عضو "تمرد": حراكنا انطلق جراء الخوف على مصر وسنة مرسي حُذفت من التاريخ
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
قال حسن شاهين، أحد مؤسسي حملة تمرد وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن حركة تمرد كانت سببًا رئيسيًا في بداية الحراك ضد الإخوان، مؤكدًا أن الشارع المصري استجاب لذلك والشعب هو النواة الحقيقية التي جعلت هذا الحراك ينجح.
وأضاف "شاهين" خلال حواره لبرنامج "الشاهد" مع الإعلامي الدكتور محمد الباز على قناة "إكسترا نيوز" أن الدافع الرئيسي لفكرة تمرد كان الخوف على مصر وأنها تسير في طريق غير معلوم وغير واضح وطريق ظلامي في عهد الإخوان.
وتابع: "أعتبر سنة حكم محمد مرسي محذوفة من تاريخ البلد لأن لم يكن هناك مقومات لبناء الدولة، محمد مرسي جاء بعد ثورة 25 يناير ولم يكن هذا التغيير الذي يجب أن يحدث بعد الثورة وخروج الناس".
ونوه إلى أن الناس خرجت في 25 يناير لأنها تريد التغيير والإخوان لم يكونوا على قدر تطلعات المصريين، مردفا : "البلد وقعت في يد جماعة إرهابية مستبدة كل هدفها أخونة مؤسسات الدولة والتحالف مع قوى ظلامية وإرهابية لكي تضيع ثروات مصر وتتحكم في البلد".
وتابع: "الأحداث كانت تتسارع علينا كل يوم كمواطنين عاديين، كنا نرى يوميًا خروج مظاهرات ضد الإخوان ويتم الاعتداء على الناس ويسقط شهداء ومصابين وجرحى، وأخرهم كان أحداث الاتحادية واستشهاد الصحفي الحسيني أبو ضيف، وهذا الأمر أثر فيا بشكل كبير جدًا لأنني كنت أعرفه".
وأردف: "الناس كرهت منظر الدم، إيه هو الشيء اللي يخرج الناس ويحشدهم بطريقة سلمية أمام هذه الجماعة المستبدة ويقولون رأيهم".
وأكد أن المواطن المصري بشكل عام كان رافضًا لحكم الجماعة وغير متقبل للأوضاع، متابعًا: "كنت قاعد على قهوة في وسط البلد بفكر إيه اللي حاصل في البلد والبلد رايحة على فين، وعلاقتي بمحمود بدر ومحمد عبدالعزيز علاقة صداقة من قبل تمرد".
وتابع: "جت في دماغي فكرة ليه منعملش حاجة زي توقيعات للمصريين يعبروا فيها عن آرائهم برفض هذه الجماعة الإرهابية، وأنا أول من اقترح اسم تمرد".
واستكمل: "قولنا نجمع توقيعات على غرار ثورة 1919 عندما تم جمع توقيعات المصريين لتفويض الزعيم سعد زغلول".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تمرد حركة تمرد الإخوان الحراك عهد الإخوان
إقرأ أيضاً:
سجون بلا أبواب… ومفاتيح ضائعة
ليست أخطر السجون تلك التي تُغلق عليها الأقفال الثقيلة، ولا تلك التي تحرسها كلابٌ مدرَّبة وأسوارٌ عالية. فالسجون الحقيقية لا تُبنى من حجارة، ولا تُضاء بمصابيح باهتة فوق رؤوس المسجونين. السجون الأخطر تُبنى داخل العقل، تُشيَّد غرفةً بعد أخرى، حتى يصبح الإنسان أسيرًا لشيءٍ لم يلمسه بيده يومًا، لكنه يحمله في داخله أينما ذهب.
نحن اليوم نعيش زمنًا غريبًا؛ زمنًا تتحرك فيه الأقفال من الخارج إلى الداخل، وتتحول فيه العبودية من يد السجّان إلى قلب السجين.
-سجن الخوف---
كان الإنسان قادرًا على مواجهة العالم بأكمله، لو لم يسكن الخوف صدره.
الخوف من الفشل، الخوف من المستقبل، الخوف من ضياع لقمة العيش، الخوف من كلمة تُقال عنه في لحظة غضب. ومع الوقت، يصبح الخوف مديرًا لحياته؛ يقرّر عنه، ويمنعه، ويدفعه إلى أن يعيش نصف حياة، ويؤدي نصف دور، ويحقق نصف حلم.
الخوف في مجتمعاتنا ليس مجرد شعور، بل مؤسّسة كاملة لها قوانينها وتقاليدها وأكاذيبها. كلنا نعرفها، وكلنا تربّينا في حجرها.
--سجن الرأي العام ---
وهناك سجنٌ أشدُّ قسوة وظلمة من كل ما سبق:
سجن "ماذا سيقولون عني؟"
هذا السجن لا يديره ضابط ولا قانون.
يديره مجتمعٌ كامل يراقبك بصمت، ويحاسبك بنظرة، ويضعك تحت سلطة أعينٍ لا تنام.
لا أحد يرى جدرانه، لكنه يتحكم في أصغر تفاصيل حياتك:
--لماذا لم تترك الوظيفة؟
-- لماذا لم تتزوج؟
-- لماذا تطلّقت؟
--لماذا تكتب؟
-- لماذا تصمت؟
--لماذا تعيش بالطريقة التي تريدها؟
-- أسئلة لا تُطرح صراحة، لكنها تُسمَع في كل بيت وزقاق ومجلس.
ومع الوقت، تبدأ في تقييد نفسك بنفسك؛
تسجن حريتك، وتكمّم صوتك، وتختار حياة لا تُشبهك لأن “الناس قالت”.
--السجين والسجّان… في شخص واحد --
المفارقة المؤلمة أننا نحن السجين ونحن السجّان.
نحن من نبني جدران الخوف، ونحفر أرض الرأي العام بأيدينا، ثم نجلس في زاوية معتمة نلوم العالم.
نعلّق المفاتيح على الحائط، ونبكي كأننا فقدنا طريق الخروج.
والحقيقة البسيطة التي نخشى الاعتراف بها هي:
كان المفتاح معنا طوال الوقت.
لكننا اعتدنا العتمة حتى ظننا أن الضوء مجرد وهم.
--الحرية تبدأ من الداخل---
الحرية ليست صراخًا في الشارع، ولا قرارًا من حاكم، ولا وثيقة تُوقَّع.
الحرية لحظة صدق مع الذات:
أن تعرف من أنت، وأن تختار ما تريد، وأن تتوقف عن الحياة كظلٍّ للآخرين.
حين تتحرر من الداخل،
لن يخيفك رأي أحد،
ولن يحجزك خوفٌ وُلد معك أو رُبّيت عليه.
--مجتمع يبحث عن الباب----
نحن اليوم نعيش أزمة وعي، لا أزمة قوانين.
مشكلتنا ليست غياب الحرية… بل الخوف من الحرية.
الخوف من أن نقول: "لا".
الخوف من أن نختلف.
الخوف من أن نكون نحن.
ولو امتلك كل فرد شجاعته الداخلية،
لانفتح الباب،
وما تلاشت تلك السجون كما وُلدت: بصمت.
--الخلاصة--
لسنا بحاجة إلى ثورة تُسقط الجدران،
بل إلى ثورة تُسقط الخوف.
ولسنا بحاجة إلى مجتمع جديد،
بل إلى عقول جديدة تدرك أن الحرية ليست هدية،
بل قرار داخلي…
ومفتاحٌ في الجيب
لم نجرؤ على التقاطه بعد...!!
محمد سعد عبد اللطيف،كاتب
وباحث في الجيوسياسة والصراعات الدولية..