توصلت دراسة حديثة إلى أن احتمالية تدخين الأطفال والشباب و/أو استخدامهم السجائر الإلكترونية تزداد كلما زاد الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأجرى الدراسة باحثون من قسم الرعاية الأولية والصحة العامة، كلية إمبريال كوليدج لندن للصحة العامة (Department of Primary Care and Public Health, Imperial College London School of Public Health) في المملكة المتحدة ونشرت نتائجها في 16 مايو/أيار في مجلة ثوراكس (Thorax) وكتب عنها موقع يوريك أليرت (EurekAlert).

وتشير النتائج إلى أن قضاء سبع ساعات أو أكثر في اليوم الواحد على مواقع التواصل الاجتماعي كان مرتبطا بمضاعفة خطر التدخين أو استخدام السجائر الإلكترونية بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 25 عاما، مما يعزز المخاوف بشأن النفوذ التسويقي لهذه المنصات، كما أشار الباحثون.

وطُلب من المشاركين توثيق استخدامهم العادي لوسائل التواصل الاجتماعي خلال أيام الأسبوع، بالإضافة لتوثيق تدخينهم لسجائر و/ أو السجائر الإلكترونية.

وأظهر تحليل الردود أن تدخين السجائر، والتدخين الإلكتروني، والاستخدام المزدوج كانت جميعها أكثر شيوعا بين المشاركين الذين أبلغوا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترات أطول.

وكشفت النتائج أن 2% فقط من الذين لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يدخنون السجائر حاليا فيما أظهرت أن حوالي 16% ممن قالوا إنهم أمضوا 7 ساعات أو أكثر كانوا من المدخنين.

الاستخدام المزدوج

كما ارتفعت احتمالية التدخين واستخدام السجائر الإلكترونية والاستخدام المزدوج ارتفع مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي.

أولئك الذين قالوا إنهم يقضون أقل من ساعة واحدة يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي كانوا أكثر عرضة للتدخين بنسبة تقترب من الضعف مقارنة بالأشخاص الذين لم يقضوا أي وقت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعية، في حين أن أولئك الذين يقضون 7 ساعات أو أكثر يوميا كانت احتمالية أن يكونوا من المدخنين أكبر بـ 3.5 مرة.

وارتبط الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي بزيادة احتمالية الاستخدام المزدوج (تدخين السجائر والسجائر الإلكترونية). أولئك الذين أبلغوا عن قضاء 1-3 ساعات يوميا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات لأن يكونوا مستخدمين مزدوجين مقارنة بأولئك الذين قالوا إنهم لم يقضوا أي وقت على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن أولئك الذين يقضون 7 ساعات أو أكثر يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي كانوا أكثر عرضة بخمسة أضعاف للتدخين والسجائر الإلكترونية.

وكانت نتائج الدراسة مستقلة عن العوامل الأخرى التي ترتبط بزيادة خطر التدخين واستخدام السجائر الإلكترونية، بما في ذلك العمر والجنس ودخل الأسرة وتدخين الوالدين واستخدام السجائر الإلكترونية.

هذه دراسة رصدية، وعلى هذا النحو، لا يمكن استخلاص أي استنتاجات قاطعة حول العوامل السببية. ويقر الباحثون أيضا بأن الدراسة اعتمدت على بيانات تم الإبلاغ عنها ذاتيا، وأنه لم يكن لديهم أي معلومات عن منصات التواصل الاجتماعي المستخدمة، أو كيفية استخدامها. لكنهم يقدمون بعض التفسيرات للنتائج التي توصلوا إليها.

وكتب الباحثون أنه أولا، وبشكل أكثر وضوحا، هناك أدلة على أن الشركات التي تقف وراء تدخين السجائر والسجائر الإلكترونية تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن منتجاتها والترويج لها. يشمل ذلك الإعلانات المباشرة التي تستهدف الأشخاص من خلال الخوارزميات واستخدام المؤثرين مدفوعي الأجر على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يقدمون التدخين واستخدام السجائر الإلكترونية كنشاط عصري ومرغوب فيه. ووضح الباحثون أن قضاء المزيد من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي من المرجح أن يزيد من التعرض لهذه الأشكال من التأثير.

سلوك إدماني

وأضاف الباحثون: "ثانيا، تبين أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي له سمات مشتركة مع السلوك الإدماني الذي يبحث عن المكافأة. وقد يؤدي الاستخدام المرتفع لوسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة التعرض لسلوكيات إدمانية أخرى مثل التدخين". كما أنهم أشاروا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تشجع السلوكيات الخاطئة لغياب الرقابة حيث أشاروا إلى اعتبارها مساحة لا تخضع لإشراف الآباء ومقدمي الرعاية إلى حد كبير، وبالتالي فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يشجع السلوكيات المخالفة، بما في ذلك تدخين السجائر واستخدام السجائر الإلكترونية.

وخلص الباحثون إلى أن الشركات التي تمتلك منصات وسائل التواصل الاجتماعي لديها قدرة كبيرة على تعديل التعرض للمواد التي تروج للتدخين والسجائر الإلكترونية إذا اختارت ذلك أو اضطرت لذلك. ويبدو أنه من غير المرجح أن تحد من هذا الأمر طوعا، وينبغي النظر في فرض وإنفاذ حظر على المواد التي تروج لهذا الأمر.

وفي مقالة افتتاحية ذات صلة، أعربت الدكتورة كيم لافوا من جامعة مونتريال عن مخاوفها بشأن شعبية السجائر الإلكترونية ومنتجات التدخين الإلكتروني بين الشباب.

وتقترح أنه وبصرف النظر عن الطبيعة الإدمانية للنيكوتين والقدرة النسبية على تحمل تكاليف هذه المنتجات وإمكانية الوصول إليها، "قد تكمن الإجابة في الطرق الخفية والإبداعية التي تمكن مصنعو السجائر الإلكترونية من الوصول إليها وإغراء الشباب لاستعمال السجائر الإلكترونية"، والتي تشمل وسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات استخدام وسائل التواصل الاجتماعی استخدام السجائر الإلکترونیة على وسائل التواصل الاجتماعی والسجائر الإلکترونیة تدخین السجائر أولئک الذین إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصين تُقرّ قيوداً جديدة لمحاربة إدمان الألعاب الإلكترونية: ساعتان يومياً فقط للمراهقين

يٌمضي بعض الأطفال يوما كاملا ملتصقين بشاشاتهم أمام الألعاب الإلكترونية، وهي ظاهرة تثير انتقادات في الصين بسبب عواقبها السلبية.

وخشية ما يترتب على هذا النوع من الإدمان كضعف البصر وتراجع النتائج الدراسية وقلة النشاط البدني وخطر الإدمان، أقرت الصين حزمة إجراءات مشددة لحماية الأطفال والمراهقين والشباب.

ساعتان فقط

أخبار قد تهمك الصين تطلق مجموعة أقمار صناعية للإنترنت 7 يونيو 2025 - 11:19 صباحًا البديوي: القمة الثلاثية بين مجلس التعاون ورابطة دول جنوب شرق آسيا “الآسيان” والصين تمثل حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس 27 مايو 2025 - 6:20 مساءً

وإثر تلك الإجراءات، فرضت شركة “تنسنت” الصينية العملاقة للألعاب الإلكترونية، قيودا جديدة على لعبتها الرائجة “أونور أوف كينجز”.

وبات يسمح للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما باللعب لساعتين فقط في اليوم كحد أقصى.

وتحظر القواعد المعتمدة في الصين أصلا على القاصرين اللعب عبر الإنترنت بين الساعة 10 مساء و8 صباحا.

بيزنس رابح لكنه “مستهدف”

وفي مؤشر على وزن ألعاب الفيديو في هذا البلد العملاق الذي يعد 1,4 مليار نسمة، حققت الشركات العاملة في القطاع إيرادات قاربت 20 مليار دولار في النصف الأول من العام 2021 وحده.

لكن عندما اعتبر مقال نشرته صحيفة اقتصادية رسمية بداية أغسطس/ آب أن ألعاب الفيديو أصبحت “أفيونا للعقول”، بدأ القطاع يخشى تشديدا جديدا في القيود المفروضة من السلطات يعقب ذلك الذي استهدف الشركات العاملة في القطاع الرقمي.

وخوفا من رياح معاكسة آتية، تخلص مستثمرو البورصة من أسهم الشركات العملاقة في القطاع (بينها “تنسنت” و”نت إيز” و”بيليبيلي”)، ما تسبب في تراجع قيمتها.

ووجه المقال بشكل خاص انتقادات إلى “تنسنت” ولعبتها الشهيرة “أونور أوف كينجز” التي حققت نجاحا كبيرا في الصين مع أكثر من 100 مليون مستخدم نشط يوميا.

مكافحة “الإدمان”

وتحت الضغط، عمدت المجموعة التي فرضت سابقا قيودا على وقت اللعب مع اعتماد تقنية التعرف على الوجه لمنع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما من اللعب ليلا، إلى تشديد القواعد بشكل أكبر.

ومن الآن فصاعدا، سيتمكن القاصرون من اللعب لساعة واحدة فقط يوميا خلال وقت المدرسة (ولساعتين خلال العطلات) على “أونور أوف كينجز”، وهي اللعبة الوحيدة المعنية بهذه الإجراءات في الوقت الراهن.

وفي حال محاولة اللعب لوقت أطول، تقفل اللعبة تلقائيا.

لكنّ كثرا من محبي اللعبة اليافعين يرون أن هذه الإجراءات تنطوي على مبالغة كبيرة.

ويقول المحلل في “تريفيوم تشاينا” إيثر ين “لقد بالغ المستثمرون في سوق الأسهم في رد فعلهم ما أثار حماسة كبيرة لدى الماكينات الإعلامية”.

ويشير إلى أنه “منذ 2018، تريد الحكومة منع الأطفال من أن يصبحوا مدمني ألعاب”، مشددا على أن هذا الاتجاه ليس جديدا.

ويلفت إلى أنه من المتوقع أن تنشر شركات ألعاب الفيديو الأخرى قيودها الخاصة في الأسابيع المقبلة.

مقالات مشابهة

  • حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال في فرنسا: ما هي العقبات التي تواجه ماكرون؟
  • رحمة رمضان الأولى على الشهادة الإعدادية للمكفوفين بالقليوبية: كنت أذاكر 7 ساعات يوميا
  • ميمات الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي
  • كارثة صحية في عبوة أنيقة.. السجائر الإلكترونية ترفع ضغطك وتدمر رئتيك بصمت
  • رفع الضغط وضيق الشرايين الأبرز.. مالا تعرفه عن أضرار السجائر الإلكترونية
  • بالفيديو.. شاهد “سد المال” والهدايا التي قدمها الفنان مأمون سوار الدهب لزوجته الجديدة الحسناء حنين محمود عبد العزيز
  • من يصنع الرداءة والتفاهة وينشرهما في وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • شبيهة ياسمين صبري تُشعل مواقع التواصل الاجتماعي ..فيديو
  • خطوة مفاجئة.. ناسا تقلص حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي
  • الصين تُقرّ قيوداً جديدة لمحاربة إدمان الألعاب الإلكترونية: ساعتان يومياً فقط للمراهقين