حققت اليابان مكاسب كبيرة جدا عقب هجومها على الجانب الأمريكي والبريطاني، في معركة بيرل هاربر ديسمبر 1941، واستعادت خلالها عدد من المستعمرات الأمريكية والبريطانية بالمنطقة.

وفي يونيو 1942، خسر اليابانيون 4 من أهم حاملات طائراتهم لتتخذ بذلك الحرب منحى جديدا تميز بتقهقر اليابانيين أمام التقدم الأمريكي وتسريعا لوتيرة الحرب وافق المسؤولون العسكريون الأمريكيون على اعتماد عملية التجويع التي اقتصرت أساسا على تلغيم جميع المنافذ البحرية الرئيسية والحيوية لليابان.

البداية

أمر الأميرال الأمريكي تشستر نيميتز، بإطلاق عملية التجويع لمؤازرة القوات الأمريكية على ساحة المحيط الهادئ وتوجيه ضربة للداخل الياباني.

وكلفت القيادة العسكرية الأمريكية بالمحيط الهادئ الجنرال كورتيس لوماي بمهمة تلغيم الوديان والمنافذ البحرية المطلة على الموانئ اليابانية التي اعتمد عليها اليابانيون لنقل البضائع والسلع.

ولإنجاح هذه المهمة وإتمامها على أحسن وجه، اتجه الجنرال لوماي للاعتماد على 160 قاذفة قنابل من نوع سوبر فورتريس بي 29 تابعة لسرب الطائرات الأمريكي 313.

وتلقى عدد من الطيارين الأمريكيين تدريبات مكثفة حول كيفية إلقاء الألغام البحرية.

وأجرى الخبراء الأمريكيون تحديثات على عدد من طائرات سوبر فورتريس بي 29 بهدف جعلها قادرة على نقل الألغام البحرية.

وفي مارس 1945، ألقت الطائرات الأمريكية حوالي ألف لغم بحري، مجهز بصواعق مغناطيسية وصوتية، بالمظلات على المسالك البحرية التي سلكتها السفن اليابانية، وتم تلغيم عدد هام من الوديان والمنافذ البحرية المطلة على الموانئ اليابانية.

نهاية الحرب العالمية الثانية

أسفرت عملية التجويع عن تعطيل العمليات اللوجستية البحرية باليابان، وأعاقت حركة نقل الجنود عبر الموانئ والمنافذ البحرية، بنسبة 85%.

وانهارت كمية نقل البضائع من 320 ألف طن بشهر مارس لتبلغ 44 ألفا فقط بحلول يوليو، وخسرت اليابان بسبب الألغام البحرية الأمريكية 670 سفينة.

أسفرت عملية التجويع عن حرمان اليابان من كميات هائلة من السلع الأساسية وأعاقت نقل الجنود نحو مواقع القتال.

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، أكد المسؤولون الأمريكيون عن حتمية استسلام اليابان بشكل مبكر من الحرب في حال بداية عملية التلغيم البحري خلال الفترات الأولى من الحرب.

اقرأ أيضاًبسبب الحرب العالمية الثالثة.. «ترامب» يهاجم «بايدن»

ماكرون يصل كالفادوس لإحياء ذكرى «إنزال نورماندي» خلال الحرب العالمية الثانية

مركز قيادة الحرب العالمية الثانية.. قصة تاريخية لـ«كهف روميل» بمطروح

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحرب العالمية الثانية المحيط الهادئ قنابل أمريكية الحرب العالمیة

إقرأ أيضاً:

تململ وتحولات مفاجئة.. هل بدأ اليمين الأمريكي بمراجعة علاقته مع إسرائيل؟

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وتوالي الصور التي توثق المجاعة والدمار على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت مؤشرات التصدّع تظهر في الدعم التقليدي والثابت الذي لطالما قدّمه اليمين الأمريكي لإسرائيل. اعلان

يبدو أن مدة الحرب وكلفتها البشرية، إضافة إلى استهداف الجيش الإسرائيلي لأهداف مسيحية، تسببت في تعميق السخط داخل صفوف اليمين الأمريكي. فقد بدأ عدد من المعلقين المحافظين بالتراجع عن تأييدهم للحرب، فيما وجّه السفير الأمريكي انتقادات حادة للمستوطنين في الضفة الغربية، واصفًا بعض أفعالهم بأنها "إرهابية".

ورغم استمرار الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي، إلاّ أن اللافت أن مارجوري تايلور غرين أصبحت أول عضو جمهوري تصف الحرب الإسرائيلية بأنها "إبادة جماعية"، في تحول مفاجئ داخل الحزب.

الرأي العام يتبدّل

يعكس هذا التململ أيضًا تغيّرًا في الرأي العام الأمريكي، فقد أظهر استطلاع أجرته شبكة CNN تراجعًا ملموسًا في تأييد الأمريكيين لإسرائيل منذ اندلاع الحرب.

صحيح أن التراجع كان أوضح بين الديمقراطيين والمستقلين، إلا أن نسبة الجمهوريين الذين يعتبرون أفعال إسرائيل مبررة انخفضت من 68% عام 2023 إلى 52%. ويُرجَّح أن صور المجاعة في غزة لعبت دورًا كبيرًا في هذا التحوّل.

وكانت الأمم المتحدة قد أفادت بوفاة 147 شخصًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، وبأن نحو ثلث السكان يعيشون بلا طعام.

Related ترامب يعلن تقليص مهلة الـ50 يومًا لبوتين للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيامحذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزةمع تفاقم الكارثة في غزة.. تصاعد الانتقادات لنهج نتنياهو وترامب يدعوه لاعتماد مقاربة جديدة الغضب يصل إلى البيت الأبيض

في موقف لافت يوم الإثنين، ناقض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رواية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تنكر وجود مجاعة في غزة، قائلًا للصحفيين: "إنها مجاعة حقيقية... أراها، ولا يمكنك تزييف ذلك. لذا، سنكون أكثر انخراطًا".

أما استهداف الجيش الإسرائيلي لكنيسة كاثوليكية في غزة، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة بينهم كاهن، فقد أثار غضبًا واسعًا لدى المحافظين. وتواصل ترامب مباشرة مع نتنياهو معربًا عن استيائه.

السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، خلال جولة في موقع كنيسة تعرضت لهجمات من قبل مستوطنين إسرائيليين، في 19 يوليو 2025. Nasser Nasser/AP

وبعد أيام من القصف، زار السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، بلدة الطيبة الفلسطينية المسيحية في الضفة الغربية، عقب هجوم شنّه مستوطنون أشعلوا النيران قرب كنيسة أثرية. وفي بيان له، وصف هاكابي الهجوم بأنه "كارثي" و"عمل إرهابي"، داعيًا إلى محاسبة الفاعلين، لكنّه لم يحمّل الحكومة الإسرائيلية أو المستوطنين أي مسؤولية مباشرة.

اليمين الأمريكي يعيد حساباته؟

تعكس هذه المواقف المتسارعة تغيرًا أعمق، فقد اعتبر تود ديذريج، الشريك المؤسس لمنظمة "تيلوس" الأمريكية، أن بيان هاكابي كان "مفاجئًا" ويشير إلى "بعض التعقيد داخل حركة لم تعرف التعقيد من قبل".

من ناحيته، أعرب المعلّق اليميني الكاثوليكي مايكل نولز عن خيبة أمله من أداء الحكومة الإسرائيلية، قائلًا: "كنت داعمًا بشكل عام لدولة إسرائيل... لكنكم تخسرونني". وأضاف: "يجب أن تنتهي الحرب. إلى متى ستستمر؟ أمريكا هي الصديق الوحيد لإسرائيل، ولا أفهم ما تفعله الحكومة الإسرائيلية هنا".

كما رفض جو روغن، قدم بودكاست أمريكي معروف، والذي أيّد ترامب سابقًا، استضافة نتنياهو على برنامجه، بحسب ما أفاد به يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء. كما نشر روس دوثات، كاتب الرأي المحافظ في "نيويورك تايمز"، مقالًا رأى فيه أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت "غير عادلة".

ورغم أن هذه التحوّلات لا تزال في بدايتها، إلا أن مؤشرات الشك والتململ بدأت تتغلغل في أوساط التيار المحافظ، وخصوصًا ضمن دوائر الشباب والنشطاء والموظفين السياسيين، وبدأت تتشكّل مساحة داخل أوساط اليمين الأمريكي لإعادة تقييم علاقة لطالما اعتُبرت ثابتة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • ما القصة وراء المتصفحات المعززة بالذكاء الاصطناعي؟
  • البحرية الأمريكية تعلن تحطم طائرة مقاتلة تابعة لها في وسط كاليفورنيا
  • موجات تسونامي تضرب هاواي الأمريكية وسواحل اليابان وأوامر إجلاء في الدول المطلة على المحيط الهادئ
  • تململ وتحولات مفاجئة.. هل بدأ اليمين الأمريكي بمراجعة علاقته مع إسرائيل؟
  • الخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في قطاع غزة غير كافية ونعمل على زيادتها
  • الخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في غزة غير كافية .. ونعمل على زيادتها
  • التحرك الأمريكي في ليبيا.. مصالح متجددة في ظل إدارة ترامب الثانية
  • الخارجية الأمريكية: مؤتمر حل الدولتين في غير وقته ويقوض جهود السلام
  • وزارة الخارجية الأمريكية: واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين
  • متحدث الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأمريكية لا تسعى لحل الدولتين أو لوقف الحرب