جنيف موسكو "أ ف ب": أفادت منظمة الصحة العالمية اليوم أن أكثر من 14 ألف شخص بسبب القتال المستمر في منطقة خاركيف الأوكرانية حيث بدأت موسكو هجومًا بريًا واسع النطاق في العاشر من مايو.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في أوكرانيا يارنو هابيت خلال مؤتمر صحفي "نزح أكثر من 14 ألف شخص في بضعة أيام ولا يزال نحو 189 ألفا آخرين يعيشون على بعد أقل من 25 كيلومترًا من الحدود مع روسيا الاتحادية ويواجهون مخاطر كبيرة بسبب القتال المستمر".

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية حصلت على هذه الأرقام بعد التواصل مع السلطات المحلية، لافتًا إلى أن بعض النازحين ذهبوا إلى خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا فيما فرّ آخرون إلى أماكن أخرى.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قامت السلطات الأوكرانية بإجلاء أكثر من 10300 شخص من القرى الواقعة في المناطق الحدودية لمنطقة خاركيف، بينما غادر آخرون بمفردهم، وفق ما اوضحت الناطقة باسم المفوضية شابيا مانتو خلال مؤتمر صحفي.

وأضافت أن معظمهم سجلوا أنفسهم في مركز عبور في خاركيف و"أعربوا عن رغبتهم الواضحة في البقاء" بالمدينة "ليتمكنوا من العودة حين يسمح الوضع بذلك".

وسمح هجوم الجيش الروسي في منطقة خاركيف والذي بدأ في 10 مايو بعد تكثيف الغارات الجوية، لموسكو بتسجيل أهم مكاسبها الإقليمية خلال عام ونصف عام.

وتؤكد كييف أن التقدّم الروسي توقّف، وهو ما تنفيه موسكو.

وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الثلاثاء عن "قلقها البالغ" إزاء "تزايد الحاجات الإنسانية والنزوح القسري" جرّاء الغزو الروسي.

وتخشى الوكالة الأممية خصوصًا أن "تصبح الظروف في خاركيف التي تستضيف بالأساس نحو مئتَي ألف نازح داخليًا، أكثر صعوبة إذا استمر الهجوم البري والهجمات الجوية المتواصلة"، وفق مانتو.

وأضافت "يمكن أن يجبر ذلك العديد من الأشخاص على مغادرة خاركيف لأسباب تتعلق بالأمن والبقاء على قيد الحياة، وعلى البحث عن الحماية في أماكن أخرى".

تبلغ تكلفة خطة الأمم المتحدة الإنسانية لعام 2024 في أوكرانيا 3,1 مليارات دولار هذا العام، لكن لم يتم تمويل سوى 23,07% منها.

وحذر هابيت من أنه "مع تدهور الوضع الأمني، تتزايد الاحتياجات الإنسانية في منطقة (خاركيف) وتتزايد بسرعة"، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية نشرت موظفين إضافيين فيها.

عسكرة الفضاء

اتهمت روسيا اليوم الولايات المتحدة بالسعي لنشر أسلحة في الفضاء بعد فشل مشروع قرار روسي في الأمم المتحدة في هذا الشأن وبعدما واجهت اتهامات مماثلة من واشنطن، ما يثير مخاوف من سباق تسلح.

التوتر بين موسكو وواشنطن بهذا الشأن على خلفية الحرب في اوكرانيا، أثار مجددا مخاوف من سباق إلى التسلح في المدار رغم وجود معاهدة بشأن الفضاء الخارجي منذ العام 1967 تدعو إلى "عدم تطوير أسلحة نووية أو أي أسلحة دمار شامل أخرى مصممة خصيصا لوضعها في المدار".

واعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه مع رفض واشنطن وحلفائها هذا النص، برهنت الولايات المتحدة أنها تسعى إلى "وضع أسلحة في الفضاء الخارجي وجعله ساحة للمواجهة العسكرية".

وأضافت زاخاروفا "إنها فرصة جديدة ضائعة لضمان منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي بسبب الولايات المتحدة وحلفائها"، واصفة مشروع القرار بأنه "مبادرة بناءة وشاملة".

ردا على سؤال حول هذه الاتهامات، لم يقدم الكرملين معلومات محددة حول النوايا المنسوبة الى واشنطن.

وقال للصحفيين "كنا مع حل شامل لهذه المسألة، ورفض كامل" لعسكرة الفضاء. وأضاف "انظروا من الذي عارض ما تقترحه روسيا في هذا المشروع، هذا واضح".

"خبث"

في نهاية ابريل كان الوضع معاكسا، حيث قدمت الولايات المتحدة واليابان مشروع قرار نال تأييد 13 صوتا، لكن روسيا استخدمت ضده حق النقض مع امتناع الصين عن التصويت.

ويدعو مشروع القرار الذي قدمته روسيا والصين الاثنين ويستعيد جزئيا النص الذي فشل في ابريل، جميع الدول إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة تحظر بشكل مطلق وضع أسلحة والتهديد باستخدام القوة في الفضاء الخارجي".

وصوتت سبع دول لصالح القرار، بينها الصين، وسبع أخرى ضده، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مع امتناع سويسرا عن التصويت. ويحتاج اعتماد مشاريع القرارات في مجلس الأمن الدولي إلى تسعة أصوات مؤيدة وعدم معارضة أي من الأعضاء الخمسة الدائمين الذي يتمتعون بحق النقض.

اعتبر مساعد السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود المبادرة الروسية بمثابة "خبث" مشيرا الى ان موسكو تسعى الى "تحويل الانتباه عن جهودها الخطرة الهادفة الى وضع سلاح نووي في المدار".

ودعا الى "التشكيك" في "نوايا" روسيا متهما إياها بانها وضعت الأسبوع الماضي في المدار قمرا اصطناعيا "قد يكون قادرا على مهاجمة أقمار اصطناعية أخرى".

من جهته اعتبر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "أن التصويت أظهر نقطة فاصلة .. بين أولئك الذين يسعون جاهدين نحو الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي وأولئك الذين يتحركون نحو عسكرته".

سلاح مضاد للاقمار الاصطناعية

وأكد البيت الأبيض في فبراير أن روسيا تطور سلاحا نوويا مضادا للأقمار الاصطناعية في الفضاء، في اتهامات وصفتها موسكو بانها لا أساس لها من الصحة.

وأوضحت وسائل إعلام أميركية نقلا عن مسؤولين كبار في واشنطن، آنذاك ان المشروع الروسي المفترض كان في مرحلة التطوير فقط ولا يشكل تهديدا فوريا.

بحسب صحيفة نيويورك تايمز فان الولايات المتحدة نفسها تقوم بجهد لضمان الدفاع عن شبكتها من الاقمار الاصطناعية من الهجمات وتزويد نفسها بالوسائل اللازمة لتحييد المركبات الفضائية لخصومها.

وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "معارضته بشكل قاطع" نشر أسلحة نووية في المدار مؤكدا ان موسكو تفعل في الفضاء "ما تفعله دول أخرى هناك، بما يشمل الولايات المتحدة".

وكانت موسكو أقرت في نوفمبر 2021 بتدمير قمر اصطناعي سوفياتي قديم غير نشط في مداره عبر استخدام طلقة تجريبية صاروخية، تم إطلاقها من الأرض.

تواصل الولايات المتحدة وروسيا التعاون في مجال الفضاء المدني، لا سيما إرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية.

لكن في السنوات الأخيرة، ظهرت توترات نتيجة للتطورات الجيوسياسية على الأرض، اذ قالت موسكو وبكين انهما ترغبان في تعميق تعاونهما الفضائي في مواجهة القوى الغربية.

أنظمة دفاع جوية

أكّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في زيارة مفاجئة لكييف الثلاثاء أن أوكرانيا "تحتاج بشكل عاجل" إلى مزيد من أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة القصف الروسي على منطقة خاركيف بشمال شرق البلد.

ووصلت بيربوك إلى أوكرانيا بعد هجوم ليلي جديد بمسيّرات متفجرة على خاركيف ومناطق أوكرانية أخرى.

وقالت الوزيرة الألمانية اليوم بعد وصولها في قطار مسائي إلى العاصمة الأوكرانية "تدهور الوضع في أوكرانيا مجددًا بشكل كبير مع الغارات الجوية الروسية الكثيفة على المنشآت المدنية والهجوم الروسي الوحشي في منطقة خاركيف".

وأضافت أن أوكرانيا "تحتاج بشكل عاجل إلى تعزيز دفاعها الجوي" من أجل حمايتها من "وابل الصواريخ والمسيّرات الروسية".

وتزور بيربوك أوكرانيا للمرة الثامنة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.

وتسعى عبر زيارتها إلى طمأنة المسؤولين الأوكرانيين بشأن دعم ألمانيا والاتحاد الأوروبي لكييف حتى مع تصاعد وتيرة القتال، حسبما أكّدت الخارجية الألمانية.

وقالت بيربوك في كييف "يعتمد دعمنا على اقتناعنا العميق بأن أوكرانيا ستفوز في هذه الحرب".

وأشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوقع أنه "في مرحلة ما ستتراجع قوتنا لكن لدينا القدرة على الصمود".

وفي تعقيب على ما أدلت به بيربوك، رأى الكرملين أن تزويد الحلفاء الغربيين لأوكرانيا بأسلحة إضافية، لن يغيّر الواقع الميداني.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "حتى ذلك لن يتيح للقوات المسلحة الأوكرانية أن تبدّل بشكل ما من دينامية الجبهات".

وتطالب كييف الغربيين بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي لحماية منطقة خاركيف المحاذية لروسيا والتي تتعرض باستمرار لضربات.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس الجمعة، عن خشيته من أن يكون الهجوم البري الذي بدأته روسيا في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد، بمثابة تمهيد لهجوم أوسع نطاقاً في الشمال والشرق.

والثلاثاء، قال حاكم خاركيف المعيّن من قبل السلطات الروسية فيتالي غانتشيف إن قوات موسكو باتت تسيطر على نحو نصف مدينة فوفتشانسك القريبة من الحدود الروسية.

وأوضح في تصريحات للتلفزيون الرسمي الروسي أن المدينة التي كان عدد سكانها يناهز 17 ألفاً قبل بدء الحرب، باتت المحور الأساسي للمعارك.

وأضاف غانتشيف "رجالنا يسيطرون على نحو 40 بالمئة من المدينة. لقد اخترقوا الدفاعات (الأوكرانية) بشكل عميق وأبعدوا العدو بقدر الإمكان"، مشيراً الى أن "الجزء الشمالي من المدينة تمّ تحريره بالكامل".

من جهته، أبلغ متحدث عسكري الإعلام الرسمي الأوكراني بأن القتال في خاركيف "يبقى صعبا ويتبدّل بشكل كبير"، لكنه أكد أن عدد مواضع الاشتباك المباشر مع القوات الروسية تراجع عن ذي قبل.

قتلى بضربات أوكرانية

وأعلن سلاح الجوي الأوكراني الثلاثاء أنه أسقط ليلًا 28 مسيّرة متفجّرة من طراز "شاهد" من أصل 29 أطلقتها روسيا لا سيّما على مدينة خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا ومناطق في جنوب ووسط البلد.

في خاركيف، تضررت نحو ثلاثين شاحنة وحافلة وسيارة فيما احترق منزلان ومرأب وحافلة صغيرة بسبب سقوط حطام مسيّرات، حسبما قال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف على تلغرام.

وأُصيب شخصان بجروح "بعد هجوم صاروخي على شركة نقل"، وفق سينيغوبوف.

وعلى الجانب الآخر من الحدود، قتل ثلاثة أشخاص جراء ضربات أوكرانية.

وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف أن "مسيّرة انتحارية هاجمت سيارة كان على متنها سائق وثلاثة ركاب"، مشيرا الى أنه "نتيجة الإصابات التي تسبب بها الانفجار، لقيت امرأة مصرعها في المكان"، بينما أصيب الآخرون بجروح.

الى ذلك، قتل شخصان في هجمات منسوبة الى كييف في مناطق أوكرانية تحتلها روسيا، وفق ما أفاد مسؤولون محليون، أحدهما في مدينة دونيتسك، والآخر في منطقة زابوريجيا.

وتحدثت وزارة الدفاع الروسية من جهتها عن اعتراض أنظمة الدفاع الجوي الروسية لمسيّرتَين أخريين وصاروخ "فيلكا" أوكراني ليل الاثنين الثلاثاء.

واعتُرضت مسيّرة أخرى صباح الثلاثاء فوق منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، وفق المصدر نفسه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة الولایات المتحدة فی منطقة خارکیف الفضاء الخارجی الأمم المتحدة فی المدار فی خارکیف فی الفضاء هجوم ا

إقرأ أيضاً:

الغرب يفجر قنبلة اقتصادية بوجه روسيا.. فهل سترد موسكو بحرب مفتوحة؟

موسكو– كما كان متوقعا، وفي تجاهل تام للتحذيرات الروسية، وافق زعماء دول مجموعة السبع في قمتهم التي انعقدت في إيطاليا -أمس الخميس- على منح أوكرانيا قرضا بـ50 مليار يورو (54 مليار دولار) مقتطعة من الفوائد الناتجة عن أصول الدولة الروسية المقدرة بنحو 280 مليار دولار، مع استمرار تأكيد المجموعة على تشديد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا إثر حربها على أوكرانيا.

وجاء ذلك بعد ساعات من توسيع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على روسيا، إذ فرضت واشنطن عقوبات على 300 فرد وكيان قانوني بتهمة دعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وشملت -من بين أمور أخرى- البنية المالية التحتية الروسية ممثلة بشكل أساسي في بورصة موسكو، وخدمات الحوسبة السحابية وتكنولوجيا المعلومات، ومشاريع الغاز الطبيعي المسال وغيرها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبراء روس يجيبون.. كيف سترد موسكو على استخدام أصولها المجمدة لدعم كييف؟list 2 of 2مجموعة السبع تبحث استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانياend of list

وتقول واشنطن إنه  السلطات الروسية تمكنت –من خلال بورصة موسكو- من جذب رؤوس أموال من دول صديقة لها وأخرى محايدة.

ولم تقف العقوبات الأميركية الجديدة عند هذا الحد، بل شملت 7 شركات أجنبية من دولة ليختنشتاين وقبرص والإمارات، بزعم ارتباطها بمخطط للتهرب من الإجراءات التقييدية المفروضة على روسيا.

وتزامن ذلك مع إدراج بريطانيا بورصة موسكو ومركز المقاصة الوطني ومركز الإيداع الوطني للتسويات في قائمة العقوبات، وفقا لمكتب تنفيذ العقوبات المالية، وهو الهيئة التنظيمية البريطانية المسؤولة عن تطبيق العقوبات.

بوتين خلال خطابه بمقر وزارة الخارجية الروسية (الفرنسية)(الفرنسية) موسكو ترد

وصف الرئيس الروسي فلادمير بوتين اليوم الجمعة تجميد الأصول الروسية في الخارج بأنها "سرقة"، محذّرا من أن الخطوة "لن تمر من دون عقاب".

وقال إن البلدان الغربية تحاول التوصل إلى "أساس قانوني من نوع ما" لتجميد الأصول "لكن رغم كل محاولات الخداع، السرقة تبقى سرقة ولن تمر من دون عقاب".

كما حذّر  بوتين -خلال خطاب ألقاه بمقر وزارة الخارجية الروسية- من أن المواجهة بين موسكو والغرب تقترب إلى "نقطة اللاعودة بشكل غير مقبول، مشيرا إلى ان موسكو تمتلك "أكبر ترسانة للأسلحة النووية".

وأمس وفي أول رد فعل على العقوبات قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن رد موسكو الانتقامي على استخدام أصولها المجمدة لصالح أوكرانيا سيكون مؤلما للغاية بالنسبة لبروكسل (مركز الاتحاد الأوروبي)، وإن الممتلكات والأموال الأوروبية في روسيا تكفي لذلك، مضيفة أنه "سيتعين عليهم أولا أن يدفعوا ثمن جنونهم من محفظتهم الخاصة".

وفي وقت سابق الشهر الماضي، حذر وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف من أنه "إذا تم حجز الممتلكات والأموال والاحتياطات الخاصة بنا من قبل الدول الغربية واستخدام دخولها، فإننا سنتصرف بالطريقة نفسها تماما، وسنصادر جميع الأصول التي تمتلكها الدول الغربية هنا في روسيا".

وفي تصريح سابق في فبراير/شباط الماضي، قال سيلوانوف إن بلاده جمدت أصولا غربية بقيمة لا تقل عما جمده الغرب أي نحو 300 مليار دولار.

وتعد العقوبات المفروضة على المؤسسات الرئيسية في القطاع المالي الروسي هي الأخطر خلال فترة العام ونصف العام الماضية بعد فرض الحظر النفطي وسقف أسعار النفط والغاز.

وتميز مساء يوم 12 يونيو/حزيران الجاري بما يشبه تفجير "قنبلة اقتصادية"، إذ توقفت بورصة موسكو عن التداول بالدولار واليورو، وأعلن البنك المركزي أن جميع عمليات التداول بهذه العملات الآن ستتم في السوق خارج البورصة، وسيتم تحديد سعر صرف الروبل لها هناك، وفق المنهجية المعتمدة سابقا.

إجراءات متوقعة

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي إيغور بيلسكي -للجزيرة نت- إنه لا يمكن اعتبار العقوبات ضد بورصة موسكو شيئا جديدا أو غير متوقع، فقد كان هذا أحد السيناريوهات المنتظرة في ضوء فرض أكثر من 20 ألف عقوبة على البلاد منذ عام 2014 لم يُستثنَ منها أي قطاع تقريبا.

وبرأيه، فإن ما حدث مؤثر ولكن لا يشكل كارثة، إذ سيستمر التداول في بورصة موسكو بالأدوات الأخرى هناك، لا سيما اليوان الصيني والمعادن الثمينة، مقابل إزالة تداول الدولار الأميركي واليورو.

ويتابع بأنه نتيجة للأخبار عن العقوبات والقيود الجديدة، بدأ مؤشر بورصة موسكو في الانخفاض، إذ تراجعت أسعار معظم الأسهم الممتازة بنحو 2.5% وهو انخفاض صغير نسبيا في سياق الوضع الحالي.

لكنه -في المقابل- يحذر من أنه قد يتم فقدان الدولارات واليورو غير النقدية للمودعين الروس الموجودة في الحسابات والودائع بسبب العقوبات الأميركية الجديدة ضد بورصة موسكو، موضحا أن جميع الدولارات غير النقدية تقريبا موجودة في الولايات المتحدة وأن هذه الأموال يمكن أن تضيع إلى الأبد.

علاوة على ذلك، يشير الخبير إلى أن عدم وجود منصة تداول واحدة سيؤدي إلى اتساع فروق أسعار معاملات الصرف الأجنبي من قبل البنوك.

الأزمة بين الغرب وروسيا باتت تتخذ شكل الحرب المفتوحة (رويترز) حرب مفتوحة

من جهته، يرى مدير مركز التوقعات السياسية دينيس كركودينوف أن الأزمة بين الغرب وروسيا باتت تتخذ شكل الحرب المفتوحة في واقع الحال، وعلى هذا الأساس، لم تعد قواعد الاشتباك التي كانت قائمة في السابق صالحة لمواجهة طبيعة "الحرب" التي فرضها الغرب على روسيا.

ووفقا له، تملك موسكو خيارات عدة للرد، لا تقتصر على الأدوات الاقتصادية فقط، كتوسيع نطاق الشراكات مع البلدان المستقلة سياسيا عن الغرب، الشيء الذي يمكن أن يعوض إلى حد كبير أي نتائج محتملة لحزمة العقوبات الجديدة على الاقتصاد الروسي.

ويتابع أنه بما أن الغرب قد خرق قواعد الاشتباك من جانب واحد وما زال يصر على دفع الاقتصاد الروسي للتدهور، فإنه سيكون من المنطقي الآن عدم الاكتفاء بحجز الأموال والممتلكات الغربية في روسيا كإجراء انتقامي، بل يجب أن يصل الرد إلى أشكال أخرى، من بينها إمداد خصوم وأعداء الولايات المتحدة والدول الأوروبية المتحالفة معها بمختلف أنواع الأسلحة والقدرات والخبرات التي امتنعت موسكو في السابق عن تقديمها لهم.

وحسب رأيه، فإن العقوبات الأخيرة دليل على موقف ضعيف يتمثل في تراجع فاعلية دول مجموعة السبع الكبار على مستوى الاقتصاد العالمي والداخلي لهذه البلدان، حيث حالة السخط تعم أغلبية شعوبها بسبب السياسات الاقتصادية المتهورة التي بدأ المواطن الغربي يستشعر آثارها على أوضاعه المعيشية بسبب نزاع خارجي لا علاقة له به.

ويختم بالقول إن الأوضاع الداخلية التي يعيشها عدد من هذه البلدان تشير بوضوح إلى فشل سياسات النخب الحاكمة حاليا فيها، مقابل صعود أحزاب اليمين عشية الانتخابات البرلمانية الأوروبية، لا سيما في بريطانيا وإيطاليا وفرنسا، فضلا عن احتمال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • المسلمون يؤدون صلاة عيد الأضحى في مسجد موسكو الكبير
  • بيسكوف: ردود فعل الغرب على مبادرة بوتين للسلام غير بناءة
  • زاخاروفا تعلق على رفض سلطات كييف مبادرة بوتين لـ "وقف المأساة الأوكرانية"
  • الغرب يفجر قنبلة اقتصادية بوجه روسيا.. فهل سترد موسكو بحرب مفتوحة؟
  • هجوم غير مسبوق.. مدفيديف يتهم واشنطن بالسعي لتحريف الإسلام والمسيحية
  • واشنطن تُعلق على اتهامات روسيا للصحفي الأميركي
  • أمريكا وبريطانيا وكندا تتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات المولدوفية
  • أمريكا وبريطانيا وكندا تتهم روسيا بالتدخل في انتخابات مولدوفا
  • زاخاروفا تتهم واشنطن ولندن بتحريض أوكرانيا لتنفيذ أعمال تخريبية ضد روسيا
  • زيلينسكي يعلن توقيع اتفاقية مع اليابان والولايات المتحدة