فاز بجائزة بوليتزر.. مأساة فلسطين من خلال كتاب عن وفاة طفل
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
يروي الصحفي الأميركي نايثن ثرال كيف انتهى حادث حافلة بسيط بكارثة لعائلة الفلسطيني عابد سلامة ووفاة ابنها حرقا وهو حي، متتبعا المأساة وعواقبها على الوالدين وسكان قريتهم، مازجا بين قصة هذا الصبي الصغير الفريدة والتاريخ العظيم للشعب الفلسطيني، في سردية تقطع الأنفاس من الفصل العنصري في الحياة اليومية، مرت في صمت على وسائل الإعلام الفرنسية.
بهذه المقدمة يلخص موقع أوريان 21 كتاب "يوم في حياة عابد سلامة" الذي فاز كاتبه بجائزة بوليتزر في مايو/أيار 2024، في الفئة الأدبية المسماة "الواقعية".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: لا بد أن ننتقم لمهاجمة أوكرانيا راداراتنا للإنذار المبكرصحيفة روسية: لا بد أن ننتقم لمهاجمة ...list 2 of 2صحيفة إسرائيلية: الحرب على غزة لن تنتهي قبل الإجابة عن هذه الأسئلةصحيفة إسرائيلية: الحرب على غزة لن تنتهي ...end of listوهو كتاب إنساني مكتوب بكلمات بسيطة وجمل سهلة، تتألق بالرغبة في مشاركة المشاعر وفهم الحقائق التي تولدها، وهو يصف الدراما التي تعيشها عائلة عابد سلامة، الناشط الماركسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
واستغرب الكاتب سيلفان سيبيل -قبل الدخول في عرض الكتاب- كيف تجاهلت الصحافة الفرنسية هذا الكتاب الذي صدر قبل عدة أشهر رغم أن أنه رائع، وحظي بشهرة كبيرة في الولايات المتحدة، متسائلا هل يعود ذلك إلى موضوعه، وهو الاحتلال الإسرائيلي الذي يفتك بالفلسطينيين منذ ثلاثة أرباع قرن؟ والذي يعتبر موضوعا "قديما عفا عليه الزمن"؟
تبدأ الأحداث في فبراير/شباط 2012، عندما ذهب ميلاد (5 سنوات) في رحلة مع صفه، من عند أسرته التي تعيش في عناتا، وهي قرية في القدس، يقسمها جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل لتطويق الضفة الغربية، وتعزيز "تقسيمها إلى كانتونات" وفصل المستوطنين اليهود عن السكان الأصليين، وهي على مرمى حجر من مستوطنة عناتوت الإسرائيلية.
كان الطقس سيئا، وخلال العاصفة اصطدمت الحافلة على الطريق الوعر في الضفة الغربية بشاحنة يقودها فلسطيني، فانقلبت واشتعلت فيها النيران، وأنقذت المعلمة علا الجولاني بكل شجاعة، وقبلها الفلسطيني سالم العديد من الأطفال، ليموت شخص بالغ و6 أطفال، من بينهم ميلاد سلامة.
يروي الكتاب هذه الدراما التي لا تخلو من علاقة بالوضع الجغرافي والسياسي لقرية عناتا، ومدى تأثيرها على عابد سلامة وزوجته هيفاء.
كما يروي أيضا اضطرابات الحياة في المدينة الفلسطينية والتيارات السياسية والثقافية التي تمر بها، فضلا عن الحضور الدائم للمستوطنين والأجهزة الإسرائيلية الخاصة والجيش، وطريقتهم الغريبة أحيانا في الحياة والتفكير.
وهكذا يرسم ثرال صورة الأبطال، عائلة سلامة وأقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم، وحياتهم كفلسطينيين يتعرضون للأساليب التي يستخدمها المحتل الإسرائيلي لتفكيك مجتمعهم، وتقسيمه إلى مجموعات مختلفة أو ربما متناحرة، تفرقهم بطاقات الهوية المتعددة الألوان التي تمنح كل شخص وضعا مختلفا، اعتمادا على حمله بطاقة صفراء أو خضراء، أو غيرها.
جدار الفصل العنصريويشير ثرال إلى أنه عندما قامت إسرائيل ببناء جدار الفصل العنصري، انتقل الجيب الذي يضم أحياء عناتا وشعفاط وكفر عقب فجأة إلى الجانب الآخر من الجدار، وبين عشية وضحاها، حُرم 100 ألف فلسطيني من الخدمات التي تقدمها بلدية القدس، كالإطفاء والشرطة وسيارات الإسعاف، فلم يدخل إلا الجيش.
يسلط ثرال الضوء أيضا على ثقل الماضي، الذي بدونه لا يمكننا فهم أي شيء، كالنكبة والتطهير العرقي عام 1948 في مدينة حيفا، موطن عائلة سلامة الأصلي، وغيرها من الأحداث مثل مذبحة مخيم تل الزعتر للاجئين في لبنان عام 1976، قبل صبرا وشاتيلا بـ6 سنوات.
كما يذكرنا بأوسلو، ذلك الاتفاق الذي كان يجب أن يتيح "السلام الإسرائيلي الفلسطيني"، والذي يفهم العديد من النشطاء الفلسطينيين قبل قادتهم، أن الإسرائيليين تحت ستار السلام، لا يعتزمون سوى التفاوض على "الأمن" ولا شيء غير ذلك.
طرق معقمةوفي فترة يزداد فيها الاحتلال قوة، يذكر ثرال بقصة الطبيبة هدى التي تعمل لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي اعتقل ابنها واعترف بإلقاء الحجارة على الجنود، ليتم تعذيبه هو وأمه قبل أن تقترح عليها محامية الجيش تخفيف عقوبة ابنها إلى النصف، إذا توقفت عن تقديم شكوى بشأن التعذيب.
ويصف نايثن ثرال أيضا هذه المسارات التي تسمح للمستوطنين بالتحرك بأمان، ويطلق عليها الجيش اسم "الطرق المعقمة" أي الخالية من السكان الفلسطينيين، كما أطلق عليها البعض بعد ذلك "طرق الفصل العنصري".
وفي يوم المأساة -كما يروي ثرال- لم يسمح لعابد، ومعه بطاقة هويته الخضراء، بالذهاب بمفرده إلى مستشفى رام الله، حيث نقل ابنه، كما أن هيا -وهي أم فلسطينية لديها طفلان- في الحافلة اضطرت للانتظار ساعتين عند نقاط التفتيش لقطع مسافة 14 كيلومترا تفصلها عن المستشفى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الفصل العنصری
إقرأ أيضاً:
مندوبية التخطيط: نمو الاقتصاد المغربي سيصل لـ4,4 بالمائة خلال الفصل الثالث من 2025
زنقة20ا الرباط
تتوقع المندوبية السامية للتخطيط نموا اقتصاديا وطنيا بنسبة 4.4 في المائة خلال الفصل الثالث من سنة 2025.
وأوضحت المندوبية، في مذكرة إخبارية حول اللمحة الظرفية للفصل الأول من 2025 وتوقعات الفصلين الثاني والثالث، أن “آفاق النمو للفصل الثالث لسنة 2025 تشير إلى استمرار الديناميكية التي بدأت في بداية هذا العام، وإن كان بوتيرة أكثر اعتدالا. ووفقا للتقديرات الأولية، يتوقع أن يصل نمو الناتج الداخلي الخام إلى 4.4 في المائة خلال الفصل الثالث من سنة 2025”.
وأفاد المصدر ذاته بأن الطلب الخارجي الموجه إلى المغرب سيشهد تباطؤا، في الوقت الذي سيواصل الطلب الداخلي دعمه للنمو الاقتصادي، ليبلغ 6،6 نقطة. وبالنظر إلى دينامية الانتعاش، التي انطلقت منذ نهاية سنة 2024، يتوقع أن يستمر تعافي الاستثمار والاستهلاك خلال الفصل الثالث لسنة 2025، ما سيعزز ارتفاع الأنشطة غير الفلاحية بنسبة 4.2 في المائة على أساس سنوي، مقابل 4.4 في المائة خلال الفصل السابق.
ومن المتوقع أن تظل الضغوط التضخمية محدودة خلال الفترة ذاتها، بناء على فرضية استمرار الاتجاه التنازلي لأسعار النفط.
وفي غياب اضطرابات كبيرة في عرض المنتجات الغذائية، يتوقع أن يستقر معدل التضخم عند 1.1 في المائة، بينما سيقترب مكونه الأساسي، الذي يستثني أسعار المنتجات البترولية والمنتجات المتقلبة والتعريفات المنظمة من نسبة 0.8 في المائة.
وعلى صعيد آخر، أكدت المندوبية السامية للتخطيط أنه لا تزال الشكوك المحيطة بآفاق التجارة الدولية والنشاط الاقتصادي العالمي تتجه نحو الارتفاع بشكل ملحوظ خلال الفصل الثالث من سنة 2025.
وقد يكون للتوترات الجمركية لدى بعض الشركاء التجاريين، على الخصوص، تداعيات سلبية على الطلب الخارجي على المغرب. وبالتالي، يظل سيناريو النمو بالنسبة للفصل الثالث من سنة 2025 عرضة للعديد من أوجه عدم اليقين الاقتصادي.
ويكمن العامل المقيد الأبرز لهذا السيناريو في التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة المفروضة على أوروبا، حيث يمكن أن تؤدي هذه الصدمة التجارية الخارجية، إلى جانب التباطؤ المستمر في الاقتصاد الأوروبي، إلى تباطؤ في دينامية الصناعات الموجهة نحو التصدير وخاصة نحو أوروبا، لاسيما الأنشطة المتعلقة بقطاعات السيارات والصلب والصناعات الكيماوية والنسيج.
كما تبرز هشاشة إضافية بالنسبة لهذا السيناريو على مستوى القطاع الفلاحي، حيث قد تتأثر مردوديته بتراجع أكثر حدة في الإنتاج الحيواني، لا سيما في حالة اشتداد موجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وفي المقابل، قد تساهم بعض العوامل في التخفيف من حدة هذه المخاطر، إذ يمكن لانتعاش قطاع الصناعات الغذائية، المدعوم بارتفاع أنشطة تحويل الحبوب وتعليب الأسماك، أن ي حفز النشاط الصناعي، خاصة إذا استمرت المؤشرات الإيجابية المسجلة في سلاسل الإنتاج الكيميائي خلال هذه الفترة.
من جهة أخرى، قد يساهم تسجيل انخفاض أكبر في أسعار النفط العالمية إلى ما دون 70 دولارا للبرميل، وفي حال عدم وقوع صدمات جيوسياسية جديدة، في احتواء الضغوط التضخمية ودعم وتيرة النمو.