هكذا أفشلت حماس خطة إسرائيلية سرية لتسليم غزة لعائلة مسلحة
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
كشف صحيفة "صاندي تلغراف" عن الخطة السرية للجيش الإسرائيلي لمنح السيطرة على غزة لعائلة بعد الحرب وكيف أفشلت حماس الخطة.
وفي التقرير الذي أعدته ميلاني سوان قالت فيه إن حركة حماس أحبطت الخطة بعد قتل زعيم العائلة. مما حدا بإسرائيل البحث عن زعيم فلسطيني معتدل من الضفة الغربية لتولي أمور غزة بعد الحرب.
وقالت إن خطة منح عائلة دغمش القوية إدارة القطاع فشلت بعد مقتل زعيم العائلة وعدد من حلفائه، وذلك حسب مصدر إسرائيلي على معرفة بالخطة.
وتتعرض "إسرائيل" لضغوط وبخاصة من حليفتها الولايات المتحدة تقديم خطة لكيفية إدارة القطاع بعد الحرب، في وقت تواجه فيه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا من داخلها بسبب رفضها تقديم خطة لمستقبل القطاع.
وكشف المصدر الاستخباراتي عن المحاولة التي تمت قبل شهرين وتشجيع عائلة دغمش للسيطرة على القطاع حال توقف القتال.
وقال المصدر: "عرضنا على عائلة دغمش السيطرة" و"انتهت بطريقة كارثية"، مضيفا أن "المحاولة القصيرة انتهت بدخول مجمع العائلة وقتل رجالها، وفي اليوم التالي أعلنت كل العائلة دعمها لحماس".
ورأت "إسرائيل" في عائلة دغمش حلا عمليا للإطاحة بحركة حماس في معركة السيطرة السياسية على القطاع الذي تتمتع فيه العائلات بتأثير سياسي. ولكنها جميعا تقيم علاقات حذرة مع حماس وتعاني من منافسات عميقة فيما بينها.
وقال المصدر الاستخباراتي إن الخطة منحت "إسرائيل" "فرصة تحالف محتمل بناء على الفكرة القديمة عدو عدوي هو صديقي". وأشار إلى مسلسل المافيا الأمريكي "ذي سبرانوز" حيث قال إن الطلب من عائلة دغمش هو مثل "الطلب من توني سبرانو حكم نيوجرسي". فقد نظر لعائلة دغمش كحليف محتمل قادر على إخراج حماس من السلطة السياسية في غزة. ولدى العائلة تاريخ من النزاع، بما في ذلك مواجهة دموية في عام 2008 قتل فيها 10 من أفراد العائلة.
وقالت الصحيفة إن عددا من المسؤولين لم يكونوا واعين بنشاطات العائلة أبعد من سيطرتها على شبكة تهريب الأسلحة والمخدرات، ولكنهم رأوا بعدا استراتيجيا محتملا فيها وبدأوا الاتصالات مع قادة العائلة الذين وافقوا على مناقشة المقترحات.
ومن قادتها، ممتاز دغمش المصنف لدى الولايات المتحدة في قائمة المطلوبين بسبب علاقاته مع القاعدة، مما جعل العائلة غير شعبية بين الغزيين. وفي آذار/ مارس ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنه قتل بعد اتهامه بالتعاون مع إسرائيل، ما دفع العائلة لإعلان أن كل عناصر حماس باتوا هدفا.
وسيطرت العائلة على خطوط التهريب بين مصر ورفح حسب قول المحلل الأمني الإسرائيلي رونين سولومون والذي يتابع نشاطات العائلة منذ اختطاف المجند جلعاد شاليط في عام 2005: "لا توجد هناك قوة في رفح أو جنوب غزة لديها قوة عائلة دغمش".
وأجبر ذلك المسؤولون الإسرائيليون حسب الصحيفة للبحث عن بديل موثوق لحكم غزة "في اليوم التالي" ويأملون بالعثور على قيادات معتدلة وشابة من فتح لحكم غزة.
ونقلت الصحيفة عن عوديد عيلام، المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب الإسرائيلي قوله: "لم يتبق هناك إلا خيار واحد، من الصعب هضمه وإشكالي، عودة فتح إلى غزة وعدم السماح لحماس بالمشاركة في الآلية التي ستقيمها". و"لكي ينجح التحرك، علينا البحث عن شركاء نثق بهم في حركة فتح بغزة والضفة الغربية أيضا".
لكن الاعتماد على معتدلين في فتح يخلق سلسلة من المشاكل لـ"إسرائيل". ويقول خليل الشقاقي من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: "بناء على النتائج الحالية، فقلة من الفلسطينيين سيتقبلون هذا"، وأضاف: "لو كان الخيار بين فتح وحماس فالغالبية ستذهب مع حماس وبدون تردد".
وحذر عوديد من أن سيطرة فتح على كل من الضفة الغربية وغزة سيؤدي إلى بناء أساس دولة فلسطينية موحدة وهو أمر لا تريده حكومة بنيامين نتنياهو. وقال إن عودة الحكم العسكري إلى غزة أو تسليمها لقوة متعددة الجنسيات لن تنجح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة حماس حماس غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة غزة الإنسانية أوقفت توزيع أي مساعدات بزعم تهديدات من حماس والحركة ترد
أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة و"إسرائيل" إنها لم تتمكن من توزيع أي مساعدات إنسانية اليوم السبت، بسبب ما زعمت أنه "تهديدات مباشرة" من حركة حماس ضد عملياتها.
وأضافت المؤسسة في بيان "هذه التهديدات حالت دون مواصلة العمل اليوم دون تعريض أرواح الأبرياء للخط.. لن تتراجع مؤسسة غزة الإنسانية".
وقالت "سنظل ملتزمين بتقديم المساعدات في إطار من السلامة والأمن والاستقرار، ونعمل بنشاط على تكييف عملياتنا للتغلب على هذه التهديدات، ونعتزم استئناف عمليات التوزيع دون تأخير".
ومن ناحية أخرى، أكد مسؤول في حركة حماس أنه لا علم له بالتهديدات المزعومة من الحركة التي قالت مؤسسة غزة الإنسانية إنها لا تعمل اليوم بسببها، بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز".
والأسبوع الماضي، انتقد مسؤول أممي آلية توزيع المساعدات في قطاع غزة، وقال إنها "مذلة" وتعرّض المدنيين للخطر، محذرا من اتساع رقعة الكارثة الإنسانية، على ضوء انتشار المجاعة.
وحذر أجيث سونغاي، ممثل مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أن الآلية الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع مساعدات إنسانية بقطاع غزة "غير مستدامة" وتنطوي على "إذلال" يفاقم معاناة الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة متواصلة منذ أكثر من 20 شهرا.
وتحدث سونغاي عن مخاطر هذه الآلية، مشيرا إلى أنها تحمل "إذلالا" يضاعف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع الفلسطيني، و"تفتقد للإنصاف والحياد والاستقلالية"، كما أنها "غير مستدامة".
وأضاف: "الوضع في غزة مأساوي لدرجة يصعب وصفها بالكلمات؛ هناك مجاعة واضحة، وسكان يعانون من سوء تغذية ظاهر للعيان في ظل قصفٍ مستمر، وفي خضم هذه المعاناة نجد خطة توزيع مساعدات بها مشاكل جوهرية، بدءا من مبدأ الحياد، مرورا بالاستقلالية والإنصاف، وانتهاء بمخاطرها العملية".
وانتقد سونغاي صراحة آلية توزيع المساعدات عبر مؤسسة "غزة الإنسانية" في ظل "وضع كارثي بكل المقاييس" في غزة.
وقال: "أبلغنا القائمين على المؤسسة، وكذلك السلطات الإسرائيلية، أن هذا النظام غير مستدام، وبه عدة مشاكل جوهرية، بدءا من مبدأ الحياد، مرورا بالاستقلالية والإنصاف، وانتهاءً بمخاطرها العملية".
وأضاف: "لا يمكن أن نتوقع من النساء والأطفال والمسنين والمرضى والجرحى أن يسيروا كيلومترات للوصول إلى نقاط توزيع محدودة في جنوب غزة فقط، بينما يبقى بقية القطاع محروما تماما من المساعدات".
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
وتحاصر "إسرائيل" القطاع منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية جراء إغلاقها المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.