شبكة اخبار العراق:
2025-06-17@09:40:48 GMT

في غياب الدولة تضيع الشعوب

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

في غياب الدولة تضيع الشعوب

آخر تحديث: 22 ماي 2024 - 9:06 صبقلم:فاروق يوسف جاء قرار تحطيم الدولة العراقية الذي اتخذه الحاكم المدني الأميركي بول بريمر منسجما مع مبادئ وتطلعات الأحزاب الطائفية الشيعية التي وقفت مع الاحتلال. ولم تكن جماعة الإخوان المسلمين بنسختها العراقية أفضل في تعاملها مع ذلك القرار الذي وضع حدا لجهود مضنية بذلتها أجيال من العراقيين في بناء تلك الدولة الحديثة.

ذلك ما كان الأميركان على دراية به وهو ما يخدم مشروعهم القاضي بتدمير العراق حاضرا ومستقبلا. فعراق من غير دولة لن تقوم له قائمة ولن يستعيد مكانته على خارطتي الشرق الأوسط والعالم العربي، ناهيك عن صورته في العالم. قد يظن البعض خطأً أن الأمر التبس علي حزبيي الإسلام السياسي بحيث تحوّل عداؤهم للنظام السياسي إلى عداء للدولة. ذلك ليس صحيحا. فالدولة باعتبارها كيانا مؤسساتيا كانت هي المقصودة كونها تتعارض مع مبدأ الحاكمية الذي أعلى الإخواني سيد قطب من شأنه وصار جزءا من المنطلقات النظرية للإخوان كما لكل الأحزاب الدينية التابعة لإيران وقبلها المرجعيات الدينية الإيرانية. وإذا ما اعتبرنا ذلك المبدأ نوعا من النفاق السياسي الذي يهدف إلى إخفاء الواقع فإن العداء للدولة يعود في حقيقته إلى أن المؤسسة الدينية تزدهر في ظل ضعف الدولة، أما حين تكون الدولة قوية فإنها تنزوي جانبا. ذلك ما حدث في مختلف العصور التي مرّت بها الدولة العربية الإسلامية. التقت المصلحة الأميركية بمبادئ جماعات الإسلام السياسي التي وجدت في الغزو الأميركي باباً تطل من خلاله على مستقبل ستكون فيه هي سيدة الموقف في النظام وفي الفوضى. وليس المقصود بالنظام هنا العودة إلى مبادئ العمل المؤسساتي بل العمل السياسي في أجواء مستقرة نسبيا. وهو ما عاشه العراق بعد سنوات طويلة من الاضطراب الذي لا تزال معادلاته ممكنة الاستعادة في أيّ لحظة. يمكن لمقتدى الصدر على سبيل المثال أن يقلب الطاولة على الجميع حين يريد ولو كانت هناك دولة لما استطاع القيام بذلك. منذ أكثر من عشرين سنة والعراق من غير دولة. وهو حدث غير مسبوق في التاريخ السياسي الحديث في العراق. لقد حافظ الانقلابيون في 1958 و1963 و1968 على الدولة التي كانت قائمة منذ عشرينات القرن العشرين. كانت تلك الدولة هي الحاضنة التي استطاعوا من خلالها تنفيذ مشاريعهم في الهدم والبناء على حد سواء. لم يؤثّر التقاتل الحزبي على الدولة ولم يمسّها بضرر. ظلت الدولة قائمة بعيدا عن المعدلات السياسية التي تتحكم بشكل الحكم. أما وقد سقطت الدولة فقد حل النظام السياسي محلّها. ولأنه كيان يتألف من مواد سائلة فلم يعد القانون قادرا على استيعاب تحولاته والتحكم بمساراته. حين اختفت الدولة اختفى العراق. تلك هي المعادلة التي تحلم بالوصول إليها كل تنظيمات الإسلام السياسي. ولو قُدر للإخوان المسلمين أن يستمروا في حكم مصر لكانت الدولة المصرية التي حافظ عليها النظام الجمهوري قد تم تحطيمها ولالتحقت مصر بالعراق. ولكن حركة النهضة نجحت في تدمير دولة بورقيبة في تونس. فعن طريق التخلص من دولة بن علي تم الانقضاض على الدولة المدنية التي أقامها الحبيب بن بورقيبة وحافظ عليها زين العابدين بن علي. كلما حاول الرئيس قيس سعيد العودة بتونس إلى مسار الدولة يصطدم بمظاهر الفوضى التي صار الكثيرون في غياب الدولة يعتبرونها نوعا من الديمقراطية. وما لم تكن هناك دولة فلا وجود لميزان. كان من الممكن أن تضيع مصر لو أن الإخوان استمروا في مشروع دولتهم. أما في تونس وقد تمكنت منها حركة النهضة فلم يكن من الصعب أن تضيع الدولة. لقد تم تذويبها في سياق قوانين أفرطت في تمجيد الانتقام منها بحجة المراجعة التاريخية. ما جرى يكشف عن أنه كانت هناك رغبة لتذويب دولة بورقيبة والانتهاء منها. في العراق أنهى المحتل الأميركي الدولة باعتبارها دولة صدام حسين. ذلك ما فعلته حركة النهضة حين اعتبرت الدولة التونسية دولة بن علي. المفارقة أن قيس سعيد رجل قانون وهو لا يجرؤ على مكاشفة شعبه بحقيقة أن دولتهم ماتت.الفجيعة واحدة في كل البلدان التي تعرضت لهزات اقتلعت الدولة فيها من أساسها. فلا اليمن ولا ليبيا ولا العراق ولا تونس ستتمكن من استعادة الحياة الطبيعية ما لم تبن فيها دولة جديدة على أنقاض الدولة التي هُدمت. ذلك ما يستغرق زمنا طويلا. هذا إذا توفرت الإرادة الوطنية المستقلة والحرة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ذلک ما

إقرأ أيضاً:

«مركز دعم دولة القانون»: ندعم الرئيس في معركة الحفاظ على الدولة وحماية الأرض

أعلن المحامي ظارق العوضي مدير مركز دعم دولة القانون دعمه الكامل للقيادة السياسية.

وقال العوضي في بيان حصلت «الأسبوع» على نسخة منه، إنه «في هذه اللحظات الفارقة… لحظات الحقيقة التي تكشف فيها المواقف وتُختبر فيها الإرادات، أُعلنها بصوتٍ عالٍ، وبإيمان لا يتزعزع أنا أدعم القيادة السياسية المصرية دعمًا كاملًا ومطلقًا»

وأضاف «في كل خطوة، وفي كل قرار، تتخذه من أجل حماية الوطن، وحفظ أمنه، وصون كرامة شعبه.

طارق العوض المحامي

نحن لا نقف على الهامش، ولا ننتظر ما سيحدث… نحن نقف في قلب الموقف، خلف قيادتنا، ندعمها، ونثق بها، ونفهم حجم ما تواجهه من تحديات ومخاطر.

وتابع أن «مصر اليوم تقف شامخة، تواجه العواصف بحكمة وقوة. وأعداء أمتنا يتحركون، نعم… لكننا أكثر وعيًا، وأكثر تماسكًا، وأكثر استعدادًا للرد».

هذه لحظة الاصطفاف الوطني.. هذه لحظة أن نقول للعالم: «إن وراء هذه القيادة شعبًا لا يُكسر… شعبًا يؤمن، ويحتشد، ويفرض احترامه على الجميع».

المجد لمصر.. والنصر لمن يخلص لها.

وختم قائلا «الدعم الكامل للرئيس والقيادة في معركة الحفاظ على الدولة، وحماية الأرض، وصون القرار الوطني».

مقالات مشابهة

  • السوداني لأمير قطر:إسرائيل تنتهك القانون الدولي في اعتدائها على إيران
  • إلهام شاهين بعد عودتها من العراق: الصواريخ في السماء كانت كتيرة وحولت الليل نهار
  • إيران تحذر مواطنيها من هجوم سيبراني يخترق الهواتف
  • ألمانيا تبدأ بإجلاء مواطنيها من دولة الاحتلال.. سيسافرون عبر هذه الدولة
  • أكراد وعرب وبلوش ينتظرون الفرصة.. كيف يفكر «الغرب الأمريكي- الأوروبي» في خريطة إيران؟
  • حماس تنفي اغتيال رئيس مكتبها السياسي في قطر
  • حتى لا تضيع البوصلة… سُنّة التدافع… وتيه الأتباع
  • تقرير:العراق ضمن الدول العشرة التي تهيمن على المشهد العالمي للموارد الطبيعية
  • إدارة سجون الاحتلال تلغي جميع زيارات الأسرى التي كانت مقررة اليوم
  • «مركز دعم دولة القانون»: ندعم الرئيس في معركة الحفاظ على الدولة وحماية الأرض