رأي اليوم:
2025-06-02@15:51:48 GMT

أسعد سالم: ماذا بعد الذكاء الاصطناعي؟

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

أسعد سالم: ماذا بعد الذكاء الاصطناعي؟

أسعد سالم في الآونة الاخيرة أصبحنا نستمع بشكل يومي عن الذكاء الاصطناعي وعن التكهنات المستقبلية المتعلقة به سواء من الناحية السلبية ام الايجابية ولابد انه تبادر الى اذهاننا العديد من الاسئلة ومن أبرزها ما هو الذكاء الاصطناعي ؟ ومتى ظهر ؟ وهل حقاً سوف يعمل على ابادة البشر؟ وهل سوف يأخذ مكاننا في العمل؟ والى اي مدى سوف يصل تطوره ؟ وكيف سوف يكون شكله المستقبلي؟ والعديد من الاسئلة الاخرى .

ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في العام 1956 اثناء عقد ورشة عمل في حرم كلية دارتموث/امريكا والتي تحدثت عن صنع اّله قادرة على التفكير كالإنسان واجريت العديد من الابحاث المتعلقة بهذا الخصوص ولكن تأخر نمو هذه الثورة وتوقف في بعض الاحيان نتيجة الندرة في الاستثمارات وكذلك محدودية الموارد الحاسوبية لتنفيذيه ، ومع تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وانتاج أجهزة بموارد عالية المستوى تجدد الامل وأعيدت الحياة للعمل والاستثمار في انتاج وتطوير الذكاء الاصطناعي. عرف بعض الباحثين والمختصين الذكاء الاصطناعي على انه سلوك وخصائي تتسم فيها الالة والأجهزة تجعلها بمستوى عالي تحاكي القدرات الذهنية للبشر وتحاكي انماط عملها ، وهناك من عرفها بصيغة اخرى مثلا عالم الحاسوب جون مكارثي في العام 1956 “علم وهندسة صنع الآلات الذكية”. لقد شهد التطور البشري العديد من الثورات الحضارية التي ادت الى تغيرات في السلوكيات البشرية وتطورها مع تطور هذه الثورات منها البدء في تشكل ثقافة جمع الثمار واستكشاف النباتات المحيطة بالتجمعات السكانية ثم تطورت الى الصيد ومن ثم تطورت البشرية للبدء في علم الوجود القائم على تعريف الاشياء وتصنيفها ومن ثم تطورت واصبحت البشرية تسعى نحو المعرفة والعلوم ومن ثم الثورة الصناعية ومن ثم ثورة التكنولوجيا والاتصالات واليوم نشهد ولادة ثورة حضارة جديدة “الذكاء الاصطناعي” ، فالمتأمل للحقب الحضارية التي مرت بها البشرية يجد بان كل حقبة تولد نتيجة نضوج الحقبة التي سبقتها ، ومع كل ولادة لأي حقبة جديدة يكون هناك المتضرر كما يكون المنتفع منها فمثلاً عند صناعة السيارات وانتشارها فقد الكثير من صانعي عربات الخيل ومربوا الخيول وظائفهم نظراً لتوفر الوسيلة البديلة ولكن صناعة السيارات استحدث العديد من الوظائف الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل مثل ورشات صيانة المركبات حيث تم في حينها تناقل العديد من الاشاعات حول السيارات ومنها ” بأنها عربات يجرها الجن” وكان يتم ترويجها بقصد من قبل من يخشى على اندثار مهنته وخسارته لمصدر رزقه ومنهم من كان يتناقلها كون الية عملها مجهول بالنسبة له ، وما نشهده من تخوفات واشاعات في وقتنا الحالي حول ثورة الذكاء الاصطناعي هو مشابه لما شهدته الثورة الصناعية عند صناعة السيارات حيث أخذ البعض في ترويج ومناقشة التخوفات من تطور هذه التقنية فمنهم من طرح احتمالية القضاء على البشر من قبل الاّلة نظراً لان الاّلة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحاكي في قراراتها ذهن الانسان ومنهم من استطرد في ذلك حول التنافسية المستقبلية واحتمالية وقوع حروب ونزاعات بين الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والبشر حول مصادر الطاقة كونها بالنسبة للروبوتات بمثابة الاوكسجين للإنسان ، فكل تلك تكهنات ناتجة عن عدم وضوح الرؤيا الى شكل الذكاء الاصطناعي بالمستقبل والى اي مدى سوف يصل التعلم الالي وربما من طرح هذه التساؤلات تغيب عن ذهنه بأن تطوره الآلات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي سوف تكون محدودة بالعديد من العوامل الاخرى على سبيل المثال لا الحصر حجم الذاكرة التي سوف يمتلكها الروبت هل هي قادرة على تخزين كل البيانات التي يتم تخزينها في دماغ البشر ؟ ان ما نشهده اليوم من تطور متسارع للذكاء الاصطناعي هو ولادة لحقبة حضارية جديدة ناتجة عن نضوج ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسوف تؤثر بشكل ملحوظ في جميع القطاعات المختلفة مما يؤثر ذلك على سلوكيات البشر وانماط الحياة المختلفة لهم وربما سوف تؤثر على بعض قدراتهم الجسمية وربما على طرق التفكير واتخاذ القرار ، وهذا ما شهدناه في الحقب السابقة وكيف تطورت البشرية معها فمثلا سلوكيات البشرية في حقبة جمع الثمار كانت مختلفة عندما بدأوا في عمليات الصيد وهو ما تطلب منهم ان يكونوا ذو لياقة عالية اثناء مطاردة الفريسة كون الادوات المستخدمة بسيطة واصبح تفكيرهم في التخفي ومباغتة الفريسة ونصب الكمائن لها وهذا من احد الدلائل التي تشير الى تغير البشر وتطورهم مع كل حقبة جديدة. بعيداً عن الشكل المستقبلي للذكاء الاصطناعي والفوائد والمضار التي تنجم عنه لا بدنا لنا من طرح العديد من الاسئلة ومنها : ماهي الثورة الجديدة التي سوف تولد بعد نضوج ثورة الذكاء الاصطناعي؟ كيف سوف يكون شكلها؟ هل سوف تحتاج لوقت طويل لولادتها ام انه بسبب قدرات خوارزميات التعلم الالي والذكاء الاصطناعي على التعلم السريع واتخاذ القرار سوف تحتاج الى وقت قصير؟ متخصص في أمن المعلومات

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی العدید من

إقرأ أيضاً:

هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟

تنافس دول الخليج الغنية بالطاقة على أن تصبح مراكز للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي المُستهلكة للكهرباء، مُراهنةً على هذه التكنولوجيا لتشغيل كل شيء من التنويع الاقتصادي إلى الخدمات الحكومية، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وحسب تقرير للصحيفة، فقد أبرزت الصفقات التي كُشف عنها خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة الشهر الماضي، تطلعات السعودية والإمارات إلى أن تُصبحا قوتين عظميين في مجال الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أوبك بلس تزيد إنتاج النفط في يوليو 411 ألف برميل يومياlist 2 of 2خسائر اقتصادية واستياء شعبي جراء أزمة الكهرباء في إيرانend of list

يشمل ذلك شراكة بين شركة إنفيديا العملاقة للرقائق الإلكترونية وشركة هومين، وهي مجموعة ذكاء اصطناعي حديثة التأسيس ومدعومة من الحكومة السعودية، ولديها خطط طموحة لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار وتأمين استثمارات من شركات التكنولوجيا الأميركية.

وأعلنت أبوظبي مجموعة ضخمة من مراكز البيانات لشركة أوبن إيه آي وشركات أميركية أخرى كجزء من مشروعها (ستارغيت)، وتستثمر الإمارة، التي تُدير 1.7 تريليون دولار من صناديق الثروة السيادية، مليارات الدولارات من خلال صندوق الذكاء الاصطناعي إم جي إكس MGX، وتفتتح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التابعة لها مركزًا في وادي السيليكون.

إعلان

ونقلت الصحيفة عن الزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، سام وينتر ليفي "إن دول الخليج تمتلك رأس المال والطاقة والإرادة السياسية"، مضيفًا: "الشيء الوحيد الذي لم تكن تمتلكه هذه الدول هو الرقاقات والأشخاص ذوي المواهب. والآن [بعد زيارة ترامب] قد تمتلك الرقاقات".

السعودية تسعى إلى تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية  (رويترز)  تحدي توفر المهارات

ويحذر الخبراء من أن طموحات المنطقة الواسعة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تواجه تحديات، إذ يفتقر كلا البلدين إلى القوى العاملة الماهرة التي تمتلكها وادي السيليكون أو شنغهاي، كما أن مخرجات البحث العلمي متأخرة عن دول أخرى.

وتستثمر السعودية والإمارات في الذكاء الاصطناعي، وتعتمدان على التكنولوجيا سريعة التطور لمساعدتهما على تعزيز التنوع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على عائدات الوقود الأحفوري المتقلبة.

ويرغب البلدان في استضافة مراكز البيانات الضخمة اللازمة لتدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي قوية، وتخطط شركة هيومين Humain لبناء "مصانع ذكاء اصطناعي" مدعومة بمئات الآلاف من رقاقات إنفيديا Nvidia على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وتعهدت شركة إيه إم دي  AMD، الأميركية الصانعة للرقائق، بتوفير الرقائق والبرمجيات لمراكز البيانات "الممتدة من السعودية إلى الولايات المتحدة" في مشروع بقيمة 10 مليارات دولار.

وفي حين أن مزودي مراكز البيانات التي تُصدر الحرارة عادةً ما يختارون المناطق الأكثر برودة، وترى دول الخليج أن وفرة الأراضي والطاقة الرخيصة تُغني عن درجات حرارة الصيف الحارقة.

ضعف الشركات الرائدة

وعلى الرغم من كل طموحاتها، لا تمتلك دول الخليج شركة رائدة تُطور نماذج ذكاء اصطناعي، مثل أوبن إيه آي OpenAI، أو ديب سيك DeepSeek الصينية، أو ميسترال Mistral الفرنسية، كما تفتقر إلى تركيز عالٍ من المواهب البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

إعلان

ولجذب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، تجتذب دول الخليج شركات وباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من الخارج بضرائب منخفضة و"تأشيرات ذهبية" طويلة الأجل ولوائح تنظيمية متساهلة.

تُظهر البيانات التي جمعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من شبكة لينكدإن للوظائف، أن ثالث أعلى مستوى لهجرة الأشخاص ذوي مهارات الذكاء الاصطناعي بين عامي 2019 و2024 كان إلى الإمارات، إذ جاءت الدولة الخليجية بعد دول أخرى منخفضة الضرائب مثل لوكسمبورغ وقبرص.

وتسعى دول الخليج إلى إقامة شراكات مع جهات غربية لتعزيز تطلعاتها التكنولوجية، وقد أعلنت مجموعة الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي 42 – G42 الأسبوع الماضي عن شراكتها مع شركة ميسترال لتطوير منصات وبنية تحتية للذكاء الاصطناعي. كما أقامت شراكة مع شركة صناعة الرقائق الأميركية Cerebras، التي تدير أجهزة الكمبيوتر العملاقة الخاصة بها، وفي العام الماضي، استعانت بشركة مايكروسوفت، التي استثمرت 1.5 مليار دولار لشراء حصة أقلية.

التحدي الصيني

ويحذر خبراء أميركيون من تسرب التكنولوجيا الأميركية إلى الصين، ويبدو كثيرون في المؤسسة الأمنية الأميركية قلقين بشأن العلاقات مع دول الخليج في  حال أصبحت منافسًا للذكاء الاصطناعي.

ونقلت الصحيفة عن كبير مستشاري تحليل التكنولوجيا في مؤسسة راند، جيمي غودريتش: "يكمن القلق في أن تلجأ [دول الخليج]، في سعيها للتنافسية، إلى اختصار الطريق واستخدام كثير من العمالة الصينية أو حتى الشركات الصينية.. هذا يفتح الباب أمام مخاطر أمنية".

وأضاف أن الشركات الصينية قد تلجأ إلى الالتفاف على القيود المفروضة على التكنولوجيا الأميركية.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعني عودة التداول في بورصة دمشق لاقتصاد سوريا؟
  • ميتا تستبدل البشر بالذكاء الاصطناعي في تقييم الخصوصية والمخاطر
  • الذكاء الإصطناعي يتجاوز البشر في التعلم
  • فيلم «الرمز 8».. الذكاء الاصطناعي يشعل الصراع بين ذوي القدرات الخارقة
  • هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي لا يهدد الوظائف
  • ليلى علوي تحتفل بنجاح نجلها خالد في مشروع التخرج.. ماذا قالت؟
  • الوزير الشيباني: بحثنا العديد من الموضوعات وخاصة في مجالات الاقتصاد والطاقة وأتقدم بالشكر الجزيل للمملكة على دعمها لسوريا منذ لحظة التحرير وخاصة في رفع العقوبات
  • وظيفتك في خطر؟.. جوجل ومايكروسوفت تكشفان مستقبل البشر في عصر الذكاء الاصطناعي
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟