"الجارديان": تهديدات إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية تثبت أنها دولة "مارقة"
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن العزلة الدولية التي تشهدها إسرائيل حاليًا الناتجة عن حالة الاستياء واسعة النطاق من أعمال العنف والقتل ضد المدنيين في قطاع غزة ما لها إلا أن تتعمق أكثر وسط مزاعم جديدة ذات مصداقية تفيد بأن كبار السياسيين الإسرائيلين تآمروا ضد مسؤولين رفيعي المستوى بالمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت الصحيفة، في مقال تحليلي أوردته اليوم الأربعاء عبر موقعها الإلكتروني، أن من بين هؤلاء المسؤولين الذين استهدفتهم إسرائيل: المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا والمدعي العام الحالي كريم خان. ولفتت إلى أنهما من الممكن جدًا أن يكونا مستهدفين حتى الآن من جانب المخابرات الإسرائيلة، مُحذرة أنه "إذا كان الأمر كذلك، فلابد من أن تتوقف هذه الأعمال فورًا".
وأشارت إلى أنه لمرة أخرى يُصدم العالم بأدلة مروعة تثبت أن إسرائيل تحت الإدارة المدمرة لرئيس وزراءها بنيامين نتنياهو أصبحت "دولة مارقة"-على حد وصفها-، مُشددة على أن نتنياهو تجاوز جميع الخطوط الحمراء من خلال استخفافه بالرأي العام العالمي وتجاهله مبادئ القانون الدولي وقيم الديمقراطيات الغربية التي تمد بلاده بالتسليح والدعم بلا تردد، الأمرالذي وصفته "الجارديان" بأنه مثير للاشمئزاز.
وأوضح المقال أن مكتب نتنياهو نفي جميع الاتهامات التي أوردتها "الجارديان" في التحقيق الذي بثته بالأمس حول تورط إسرائيل في تهديد وابتزاز كبار مسؤولين المحكمة الجنائية الدولية، ووصف تلك المعلومات بأنها مُضللة ولا أساس لها من الصحة وتهدف فقط إلى تشوية سمعة إسرائيل.
كما أضاف أن مجلس الحرب الذي يترأسه نتنياهو يتعرض فعليًا لموجة من التوبيخ والانتقادات غير مسبوقة من جانب الأعداء والحلفاء على حد سواء، فقد طالب كلًا من مجلس الأمن الأممي والاتحاد الأوروبي والدول العربية والعديد من هيئات الإغاثة، وحتى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "الحليف الأقرب لنتنياهو" بوقف الحرب على غزة، بعد سلسلة من المجازر ارتكبتها إسرائيل داخل القطاع.
وأشارت "الجارديان" إلى أن كل هذه المناشدات قوبلت بالرفض القاطع من جانب نتنياهو وأعوانه من اليمين المتطرف، الذين يطمحون إلى تحقيق هدف "غير واقعي" يتمثل في القضاء على حماس وتدميرها سياسيًا وعسكريًا، وكانت نتيجة هذا الرفض "الأرعن" لوقف شلال الدم النازف في غزة إعلان كلًا من أيرلندا وأسبانيا والنرويج اعترافهم بالدولة الفلسطينية.
وتزايدت الضغوط أكثر ضد إسرائيل بعدما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بوقف الهجمات على رفح والسماح بإمداد المساعدات للمدنيين داخل القطاع دون قيود وفتح المجال أمام الأمم المتحدة لإجراء تحقيقات بشأن الأوضاع في غزة، لكن التطور الأكثر دراماتيكية جاء من المحكمة الجنائية الدولية، عندما أكد خان سعي المحكمة لإصدار أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه هي النتيجة التي سعى قادة إسرائيل إلى تجنبها، وكانت الدافع الرئيسي وراء تآمرهم ضد المحكمة الجنائية الدولية، حيث أصدرا نتنياهو رد فعل غاضب جدا تجاه قرار الجنائية الدولية، واصفًا هذه الخطوة بأنها تمثل "معاداة صارخة للسامية" ودعا جميع الدول المتحضرة إلى إدانتها، كما وجه تهديدات غير مباشرة لكريم خان.
يُذكر أن تحقيق أجرته صحيفة "الجارديان" البريطانية كشف النقاب عن الحرب السرية التي تشنها إسرائيل ضد المحكمة الجنائية الدولية منذ ما يقرب عقد من الزمن، وكيف استخدمت وكالاتها الاسخباراتية في أعمال المراقبة والاختراق والضغط وتهديد كبار موظفي المحكمة الجنائية الدولية في محاولة لعرقلة التحقيقات في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة المحكمة الجنائية الدولية المحکمة الجنائیة الدولیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
العمل الدولية ترفع عضوية فلسطين إلىدولة مراقب
اعتمدت منظمة العمل الدولية بالإجماع رفع عضوية فلسطين فيها من "حركة تحرر"إلى "دولة مراقب"، ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالقرار واعتبرته "تاريخيا".
وفي الدورة 113 لمؤتمر العمل الدولي على المستوى الوزاري في جنيف، اعتمدت بالإجماع لجنة الشؤون العامة في المنظمة مشروع قرار برفع عضوية فلسطين من حركة تحرر وطني إلى دولة مراقب في منظمة العمل الدولية.
وقالت الخارجية الفلسطينية، إن مجلس إدارة منظمة العمل الدولية سيعتمد هذا القرار رسميا يوم الخميس الموافق 5 يونيو/حزيران الجاري.
وأوضحت أن هذا القرار يمنح فلسطين حقوقاً موسعة كمراقب في منظمة العمل الدولية، حيث يسعى القرار إلى توسيع مشاركة فلسطين في المنظمة برفع مكانتها إلى دولة مراقبة غير عضو، بما يتماشى مع مكانتها في الأمم المتحدة.
وثمنت الوزارة مواقف الدول التي عبّرت عن دعمها الواضح مشروع القرار، والتي أكدت أهمية تمكين دولة فلسطين من ممارسة دورها الكامل في المنظمة، وتعزيز حضورها الدولي كدولة، لا كحركة تحرر فقط.
وشددت الوزارة على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن إلى القطاع الذي يعاني من مجاعة جراء الحصار الإسرائيلي.
إعلانوأشارت إلى أهمية هذه الخطوة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، مع ما تقوم به إسرائيل من جرائم في قطاع غزة، وإبادة مستمرة وممنهجة في تجاهل تام للقانون الدولي، وتجاهل أوامر محكمة العدل الدولية والفتوى القانونية وقرارات الجمعية العامة.
وعدت الوزارة التصويت الإيجابي للدول بارقة أمل للفلسطينيين في وقوف العالم إلى جانبهم في مواجهة الإبادة والاستيطان الاستعماري وإرهاب المستوطنين.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.
وتوازيا مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 973 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.