عشية اقتراب مرور سنة كاملة على آخر الجلسات النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية في الرابع عشر من حزيران الماضي، تنطلق اليوم مبادرة تحرك جديدة لتكتل "اللقاء الديموقراطي" والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط وسط شكوك ثابتة في إمكان نجاح أي وساطة ما دامت الوقائع والشروط السياسية التي تحكم قبضتها على الازمة لا تبدو قابلة لاي تبديل في الآفاق القريبة المدى.


في المقابل،لم تتبدل صورة التصعيد المتدحرج في الجنوب في ظل وتيرة العمليات والاستهدافات بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" حيث أشعلت الغارات الإسرائيلية التي تكثفت بشكل لافت أمس مناطق حدودية واسعة امتداداً إلى تخوم البقاع الغربي. وفي جديد التهديدات الإسرائيلية للبنان، اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أنه "لا بد من ضرب عاصمة الإرهاب بيروت كي تنشغل بتأهيل نفسها بعد ضرباتنا". وأضاف، "قلت لنتنياهو إننا نقف إلى جانبك لتحقيق الحسم وسنقف ضدك إذا اخترت الاستسلام".

وكتبت" النهار": لم يكن أدل على "المشقة" التي حمل "اللقاء الديموقراطي" (الجنبلاطي) نفسه إياها بعد تجربة سابقة قام بها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في مطالع الأزمة وطرح عبرها ثلاثة مرشحين من الفئة الثالثة من أن أجواء احتدام سياسي لاحت بقوة من خلال سجال لم يخلُ من حدة بين عين التينة ومعراب واكتسب دلالات تصعيدية إضافية في افق الازمة.
وفي المعطيات التي توافرت لـ"النهار" عن طبيعة الأفكار والاتجاهات التي سيشرع "اللقاء الديموقراطي" في تحركه على أساسها في اجتماعاته مع الأحزاب والتكتلات السياسية، فهي تستند الى تأكيد أهمية التوصل إلى تسوية لانتخاب رئيس وفاقيّ سريعاً مع تداول بعض الأفكار التي يعتبرها "اللقاء" جيّدة لأيّ انعقاد لقاء تشاوريّ أو تحاوريّ لاحق. وسيشدد "اللقاء" على أنه من الضروريّ بحث سبل انتخاب رئيس سريعاً على أن تتمحور الخطوة التي يمكن الانطلاق منها بحسب التحضيرات التي يأخذها "اللقاء الديموقراطي" على عاتقه، حول الاتفاق على السبل التشاورية أو الحوارية التي لا يزال يراهن على إمكان التوصّل إليها. وفيما يطرح فكرة الرئيس غير الاستفزازيّ القادر على تولّي زمام السلطة مع تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، فإنّه سيطرح في اجتماعاته ضرورة الاتفاق بين الكتل النيابية لأنّه من غير الممكن انتخاب رئيس يلغي فريقاً سياسيّاً أو يضعف فريقاً آخر.
مصادر مطلعة أكدت لـ”البناء” أن لا انفراج رئاسياً في المدى المنظور، بانتظار نضوج الظروف الداخلية والخارجية لعقد تسوية تفتح الباب أمام إنجاز الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والأمنية في لبنان. وأفيد أن النائب علي حسن خليل يزور العاصمة القطريّة الدوحة، موفداً من الرئيس بري الذي كان تلقّى دعوة لزيارة قطر. ويصل خليل إلى الدوحة بعد يومٍ واحدٍ من وصول وفدٍ من حزب القوات اللبنانيّة.
ونقلت" اللواء" عن مصادر سياسية مطلعة أن المسعى الذي يقوم به الحزب التقدمي الأشتراكي مرحب به من بعض القوى طالما أنه لا يتناقض والمبدأ الذي يقوم على التشاور ، على أن ما سبقته من مواقف وردات فعل قد تعيق الطرح الذي يبقى اساسه إنجاز التسوية . 
ورأت هذه المصادر أن المسعى لا يزال في بداياته وقد يعول عليه من أجل فتح المجال أمام مناقشة خيار التشاور ما قد يؤدي إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية .
وأوضحت أن الخيار الثالث لا يزال الانسب والذي قد يتفاعل مع مسعى الإشتراكي الذي يخوض بحثاً مع القوى بشأن إمكانية قيام أي تفاهم على إنهاء الشغور أولا وأخيرا.
وكتبت" الديار": تحاول قطر ملء الفراغ الرئاسي، وخيبة الامل الفرنسية، بحراك استطلاعي يخلو من اي خطة لعقد «دوحة 2»، لكنه يشجع على حوارات ثنائية. وعلم في هذا السياق ان المسؤولين القطريين يحاولون احداث خرق في جدار العلاقة بين القوات اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، عبر تشاور ثنائي يلامس الحوار، وهو امر يجري بحثه مع وفد القوات الموجود في الدوحة، وكذلك النائب علي حسن خليل. وقد طرحت اوساط دبلوماسية علامات استفهام حول توقيت «السجال الكلامي» والسقف العالي بين جعجع وبري خلال الساعات القليلة الماضية، لكنها لم تصل الى حد نعي المبادرة القطرية؟!

وقالت مصادر بارزة في المعارضة عبر «نداء الوطن» إنّ مواقف بري وقبل ذلك مواقف رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد تمثل «تطوراً خطيراً، فكما فرضوا عرف وزارة المالية والثلث المعطل، ها هم يحاولون تكريس الحوار قبل الانتخابات الرئاسية للإمساك بالجمهورية ووضع اليد على رأس الدولة كي تكون غطاء لسلاحهم».

وسوف يبدأ وفد من تكتل "اللقاء الديموقراطي" برئاسة تيمور جنبلاط اليوم بجولته بمحطة أولى في معراب حيث يلتقي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وبعض نواب الكتلة القواتية، ثم ينتقل الى لقاء ثانٍ مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على أن تتحدد مواعيد الجولة على الكتل الأخرى تباعاً.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على أن

إقرأ أيضاً:

سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟

(CNN)—ألقى رئيس منظمة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليبان، الضوء على الوضع في سوريا مؤكدا على أن البلاد بحاجة إلى "الكثير" لافتا إلى أهمية الشراكات السورية الجديدة، وخاصة مع دول الخليج، والتي ستساعد البلاد لاستعادة الازدهار.

وقال ميليبان في مقابلة مع CNN: "لقد زرتُ دمشق، عاصمة سوريا، وكذلك إدلب في شمال غرب البلاد، ومدينة حلب الشهيرة، ومدينة حمص، ونظرتُ بشكل خاص إلى دعمنا للخدمات الصحية هناك، هناك دمارٌ في جميع أنحاء البلاد عند الخروج من دمشق؛ بلداتٌ وقرى تُذبح بالكامل بسبب القتال.. ما كان لافتاً للنظر هو أن بعض الاحتياجات الصحية في المناطق التي كانت خاضعةً لسيطرة الحكومة سابقاً، أي المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، في الواقع، في حالة أسوأ من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد".

ديفيد ميليبان خلال مقابلة CNN

وتابع: "أتيحت لي الفرصة للجلوس مع الرئيس السوري (أحمد الشرع) ووزير خارجيته (أسعد الشيباني) والتحدث عن كيفية وضع الجداول الزمنية المناسبة للتغييرات السياسية التي يُحدثونها، والتغييرات الاقتصادية التي يدعمها قرار الرئيس ترامب برفع جميع العقوبات عن سوريا، ثم الرعاية الاجتماعية التي نتخصص فيها، الاحتياجات هائلة، ولكن هناك شعورٌ بوجود الإمكانات لأول مرة منذ 13 عاماً في سوريا".

ومضى ميليبان قائلا: "بالطبع، لم يكن الغرب هو من أشعل فتيل الحرب الأهلية السورية، بل كانت حربًا داخلية، لقد كان صراعًا داخليًا، وما سمعته من الرئيس (الشرع)، ومن وزير الخارجية (الشيباني)، هو أنهما يريدان علاقات منظمة ومستقرة مع المنطقة، يريدان إشراك دول الخليج وتركيا؛ والأهم من ذلك، أنهما يريدان الاستقرار في المنطقة، ويريدان أيضًا مساعدة عالمية.. كانا واضحين تمامًا في أن ما كان يومًا ما دولة متوسطة الدخل قبل 15 عامًا فقط أصبح الآن دولة فقيرة للغاية، وتحتاج إلى إعادة إعمار هائلة، سواءً ماديًا أو بشريًا.. لديهم 6 ملايين لاجئ خارج البلاد يريدون الترحيب بهم مرة أخرى، لديهم نزوح داخلي، وهم يريدون المساعدة العالمية فضلاً عن المساعدة الإقليمية".

مقالات مشابهة

  • لتدشين المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية"احلم".. .وزير الزراعة فى جولة بمزرعة ومصنع هيلثي بالشرقية اليوم
  • رئيس حزب الإصلاح والنهضة يجتمع بلجنة إدارة الانتخابات لمتابعة الاستعدادات البرلمانية
  • في كمبالا.. الرئيس البورندي يستقبل مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي
  • النائب العام للاتحاد والسفير اليمني يبحثان التعاون
  • النائب العام للاتحاد يستقبل السفير اليمني لدى الدولة
  • وزير الثقافة يبحث مع رئيس هيئة الرقابة والتفتيش سبل تطوير الأداء وتعزيز الشفافية
  • رئيس رابطة الأندية يعلن تسليم درع الدوري للفائز باللقب اليوم
  • استعراض التحديات التي تواجه المؤسسات الصحية الخاصة بشمال الباطنة
  • رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل وفدا عسكريا إماراتيا
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟