الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول "الناتو" بعد أوكرانيا "سخيفة"
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا لن تهاجم دول حلف "الناتو"، والأحاديث حول هذا الأمر في الغرب سخيفة تماما.
وقال ريابكوف: "الموضة لموسم ربيع وصيف 2024 هي فكرة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا، ولكنه سيهاجم بالتأكيد دول "الناتو" الأخرى".
إقرأ المزيدوأضاف: "هذه سخافة كاملة، وليست حتى معلومات مضللة، إنه تشويه خبيث وشرير لجوهر السياسة والأساس المنطقي تماما الذي تستند إليه جميع أعمالنا، والذي تم الإعلان عنه مرارا علنا وخلف الأبواب المغلقة من قبل قيادتنا قبل هذه الحملة الغربية".
واعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في فبراير أنه إذا هُزمت كييف، فإن القيادة الروسية "لن تتوقف" وسوف "تتخذ المزيد من الإجراءات العدوانية في المنطقة".
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد أكدت أن "الناتو" يستخدم أوكرانيا كأداة ضد روسيا، ومستقبل البلاد وسكانها لا يهم الحلف على الإطلاق.
المصدر: "تاس"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو سيرغي ريابكوف وزارة الخارجية الروسية البنتاغون غوغل Google فلاديمير بوتين لويد أوستن ماريا زاخاروفا
إقرأ أيضاً:
لماذا ترفض أوكرانيا الهدنة الروسية قصيرة الأمد؟
موسكو: تستعد روسيا -غدا الجمعة- للاحتفال بمرور 80 عاما على انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وسط إجراءات أمنية مشددة لم تعهدها سابقا الاحتفالات بهذه المناسبة التي توصف بـ"أم الأعياد" وتقام تقليديا بالساحة الحمراء في موسكو.
ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تخضع فيها العاصمة الروسية لإجراءات أمنية في غاية الدقة بسبب الحرب مع أوكرانيا، لكن منسوب الاحتياطات الأمنية الاحترازية الجديدة جاء على خلفية تهديدات من كييف بتعطيل الاحتفال، وفقا لتقييمات مراقبين روس لتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده "لن تكون مسؤولة عن سلامة الزعماء الأجانب الذين يخططون لحضور موكب النصر في موسكو".
ويشير خبراء روس إلى أن كييف تحاول بهذه الطريقة أن تعكر صفو الاحتفالات، وهو ما ترافق -حسب رأيهم- مع محاولات القوات الأوكرانية اقتحام مقاطعة كورسك مرة أخرى.
رفض أوكرانيتأتي هذه التطورات رغم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقفا كاملا للأعمال "العدائية" قصير الأمد، وذلك اعتبارا من منتصف ليل 7-8 مايو/أيار الحالي حتى منتصف ليل 10-11 من الشهر ذاته، لكن المبادرة قُبلت برفض أوكراني قاطع، في مؤشر على أن فجوة كبيرة لا تزال قائمة بين الجانبين المتحاربين.
إعلانولم يتوقف الرفض الأوكراني عند ذلك، بل أكدت وزارة الدفاع الروسية تدمير 105 طائرات مسيّرة فوق أراضيها ليلة 6 مايو/أيار الجاري وتعرض 11 منطقة -بما في ذلك العاصمة موسكو- لعدد من الهجمات الأوكرانية.
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الهجمات ستشكل عائقا أمام وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين، قال الناطق الصحفي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن القوات الروسية ستلتزم بالقرار لكنها سترد بشكل فوري ومناسب إذا استمرت كييف في محاولة توجيه ضربات.
ومن جانبه، رأى الخبير العسكري فكتور ليتوفكين في موقف القيادة الأوكرانية مؤشرا على أن كييف ليست ميالة إلى تسوية سلمية للصراع، موضحا بأنه بمجرد تقديم الكرملين "المبادرة السلمية" قامت القوات الأوكرانية على الفور بزيادة كثافة الهجمات على الأهداف المدنية من أجل إثارة التصعيد على الجبهة.
طابع سياسيوفي تعليق للجزيرة نت، اعتبر الخبير ليتوفكين أن هدف الرئيس زيلينسكي من الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة شهر هو أن يتسنى له إعادة تجميع قواته وشن هجوم مضاد، متابعا أن هذا هو بالضبط ما فعلته كييف بداية الحرب عندما وافقت موسكو على وقف إطلاق النار خلال المفاوضات عام 2022.
ووفقا له، فإن الغاية من وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا هو اختبار مدى استعداد أوكرانيا لإيجاد سبل لتحقيق سلام مستدام وطويل الأمد واتخاذ إجراءات "حسن نوايا" لجهة تهدئة الصراع -على الأقل- خلال الاحتفالات بعيد النصر.
وأوضح أن وقف إطلاق النار قصير الأمد ليس في صالح أوكرانيا، على عكس طويل الأمد دون شروط مسبقة "فخلال هذه الفترة، سيتمكنون من مداواة جراحهم وتعزيز قدرات جيشهم القتالية من خلال استدعاء متطوعين جدد ولو بالقوة".
ومن جهته، يرى الباحث في النزاعات الدولية فيودور كوزمين أن رفض زيلينسكي مقترح الهدنة الروسية ذو طابع سياسي أكثر مما هو عسكري. ويضيف للجزيرة نت أنه من وجهة النظر العسكرية، يمكن توقع انخفاض في العمليات العسكرية والهجمات من جانب كييف.
إعلان رسالة مشفرةوبرأي الباحث نفسه، لم يتم شكليا قبول اقتراح الكرملين، لكن أوكرانيا قد تحاول التجاوب معه بطريقة غير مباشرة. واعتبر أن رفض زيلينسكي للمقترح الروسي رسالة "مشفرة" موجهة في المقام الأول إلى الزعماء الأوروبيين، حتى لا يأتي أي منهم إلى موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر ويعطل مظهر الوحدة الأوروبية بشأن قضية العلاقات مع روسيا.
وبتصريحاته، يهدد زيلينسكي ليس فقط سكان موسكو والمواطنين والقيادة الروسية، بل أيضا شخصيات دولية من بلدان غير متورطة في الصراع، وفق الباحث كوزمين.
ويتساءل "لماذا يرغب زيلينسكي في الذهاب إلى حد استخدام التهديدات للتأثير على الاختيار الحر لرؤساء دول أجنبية للسفر إلى موسكو لحضور حدث ذي أهمية دولية وتاريخية؟". ويرى أن ما يجب الاتفاق عليه قبل وقف إطلاق النار المؤقت هو إطار عمل لوقف طويل الأمد.
ويشير إلى نقطة جوهرية بالنسبة لموسكو، تتلخص في أنه لم يتضح بعد من المحادثات الأميركية الأوكرانية الأخيرة ما إذا كانت كييف قد تخلت نهائيا عن رغبتها في قوة حفظ سلام أوروبية. ويؤكد أن على أوكرانيا التخلي عن هذه الفكرة نهائيا، لأن روسيا ستعتبر ذلك بمثابة عضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمسمى آخر، وإذا حاول الأوكرانيون والأوروبيون إعادة طرحه لاحقا، فستستأنف موسكو الحرب.