كيف يسهم السفر في تعزيز الفهم الثقافي؟
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
سعيد بن حميد الهطالي
لخّص الإمام الشافعي -رحمه الله- فوائد السفر في خمس:
تغرّب عن الأوطان في طلب العلا // وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم، واكتساب معيشة // وعلم وآداب وصحبة ماجد
ولا تنحصر فوائد السفر في هذه العناصر الخمسة التي ذكرها الإمام إنما ربما قد ذكر أهمها! فحدود السفر قد تتجاوز الفوائد الخمسة، وقد اخترت من بين ذلك الكم فائدة تعزيز الفهم الثقافي الذي اصطفيته عنوانًا لهذا المقال.
لأنَّ السفر تجربة ثرية بالتأمل والتفكر والمعرفة والتجارب والذكريات الجميلة، والتكيف مع المواقف غير المألوفة، والاستفادة والتعلم منها، وهي تعد استثمارًا للذات يُعزز من القيم الإنسانية، والمعارف الفكرية والثقافية، ويضفي على حياتنا بعدًا آخر جديدًا من الفهم للعالم من حولنا، كونه وسيلة للتعلم واكتشاف الذات والعالم، فعندما نسافر نتعرف على حياة أناس آخرين يعيشون في بيئات وظروف مختلفة عن بيئتنا وظروفنا الأصلية، تفتح لنا مجالات جديدة للمعرفة نغوص في تنوع ثقافتها التي تنمي من وعينا، وتوسع آفاقنا، وتمنح لعقولنا فرصة جديدة لفهم العالم، حين تتلاقى العقول، وتتبادل الخبرات والتجارب الإنسانية، مما يثري في داخلنا المقارنات بين القيم، والعادات والتقاليد المختلفة، وفهم كيفية تفكير وثقافة الشعوب الأخرى بشكل أوضح يكسر الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة التي تكونت لدينا نتيجة عدم المعرفة.
كما إن التجارب الجديدة التي نمر بها تغيّر نظرتنا للعالم، وتجعلنا ندرك بأن ثمة طرق مختلفة للعيش والتفكير تساهم في توسيع آفاقنا وتعليمنا، وتعزز من تواصلنا الشخصي، ومشاركاتنا، وحواراتنا، وبناء علاقاتنا، ومد جسور التفاهم والاحترام المتبادل، وبناء الصداقات والروابط الإنسانية الإيجابية عبر الحدود حيث تصبح أكثر انسجامًا، وتسامحًا مع السكان المحليين في تلك الدول، وتقبّل التنوع، واحترام الاختلافات الثقافية، و فهم حياة الشعوب، وتحدياتهم، وآمالهم .
وزيارة المواقع التاريخية والمتاحف والمعارض الفنية والأثرية، والعلمية والثقافية، والمعالم السياحية المختلفة تتيح لنا كمسافرين أو سائحين فرصة فهم التاريخ والثقافة والعادات والتقاليد التي تشكل هوية تلك الدولة، والتعرف على الإنجازات البشرية المتنوعة التي من شأنها أن تعزز من فهمنا الثقافي.
وفي الختام.. ليس السفر مجرد ظاهرة انتقال جسدي من مكان إلى آخر غرضه النزهة والسياحة والاسترخاء إنما هو ظاهرة روحية ونفسية ورحلة فكرية، وتجربة سفر تعمّق معرفتنا بالعالم، وتزيد من ثقافتنا، و تجعلنا مواطنين عالميين أكثر وعيًا وفهمًا وثقافة، وتمنحنا منظورًا أعمق عن الحياة، يعلمنا بأن العالم أكبر من دائرة معارفنا.. وأوسع من آفاق مداركنا، وحين نعود إلى ديارنا لا نعود بالصور التي التقطناها للذكريات فحسب بل بفهم أعمق لأنفسنا وللعالم من حولنا، ينبؤنا أن الأرض هي وطننا الكبير، وتراثنا المشترك على هذا الكوكب الذي ننحدر منه جميعًا، والذي نعيش عليه، ونستمتع بجماله وثراه، والذي يجب أن نراه بعين المبصر، وبنظرة المتأمل، وبقلب الواعي، وبعقل المتدبر.
يقول أحد الفلاسفة: "العالم كتابٌ، من لا يسافر فيه لا يرى سوى صفحة واحدة"!
حين سألني أحد الأصدقاء بعد عودتي من السفر: كيف كانت الرحلة؟
أجبته بأنَّ الرحلة- ولله الحمد- كانت جميلة عززت بداخلي الوعي بقيمة الوطن ونعمة الانتماء إليه، وإدراك الثراء والجمال الذي يتمتع به على اختلاف الأصعدة والمجالات، فحين تنزل من سلم طائرة العودة إلى أرض الوطن، وتستنشق هواه النقي تشعر بأحاسيس تتأجج بالفخر والامتنان في داخلك تجدد فيك الروح والطاقة والحب، وتذكرك بأن وطنك جوهرة ثمينة تستحق كل الحب والعناية، فريد بكل ما فيه لا يشبهه أي وطن مهما بلغ من تقدم وحضارة وجمال، وثراء.. فما عليك إلّا أن تسجد شكرًا لله على نعمة الانتماء إليه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يستعرض الفرص الاستثمارية مع دول الخليج.. ونواب: إقامة المشروعات على غرار صفقة رأس الحكمة يسهم في زيادة النقد الأجنبي
رئيس الوزراء: الحكومة تعمل على الترويج لعدد من القطاعات الواعدة وعرض فرص الاستثمار المتاحة
رئيس موازنة النواب: أتوقع صفقات سعودية استثمارية مماثلة لمشروع رأس الحكمة
برلماني: مصر أصبحت منطقة جاذبة للاستثمارات وتوفر الأمان للمستثمر
أكد عدد من أعضاء لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن مصر أصبحت منطقة جاذبة للاستثمارات، حيث توفر الأمان للمستثمر، مع وجود حركة مرنة لدخول وخروج العملة الصعبة، فضلًا عن توافر الإنتاج والعمالة ، وأشاروا إلى أنه من الممكن أن تكون أيضا هناك صفقات سعودية استثمارية مماثلة لصفقة مشروع رأس الحكمة، في إطار تدفقات النقد الأجنبي سواء صادرات أو السياحة أو قناة السويس.
في البداية قال النائب فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن رئيس الوزراء صرح من قبل بأنه ستكون هناك صفقات مماثلة لصفقة رأس الحكمة، ولكن هناك توقعات حينما أشار رئيس الوزراء إلى أنه حينما اجتمع بالمسئولين الإماراتيين أثناء توقيع صفقة رأس الحكمة، بأنه ستكون هناك صفقات أخرى مماثلة.
وأكد الفقي، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن رئيس وزراء قطر أتى إلى مصر لبحث سبل الاستثمارات القطرية في مصر، فمن الممكن أن تكون هناك صفقات استثمارية قطرية في مصر قريبا مماثلة لصفقة رأس الحكمة.
وأشار رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب إلى أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، جاء إلى مصر في زيارة خاطفة، ورئيس الوزراء المصري زار السعودية منذ عدة أشهر، وأشار إلى أن الصندوق السيادي السعودي سيضخ مليارات، فمن الممكن أن تكون أيضا هناك صفقات سعودية استثمارية مماثلة لصفقة مشروع رأس الحكمة، في إطار تدفقات النقد الأجنبي سواء صادرات أو السياحة أو قناة السويس.
وقال النائب إبراهيم عبد النظير، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن مصر أصبحت منطقة جاذبة للاستثمارات، حيث توفر الأمان للمستثمر، مع وجود حركة مرنة لدخول وخروج العملة الصعبة، فضلًا عن توافر الإنتاج والعمالة.
وأضاف عبد النظير، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن إقامة المشروعات الاستثمارية، على غرار مشروع رأس الحكمة، تسهم في زيادة مصادر العملة الأجنبية.
كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عقد أمس، الأربعاء؛ اجتماعًا لاستعراض الفرص الاستثمارية الجاري التفاوض بشأنها مع عدد من دول الخليج، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وأحمد كجوك، وزير المالية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والمهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، وعدد من مسئولي الوزارات المعنية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه في إطار رؤية الدولة للسعي الجاد لطرح الفرص الاستثمارية في القطاعات الواعدة، واتخاذ المزيد من الخطوات التنفيذية لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، تعمل الحكومة على الترويج لعدد من القطاعات الواعدة، وعرض فرص الاستثمار الأمثل المتاحة بها.
زيادة الاستثمارات الأجنبية في مصروصرح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن الاجتماع تناول مُناقشة العديد من الفرص الاستثمارية التي يجري التفاوض بشأنها مع عدد من دول الخليج العربي في عدد من القطاعات، وذلك بهدف زيادة الاستثمارات الأجنبية في مصر، وزيادة العائد من النقد الأجنبي.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء أنه تم التأكيد خلال الاجتماع على ما توليه الحكومة ضمن برنامج عملها من أولوية قصوى لتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتهيئة البيئة الاستثمارية الجاذبة لها، وذلك من خلال تقديم الحوافز والتسهيلات المتنوعة لها.