خبير الأمم المتحدة :العالم يتجاهل خطر الإبادة الجماعية في السودان
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
حذر خبير من الأمم المتحدة من أن منطقة دارفور في السودان تواجه خطرا متزايدا بالإبادة الجماعية حيث يتركز اهتمام العالم على الصراعات في أوكرانيا وغزة.
منطقة دارفور قالت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة للأمين العام المعنية بمنع الإبادة الجماعية ، أليس وايريمو نديريتو ، لبرنامج نيوزداي على بي بي سي: "لدينا ظروف يمكن أن تحدث فيها إبادة جماعية أو حدثت بالفعل" .
وأضافت أن العديد من المدنيين استهدفوا على أساس عرقهم في مدينة الفاشر المحاصرة في السودان ، حيث اشتد القتال العنيف في الأيام الأخيرة.
تم الإبلاغ عن أكثر من 700 حالة وفاة في 10 أيام من قبل جمعية خيرية طبية في المدينة.
الفاشر هي آخر مركز حضري رئيسي في منطقة دارفور لا يزال في أيدي الجيش السوداني.
ويقاتل الجيش قوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أكثر من عام، في حرب أهلية أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار من ديارهم.
وقال إبراهيم الطيب الفكي، أحد السكان المحليين، لبي بي سي إن شقيقته قتلت في غارة جوية عسكرية دمرت منزله أيضا.
وقال الرجل البالغ من العمر 47 عاما لبي بي سي إنه أرسل أطفاله الثلاثة للعيش مع جدهم لكن منزله أصيب أيضا. تحتمي الأسرة الآن بأنقاضها، لا يوجد مكان آمن في الفاشر في الوقت الحالي.
وتابعت نديريتو إن الوضع يتكشف إلى إبادة جماعية "شبيهة برواندا" في عام 1994 ، مستشهدة بتحليل الأمم المتحدة حول عوامل الخطر المتزايدة.
وأضافت أن "الأعمال العدائية المتزايدة في الفاشر فتحت الآن فصلا مقلقا حقا في هذا الصراع، أنا أدعو إلى الاهتمام بهذا الصراع بالذات. لقد كنت أحاول إيصال صوتي لكن صوتي أغرقته حروب أخرى - في أوكرانيا وغزة".
أعربت هيومن رايتس ووتش مؤخرا:" مخاوف مماثلة من إبادة جماعية محتملة في دارفور".
وقال تقرير صادر عن الحملة إن التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية ارتكبت ضد المساليت العرقية والمجتمعات غير العربية في المنطقة من قبل القوات شبه العسكرية وحلفائها العرب.
ودعت إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن الفظائع، بمن فيهم قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف على نطاق واسع باسم حميدتي.
اندلع العنف الحالي من تاريخ طويل من التوترات حول الموارد بين المجتمعات الزراعية غير العربية، بما في ذلك المساليط، والمجتمعات الرعوية العربية.
تم قطع الإنترنت مما جعل الوصول إلى المدينة صعبا، حيث يواصل جنود من مجموعة مراسلون بلا حدود محاصرة المدينة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 15 ألف شخص يخشى أن يكونوا قد قتلوا في مدينة الجنينة بغرب دارفور العام الماضي.
وفي يونيو الماضي ، قتل حاكم غرب دارفور خميس أبكر بعد ساعات من اتهامه قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية، وهو أكبر مسؤول معروف أنه قتل منذ بدء الصراع في أبريل.
وتقول قوات الدعم السريع إنها لا تشارك فيما تصفه بأنه "صراع قبلي" في دارفور.
وظهرت المجموعة شبه العسكرية من ميليشيا الجنجويد التي اتهمت بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المجتمعات غير العربية في دارفور في عام 2003 بعد أن حمل المتمردون السلاح متهمين الحكومة بتجاهل المنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دارفور الإبادة الجماعية السودان أوكرانيا قوات الدعم السریع الأمم المتحدة إبادة جماعیة
إقرأ أيضاً:
نداء إنساني: الفاشر تحت رحمة الجوع وطوق الحصار
متابعات- تاق برس- أعلن مجلس تنسيق غرفة طوارئ شمال دارفور، أن مستويات انعدام الأمن الغذائي داخل مدينة الفاشر وصلت إلى “حد غير مسبوق”.
وأشار المجلس في بيان له، إلى أن التقديرات الميدانية تشير إلى انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 88% وبذلك تجاوزت الأزمة مرحلة التحذير إلى مرحلة المأساة الإنسانية الحقيقية.
وأضاف البيان أن الأطفال والنساء، وهم الأكثر ضعفاً، يعانون من الجوع بشكل مروع، ومشاهد الهزال وسوء التغذية الحاد أصبحت مألوفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة، مع ظهور حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية.
ولفت البيان إلى أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا على المدينة منذ نحو عامين، وترفض تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بفك الحصار عن الفاشر.
وتُحيط بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، شبكة من 6 طرق رئيسية تربطها بالمناطق المحيطة، غير أن 5 منها أُغلقت بفعل الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، مما جعل “طريق الفاشر- طويلة” المنفذ البري الوحيد المتاح، وسط تحديات أمنية تعرقل حركة المرور عليه.
ويُعد الطريق القاري الواصل بين الخرطوم والفاشر من أهم الشرايين الحيوية للإقليم، حيث يسهم في نقل البضائع وتأمين الإمدادات الأساسية للمدينة. كما يمثّل طريق نيالا مسارا مركزيا يربط الفاشر بجنوب دارفور، إلى جانب طرق أخرى مثل مليط وكتم وكبكابية وطويلة ودار السلام، التي تُشكّل بدورها ممرات حيوية لسكان المنطقة.
وفي أبريل الماضي، أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على جميع الطرق المؤدية إلى الفاشر باستثناء طريق طويلة، الذي يخضع لسيطرة مشتركة بين قوات الدعم السريع وحركة جيش تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس، ما يجعل التنقل عبره محفوفا بالمخاطر، خصوصا للمدنيين الحاملين لأي بضائع تجارية.
وتسبب الحصار في أزمة إنسانية واقتصادية خانقة، انعكست على القدرة على الوصول للخدمات الطبية، وارتفاع الأسعار، وفقدان الكثير من الأسر مصادر رزقها.
كما أن الحصار أجهض معظم محاولات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، سواء من قِبل منظمات الإغاثة الدولية أو عبر المبادرات المحلية، وسبق أن احرقت قوات الدعم السريع قافلة أممية كانت في طريقها إلى الفاشر عند منطقة الكومة، على بعد 80 كيلومترا شرق المدينة.
وفي 27 يونيو الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في مدينة الفاشر لمدة أسبوع، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين في المدينة والمناطق المحيطة بها. وقد وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، على هذه الدعوة.
إلا أن تفاؤل سكان مدينة الفاشر لم يدم طويلًا، بعد أن رفضت قوات الدعم السريع الهدنة التي دعت إليها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية.
ولم تكتفِ قوات الدعم السريع برفض الهدنة، بل شنّت هجومًا على المدينة من المحور الجنوبي صباح يوم 30 يونيو 2025، بعد أقل من 72 ساعة من إعلان الهدنة الإنسانية في مدينة الفاشر.
ويواصل المدنيون في الفاشر كفاحهم اليومي للبقاء على قيد الحياة رغم هذه الظروف المأساوية، ويعيشون في حالة طوارئ إنسانية سيئة، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا لإنقاذهم من خطر الموت المتزايد بسبب نقص الغذاء والمياه والخدمات الطبية.
الدعم السريعحصار الفاشرمدينة الفاشر