(CNN)-- قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الأمر سيعود لإسرائيل قريبًا لتقرر ما إذا كانت ستوافق على إنهاء الحرب في غزة والمشاركة في "مسار موثوق به لإقامة دولة فلسطينية" من أجل تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مثلما تتجه واشنطن والرياض نحو وضع اللمسات الأخيرة لإطار صفقة تاريخية.

وقال بلينكن في جلسة استماع للعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "سيتعين على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت تريد المضي قدمًا واستغلال الفرصة لتحقيق شيء سعت إليه منذ تأسيسها، وهو العلاقات الطبيعية مع الدول ومنطقتها".

وأضاف بلينكن أن الجزء الثنائي الأمريكي السعودي من الاتفاقية سيتم إعداده "بسرعة نسبية بالنظر إلى كل العمل الذي تم إنجازه".

ومع ذلك، قال بلينكن: "لقد كان السعوديون واضحين للغاية، بأن ذلك يتطلب الهدوء في غزة، وسيتطلب مسارًا موثوقًا به إلى دولة فلسطينية".

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي إنه يريد العمل مع السناتور الجمهوري جيمس ريش، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بشأن إجراء تشريعي ضد المحكمة الجنائية الدولية لطلبها إصدار أوامر اعتقال لمسؤولين إسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقال بلينكن خلال جلسة استماع مع اللجنة: "بالنظر إلى أحداث الأمس، أعتقد أنه يتعين علينا أن ننظر إلى الخطوات المناسبة التي يجب اتخاذها للتعامل مرة أخرى مع هذا القرار الخاطئ للغاية".

كان ريش قال إنه يعمل على تشريع "يتضمن مسألة قيام المحكمة الجنائية الدولية بحشر أنفها في أعمال الدول التي لديها نظام قضائي مستقل وشرعي وديمقراطي".

وقال بلينكن ردًا على سؤال من ريش حول ما إذا كان بلينكن سيدعم مثل هذا الإجراء التشريعي: "الشيطان يكمن في التفاصيل، لذلك دعونا نرى ما الذي حصلت عليه، ويمكننا أن نتعلم من هناك"، مضيفا أنه يريد العمل مع اللجنة على أساس يجمع الحزبين، الديمقراطي والجمهوري.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: غزة قال بلینکن

إقرأ أيضاً:

ثمن التطبيع سياسة التجويع

 

لم يكن التطبيع مجرد توقيع على ورقة ولم تكن المؤتمرات والابتسامات والبيانات الرسمية سوى خنجر مسموم في خاصرة فلسطين، اليوم يتضح الثمن بوضوح فادح وسياسة التجويع التي يُمارسها الاحتلال على غزة ليست فقط من فعل الصهاينة بل من صمت المطبعين الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس .

كيف نتحدث عن سلامٍ مزعوم وأطفال غزة يموتون جوعًا بين الأنقاض كيف يمكن أن نُبرر هذا الصمت المريع ونخدع أنفسنا باسم المصالح والمفاوضات أي مصالح تُقدم على أرواح الرضع وأمعاء الأمهات الخاوية أي مبرر أخلاقي أو سياسي يُغطي على بشاعة أن تفتح أبوابك للمحتل وتُغلقها في وجه الجائعين .

التطبيع جريمة مكتملة الأركان وثمنه يُدفع من دماء وأحشاء وأعمار شعب لا يملك إلا الصبر والحجارة، اليوم نرى نتائجه بوضوح، فالاحتلال يشعر أنه مُحصن لأن خلفه عربًا لا يهددون ولا يضغطون بل يبررون ويُديرون ظهورهم ويوقعون على مذابح غزة بصمتهم .

سياسة التجويع سلاح أرخص من القنابل لكنه أشد فتكًا، يقتل ببطء، ينهك بعمق، يُحاصر الحياة ويحولها إلى جحيم وبدلًا من أن تكون الأمة في خندق غزة أصبحت غزة وحدها في وجه الجوع والطغيان والطعنات .

من يطبّع اليوم سيجد نفسه غدًا هدفًا لأن الجوع الذي صمتنا عنه لن يبقى في حدود غزة سيصل إلى كل بيت خذل فلسطين، لأن الجوع لا يرحم والمتواطئين لا يُغفر لهم في ذاكرة التاريخ.

اليوم لا مجال للحياد فإما أن تكون في صف الإنسان في صف الجائعين في صف أطفال يُصارعون الموت كل يوم بلا خبز ولا ماء وإما أن تكون في صف المحتل في صف الخذلان في صف من باعوا القضية بأوهام اتفاقيات ووعود جوفاء .

غزة تكشف الحقيقة تفضح الأقنعة تسقط الشعارات الرنانة التي طالما صدحت بها الأنظمة العربية وهي اليوم عاجزة حتى عن إصدار بيان واحد يحمل الكرامة، إن صمت الأنظمة جريمة وإن السكوت على سياسة التجويع مشاركة في المذبحة.

التطبيع ليس سلامًا إنه استسلام مطلق واختناق بطيء لفلسطين والقبول به يعني القبول بالموت البطيء لأمة بأكملها فليس الجوع في غزة صدفة وليس الحصار قدرًا بل نتيجة واضحة لمعادلة خيانة وتواطؤ وتشويه للوعي .

ما يحدث في غزة الآن هو اختبار حقيقي لكل من يدّعي الإنسانية والعدالة والعروبة، جوع غزة ليس مؤقتًا إنه رسالة دامغة بأن الكيان لا يعرف الرحمة ولا يفهم إلا منطق القوة والموقف والمواجهة .

فلتُسقط كل أوراق التوت عن تلك الأنظمة التي تُدير ظهرها لجوع غزة بينما تفرش السجاد الأحمر لمجرمي الحرب، لا تبرير ولا عذر ولا حياد أمام مشهد أمعاء خاوية وقلوب تصرخ وسماء تعج بصواريخ الاحتلال وأرض تئن من الحصار

غزة لن تسقط ما دام فيها من يقاتل بالجوع، وما دام فيها من يُشعل شمعة في قلب الظلام لكن عروشًا ستسقط يوم يُحاسب التاريخ وتُفتح دفاتر الصمت والخيانة والخذلان.

مقالات مشابهة

  • أوباميانج: السعودية كانت تجربة رائعة.. وعودتي لمارسيليا من القلب
  • وزير الإعلام السوري: إسرائيل تريد بلادنا ممزقة وغير مستقرة
  • ناصري يستقبل سفير بريطانيا..وهذا ما دار بينهما
  • إسرائيل تريد طمس الحقيقة من الجو.. حظر التصوير في رحلات إسقاط المساعدات
  • الوزير الشيباني: تدخلات إسرائيل تعقد المشهد على الساحة السورية وهناك جهات لا تريد لسوريا أن تكون آمنة
  • ريكسوس أبحر جدة يولي شركة "بريزن" مسؤولية العلاقات العامة استعدادًا لإطلاقه في المملكة العربية السعودية
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • ثمن التطبيع سياسة التجويع
  • الخارجية تبحث مع الجانب العراقي آفاق التعاون المشترك
  • سليمان: السعودية تثبت مجدداً أن فلسطين كانت وستبقى قضية الأمة