ذكر موقع "الميادين"، أنّ مصادر أمنية إسرائيلية كشفت أنّ وزارة الداخلية في إسرائيل لم تُنفّذ أيّ سيناريو لحماية المستوطنين في حال اندلع أي قتال في الساحة الشمالية، كما أنّها "لم تُخصص موارد للاستعداد للسيناريو".

وقالت المصادر إنّ إسرائيل لن تستطيع توفير استجابة ناجعة للمستوطنين، من الحدود الشمالية إلى خطّ حيفا، ولا سيما أنّهم سيبحثون عن ملجأ من الصليات الصاروخية التي سيطلقها حزب الله من الشمال نحو إسرائيل.



كما أشارت مصادر إسرائيلية كبيرة مُطلعة لصحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية إلى أنّ وزارة الداخلية الإسرائيلية إذا لم تقم بكلّ الاستعدادات المطلوبة سوف يكون من الصعب كثيراً استيعاب مستوطنين سيفرّون من المناطق المقصوفة، على الرغم من وجود خطّة "فندق ضيوف" التي أُعدت لهذا السيناريو بالضبط.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة ولبنان في 7 تشرين الأول الماضي، أُطلق نحو 17 ألف قذيفة صاروخية نحو الأراضي الفلسطينة المحتلة "إسرائيل"، قُرابة 3000 منها أُطلقت من لبنان، مضيفة أنّه يوم أمس الأربعاء أطلق حزب الله نحو 60 قذيفة وصاروخاً استهدفت 60 منها "ميرون" وهي وحدة مراقبة الحركة الجوية.

ووفقاً للسيناريو المُحدّث الذي تفترضه المؤسسة الأمنية والعسكرية فإنّه إذا اندلع القتال في الشمال فإنّ حزب الله قد يطلق بين 3000-5000 قذيفة صاروخية يومياً نحو "إسرائيل".

وتشير التقديرات إلى أنّ نحو 1000 من تلك القذائف سيكون سقوطها "فعالاً"، كما أنّه القذائف التي سيطلقها حزب الله سيكون 90% منها في حدود 40 كيلومتراً، والباقي سيتمّ إطلاقه إلى الوسط. وهذا يعني أنّ المستوطنات من خطّ الحدود إلى منطقة حيفا الحضرية، بشكلٍ أو بآخر، ستتلقى غالبية النيران. 

وفي ضوء تحديث السيناريو المرجعي، خصصت سلطة الطوارئ الوطنية في وزارة الأمن 2 مليار شيكل لشراء مخزون استراتيجي يضمّ مواد تعقيم، معدّات طبية، أعلاف للمواشي، منتجات خام للغذاء، قمح،  أكياس نوم، خيام وخزانات مياه، لكن تكمن خشية المؤسسة الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال من الأضرار المحتملة في البنى التحتية، بما في ذلك قطاع الطاقة والخلوي والنقل والنظام الصحي، وغيرها.

ووفقاً لمسؤولين كبار مُطلعين على الأمر، فإنّ الغالبية العظمى من الوزارات الحكومية: النقل والتعليم والاقتصاد والاتصالات والطاقة وغيرها، أدركت أنّه يجب عليها تسريع استعداداتها بشكلٍ كبير لاحتمال نشوب حرب في الساحة الشمالية.

ويُشير مسؤولون أمنيون إلى أنّ معظم الوزراء أخذوا الأمور على محمل الجد وأجروا مناورات حربية لتقدير وتحسين حالة استعداد وزاراتهم إلا أنّ وزارة الداخلية الإسرائيلية، برئاسة الوزير موشِه أربل لا تُجري "لعبة حرب" أو تُخصص الموارد اللازمة في حال جرى تصعيد للقتال في الشمال.

وانتقدت مصادر إسرائيلية رفيعة استهتار أربل، وقالت إنّ عليه أن "يفهم حجم المشكلة، ويتحقق مما إذا كانت هناك ثغرات، وكيف يُمكن تقليصها؟".

بدوره، ردّ وزير الداخلية لصحيفة "إسرائيل هيوم"، قائلاً: "لم تتواصل معي وزارة الأمن أبداً حول هذا الموضوع، لا جهات رسمية ولا مجهولة تعرف نفسها على أنها مسؤولة في المؤسسة الأمنية والعسكرية".

وقبل أيام، أوصى قادة كبار في المؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل، حكومة بنيامين نتنياهو لعقد صفقة تهدئة شاملة في قطاع غزّة، وفي الجبهة الشمالية مع حزب الله. (الميادين)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الأمنیة والعسکریة حزب الله

إقرأ أيضاً:

صحفيو غزة تحت النار.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف الصحفيين

أطلقت منصة "برايف نيو فيلمز" الوثائقية أحدث إنتاج لها بعنوان "صحفيو غزة تحت النار"، وهو فيلم مدته 41 دقيقة يسلط الضوء على الاستهداف غير المسبوق للصحفيين الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي خلال حربه على قطاع غزة.

ولا يكتفي الفيلم بتوثيق المجازر، بل يسعى لإثارة الوعي وإلهام التحرك من خلال عمل صحفي رفيع المستوى، يجمع بين القيمة الإنتاجية العالية والرسالة الإنسانية العميقة.

ويبتعد الفيلم عن الأساليب المألوفة في تصوير المعاناة الفلسطينية، فيقدم سردا صحفيا محكما يركز على ما يحدث للصحفيين الذين ينقلون أحداث حرب الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة للعالم، في ظل حظر دخول الصحافة الأجنبية والمنظمات الحقوقية إلى غزة.

الثمن الأكبر

وحتى وقت صدور الفيلم، قتل 178 صحفيا وعاملا في المجال الإعلامي على يد الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على القطاع، إلى جانب 93 جريحا و84 معتقلا وتدمير 70 مؤسسة إعلامية، في حصيلة تتجاوز ما شهدته معظم الحروب الكبرى في التاريخ الحديث من حيث استهداف الصحفيين.

وبحسب الفيلم، لا تعكس هذه الأرقام سقوط الصحفيين كأضرار جانبية، بل تُظهر نية متعمدة لاستهدافهم، غالبا بعد نشرهم تقارير قوية تكشف فظائع الحرب. ويشير الفيلم إلى استخدام الطائرات المسيّرة لتعقبهم، بل استهدافهم حتى أثناء وجودهم في منازلهم مع عائلاتهم.

إعلان

كذلك، يركز الفيلم على مفارقة مقلقة وهي أن العديد من الصحفيين الذين ظهروا فيه قُتلوا لاحقا، بعضهم خلال تغطيتهم للهجمات على زملائهم الصحفيين. ويسلط الفيلم الضوء على شجاعتهم الاستثنائية، حيث أصبحوا مصادر أساسية لفهم العالم الخارجي لما يحدث داخل غزة.

ويعرض الفيلم مشاهد ميدانية وصوتيات مؤثرة، تصف استهداف الصحفيين بعبارة متكررة: "جريمة حرب". لكن الرسالة الأكبر لا تتعلق فقط بضحايا الإعلام وعددهم، بل كيف أن استهدافهم بات وسيلة لإخفاء جرائم إسرائيل داخل غزة ولإتاحة المجال لروايتها الكاذبة التي يروجها مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، دون محاسبة.

السلاح الأميركي والتواطؤ الدولي

ولا يغفل الفيلم عن الخلفية السياسية للحرب الحالية على القطاع، إذ يقدم سياقا يتناول الدعم العسكري الأميركي الهائل لإسرائيل، ويعرض نماذج من التصريحات الغربية التي تتجاهل الحقائق الميدانية أو تبررها.

كما يبرز الفيلم خطورة التواطؤ الإعلامي الدولي، حيث أصبح البعض يُعد "شجاعا" فقط لأنه اعترف بوجود إبادة جماعية جارية.

وفي زمن أصبحت فيه القيم الإنتاجية والإعلامية أداة لتجميل الكذب أو تبرير العنف ضد الفلسطينيين، يبرز هذا الفيلم كأحد الأعمال النادرة التي تجمع بين الإتقان البصري والصدق الصحفي.

"صحفيو غزة تحت النار" متاح للمشاهدة عبر موقع "برايف نيو فيلمز"، ويُشجع القائمون عليه على نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى تصل رسالته لأكبر لجميع أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترسل بكثافة ملاجئ متنقلة إلى الشمال.. هل تُحضّر لمواجهة ثانية مع حزب الله؟
  • إسرائيل تلوّح باغتيال 4 شخصيات جديدة من "حماس"
  • نيران تشعلها إسرائيل تلتهم مزارع حمضيات في الأغوار الشمالية
  • مفاوضات غزة: إسرائيل تُقرّر عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة
  • ليست حماس فقط.. إسرائيل تستهدف الجميع
  • خبراء يكشفون عن نظام غذائي يحمي من أمراض القلب
  • رئيس تشيلي يتعهد بتكثيف الضغوط على إسرائيل بسبب حرب غزة
  • هذا ما تخطط له إسرائيل بديلاً عن الحرب
  • إسرائيل تفرض ضرائب جديدة على الموظفين لتمويل نفقات حرب غزة
  • صحفيو غزة تحت النار.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف الصحفيين