الأسبوع:
2025-05-24@18:31:16 GMT

مصر والصبر الاستراتيجي

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

مصر والصبر الاستراتيجي

في السابع من مايو عام 2024 دخلت الدبابات الإسرائيلية محور "فيلادلفيا "على الحدود المصرية، حتى بوابة معبر رفح البري، تحمل علم إسرائيل على بعد أمتار قليلة من الحدود المصرية ورأينا، ورأي العالم أجمع العلم الإسرائيلي، على الجهة المقابلة من "العلم المصري" لأول مرة منذ توقيع اتفاقية السلام

هذا المشهد المستفز، حول العلاقة بين مصر وإسرائيل من علاقة متوترة يشوبها بعض اللوم ويتخللها دور مصر كوسيط في اتفاق التهدئة وبين طرف قد يتأثر أمنه واستقراره على الحدود في آن، إلى اتهامات متبادلة ولهجة أكثر حدة، بل وإجراءات تصعيدية من الجانب المصري، وتقارير عن تأثر اتفاقية السلام بين البلدين، التي تعد حجر الزاوية في علاقتهما لنحو 50 عاما.

نعم، هناك استفزازات، إسرائيلية لمصر، ومع كل سلوك، إسرائيلي إجرامي، تجاه الفلسطينيين، لم يصدر عن القيادة الحكيمة للدولة المصرية تهديدات، وإنما دائماً هي تأكيدات على الجاهزية، وعدم السماح بتهديد المصريين، أو المساس بأمن الوطن، ولم تتغير هذه المحددات، على الرغم من ممارسة الحكمة، والصبر، و لم تحيد عن لغة القوة، على الرغم من ممارسة التفاوض بفاعلية، و مرونة.

وتتوافق رغبات جميع المصريين مع خطط ورؤى قادتهم، لا أحد يريد حرباً، لكن لدى المصريين قناعات بأن "الحرب" إذا فرضت على "مصر" فلا أحد سيتقاعس عن خوضها، لأن العقيدة في الجيش المصري، ولدي جميع المصريين، إما النصر أو الشهادة، هذه عقيدتنا.

كما أثارت الضربة، الإسرائيلية على مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، صدمة، ومزيد من الغضب للشعب المصري تجاه قوات الاحتلال الإسرائيلى التى استهدفت المدنيين بمخيم للاجئين فى مدينة رفح، والتى عرفت (بمحرقة الخيام) وتعد انتهاكا "للإنسانية"

ثم جاء الهجوم الثانى، وهو أحد أكثر الحوادث دموية، فى الحرب التى دخلت في شهرها الثامن، على قطاع غزة، وبعد يومين فقط، من أمر محكمة العدل الدولية، فى لاهاى، التى تتولى التحكيم بين الدول، بأن توقف إسرائيل عمليتها فى رفح على الفور.

ردود الفعل المصرية الغاضبة كانت سريعة ومن زوايا واتجاهات مختلفة لكنها عكست مواقف بالغة الوضوح والصرامة، والمؤكد أن كل السياسات والتصرفات والجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على مدى الشهور الماضية أغضبت المصرين، ويزيد الغضب كلما اقتربت السخونة من الحدود المصرية، وخصوصاً عند محور فيلاديلفيا، وتعمد الكيان نشر أكاذيب حول سيطرته علي المحور والتوغل في باقي أحياء رفح الفلسطينية القريبة من الحدود المصرية، وكذلك سيطرة إسرائيل على معبر رفح، كما أن مجزرة الأحد حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح ربما أكدت لمصر أن الجموح الإسرائيلي لن يتوقف، وربما في المرحلة المقبلة سيتعين على "القيادة المصرية" أن تتخذ قرارات أكثر صعوبة لردع العمليات التي يقوم بها الكيان الصهيوني.

وكلما تحدث الاعلام المضلل، أو صدر عن مسؤولين، إسرائيليين تلميحات أو تصريحات لا تحمل "تقديراً" منطقياً لقوة مصر وقدرتها على التعاطي مع التطورات الجيوسياسية على الأرض عند الحدود الشرقية لمصر.، كانت تزداد ردود الفعل وتتسائل: لماذا لا نحارب؟

وأغلب من تحدثت معهم كنت أقول: أن مصر تلعب دوراً هاماً في وضع حلول من أجل القضية الفلسطينية بثبات، ونجاح والحفاظ علي الدولة العربية المحتلة، وحرصا عليها يتوجب الصبر الاستراتيجي الطويل، الذي يحفظ لنا سيادتنا الكاملة، وهذا ما عبر عنه الرئيس السيسى كثيرا.

"المؤكد" أن، الغضب المصري أزعج الأميركيين الذين قد لا يستطيعون الضغط على نتنياهو، لكن في إمكانهم، استرضاء المصريين، وطمأنتهم وتبديد مخاوفهم، لذلك كان الاتصال الهاتفي الذي تلقاه "الرئيس عبد الفتاح السيسي" من نظيره "الأميركي" جو بايدن سريعاً وقبل أن يزداد حجم تصعيد الغضب المصري

و ذكر البيان أن الرئيسين اتفقا على "أن العلاقات المصرية - الأميركية استراتيجية على كافة المستويات"، وأن إدارة الرئيس بايدن تؤمن "أن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتم دون مصر"، وأن الإدارة الأميركية "تقدر الجهود المصرية في الوساطة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار، واتفاق للهدنة وصفقة لتبادل الأسرى"، وتقديم المقترح الأمريكي، لهدنة جديدة.

ما يعني، أن، دور مصر، في الوساطة، لا غنى عنه، نظراً للخبرات الكبيرة، التي يتمتع بها، فريق التفاوض المصري، الذي، جعله يحظى بتقدير، وثقة، كل الأطرف، وأن، الوساطة المصرية، لا تعني مهادنة الإسرائيليين، أو التحرج، من إدانة جرائمهم، أو الموافقة على تصرفاتها، التي تخالف القوانين الدولية، و اتفاقيات السلام.

منذ السابع من أكتوبر الماضي، ومصر تحرص، على سرعة، إيجاد حلول، لوقف إطلاق النار، دون حيود عن القوة، أو جنوح عن الحكمة، بسمات واضحة جلية الثبات، والفاعلية، وحتى تاريخه يتسم الموقف المصري، بأقصى درجات الحكمة والصبر الاستراتيجي.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري: لا يمكن الاستغناء عن الدور المصري في حل القضية الفلسطينية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر فلسطين القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي الحدود المصریة

إقرأ أيضاً:

الحوار الاستراتيجي الإماراتي- الفرنسي.. شراكة نحو المستقبل

عُقد الأربعاء الماضي في باريس، الاجتماع السابع عشر للجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي، تجسيدًا للشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.
استند الحوار الذي يشارك في رئاسته خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وآن ماري ديسكوتيس الأمينة العامة للوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية، إلى الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين، كما أتاح توسيع آفاق التعاون في المجالات ذات الأولوية. 
وشهد الحوار هذا العام توقيع مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية لإرساء إطار رسمي دوري لحوار دبلوماسي رفيع المستوى بين وزارة خارجية دولة الإمارات ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية.
وقّع المذكرة لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وفريديريك موندولوني، المدير العام للشؤون السياسية والأمنية الفرنسية، وأتاحت الجلسة التي شارك في رئاستها لانا نسيبة وفريديريك موندولوني، فرصة تبادل الرؤى السياسية والتقييم الاستراتيجي بشأن التطورات الإقليمية والتعاون متعدد الأطراف والأولويات المشتركة في سياق الحوكمة العالمية.
وأشاد الجانبان بقوة العلاقات الاقتصادية الملحوظة، وأعربا عن التزامهما بالبناء على مخرجات الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو رئيس الدولة، إلى باريس في فبراير 2025، والتي مهدت الطريق أمام البلدين لتحقيق شراكة استراتيجية في الذكاء الاصطناعي.
واستعرض الجانبان التنفيذ الجاري لشراكات الاستثمار الاستراتيجية الثنائية الموقعة في ديسمبر 2021 وبحثا كافة المشاريع الاستراتيجية في مجالات الاستثمار، والنقل بما في ذلك النقل الجوي والتكنولوجيا والطاقة.
وفي مجال التعليم، جدد الجانبان التزامهما المشترك بتوسيع شبكة المدارس الفرنسية في دولة الإمارات، ودعم تعليم اللغة الفرنسية كلغة ثالثة في المدارس الحكومية، وناقش الجانبان التعاون في التعليم العالي، مشيدين بالنجاح الذي حققته جامعة السوربون أبوظبي.
كما رحب الجانبان بالتقدم المتواصل في مجال التقنيات الجديدة، وعلى الصعيد الثقافي، رحبا بنجاح متحف اللوفر أبوظبي باعتباره أحد المعالم المهمة للشراكة الثقافية بين البلدين، أما على صعيد التعاون الفضائي جدد الجانبان التزامهما بتطوير منظومة بيئية فضائية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية.
وفيما يتعلق بالطاقة النووية رحّب الجانبان باستمرار التعاون بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والمؤسسات الفرنسية الرائدة، كما أكدا التزامهما المشترك بدعم مبادرة زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية ثلاثة أضعاف. 
وفي القطاع الصحي تم بحث المواضيع المهمة بهدف تعزيز التعاون الثنائي، والفرص المرتقبة في علم الجينوم والتدريب والذكاء الاصطناعي.
وتضمن الحوار الاستراتيجي أيضاً محادثات بنّاءة بشأن القضايا الإقليمية والدولية وأعرب الجانبان عن التزامهما المستمر بتحقيق السلام والاستقرار والأمن وفقًا للقانون الدولي. 
الجانب الإماراتي المشارك في الحوار
ضم الجانب الإماراتي المشارك في الحوار الاستراتيجي، الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، وأحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، ولانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وسارة مسلّم، رئيسة دائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي، وسعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وحمد الكعبي، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سفير الدولة لدى النمسا، والدكتور راشد السويدي، مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة، ومحسن العوضي، مدير إدارة المهمات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء. وضم وفدا البلدين أيضاً سفيري البلدين ومسؤولين من الهيئات التي تمثل القطاعات ذات الأولوية في دولة الإمارات وفرنسا.

(وام)

مقالات مشابهة

  • جدول ترتيب الدوري المصري قبل منافسات الجولة الثامنة
  • رغيف الغضب .. عدن تشتعل مجدداً بعد رفع سعر الروتي إلى 125 ريالاً
  • الحوار الاستراتيجي الإماراتي- الفرنسي.. شراكة نحو المستقبل
  • 7 طرق للسيطرة على نوبات الغضب عند طفلك.. أبرزها العناق
  • ثغرة في اتفاقية الاطار الاستراتيجي تتيح للقوات الأمريكية البقاء بالعراق
  • زعزوع: المتحف المصري الكبير يعزز السياحة ويبرز الحضارة المصرية عالميًا
  • تحالف الأحزاب المصرية: مشروع قانون الانتخابات متزن ويعكس معايير واقعية منسجمة مع خصوصية المجتمع المصري
  • بدر عبد العاطي: مصر تنتهج مبدأ الاتزان الاستراتيجي في إدارة علاقتها
  • عبد العاطي: مصر تنتهج مبدأ الاتزان الاستراتيجي في إدارة علاقتها الخارجية
  • ليبيا والنيجر تبحثان التعاون في مشروع «طريقي العبور» الاستراتيجي