الجزيرة:
2025-12-14@22:56:01 GMT

بالفيديو.. أبناء مخيم جنين يروون محاولات تهجيرهم

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

بالفيديو.. أبناء مخيم جنين يروون محاولات تهجيرهم

جنين- كان حديث الحاجة خضرة أبو سرية (86 عاما) عن قرية زِرعين قضاء حيفا، التي هُجرّت منها عام 1948، مليئ بالشجن والحنين، وبدأته بإنشاد موال يتغنى بجمال الدار ويشرح شوقها للأهل، وامتد ليُعبّر عن ما تحمله ذاكرة طفولتها هناك.

وُلدت خضرة قبل النكبة بـ10 أعوام في زرعين، ولم تلتحق بمدرستها، لكنها أمضت أيام طفولتها في المساحات الشاسعة من سهولها الممتدة في قلب مرج ابن عامر، وحملت ذكرياتها معها إلى اليوم.

وتخبر عن جمال البلدة وهوائها النقي وسكانها الذين عملوا في الزراعة ووفرة مياهها، وعن الأحداث التي وقعت في القرى المجاورة وسبقت ليلة تهجيرهم من زرعين.

الحاجة خضرة أبو سرية هُجّرت من قرية زرعين قضاء حيفا عام 1948 وتعيش بمخيم جنين (الجزيرة) التهجير الأول

بدأ الأمر بوصول جيش الإنقاذ (قوات عربية) للقرى المجاورة، فاختار عدد من شباب البلدة الانضمام إليه لمقاومة زحف الاحتلال والعصابات اليهودية المسلحة، وحين وصلوا إلى مشارف زرعين اشتبكوا معهم ومنعوا تقدمهم إلى داخلها. لكن سرعان ما أُذيعت الأخبار بأن العصابات المسلحة تنوي الهجوم عليهم وذبح الناس كما حدث في مجزرة دير ياسين، لذا قرر الأهالي الرحيل.

وتذكر الحاجة خضرة أنها كانت ليلة صيفية حين قدمت شاحنة إلى زرعين وحملت عددا من العائلات من بينها أسرتها، وتوجهت بهم إلى أطراف مدينة جنين، ومنذ ذلك الوقت أُطلق عليهم صفة "اللاجئين".

وحملت المركبة خضرة ووالديها وإخوتها، ومشوا حتى وصلوا إلى قرية سيلة الظهر، مكثوا فيها عاما كاملا، ثم تقرر نقلهم إلى مدينة جنين "ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش هنا".

وكذلك تقرر نقل كل المهجّرين من أراضي الـ48 الذين استقروا بالبداية في بعض قرى جنين، حيث أصبحت أرض المعسكر الجديد هي مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية.

منزل الحاجة خضرة لم يسلم من تخريب قوات الاحتلال خلال اقتحامات مخيم جنين الأخيرة (الجزيرة)

اليوم، تعيش خضرة وحدها في المخيم، وتقول إن الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة له تذكّرها بالليلة التي هُجّروا فيها تحت تهديد العصابات الصهيونية المسلحة.

وتوضّح "هجّرونا من أراضينا وبيوتنا، وهاهم يلاحقونا في المخيم، مرت السنوات لكن لم يتغير أسلوب إسرائيل، فهي لا تريد للفلسطيني أن يعيش لا في أراضي الـ48 ولا في المخيم ولا في أي مكان".

وتضيف أن الاحتلال هدم القرى في النكبة، وذبح الناس، ودمر المنازل، واليوم يقتل الشباب ويجرف الشوارع ويفجر البيوت، ويقصف المخيم بالطائرات المُسيّرة.

وتعرضت الحاجة خضرة لتنكيل قوات الاحتلال وبطشها أكثر من مرة، فقد اقتحمت منزلها بعد تفجير بابه وخلعه، وحطمت نوافذه وخربت مقتنياتها الشخصية. وتبع ذلك هجوم بالكلب البوليسي الذي كان يرافق جنود الاحتلال عند اقتحام مخيم جنين في يوليو/تموز الماضي، مما أدى إلى إصابتها في اليد.

وتقول "أنا سيدة مسنة وأعيش وحدي، دمروا منزلي وحاول كلبهم نهشي، لا يرغبون بوجودنا، في شبابنا وحتى في كبرنا، لا يريدون لنا أن نعيش".

آثار الدمار بأحد شوارع مخيم جنين التي خلفها الاحتلال خلال اقتحاماته المتكررة (الجزيرة) سياسة ممنهجة

ويرى أهالي مخيم جنين -الذين يعود أصل غالبيتهم إلى قرية زرعين قضاء حيفا، بينما ينحدر الباقون من قرى عين المنسي والمزار واللّجون- أن إسرائيل تسعى لإنهاء المخيمات الفلسطينية من خلال عمليات الهدم والتجريف والقتل التي ترافق هجماتها العسكرية عليهم.

وخلال اقتحاماتها لمخيم جنين، والتي تكثفت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (بعد حرب غزة) تعمد قوات الاحتلال إلى تدمير بنيته التحتية، وتجريف شوارعه وإتلاف شبكات المياه والكهرباء، وهدم البيوت بالجرافات، وأحيانا قصفها بالقذائف المحمولة على الكتف أو بالطائرات المُسيّرة، "للقضاء على مخيم جنين ومخيمات الضفة" بحسب الأهالي.

ويقول ابن المخيم مهدي تركمان (22 عاما) للجزيرة نت إن كل اقتحام يكون أكثر تدميرا من سابقه، لدفع الأهالي للهجرة. ويضيف "أنا بالتأكيد أسعى لحياة مستقرة وهو ما لا نجده اليوم بالمخيمات التي تُدمَّر بشكل مستمر، يحاولون زرع هذه الفكرة لدينا، لكن لن نعيد نكبة 48 مرة أخرى ولو قتلونا كلنا هنا في بيوتنا".

نصب تذكاري لشهداء مخيم جنين دمرته آليات الاحتلال (الجزيرة)

وفي مخيم جنين الذي أُقيم عام 1953، هدمت إسرائيل أهم 3 رموز بناها الأهالي لتذكير الأجيال الجديدة بنكبة أجدادهم قبل 76 عاما، وتعتبر هذه الرموز الأكثر أهمية وشهرة داخل المخيم وخارجه.

وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هدم الاحتلال أقواس النصر التي كانت تمثل مدخل المخيم، وبُنيت من حجارة على شكل قوس يعلوه مفتاح العودة الكبير، وكُتبت في أعلاه عبارة "مخيم جنين.. محطة انتظار لحين العودة".

دوار العودة في مخيم جنين بعد تدميره من الاحتلال (الجزيرة)

وفي التاريخ نفسه، اقتلعت جرافات الاحتلال مجسم "الحصان" على المدخل الغربي للمخيم، الذي يمثل صمود أهاليه وصبرهم خلال الاجتياح الإسرائيلي الشهير عام 2002. وكان اتجاه نظره إلى حيفا المدينة حيث هُجّر سكان المخيم أيام النكبة.

بعدها بشهر، هدم الاحتلال ثالث رموز المخيم وهو "دوّار العودة" الذي كُتبت عليه أسماء المدن والبلدات التي هُجّر منها سكان المخيم، وتعلوه خارطة فلسطين التاريخية. وكان الزوار يمرون قربه لأخذ الصور والتعرف على البلدات الأصلية لأبناء مخيم جنين.

خطر

ويرى رشيد منصور (65 عاما) عضو لجنتي الزكاة والإصلاح بالمخيم أن محاولات الاحتلال إنهاء المخيمات والتخلص من اللاجئين ليست جديدة "لأن إسرائيل تدرك أنه طالما وُجد فلسطيني يطالب بحق العودة فهذا يعني خطرا على المشروع الصهيوني".

ولذلك -يضيف للجزيرة نت- بدأت بمشاريع توطين اللاجئين منذ الخمسينيات "لأن وجود الشعب الفلسطيني على أرضه وحمله للرواية الفلسطينية خطر عليهم".

ويؤكد منصور أن رد فعل إسرائيل على نشاط المقاومة بالمخيم الأعوام الثلاثة الأخيرة قاسٍ جدا، من حيث حجم القتل وتخريب البيوت والاعتقال وترويع الأهالي، وتدمير الشوارع والرموز التي تدل على تمسكهم كلاجئين بحقهم في العودة إلى ديارهم.

ورغم ذلك، يقول منصور إن حق العودة ليست حجارة أو مجرد رمز يمكن أن ينتهي في حال إتلافه، لكنه إيمان لدى كل مواطن يعيش في المخيمات.

آثار الدمار الذي تركه الاحتلال في شوارع مخيم جنين (الجزيرة)

وبرأي منصور، فإن إسرائيل تضغط على المواطنين في مخيمات الضفة عن طريق ترسيخ فكرة فقدان الأمن والاستقرار فيها لدفع الناس للرحيل أو ترك المخيمات، وعبر جعلها بيئة طاردة، والحياة فيها صعبة، لإنهاء فكرة وجود اللاجئين وقضيتهم.

ويؤكد أن استهداف إسرائيل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من خلال إقناع العالم بقطع التمويل عنها وقصف مقراتها في قطاع غزة، وتدمير مراكزها في جنين وطولكرم وطوباس، هو بالأساس يحمل هدفا أكبر وهو إنهاء قضية اللاجئ الفلسطيني أساسا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات مخیم جنین فی المخیم

إقرأ أيضاً:

بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) مساء السبت، اغتيال القيادي في كتائب القسام، رائد سعد، في غارة استهدفت مركبة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة ، وذلك في تصعيد جديد لخروقات تل أبيب لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

وذكرت مصادر إسرائيلية، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس صادقا على العملية، من دون أن يتم إبلاغ واشنطن مسبقا بها. وقال نتنياهو وكاتس في بيان مشترك بعد العملية، إنهما أوعزا بتنفيذها "ردا على تفجير حماس عبوة ناسفة بقواتنا اليوم في مناطق الخط الأصفر بقطاع غزة"، واعتبرا أن "كل ما يرفع يده على إسرائيل ويؤذي الجنود، ستقطع يده في غزة وفي أي مكان".

 

الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو اغتيال رائد سعد pic.twitter.com/XHeutP2PqH

— وكالة سوا الإخبارية (@palsawa) December 13, 2025

ومن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي والشاباك في بيان مشترك، إن "رائد سعد كان من قادة حماس الكبار القلائل الذين بقوا في قطاع غزة، وشغل سلسلة مناصب رفيعة في الجناح العسكري للحركة. وكان من العناصر القيادية على مدى الأشهر الأخيرة ومسؤولا مباشرا عن خروقات وقف إطلاق النار من قبل حماس، كما وفي إطار منصبه في ركن التصنيع أشرف على مواصلة إنتاج الأسلحة في قطاع غزة خلال فترة وقف النار".

وسبق أن حاولت إسرائيل اغتيال سعد عدة مرات خلال حربها على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينها محاولتان في الأسبوعين الأخيرين واللتين ألغيتا في الدقائق الأخيرة.

وتصنف إسرائيل سعد بأنه الرجل الثاني في كتائب القسام خلف قائدها عز الدين الحداد، وأنه هو من قام بالتخطيط لخطة "جدار أريحا" لهزيمة فرقة غزة من خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. كما تدعي أنه كان قائد قسم العمليات ومسؤولا حتى اليوم عن إنتاج الأسلحة وإعادة تأهيل قدرات كتائب القسام العسكرية.

وأوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن سعد قبع لفترة قصيرة في السجون الإسرائيلية في العام 1990، وكان مقربا من مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين ، وكذلك من قادة ذراعها العسكري محمد الضيف ومروان عيسى.

وأشارت إلى أنه كان قائدا للواء غزة في كتائب القسام في مطلع سنوات الألفين، وفي مطلع العقد الثاني من الألفية أسس وترأس سعد القوة البحرية لحماس في غزة.

وانضم سعد إلى هيئة الأركان التابعة لحماس بعد العدوان على غزة عام 2014، وأصبح جزءا من المجلس العسكري المصغر للحركة، ولاحقا أصبح رئيس قسم العمليات في حماس وكان مسؤولا عن الخطط العملياتية، وتولى الإشراف على خطوتين مركزيتين شكلتا أساس الجاهزية العملياتية لحماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر؛ وهما: إنشاء كتائب النخبة، وتدبير خطة "جدار أريحا" الهادفة إلى حسم المواجهة مع فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي؛ بحسب إذاعة الجيش.

وفي المقابل، لم يصدر أي إعلان رسمي من جانب حماس أو كتائب القسام بشأن صحة اغتيال رائد سعد، بينما جاء في بيان للحركة "إن مواصلة جيش الاحتلال جرائمه في قطاع غزة، والتي كان آخرها مساء اليوم استهداف طيرانه سيارة مدنية غرب مدينة غزة؛ يمثل إمعانا في الخرق الإجرامي لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى توقيعه وفق خطة الرئيس الأميركي ترامب".

وأضافت "إن هذه الجريمة تؤكد مجددا أن الاحتلال يسعى عمدا إلى تقويض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشاله عبر تصعيد خروقاته المتواصلة"، وحملت الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، وخروقاتها الممنهجة لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل استهداف أبناء شعبنا وناشطيه وقيادته، ومواصلة فرض الحصار، ومنع جهود الإغاثة الإنسانية".

وطالبت حماس، الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق بـ"تحمل مسؤولياتهم إزاء هذه الخروقات الفاضحة، والتحرك العاجل للجم حكومة الاحتلال المتنكرة لالتزاماتها بموجب الاتفاق، والساعية إلى تقويضه وتدميره".؛ بحسب ما جاء في بيان لها.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جنديين بانفجار عبوة ناسفة جنوبي غزة شاهد: انتقادات تلاحق نتنياهو بعد فيديو يظهر أسرى أحياء قبل مقتلهم في غزة غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو الأكثر قراءة 151 دولة في الامم المتحدة تصوّت لفلسطين: انتصار للحق في وجه الغطرسة والاحتلال الشرع: إسرائيل تعمل على تصدير الأزمات والهروب من مجازرها في غزة الاتحاد الأوروبي يضغط لزيادة المساعدات إلى غزة وفتح معبر رفح بيت لحم: مستوطنون يقتحمون "كيسان" ويطلقون الرصاص تجاه المنازل عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إصابة طفل برصاص الاحتلال في مخيم الجلزون
  • إسرائيل تصدر قرارًا بهدم 25 مبنى في مخيم نور شمس بطولكرم
  • فتح تنظم اعتصامًا في مخيم البص لدعم القيادة الفلسطينية وحماية الأونروا
  • الاحتلال يقتحم بلدة قباطية جنوب جنين
  • "سرايا القدس" تزف الشهيد محمد عباهرة من جنين
  • استشهاد فتى برصاص الاحتلال غرب جنين
  • بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد
  • مصر تحذر أمريكا من محاولات إسرائيل فرض وقائع جديدة في غزة
  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم الفارعة جنوبي طوباس
  • إصابتان برصاص الاحتلال في مخيم الأمعري