اشغال المؤتمر الوطني للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان
  • الاستوزار واللجنة التنفيذية يجران على بركة غضبا كبيرا ينذر باندلاع صراعات جديدة بين تيارات حزب الاستقلال
  • السجاد الاحمر
  • التفطاح بالمال العام.. مستشارون في ديوان نزار بركة يمددون الإقامة بإندونيسيا