#عالم بلا #سياسة
م. #أنس_معابرة
يصرّ العالم اليوم على بيع ضميره بثمن بخس، وقتل بقايا الضمير العالمي الذي ينادي بين الحين والآخر بضرورة وقف الحرب في قطاع غزة، ويحاول أن يصفها بصفات لا تُغضب الصهاينة الغزاة المختلين لأرضنا، والذين يقتلون أهل القطاع في مذبحة جماعية منذ سبعة أشهر ونصف.
تخرج محكمة الجنايات الدولية لتطالب باستحياء وقف الهجمة الصهيونية على رفح، وضرورة عدم توسيع الهجوم هناك، وفتح معبر رفح، البوابة الوحيدة لأكثر من مليوني انسان على العالم.
لقد أصدرت محكمة الجنايات مذكرات اعتقال بحق مجرمي حرب لم يرتكبوا نصف ما ارتكبه رئيس وزراء الكيان المعتدي، بل لم تصل تصريحاتهم وأقوالهم لبعض ما جاء في تصريحات قادة الاحتلال، مجرمي الحرب.
نعم لقد تدخّل الطاغوت الأكبر مرة أخرى لإنقاذ قادة الاحتلال من مذكرات الاعتقال الدولية، وهددت الولايات المتحدة كالعادة بقطع التمويل عن المؤسسات الدولية، كما صرّح الرئيس الأمريكي ببطلان وصاية المحكمة الجنائية الدولية، في تحد صارخ للقوانين الدولية التي تعمل منذ أكثر من سبعة عقود في خدمة الطاغوت الأمريكي وحلفاءه.
نعم إن أمة الضلال واحدة، ولن تجد من يناصرك من الغرب الأوروبي والأمريكي ضد اليهود الصهاينة المحتلين، فهم بعضهم من بعض، ويدعمون الاحتلال بكافة أشكال الدعم السياسي والعسكري.
وصحيح أن اسبانيا والنرويج وايرلندا قد صرّحت بالاعتراف بدولة فلسطين رسمياً، ولكنه اعتراف باهت، ومحاولة يائسة من تلك الدول لامتصاص غضب شعوبها المتنامي، والسيطرة على الأوضاع الداخلية فيها خشية الانفجار.
أولئك القادة الذين يخرجون في مؤتمرات صحفية مشتركة للإعلان عن الاعتراف بدولة أقدم من امبراطورياتهم وجمهورياتهم، وكانت تمتلك حضارة حين كانوا يرزحون في العصور المظلمة، ويعالجون الطاعون بنقله للآخرين، ثم يعودون إلى مكاتبهم ليوقعوا على صفقات الأسلحة والمرتزقة المتوجهين إلى فلسطين للقتال بجانب جيش الاحتلال.
أيها المواطن العربي المكلوم: يعيش العالم اليوم بلا سياسة، بلا دين، بلا ضمير، عالم يقوده قادة الصهاينة كما يقود أحدهم ناقته، أرجوك؛ لا تنتظر النصر من قادة الغرب، فهم على قلب رجل واحد في دعمهم للاحتلال في فلسطين، وامداده بالعتاد والسلاح والمقاتلين المأجورين، وهم شركاء في كل قطرة دم سالت هناك، ولا تخدعك تلك المسرحيات التي يقومون بها على منصات المؤتمرات.
ولكن يبقى الأمل في تحرك الشعوب الغربية، وهي الحركة التي نمت وتصاعدت في الآونة الأخيرة، بفضل الحملات التي يقوم بها بعض الفضلاء على وسائل التواصل الاجتماعي في نشر جرائم الاحتلال، وتعريف تلك الشعوب بالحق التاريخي للشعب الفلسطيني، وضرورة استئصال الورم السرطاني الخبيث من المنطقة برمتها لإحلال السلام.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سياسة
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب للرهائن يكشف كواليس اتصالاته مع حماس وضغوطه على قادة العالم
كشف أور شاكيد، مراسل صحيفة "إسرائيل اليوم" في الولايات المتحدة، عن تفاصيل موسعة حول الدور الذي يؤديه آدم بوهلر، أحد المقربين من دوائر صنع القرار في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي عين مبعوثا رئاسيا لشؤون الأسرى.
ويشير شاكيد في تقريره إلى أن بوهلر، الذي كان جزءا من الفريق الذي روج لاتفاقيات إبراهیم، بات الآن في موقع "يرتبط حرفيا بالحياة والموت"، حيث يمكن لأي كلمة أو قرار أن تغير مصير محتجز في "سجن أو قبو مظلم" حول العالم.
من اجتماع مع الرئيس الصيني إلى منصب هام
وبحسب شاكيد، فإن دخول بوهلر هذا المجال لم يكن مخططا له. فقد بدأت القصة قبل سنوات خلال اجتماع بين إدارة ترامب الأولى والرئيس الصيني شي جين بينغ، حين شاهد بوهلر مستشار الأمن القومي لاحقا روبرت أوبراين يطالب بكين بإطلاق سراح مواطنين أمريكيين. يوضح بوهلر أنه تأثر حينها بالدور الإنساني الذي يلعبه مبعوث شؤون الرهائن، واعتبره "أمرا قادرا على تغيير حياة الناس".
ويشير بوهلر، وفق شاكيد، إلى أن فوز ترامب الجديد بالانتخابات كان "لحظة ارتياح كبيرة"، خاصة بعد ما وصفه بـ"تدهور حاد" في السياسة الخارجية الأمريكية خلال فترة بايدن. ويذكر أنه تلقى أول عرضٍ لشغل المنصب من مورغان أورتاغوس، قبل أن يلتقي لاحقا بروبرت أوبراين الذي وجد أنه "مناسب تماما" لهذه المهمة.
ترامب كلفه بمهمة تتجاوز الأمريكيين
وفي لقائه الأول مع ترامب، يؤكد بوهلر –كما ينقل شاكيد– أنه اختار التركيز على ملف الرهائن بدلا من ملفات الشرق الأوسط التقليدية، قائلا: "هناك العديد من الأمريكيين، والكثير من الحلفاء، ومنهم الإسرائيليون، في الأسر." ويشير إلى أن ترامب أعجب بإجابته وأخبره: "إذا كان هذا ما تريده فلا مشكلة".
ويؤكد شاكيد أن ترامب أوضح لبوهلر لاحقا أن تفويضه يشمل "جميع الرهائن الإسرائيليين"، وليس الأمريكيين فقط.
ووفق التقرير، يصف بوهلر ليلة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بأنها كانت "صدمة كبرى" له كيهودي أمريكي، قائلا إنه تابع التطورات منذ اللحظة الأولى، وشعر بإحباط لأن "ما حدث لم يكن ليقع في عهد الرئيس ترامب".
لقاء مباشر مع حماس.. وانتقادات إسرائيلية
وينقل شاكيد أن واحدة من أكثر الخطوات إثارة للجدل في عمل بوهلر كانت إجراء لقاء مباشر مع ممثلي حركة حماس، وهو ما أثار غضبا كبيرا داخل الاحتلال الإسرائيلي خشية عقد صفقات بمعزل عنها.
لكن بوهلر شدد –بحسب شاكيد– على أن "كل شيء منسق بالكامل مع البيت الأبيض"، مؤكدا: "لا يمكن أن نتجاوز إسرائيل… ولن أبرم صفقة مقابل ثمن. القرار النهائي لإسرائيل."
وأوضح أن الهدف من اللقاء كان تسريع عملية إنقاذ الرهائن بعد أن تبين أن العمل عبر وسطاء "يستغرق وقتا أطول".
كما يشير شاكيد إلى أن كبار مسؤولي إدارة ترامب، وبينهم جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، أجروا هم أيضا اتصالات مباشرة مع ممثلي حماس خلال الجولات الأخيرة من المفاوضات.
بين الغضب الشخصي والواجب الرسمي
وينقل شاكيد عن بوهلر قوله إن لقاء أعضاء حماس، بصفته يهوديا، كان أمرا صعبا عاطفيا، لكنه كان يفصل بين مشاعره ودوره: "أنا أمثل بلدي. الهدف هو إطلاق سراح الرهائن، وليس التعبير عن الغضب."
ويشير التقرير إلى أن الاجتماعات مع حماس كشفت أن هناك إمكانية لاتفاق شامل يعتمد على مبدأ "الكل مقابل الكل"، رغم أن الكثيرين اعتبروه مستحيلا.
ويبرز شاكيد أن بوهلر كان يحمل صورة الرهينة عيدان ألكسندر معه دائما، وقد حضر بنفسه عملية إطلاق سراحه، ورافقه في المروحية التي أعادته إلى الاحتلال الإسرائيلي، واصفا اللحظة بأنها "من المشاهد التي يشعر فيها الإنسان بعظمة الله".
ضغط علني على رئيس الوزراء العراقي
كما يعرض شاكيد قصة الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، التي اختطفتها كتائب حزب الله في العراق. ويشير إلى أن بوهلر تبنى نهجا غير مسبوق حين شن هجوما علنيا على رئيس الوزراء العراقي، متهما إياه بـ"الوعود الكاذبة" ومهددا بإقالته.
وينقل شاكيد عن بوهلر قوله: "لم أقبل منه أي أعذار. كانت تلك إهانة للرئيس. وعندما أدركوا جديتي… بدأوا بالتصرف."
ونتج عن الضغوط، وفق التقرير، إطلاق سراح تسوركوف، وتسليم جثة أمريكي آخر كان محتجزا لسنوات.
"العشرات" ما زالوا محتجزين حول العالم
ويؤكد بوهلر –كما ينقل شاكيد– أن عشرات الأمريكيين ما زالوا محتجزين في دول مثل أفغانستان وروسيا وإيران، مشددا على أن فريق ترامب ملتزم بإعادتهم جميعا: "سنواصل الضغط حتى يعودوا جميعا."
ويوضح شاكيد أن العدد المتبقي من رهائن 7 تشرين الأول/أكتوبر انخفض إلى رهينة واحد، هو ران غويلي، ولم تستعد رفاته بعد. ويؤكد بوهلر أنهم ملتزمون بإعادته أيضا.
أما عن "اليوم التالي" في غزة، فينقل شاكيد عن بوهلر تفاؤله بأن يقود كوشنر وويتكوف المرحلة المقبلة، معتبرا أن لديهم القدرة على "إعادة تشكيل المنطقة"، كما فعلوا في اتفاقيات إبراهيم.