20 يوما مهلة لنتنياهو.. خلافات حادة تهدد الحكومة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
أكدت وسائل إعلام عبرية، تصاعد حدة الخلافات والتوترات بين أعضاء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تهدد بتفككها وإقالتها خلال 20 يوما، بعد إعلان عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس في كلمة حازمة عن خطة استراتيجية لليوم التالي في قطاع غزة، مكونة من 6 نقاط، ورد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بلهجة حادة، وفق ما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية».
وبحسب ما نقلت صحيفة يديعوت إحرونوت العبرية، فقد عرض «جانتس»، خلال المؤتمر الصحفي مساء اليوم السبت، خطة استراتيجية لليوم التالي في قطاع غزة، وأعطى رئيس الحكومة مهلة حتى 8 يونيو المقبل، أي أن الحكومة قد تتفكك خلال 20 يوما.
قال جانتس في بداية المؤتمر الصحافي، إنه لابد من التغيير الآن، ولن نسمح باستمرار المهزلة، مضيفًا أن نتنياهو يقود إسرائيل نحو الهاوية وعليه أن يختار بين أن يتوحد مع الآخرين أو الفرقة، النصر أو الهزيمة.
وجاءت أبرز النقاط التي تناولتها خطة جانتس كالآتي:
- إعادة المحتجزين الموجودين في قطاع غزة من السابع من أكتوبر الماضي.
- القضاء على حركة حماس
- نزع السلاح من قطاع غزة
- ضمان وجود عسكري إسرائيلي داخل القطاع.
- أن يتم إدارة القطاع من خلال مجموعة من الدول المشتركة بين أوروبية وأمريكية وفلسطينية.
- تجنيد طلاب المعاهد الدينية في إسرائيل، لضمان قوة الجيش.
وهدد جانتس بالانسحاب من الحكومة، إذا لم يرضخ نتنياهو لتلك المطالب، قائلا لرئيس الوزراء الإسرائيلي إذا لم تكن مصلحة الوطن هي أولوياتك، وفضلت اختيار المتطرفين فأننا سنقدم لتقديم استقالتنا، وسنعمل على تقديم الدعم الشعب.
تصاعد حدة الخلافات في حكومة الاحتلالومع تصاعد حدة الخلافات والتوترات بين أعضاء الحكومة، بسبب تصريحات غانتس، أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا للرد على عضو حكومة الحرب الإسرائيلي، قالت فيه: «إذا كان جانتس يفضل المصلحة الوطنية ولا يبحث عن ذريعة لإسقاط الحكومة، فليجيب على الأسئلة الثلاثة التالية»:
هل هو مستعد لاستكمال عملية رفح لتدمير حماس، وإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن أن يهدد بتفكيك حكومة الطوارئ في منتصف العملية؟
هل يعارض السيطرة المدنية على السلطة الفلسطينية في غزة حتى بدون عباس؟
هل هو مستعد للقبول بدولة فلسطينية في غزة والضفة ضمن عملية التطبيع مع السعودية؟
ولا يزال مكتب رئيس وزراء الاحتلال في انتظار رد جانتس على البيان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حكومة الاحتلال اسرائيل نتنياهو بيني جانتس فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبراء: أزمة تجنيد الحريديم تهدد بانهيار حكومة نتنياهو
أجمع خبراء ومحللون سياسيون على أن الأزمة المتفاقمة حول تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي تضع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) أمام معضلة سياسية معقدة قد تؤدي إلى انهيار حكومته وإجراء انتخابات مبكرة خلال الأشهر القادمة.
وحسب الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فإن نتنياهو يواجه خيارات صعبة للغاية في هذه الأزمة، حيث يجب عليه إقناع رئيس لجنة الخارجية والأمن بتقديم مشروع قانون للكنيست يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية أو يقلل من عددهم المطلوب تجنيده.
وإذا فشل في ذلك، فإن البلاد ستتجه على الأرجح نحو حل الكنيست وإجراء انتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، يؤكد مصطفى.
تصاعد التوتر
يذكر أن الأزمة السياسية تفاقمت بشكل كبير عندما تصاعدت حدة التوتر داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي إثر أزمة "قانون التجنيد"، بعد فشل اللقاء الذي جمع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين مع قيادات من كتلة "يهودات هتوراه" الحريدية (الممثلة لليهود المتدينين)، والذي وصفته مصادر رفيعة داخل الكتلة بـ"الفشل الذريع".
وفي تطور يعكس عمق الأزمة، تلقى رئيس الكتلة موشيه غفني تعليمات مباشرة من الزعيم الروحي لحزب "ديغل هتوراه"، الحاخام دوف لاندو، تقضي بدعم قانون حل الكنيست إذا قُدِّم الأسبوع المقبل، وذلك إذا لم يُقَر قانون يعفي طلاب المعاهد الدينية الحريدية من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
إعلانوتُعد هذه التعليمات تهديدا مباشرا وغير مسبوق من الأحزاب الحريدية، يكشف عن شرخ عميق داخل الائتلاف، قد يفكك الحكومة، ليس بفعل الحرب على غزة، بل بسبب ملفات داخلية مؤجلة.
وتظهر هذه المواقف الصارمة حقيقة أن الأحزاب الحريدية ترى في قانون التجنيد تهديدا لهويتهم الدينية وأسلوب حياتهم، وقد عبّرت قياداتها، خاصة غفني ورئيس حركة "شاس" أرييه درعي، عن رفض قاطع لأي صيغة تجنيد تشمل أبناء التيار الديني الحريدي.
تناقضات مجتمعية عميقة
ولفهم جذور هذه الأزمة، أوضح أستاذ العلوم السياسية، الدكتور زياد ماجد، أن هذه الأزمة تكشف عن التناقضات العميقة في المجتمع الإسرائيلي بين التيارات العلمانية والدينية، موضحا أن التغيرات الديمغرافية وصعود المكونات الدينية المحافظة جعلت هذه التناقضات تتفجر بشكل أكبر، خاصة في ظل استمرار الحرب على غزة.
وفي السياق نفسه، أكد الخبراء أن الصراع في غزة غيّر طبيعة النقاش حول تجنيد الحريديم بشكل جذري، فبينما كان النقاش في السابق يتركز حول "المساواة الاقتصادية"، أصبح الآن يتعلق بقضايا "الحياة والموت"، كما أوضح مصطفى، وأضاف أن جنود الاحتياط يتساءلون الآن: "لماذا نموت نحن بينما الحريديم يعيشون في أمان؟".
ومن زاوية أخرى سلط الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة الضوء على الاستنزاف الذي تحدثه هذه الأزمة قي الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن رفض 50% من جنود الاحتياط للخدمة العسكرية، إلى جانب رفض الحريديم للتجنيد، وضع قيادة الجيش في موقف لا تحسد عليه من ناحية القدرة على حشد المزيد من الجنود.
ولفهم تأثير الأزمة على المجتمع الحريدي نفسه، أوضح مصطفى أن تجنيد 50% من الشباب الحريدي كما يطالب الجيش سيؤدي إلى "تفكيك البنية التعليمية والاجتماعية والثقافية" لهذا المجتمع، الذي يعيش نمطا منفصلا تماما عن المجتمع الإسرائيلي العام.
إعلانولهذا السبب، أكد مصطفى أن الحريديم يعتبرون هذه المسألة "قضية حياة أو موت" لمستقبلهم الثقافي والديني.
ضغوط خارجية
وإلى جانب التحديات الداخلية المعقدة، تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا خارجية متصاعدة تزيد من تعقيد المشهد السياسي، وفي هذا السياق لفت الحيلة إلى أن استطلاعات الرأي العالمية تظهر انقلابا في المزاج العالمي تجاه إسرائيل، حيث تنظر 20 دولة من أصل 24 دولة شملها استطلاع مركز أميركي نظرة سلبية لإسرائيل.
وفي السياق ذاته، لفت ماجد، إلى التحول الكبير في الموقف الأوروبي، خاصة بعد تسريب الوثيقة السرية للاتحاد الأوروبي التي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح أن دولا مثل فرنسا وهولندا انضمت إلى معسكر الدول التي تطالب بإعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل.
وتكتسب هذه الضغوط الخارجية أهمية خاصة بالنظر إلى الأهمية الاقتصادية لهذه العلاقات، حيث أكد مصطفى أن الاتحاد الأوروبي يستقبل نحو 33% من الصادرات الإسرائيلية، وأن الكثير من المرافق الاقتصادية والعلمية في إسرائيل تعتمد على العلاقة مع أوروبا، مما يجعل هذه الضغوط ذات تأثير مباشر على الاقتصاد الإسرائيلي.
سيناريوهات مستقبلية
وفيما يتعلق بالتوقيتات المحتملة لتطور هذه الأزمة المعقدة، توقع مصطفى أن تتضح الصورة خلال يومين من خلال اجتماع نتنياهو مع رئيس لجنة الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، الذي يملك صلاحية تقديم مشروع قانون إعفاء الحريديم للكنيست.
وأشار إلى أن إدلشتاين معارض لنتنياهو ولا يريد تقديم قانون يخدم مصالح الحريديم، مما يجعل إمكانية حل الأزمة "ضئيلة جدا".
وحول السيناريوهات المحتملة في حال انهيار الحكومة، يرى مصطفى أن الانتخابات المبكرة قد تؤدي إلى تغيير جذري في المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية إلى أن المعارضة قد تحصل على 72 مقعدا، وهو رقم كافٍ لإسقاط نتنياهو وتشكيل حكومة جديدة.
إعلان