عارضت عائلتها الثرية من أجل تمريض البسطاء.. من هي فلورانس نايتينجيل؟
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
تسير بين طرقات مستشفى مُتهالك وفي يدها مصباح زيتي، تمر على أَسرة الجرحى كل ليلة حتى بزوغ الفجر، وفي النهار تنظف المكان كأنه بيتها الذي تولت مسؤوليته، لم تُجبر فلورنس نايتنجيل على هذه الظروف القاسية وهي من نبلاء العصر الفيكتوري، لكنها عاندت أسرتها واختارت التمريض، وبعد مسيرة استمرت أكثر من 80 عامًا حصلت فيها على عدد من الأوسمة والجوائز، خصصت الأمم المتحدة يوم ميلادها ليكون عيدًا عالميًا للممرض، واحتفل به العالم الأسبوع الماضي الموافق 12 مايو من كل عام.
عندما أخبرت فلورانس نايتنجيل والديها عن طموحاتها في أن تصبح ممرضة، منعها والداها من ذلك، وقررا تزويجها من رجل ميسور حتى لا تعمل ابنة الطبقة الاجتماعية العليا في عمل بسيط لا يليق بتاريخ عائلتها، وكانت وقتها في الـ17 عامًا من عمرها، ولكن «فلورانس» رفضت عرض الزواج من ريتشارد مونكتون ميلنز؛ وأوضحت فيما بعد سبب رفضها قائلة إن طبيعتها النشطة لا تناسب شخصيته، عاقدة العزم على متابعة تنفيذ أمنيتها بالعمل في التمريض، وعلى الرغم من اعتراض والديها، التحقت في عام 1844 بمدرسة التمريض في مستشفى القس فليدنر اللوثري في كايسرفيرث، ألمانيا.
«فلورانس» تحقق حلمهافي أوائل خمسينيات القرن التاسع عشر، عادت فلورانس إلى لندن، حيث حصلت على وظيفة تمريض في مستشفى ميدلسكس للمربيات المريضات، وأثار أداؤها إعجاب صاحب العمل وحصلت على ترقية سريعة وصلت إلى منصب مشرف في غضون عام واحد فقط من تعيينها.
في هذا الوقت كانت «فلورانس» تكافح مع تفشي وباء الكوليرا والظروف غير الصحية التي أدت إلى الانتشار السريع للمرض؛ وكانت بجانت مهنتها تساهم في تنظيف المستشفى، مما أدى إلى خفض معدل الوفيات بشكل كبير، ولكن العمل الشاق أثر سلبًا على صحتها؛ وبالكاد تعافت من إصابتها.
وفي أكتوبر من عام 1853، اندلعت حرب القرم، كانت الإمبراطورية البريطانية آنذاك في حالة حرب ضد الإمبراطورية الروسية للسيطرة على الإمبراطورية العثمانية، وجرى إرسال آلاف الجنود البريطانيين إلى البحر الأسود، حيث تضاءلت الإمدادات بسرعة، وبحلول عام 1854، تم إدخال ما لا يقل عن 18000 جندي إلى المستشفيات العسكرية.
أواخر عام 1854، تلقت «فلورانس» رسالة من وزير الحرب سيدني هربرت، يطلب منها تنظيم فريق من الممرضات لرعاية الجنود المرضى والجرحى في شبه جزيرة القرم، وسرعان ما جمعت فريق من 34 ممرضة من مختلف الطوائف الدينية وأبحرت معهن إلى شبه جزيرة القرم بعد بضعة أيام فقط.
لم تمنع الظروف الصعبة التي عاشتها «فلورانس» وممرضاتها من إسكمال المسيرة؛ كان المستشفى يقع فوق بالوعة كبيرة، مما أدى إلى تلويث المياه ومبنى المستشفى نفسه، وكان المرضى يستلقون فوق فضلاتهم على نقالات متناثرة في جميع أنحاء الممرات؛ والقوارض والحشرات تجرى أمامهم، والإمدادات الأساسية مثل الضمادات والصابون أصبحت نادرة بشكل كبير، مع تزايد أعداد المرضى والجرحى وغيرها من العوائق، لكن «فلورانس» أصلحت كل ذلك مع فريقها.
اشترت مئات من فرش التنظيف وطلبت من المرضى الأقل عجزًا تنظيف المستشفى من الأرض إلى السقف، وأمضت كل دقيقة من استيقاظها في رعاية الجنود؛ وفي المساء كانت تتنقل عبر الممرات المظلمة حاملة مصباحًا أثناء قيامها بجولاتها، تخدم مريضًا تلو الآخر، مع الوقت تحسنت حالة الجنود، وشعروا بالارتياح، وبسبب تعاطفها الذي لا نهاية له أطلقوا عليها اسم «سيدة المصباح» وأطلق عليها آخرون لقب «ملاك القرم» التي ساعدت في خفض معدل الوفيات في المستشفى بمقدار الثلثين.
في صيف عام 1856، غادرت «سيدة المصباح» بمجرد حل صراع القرم، وعادت إلى منزل طفولتها في ليا هيرست، وقوبلت بترحيب الجنود هناك، وكافأتها ملكة بريطانيا من خلال تقديم بروش محفور لها أصبح يُعرف باسم «جوهرة العندليب»، كما منحتها جائزة قدرها 250 ألف دولار من الحكومة البريطانية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التمريض ممرضة فلورنسا
إقرأ أيضاً:
ياسمين غيث: لحظة اكتشاف إصابتي بالسرطان كانت الأصعب في حياتي
كشفت الفنانة ياسمين غيث عن تفاصيل اللحظات الصعبة التي عاشتها عقب اكتشاف إصابتها بمرض السرطان، مؤكدة أن تلك المرحلة كانت "الأصعب في حياتها"، خاصة لما صاحبها من صدمة نفسية كبيرة وخوف على مستقبلها وحياة ابنها.
وقالت غيث، خلال لقائها في برنامج "ست ستات" مع الإعلامية سناء منصور على قناة DMC، إنها شعرت فجأة بوجود ورم، مضيفة: "الزمن وقف، وشعرت على الفور أنه من المحتمل أن يكون سرطانًا، فاتخذت خطوات سريعة وذهبت إلى طبيبة نساء، التي بدأت بإجراء التحاليل والفحوصات، وبدأت تُمهّد لي الخبر تدريجيًا".
وأضافت أنها انهارت فور تأكدها من الإصابة، خاصة وأن الحديث عن مرض السرطان في ذلك الوقت، عام 2016، لم يكن يحمل الكثير من الأمل، مشيرة إلى أنها شعرت حينها بأن النهاية اقتربت، وأن الأمر "مسألة وقت فقط".
وتابعت: "دخلت في بكاء وانهيار، وصليت ودعيت ربنا يعديني من المحنة دي علشان ابني وأسرتي... ولما تأكدت من التشخيص، دخلت غرفة العمليات بعد ساعة فقط، وكانت من أصعب اللحظات اللي مريت بيها في حياتي".
واختتمت غيث حديثها بتمنياتها لكل من يمر بتجربة مشابهة بالشفاء، قائلة: "هي تجربة قاسية، وكنت وقتها صغيرة، وابني كمان كان صغير، وربنا هو اللي بيقوي".