الجديد برس|

قال مركز “المجلس الأطلسي” الأمريكي لأبحاث الشؤون الدولية، إن هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر تسلط الضوء على “تآكل القيادة الأمريكية في المنطقة”، حيث فشلت الولايات المتحدة في حشد الدعم الإقليمي والدولي لعملية (حارس الازدهار) التي أطلقتها من أجل مواجهة تلك الهجمات، الأمر الذي يكشف عن صعوبات متزايدة تواجه واشنطن.

وفي تقرير لـ “المجلس الأطلسي” جاء فيه أنه “بعد ستة أشهر من إطلاق إدارة جو بايدن عملية (حارس الازدهار) لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، فإن أكبر مشكلة تواجه البيت الأبيض ليست تهديد “الحوثيين” فحسب، بل فشل الولايات المتحدة في حشد الشركاء والحلفاء خلف قيادتها”.

 

وأضاف أن “الرد الدولي على تهديد الحوثيين لا يمثل قصة نجاح، حيث كافحت إدارة بايدن لحشد الدعم الدبلوماسي والمساهمات العسكرية”.

 

وفي فقرة حملت عنوان “إحباطات أوروبية وخليجية من الاستراتيجية الأمريكية” قال التقرير إن “الحلفاء الأوروبيين كانوا متشككين، حيث أعربوا عن عدم موافقتهم على دعم واشنطن للعملية الإسرائيلية في غزة وشككوا في الأهداف الاستراتيجية لعملية (حارس الازدهار)، ونتيجة لذلك، في 19 فبراير، أعلن الاتحاد الأوروبي عن عملية اسبيدس، وهي عملية أمنية بحرية خاصة به”.

 

وأوضح التقرير أن “إنشاء عملية اسبيدس أثار التوترات بين المسؤولين من جانبي المحيط الأطلسي”، مشيراً إلى أن “مسؤولين أمريكيين قالوا إن اسبيدس تبعث برسالة الفرقة بين حلفاء الناتو بدون تقديم بديل موثوق به على المستوى العسكري”.

 

وبحسب التقرير فإن “العملية الأوروبية لها مشكلاتها، خصوصاً فيما يتعلق بالقدرات البحرية المتواضعة التي توفرها الدول المساهمة، فحتى اليوم، تعتمد العملية فقط على أربع سفن حربية لمواجهة هجمات الحوثيين، ويعاني الأوروبيون أيضاً من محدودية قدرات الدفاع الجوي”.

 

وتابع: “استخدمت البحرية الفرنسية مراراً وتكراراً صواريخ (أستر- أرض جو) لمواجهة الصواريخ الباليستية الحوثية المتعددة. كانت عمليات الاعتراض ناجحة، لكن تكلفة صاروخ استر الواحد تبلغ حوالي 1.1 مليون دولار، ومن المشكوك فيه، من حيث الخدمات اللوجستية والمالية، أن تمتلك القوات البحرية الأوروبية الوسائل اللازمة لمواصلة حملة مدتها أشهر بهذا الحجم، وهذا يسلط الضوء على الانفصال بين الطموحات الأوروبية في مجال الأمن البحري وواقع مواردها العسكرية”.

 

وأضاف أن “رد الولايات المتحدة على أزمة البحر الأحمر قوبل بعدم الثقة من جانب الشركاء في الخليج، ومن بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي الستة، انضمت البحرين فقط إلى عملية حارس الازدهار، وعلى وجه التحديد، رفضت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة العملية الأمريكية بسبب خلافهما مع واشنطن حول الصراع في اليمن الذي سبق أزمة البحر الأحمر”.

 

ويرى التقرير أن “السعودية والإمارات شعرتا بالإحباط من تطور موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحرب في اليمن، ومن وجهة نظرهما، دعمت واشنطن في البداية العملية التي قادتها السعودية في اليمن خلال إدارة باراك أوباما، ولكن بعد ذلك تغير الكونجرس وانتقد دول الخليج عندما واجهت طريقاً مسدوداً في ساحة المعركة مع الحوثيين”.

 

وقال إنه “يُنظر إلى الحملة الأمريكية الحالية ضد الحوثيين في الرياض وأبو ظبي على أنها عملية محدودة التصميم ومن غير المرجح أن تحل معضلات السعوديين والإماراتيين، والأسوأ من ذلك أن مشاركتهم قد تنقلب ضدهم، وتؤدي إلى استئناف هجمات الحوثيين على مدنهم، وإخراج المحادثات الهشة في اليمن عن مسارها”.

 

وبخصوص موقف دول آسيا، قال التقرير إن “الأنشطة البحرية الهندية لم تدفع بحكومة الهند إلى الانضمام إلى العملية الأمريكية أيضاً. ويعود هذا في الغالب إلى رغبة نيودلهي في الحفاظ على تقاليد عدم الانحياز، على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري”.

 

وأضاف أنه “على المستوى العملياتي، تريد البحرية الهندية الاحتفاظ بحرية العمل، والتي يمكن تقليصها إذا انضمت البلاد إلى عملية تقودها الولايات المتحدة”.

 

وتابع: “الأهم من ذلك أن الصين واقتصادها يعتمدان أيضاً بشكل كبير على البحر الأحمر، لكن بكين امتنعت عن التدخل في الأزمة ورفضت العروض الأمريكية للتعاون، ويرتكز موقفها على الاعتقاد بأن الأهداف الأساسية للهجمات هي الولايات المتحدة وحلفاؤها”.

 

وبحسب التقرير فإن “أزمة البحر الأحمر بشكل عام، تسلط الضوء على عجز الولايات المتحدة عن حشد شركائها خلف قيادتها”.

 

واختتم التقرير بالقول إنه “في نهاية المطاف، فإن تآكل القيادة الأمريكية يدفع كل لاعب إلى الدفع نحو أجندته الخاصة على حساب إيجاد إطار عمل جماعي، ومن ثم يؤدي هذا إلى تفاقم الانقسام السياسي، ليس فقط في البحر الأحمر، بل في جميع أنحاء الخليج والشرق الأوسط، وهذا الاتجاه يضع المؤسسات الإقليمية القائمة جانباً ويفضل التحالفات المخصصة التي قد تتنافس مع بعضها البعض، وهذا يهدد بإهدار الموارد الدبلوماسية والعسكرية لأصحاب المصلحة، وهو ما له آثار مباشرة على نجاح عملية حارس الرخاء، وعلى المدى الطويل، تنبئ هذه التطورات في البحر الأحمر أيضاً بالصعوبات المتزايدة التي تواجهها واشنطن في تشكيل البنية الأمنية للشرق الأوسط”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی فی البحر الأحمر حارس الازدهار فی الیمن

إقرأ أيضاً:

إصابة حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر.. حقيقة الصورة المتداولة

بعد ساعات على إعلان المتمردين الحوثيين تنفيذ سلسلة استهدافات في البحر الأحمر من بينها هجوم على حاملة الطائرات الأميركية أيزنهاور، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية فيديو زعم ناشروه أنه يظهر أضرارا لحقت بالسفينة رصدتها أقمار اصطناعية.

إلا أن الفيديو في الحقيقة مركب. ويتضمن المنشور لقطات لما يبدو أنها حاملة طائرات يظهر فيها تجويف يوحي بأنها تعرضت لهجوم.

وجاء في التعليق المرافق "حسابات صينية تعرض ما تصفه بصور ملتقطة لحاملة الطائرات النووية وفخر الصناعة الحربية الأميركية أيزنهاور مصابة بصاروخ باليستي حوثي". 

يتضمن المنشور لقطات لما يبدو أنها حاملة طائرات يظهر فيها تجويف يوحي بأنها تعرضت لهجوم

ويأتي انتشار هذا الفيديو مع إعلان الحوثيين تنفيذ ست عمليات عسكرية في البحرين الأحمر والعربي قبل أيام.

وقال المتحدّث العسكري باسم حركة "أنصار الله" الحوثيين العميد يحيى سريع في بيان إن المتمردين المدعومين من إيران استهدفوا "حاملة الطائرات الأميركية أيزنهاور شمالي البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة وهو ثاني استهداف للحاملة خلال 24 ساعة".

في أعقاب ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنّه أسقط، السبت، فوق البحر الأحمر خلال عمليّتَي اعتراض منفصلتين، مسيرة وصاروخين أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن.

وقالت القيادة العسكريّة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار في السفن التي كانت تُبحر في المنطقة حين تمت عمليتا الاعتراض.

وأوضحت أنه من أصل ثلاث مسيرات أطلقها الحوثيّون، أسقط الجيش الأميركي واحدة خلال النهار، في حين سقطت المسيّرتان الأخريان في البحر.

فيديو مركب

إلا أن الفيديو المتداول مركب وليس لأضرار تسبب بها هجوم الحوثيين. 

فقد أرشد البحث عن صورة ثابتة منه إلى صور مطابقة تعود لقاعدة نورفولك البحرية في ولاية فرجينيا الأميركية، ما يعني أنها لا تمت بصلة إلى هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

ويمكن مشاهدة صور بأقمار اصطناعيّة لهذا الموقع عبر خدمة خرائط "غوغل إيرث".

يمكن مشاهدة صور بأقمار اصطناعيّة لهذا الموقع عبر خدمة خرائط "غوغل إيرث"

وتتطابق الصورة المستخدمة في الفيديو المضلل مع الصورة التي التقطت للقاعدة عام 2023.

وفي هذه الصورة لا يبدو أثر الحفرة التي تظهر في الفيديو المتداول.

 إثر ذلك أرشد البحث عن الحفرة حصرا إلى أنّها منشورة في موقع شاتر ستوك لتخزين الصور.

تعود الصورة لتصميمٍ رقمي أضيف إلى صورة السفينة للإيحاء زورا بأنّها أصيبت بقصف

 

وتعود الصورة لتصميمٍ رقمي أضيف إلى صورة السفينة للإيحاء زورا بأنّها أصيبت بقصف.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تنشر صور حاملة الطائرات ”أيزنهاور” بعد إعلان الحوثيين تدميرها في البحر الأحمر.. شاهد كيف أصبحت؟
  • واشنطن تكشف عن تزويد الحوثيين لحركة الشباب الصومالية بالأسلحة (ترجمة خاصة)
  • موقع ألماني : تحركات أميركية لمنع مصادر مالية أخرى عن الحوثيين 
  • موقع ألماني يكشف عن تحركات أمريكية لمنع مصادر إيرادات الحوثيين الإضافية (ترجمة خاصة)
  • باحث بـ«المصري للفكر»: أمريكا شاركت إسرائيل في عملية سقط بسببها 220 شهيدا فلسطينيا
  • من أيزنهاور إلى دايموند.. الحوثي يبحث عن انتصارات وهمية في البحر الأحمر
  • الجيش الأمريكي يجري عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية في غزة
  • سحب مفاجئ للمدمرة “مايسون” من البحر الأحمر: مؤشرات على تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة
  • بالفيديو.. الحوثيون يعلنون تنفيذ عمليات جديدة في البحر الأحمر
  • إصابة حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر.. حقيقة الصورة المتداولة