ليبيا – أكد وزير الخارجية في حكومة الاستقرار عبد الهادي الحويج،تمسك الحكومة بمبدأ المصالحة الشاملة،مشيرا إلى أن استقرار ليببا هو استقرار الفضاء المغاربي والمنطقة.

الحويج وفي حوار صحفي مع موقع “المصري اليوم”، أشار إلى أن ليبيا منفتحة للتعاون مع دول العالم التي تقف مع السلام وتؤيد عودة ليبيا إلى مكانتها الدولية،وهذا سيحدث بإرادة وصمود الشعب الليبي المحب للسلام ولوطنه.

وأضاف:”مهتمون بالتعاون مع موسكو شأن العديد من الدول العربية والإسلامية، كما أننا لدينا رغبة فى تطوير الشراكة العميقة في مختلف المجالات، ومنها الاقتصاد والزراعة”.

وإلى نص الحوار:

س/ في البداية.. كيف ترى الأوضاع في قطاع غزة؟

ج/ ما يحدث في غزة على مدار أكثر من 8 شهور على مرأى ومسمع من العالم يعد جريمة إبادة جماعية، يجب فيها محاسبة ومحاكمة المسؤولين الإسرائيليين، الذين انتهكوا كافة القوانين والأعراف الدولية، باعتبار أن تل أبيب دولة قائمة بالاحتلال.

س/ لكن المجتمع الدولي فشل فى وقف إطلاق النار؟

ج/ رغم طول مدة القصف الإسرائيلي المستمر والممنهج على قطاع غزة، الذي أودى بحياة أكثر من 35 ألف شهيد وعشرات الآلاف من المصابين والمفقودين تحت الأنقاض، إلا أن المجتمع الدولي لا يزال يضغط على حكومة الاحتلال لوقف إطلاق النار، ومن ثم وقف الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر، لذا هناك رفض دولي تجاه ما يقوم به الاحتلال من أعمال إجرامية ضد المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال، وكذلك رغبة حقيقية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وما يدل على ذلك هو موقف عشرات الدول خلال التصويت لصالح العضوية الكاملة لفلسطين داخل الأمم المتحدة.

س/ما رأيك في موقف مصر تجاه حل أزمة غزة، وإعلان انضمامها لدعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية؟

ج/ مصر تحمل على عاتقها القضية الفلسطينية منذ مهدها، وبالتالي ليس غريبًا على القاهرة أن تتحرك لوقف الحرب، وتبذل جهودًا مضنية لحل الأزمة، سواء برعاية المفاوضات، أو العمل على إدخال المساعدات الإنسانية، فالعالم كله ينظر إليها، ولم تتوقف مصر عند هذا الحد بل لديها دور في القضية الفلسطينية وليبيا من خلال دعمها من أجل تعزيز الأمن والاستقرار.

س/إسرائيل تضغط على غزة من أجل التهجير، كيف ترى ذلك؟

ج/هناك رفض للتهجير القسري، والشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ويحارب من أجل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي تهم العالم كله، شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، لذلك لا بديل عن إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، ويجب على العالم أن يعي ذلك جيدًا، وعلى كل من يدعم تل أبيب أن يدرك أن إحلال السلام يعني الاستقرار الأمني لمنطقة الشرق الأوسط، وهناك ضرورة للاتفاق على أهمية إعادة إعمار غزة، من أجل عودة النازحين إلى منازلهم وأراضيهم، كما أن هناك أهمية لمساندة ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا نظرًا لاحتياجات الفلسطينيين، خاصة من أبناء قطاع غزة، الذين يعانون كثيرًا من وطأة وتنكيل الاحتلال.

س/ دعنا نتحدث عن موقف ليبيا من تلك الأزمة الإنسانية؟

ج/ليبيا كانت من أولى الدول التي دعمت القضية الفلسطينية، وقد تعتبر الدولة الوحيدة التي أصدرت قرارًا من قبل مجلس النواب بتجريم التطبيع مع إسرائيل، حيث تعتبر القضية الفلسطينية قضية عادلة، ففلسطين تعيش نكبة جديدة، كالتي نعيش ذكراها الـ76 في هذا الشهر، وهو ما يؤكد أن إسرائيل لا تريد السلام.

س/ ما الذي قدمته ليبيا إلى قطاع غزة؟

ج/ الحكومة الليبية، برئاسة الدكتور أسامة حماد، بالتعاون مع قيادة الجيش الوطني، قامت بإرسال عشرات القوافل والمساعدات الطبية اللازمة، التي يحتاجها أبناء غزة، كما أصدرت الحكومة قرارًا بمعاملة الفلسطينيين معاملة المواطن الليبي، وبالتالي نتعامل معه كأنه في بلاده، وهو معفى من رسوم التعليم والصحة وكافة الرسوم تمامًا، وهذا لن تجده في دول العالم الأخرى.

س/هل تعتقد أن العالم بعد 7 أكتوبر بدأ يلتفت أكثر إلى القضية الفلسطينية؟

ج/ القضية الفلسطينية لا تخص أبناء فلسطين وحدهم، بل هي قضية تهم المسلمين والمسيحيين في العالم أجمع، كما تهم كل شخص يشعر بالإنسانية والسلام النفسي، فهي قضية إنسانية بحتة يئن لها كل البشر في مختلف أنحاء بلاد الدنيا، وبالتالي يجب على الجميع بذل كافة الجهود لوقف هذا الصراع.

س/ أعود إلى ليبيا والرغبة فى الاستقرار، ماذا أنتم فاعلون؟

ج/ عندما يعود الاستقرار إلى ليبيا فلا عودة لمربع الحرب، ونحن متمسكون بمبدأ المصالحة الشاملة، التي لا تقوم على المغالبة أو المنتصر والمهزوم، نريد أن نذهب إلى سلام الشجعان، وأن يشارك الليبيون في صناعة حاضرهم ومستقبلهم، واستقرار ليببا هو استقرار الفضاء المغاربي والمنطقة بأكملها، وليبيا لها دور في الماضي وسيكون لها دور قوى في المستقبل.

س/ لقد شاركتم بمنتدى قازان الدولي فى روسيا، ما سبل التعاون مع موسكو؟

ج/ نحن نتعاون مع روسيا، كذلك الحال مع الشركاء الاستراتيجيين وليس موسكو فقط، بل إن ليبيا منفتحة للتعاون مع دول العالم، التي تقف مع السلام وتؤيد عودة ليبيا إلى مكانتها الدولية، وهذا سيحدث بإرادة وصمود الشعب الليبي المحب للسلام ولوطنه، كما أننا مهتمون بالتعاون مع موسكو شأن العديد من الدول العربية والإسلامية، كما أننا لدينا رغبة فى تطوير الشراكة العميقة في مختلف المجالات، ومنها الاقتصاد والزراعة.

س/ هل تعتقد أن العالم بات يحتاج التعددية القطبية، وهو ما تم التركيز عليه خلال فعاليات المنتدى؟

ج/ العالم بات يرفض الأحادية القطبية القائمة على الهيمنة والرغبة فى الاستعمار الجديد، وبالتالي هناك أهمية للتعددية القطبية حتى لا تشعر الدول بأنها صغيرة أو ما يطلق عليها القزامة، وتأتي أهمية التعاون بين روسيا باعتبارها قوة عظمى والعالم الإسلامي الذي يمتلك من المقومات ما يؤهله للصدارة، فالتحالف الروسي- الإسلامي ستكون لديه القوة لإحراز التقدم نحو التعددية القطبية من أجل عالم يشعر بعدم الهيمنة لصالح أي جانب على طرف آخر، ويجب أن تدرك كل القوى أن الدول الإسلامية تمتلك من النفوذ والثروات والجغرافيا ما يجعل لها مكانة مؤثرة في العالم.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة فی مختلف لیبیا من قطاع غزة رغبة فى کما أن من أجل

إقرأ أيضاً:

100 جناح و80 عارضاً.. سوق الإعلام العربي ينبض في مهرجان قرطاج

وسط أجواء احتفالية وتوهج فني، افتُتحت مساء الاثنين 23 يونيو 2025 فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في المسرح الروماني بقرطاج، بالعاصمة التونسية، بحضور رسمي وثقافي وإعلامي واسع يمثل مختلف أقطار العالم العربي.

وشارك في حفل الافتتاح وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، أمينة الصرارفي، إلى جانب رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية، محمد بن فهد الحارثي، وعدد من سفراء الدول العربية لدى تونس، وممثلين عن الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية، إلى جانب وجوه فنية وإعلامية مرموقة من مختلف أنحاء المنطقة.

وأحيا النجم التونسي صابر الرباعي حفل الافتتاح، مقدّمًا باقة من أشهر أغانيه التي تفاعل معها الحاضرون، قبل أن يفاجئ الجمهور بأداء مؤثر لأغنية من التراث الفلسطيني، في تحية رمزية نالت إعجابًا كبيرًا وسط تصفيق حار ووقوف من الحضور دعمًا لفلسطين.

وتميّزت السهرة الافتتاحية بتكريم كوكبة من الشخصيات الإعلامية والفنية العربية، اعترافًا بإسهاماتهم في تطوير المشهد السمعي البصري العربي. ومن بين المكرّمين: الإعلامية التونسية دنيا الشاوش، الفنان المصري حمادة هلال، الممثلة المصرية مي عمر، الممثلة اللبنانية جوليا قصار، الإعلامية الجزائرية رانيا سيروتي، المخرجة الأردنية رانيا إسماعيل، الإعلامية اليمنية سونيا المريسي، الفنان الصومالي عبد الرشيد محي كالموي.

منصات تكنولوجية وسوق برامج في قلب الحدث

ضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجان، افتُتح معرض للتكنولوجيا والتجهيزات الإعلامية الحديثة، بالإضافة إلى سوق للبرامج الإذاعية والتلفزيونية، شهدت مشاركة نحو 80 عارضًا من مختلف الدول، توزّعوا على أكثر من 100 جناح، ما وفر أرضية غنية لتبادل الخبرات وعقد الشراكات بين المؤسسات الإعلامية.

حضور نوعي ورسالة وحدوية

يحمل مهرجان هذا العام، الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية (ASBU)، أهمية رمزية خاصة، باعتباره مناسبة لتعزيز التكامل الإعلامي العربي في ظل التحديات السياسية والتكنولوجية المتسارعة التي تواجه المنطقة.

وأكد الحضور الرسمي في كلماته الافتتاحية على ضرورة ترسيخ التعاون الإعلامي وتطوير المحتوى العربي المشترك، بما يخدم قضايا الشعوب ويعزز الهوية الثقافية في مواجهة الاستلاب الرقمي والتغريب الإعلامي.

هذا ويعد المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون من أبرز الفعاليات الإعلامية في العالم العربي وينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية التابع لجامعة الدول العربية ويقع مقره في تونس العاصمة.

وانطلقت أولى دوراته في سبعينيات القرن الماضي بهدف تعزيز التعاون الإعلامي العربي وتكريم التميز في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني كما يوفر منصة لتبادل التجارب والأفكار بين المؤسسات الإعلامية والعاملين في مجالي الإذاعة والتلفزيون.

وتشمل فعاليات المهرجان مسابقات مهنية تمنح خلالها جوائز للأعمال الدرامية والوثائقية والبرامج الإخبارية والثقافية بالإضافة إلى عروض إنتاجية وبرمجية من مختلف المحطات العربية، كما يضم معرضاً للتكنولوجيا الإعلامية يعرض أحدث معدات البث والإنتاج والتقنيات الرقمية وسوقاً للبرامج الإذاعية والتلفزيونية تسهم في تبادل المحتوى بين المحطات.

ويتضمن المهرجان ندوات فكرية ومهنية تناقش أبرز التحديات والفرص في المشهد الإعلامي العربي، ويعتبر المهرجان فرصة سنوية لإعادة تقييم الخطاب الإعلامي العربي وطرح قضايا الساعة المتعلقة بحرية التعبير وتحديات الإعلام العمومي في مواجهة المنصات الرقمية ومكانة الإنتاج العربي في المنافسة الإقليمية والعالمية.

مقالات مشابهة

  • مذكرات في القضية الفلسطينية.. كتاب منهجي يعيد قراءة الصراع بعيون إسلامية
  • قمة أوروبية في بروكسل تبحث دعم أوكرانيا واتفاق الشراكة مع إسرائيل
  • القومي للمرأة بأسوان يعزز الشراكة المجتمعية لدعم تمكين المرأة بقرى حياة كريمة
  • قارة غنية مستغلة.. أفريقيا بين فرص الشراكة وتحديات المكانة
  • 100 جناح و80 عارضاً.. سوق الإعلام العربي ينبض في مهرجان قرطاج
  • روسيا.. تطوير نظام جديد للتحكم في درونات الألياف البصرية
  • روسيا.. تطوير مواد لحماية المركبات الفضائية من التجمّد
  • روته: زيادة إنفاق الناتو إلى 5% من الناتج المحلي قفزة نوعية لتعزيز الردع ضد روسيا
  • مصر تطلع تركيا على محددات موقفها بشأن التطورات في ليبيا
  • مستشار كوفي أنان: القضية الفلسطينية مؤشر واضح على انهيار النظام الدولي