غارديان: وضع مدنيي السودان لم يعد يتحمل إضاعة الوقت
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
حذرت افتتاحية الغارديان اليوم من تفاقم أكبر كارثة إنسانية في العالم بعد سنة على بدء الحرب في السودان، وقالت إنه لم يعد يوجد وقت لإضاعته لحماية المدنيين هناك.
وترى الصحيفة البريطانية أن هناك 3 طرق يمكن أن يموت بها المدنيون في الحرب التي تقترب من الفاشر، المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور التي لم تستولِ عليها قوات الدعم السريع، وأشارت إلى أنهم يموتون بالفعل في اثنتين منها.
وأولى تلك الطرق هي الحرمان، حيث أدى الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية إلى تفاقم الظروف اليائسة بالفعل. والثانية هي تبادل إطلاق النار، حيث قتل طفلان ومقدم رعاية واحد على الأقل عندما ضربت غارة جوية شنتها القوات المسلحة السودانية منطقة قريبة من مستشفى للأطفال في نهاية الأسبوع، وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود.
والطريقة الثالثة، كما يحذر ناثانيال ريموند -المدير التنفيذي لمختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل- هي القتل الجماعي المستهدف في الفاشر التي يقطنها أكثر من 1.5 مليون شخص.
وخلص مركز راؤول والنبرغ لحقوق الإنسان إلى أن الإبادة الجماعية تحدث مرة أخرى في دارفور، بعد عقدين من ترويعها العالم أجمع.
وقالت هيومن رايتس ووتش الأسبوع الماضي إن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم إنسانية ضد قبيلة المساليت وغيرها من السكان غير العرب في الجنينة وما حولها العام الماضي، وهو ما أدى إلى مقتل الآلاف.
وقالت الحكومة البريطانية إن أعمال العنف أظهرت "كل السمات المميزة للتطهير العرقي". وهناك أسباب وجيهة للخوف من أن تشهد الفاشر المزيد.
وعلقت الصحيفة بأن بريطانيا تتحمل مسؤولية خاصة، نظرا لأنها تقود ملف السودان في مجلس الأمن. وحذرت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، من أن الهجوم على الفاشر سيكون "مذبحة ضخمة" و"كارثة فوق كارثة" ويهدد بعواقب إذا استمر.
وأكدت الصحيفة على أهمية الحاجة إلى الضغط على كافة المستويات -من مجلس الأمن الأممي إلى الحكومات الإقليمية التي تتعامل مع قادة من المستوى الأدنى- لاستعادة الهدنة غير الرسمية المعمول بها حول الفاشر في أواخر العام الماضي. كما يجب الضغط على القوات المسلحة السودانية للالتزام بمفاوضات جادة بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
وخلصت إلى أن المنظمات غير الحكومية والناشطين السودانيين محقون في الدعوة إلى فرض حظر على الأسلحة على السودان ككل، وإنشاء بعثة أممية جديدة لحماية المدنيين، رغم أن الخطوة الأولى الأكثر قبولا قد تكون الاتفاق على إرسال مراقبين من طرف ثالث إلى الفاشر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات ترجمات
إقرأ أيضاً:
مسؤول عسكري إسرائيلي: الآن هو الوقت المناسب لإنهاء حرب غزة وإعادة المحتجزين
تتواصل الدعوات الاسرائيلية لاستغلال ما تصفه بـ"الزخم" الذي تحقق بعد الهجوم على إيران لوقف الحرب على غزة، واستعادة الرهائن، والذهاب الى اتفاق تطبيع إقليمي واسع، والتحذير من التردد في ذلك، لأنه سيكون كفيلا بتضييع كل ما تم تحقيقه خلال العامين الأخيرين.
آفي بنياهو المتحدث العسكري الأسبق للجيش، أكد أنه "في اليوم الذي تم طرق فيه أبواب منازل سبع عائلات قُتِل أبناؤها الجنود في غزة قبل أيام خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 630 يوماً، تبدأ "أم مشاكلنا"، فالحرب في غزة لا تنتهي، رغم أن المطلوب هو إنهاؤها في أقرب وقت ممكن، ويعود جميع المختطفين، كلهم في مقابل الجميع".
وأشار إلى أن "وقف الحرب في غزة يتم من خلال استخدام الولايات المتحدة والوسطاء لجهودهم للوصول إلى اتفاق يبقي مسؤولية الأمن في غزة بأيدي الاحتلال، كما هو الوضع في لبنان، ونتوقف عن سفك المزيد من دماء الجنود هناك".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "تصريحات الرئيس دونالد ترامب حول قرب التوصل لاتفاق في غزة تعتبر أمرا مشجعا، لكن رئيس الأركان إيال زامير هو الذي يجب أن يلوح بالراية الحمراء، وعلى بنيامين نتنياهو أن يتوقف عن الخوف من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لإنهاء الحرب في غزة بشكل صحيح".
وأوضح أن "نتنياهو يعلم أنه إذا كان سيواجه صعوبة بتمرير الميزانية، ويسعى للدعوة لانتخابات مبكرة، فإنه يحتاج لتعزيز ائتلافه الذي يطالب باحتلال غزة، وطرد أهلها، والاستيطان فيها، بينما لا يجوز لنا أن نوافق على هذا، لأنه لا بد من وقف حمام الدم والأوهام المسيحانية، يدرك نتنياهو جيداً عمق الوحل، وعواقب الحرب المستمرة في غزة، ينتظر ببساطة للفواتير التي تعمل عليها إدارة البيت الأبيض حالياً، ويوشك ترامب على تقديمها له مقابل مساعدته في ملف إيران".
وأكد أن "إعلان ترامب سيدور بالضرورة حول إنهاء الحرب في غزة، وربما يأتي على دفعتين: الأولى حول غزة، والثانية حول إعلان بشأن تسوية مع الفلسطينيين تمهيداً لصفقة مع السعودية، وبالتالي فإن المختطفين هم قضيتنا الأساسية، ويجب أن يعودوا، وكذلك الجنود، ولذلك يجب أن تنتهي الحرب في غزة، صحيح أننا لم ننسى السابع من أكتوبر بعد، ولم نتمكن من استيعاب شدة الألم الناجم عن الهجوم، لكننا استنفدنا هذه الحرب، وما هو جيد للبنان سيكون جيدا أيضا لغزة".
وزعم أن "وقف الحرب في غزة الآن بات مطلوبا، خاصة عندما أصبحنا قوة إقليمية، رغم أن الحكومة لا تفهم بعد حجم الإنجازات والنجاحات التي حققتها الحرب في إيران، وإلا سنبقى دولة منبوذة على مستوى العالم، ومصابة بالجذام".