في حسابات الربح والخسارة؛ قد يفكر أحدنا؛ أن سلطته الذاتية؛ الإباحة فيها مشرعة عبر الاتجاهات الأربعة؛ وبلا حدود، وهو ما يسمى بـ«الحرية المطلقة» ولذلك يحلو للبعض أن يسور نفسه بهذا الطوق «أنا حر» والخوف هنا؛ إن قالها بقناعة؛ لا مواراة فقط لأجل نكتة عابرة، وبالتالي فمتى تعمق هذا المعنى في نفس قائلها أودت به إلى مهالك الردى، وهي مهالك لا أول لها ولا آخر، وهذا المعنى لا يقع بين براثنه إلا إحدى الفئات: إما الجهلة من الناس، وإما اللادينيون، وإما اللاواعيون، وإما من يتلبسهم العناد، ويستحسنونه لأنه يحقق لهم شيئا من هذه الحرية الذاتية؛ وقد يستمرئون ذلك ظنا منهم أن هذا هو الطريق الصحيح لنيل ما يستصعب الحصول عليه في الحالات العادية، لكن المشكلة التي سوف تواجه هذه الفئات من أبناء المجتمع أنهم لن يجدوا الطريق معبدا أمامهم، فسوف يدخلون في قضايا لا أول لها ولا آخر، فالفهم العام لدى أبناء المجتمع - على الرغم من توقهم إلى الحرية الذاتية المطلقة - إلا أنهم لن يتحملوا انعكاساتها من الآخر، وسوف يواجهون هذا الآخر بكل الوسائل للحد من حريته الذاتية التي يزعم أنها من حقه، وأن الآخرين لا دخل لهم بها فهو «حر» في نظر نفسه.
أما الوجه الآخر لهذه الصورة؛ هي مجموعة النظم والقوانين، والتشريعات المختلفة، سواء المشرعة من لدن رب العزة والجلال، أو تلك التي أنشأنها البشر لتنظيم حياتهم اليومية، فكلا التشريعين لن يسمحا بمرور ممارسات وسلوكيات الحرية الذاتية للأفراد، وذلك كله خوفا على أمن الفرد والمجتمع على حد سواء، وبالتالي فعندما تستقوي بعض الفئات على الأخرى، فإن مرد ذلك إلى عدم قدرة الأطراف المغلوبة على أمرها من توظيف هذه التشريعات؛ في بعديها الشرعي والقانوني؛ لحماية نفسها، ويحدث ذلك إما لخذلان من حولها على مساعدتها، وإما لعدم قدرتها على مجابهة الطرف المعتدي عليها وعلى هذه التشريعات سواء بسواء.
وهنا يمكن طرح التساؤل التالي: كيف يمكن تنظيم هذه الحرية الذاتية وتحويلها إلى سلطة مقيدة، والتقييد هنا معناه التنظيم الراشد لها؛ بحيث لا تلغي المساحة الآمنة لأن يمارس الفرد حريته الذاتية، حتى لا يفقد استقلاليته مع نفسه، ليجد نفسه مكبلا حتى عن قول الحقيقة، وفي الوقت نفسه لا يتعدى على حدود الآخرين من حوله؟ والجواب على هذا التساؤل؛ تقودنا الإجابة هنا إلى العودة إلى محاضن التربية المعروفة: الأسرة، المدرسة، المسجد، والحاضنة الكبيرة «المجتمع» فكل محضن من هذه المحاضن رسالة، ويقينا؛ أن هذه الرسالة هي رسالة راشدة، وحكيمة، مخضبة بالقيم السامية، وأهمية هذه الرسالة ليس في وجودها فقط - عبر مناهج هذه المحاضن - ولكن في وضوحها لدى الناشئة، وفي متابعة تنفيذها من قبل القائمين عليها، فهذا الطفل الذي للتو تتسع رؤيته لزوايا المجتمع لن يكون قادرا على استيعاب مسائل الحقوق والواجبات التي له وعليه بين أحضان المجتمع، وأن المساحة المتاحة له لممارسة حريته الذاتية تقف عندما تبدأ حرية الآخرين من حوله، وأن حرصه على عدم التطاول على غيره، هو حماية له من عدم تطاول الآخرين عليه فـ«لكل فعل رد فعل...» حسب القاعدة الفيزيائية، وبالتالي فمتى استوعب الطفل هذه الرسالة، وفر لعموم المجتمع مساحة آمنة من الرضى والاطمئنان، إما أن تترك مسألة الممارسات السلوكية مشاعة وفق الفهم المغلوط للحرية، فهذا أمر له تداعيات خطيرة على المستويين الجمعي والفردي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بورسعيد تواصل التفوق في منافسات تنس الطاولة.. ونادي الحرية للمعاقين يُحقق تألقًا جديدًا |صور
اختتمت فعاليات بطولة الجمهورية لتنس الطاولة للرجال والسيدات، التي استضافتها المدينة الرياضية بمحافظة بورسعيد في الفترة من 8 إلى 10 مايو 2025، وشهدت منافسة قوية بين 188 لاعبًا يمثلون 21 ناديًا على مستوى الجمهورية.
شهد فعاليات البطولة محمد عبد العزيز، مدير مديرية الشباب والرياضة ببورسعيد، والكابتن هشام أبو حشيش، المدير التنفيذي للاتحاد المصري لتنس الطاولة، والكابتن عادل عفيفي، رئيس نادي الحرية.
وأكد محمد عبد العزيز أن محافظة بورسعيد مستعدة دائمًا لاستقبال كافة البطولات والمسابقات الرياضية على أرضها، ويأتي ذلك ضمن خطة الدولة المصرية والقيادة السياسية في دعم ذوي الإرادة وتقديم كافة سبل تأهيلهم للمسابقات الرياضية والبطولات في كافة المحافل الدولية والإقليمية والقومية.
وأشاد مدير عام الشباب والرياضة ببورسعيد بإنجازات نادي الحرية للمعاقين بمحافظة بورسعيد، وجهودهم في تحقيق مراكز متقدمة وحصولهم على 5 ميداليات متنوعة (ذهبية وفضية وبرونزية) في فئات فردي الرجال والسيدات.
وأثنى مدير عام الشباب والرياضة ببورسعيد على الأداء المتميز للاعبات الفريق، حيث استطعن تحقيق مراكز متقدمة وإضافة إنجازات جديدة للنادي.
ولفت مدير شباب ورياضة بورسعيد إلى أن اللاعبة أنعام محمد رضوان توجت بالميدالية الذهبية في فئة 9، بينما حصدت اللاعبة فاطمة محرم عطية الميدالية الفضية في فئة 3، كما تألقت اللاعبة مها لطفي حسين بحصولها على الميدالية الفضية في فئة 6. وأضافت اللاعبتان منى طه شرباصي (فئة) وإيمان محمد لاشين (فئة 3) ميداليتين برونزيتين لرصيد الفريق. كما حقق الكابتن ممدوح تمام، لاعب فريق القناة التابع لهيئة قناة السويس، الميدالية البرونزية.
وأعرب المشرف العام على فريق نادي الحرية، الكابتن عادل عبد الحميد، عن سعادته البالغة بتحقيق هذه البطولات، مؤكدًا على فخره بكل أعضاء الفريق من رجال وسيدات، وأن هذا النجاح ليس بالجديد عليهم.
وعبر الكابتن عادل عفيفي، رئيس نادي الحرية ورئيس نادي الحرية للمعاقين، عن سعادته وفخره بالأداء البطولي الذي قدمه جميع لاعبي الفريق خلال المنافسات.
وأكد عفيفي على الروح القتالية العالية والعزيمة الصلبة التي تحلى بها اللاعبون، والتي كانت الدافع لتحقيق هذا الإنجاز الملحوظ.
أوضح رئيس النادي أن النجاح الذي حققه الفريق وحصده لخمس ميداليات لم يكن ليتحقق لولا الجهود المخلصة للجهاز الفني والإداري المكون من الكابتن طارق سعد الدين (مدير فني)، والكابتن يوسف سليمان (مدرب الفريق)، والكابتن هاني عبد الوهاب (إداري الفريق)، والكابتن عادل عبد الحميد (مشرف الفريق).
وجه الكابتن عادل عفيفي، باسمه وباسم مجلس الإدارة وجميع لاعبي النادي من ذوي الإعاقة، رسالة شكر وتقدير إلى اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، على دعمه الكبير وتوفير كافة الإمكانيات التي كان لها دور فعال في تحقيق هذا الإنجاز.
وأكد عفيفي أن هذا الدعم يمثل حافزًا قويًا للفريق نحو تحقيق المزيد من الطموحات الرياضية، معربًا عن التزام الجميع ببذل أقصى الجهود لرد هذا الجميل بالإنجازات والانتصارات المستقبلية.