وظيفتك في خطر؟.. جوجل ومايكروسوفت تكشفان مستقبل البشر في عصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
- صعود الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل البشر- 50% من الوظائف مهددة بالاختفاء بسبب الذكاء الاصطناعي- مستقبل الوظائف في مهب الذكاء الاصطناعي- موجة تسريح جماعي في كبرى شركات التكنولوجيا
أصبح الذكاء الاصطناعي موضوعا مثيرا للجدل، يثير مشاعر القلق والخوف لدى الكثيرين، خاصة مع التقدم السريع لهذه التقنية التي يبدو أنها قد تحل محل البشر في العديد من المهام، ولكن هل يجب أن نخاف حقا؟ وهل هناك مساحة للبشر في عالم الذكاء الاصطناعي؟.
منذ فترة قصيرة فقط، كان الذكاء الاصطناعي مجرد أداة لتعديل الصور أو تلخيص الملاحظات بسرعة، ولكن، في وقتنا الحاضر، أصبح الذكاء الاصطناعي قادرا على كتابة الأكواد البرمجية وتصميم مقاطع الفيديو المدهشة.
وظهرت تساؤلات مشروعة حول تأثير هذه التحولات على القوى العاملة التقليدية، خاصة في مجالات مثل البرمجة، من جهة أخرى، تبرز تساؤلات أكبر حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكنه فعل كل شيء، فما الذي سيفعله البشر؟
فالشركات التي تقود تطوير الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، وتسعى للوصول إلى ما يعرف بـ "الذكاء الاصطناعي العام" AGI، وبناء نماذج تحاكي فهم البشر، غاليا ما يقرون أن هذه التقنية قد تكون هي نفسها التي ستقضي على وظائف البشر.
في ظل التطورات السريعة، قامت شركة مايكروسوفت مؤخرا بتسريح 6000 موظف، وهو ما يمثل حوالي 3% من إجمالي عدد موظفيها حول العالم، بما في ذلك أكثر من 40% من مهندسي البرمجيات في مقرها بولاية واشنطن.
جاء هذا التغيير الكبير بعد إعلان الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، بأن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرا على كتابة 30% من الأكواد البرمجية في بعض مشاريع الشركة، قبل أيام من إعلان عمليات التسريح الجماعية.
هذه التحولات أثارت القلق بين المطورين، خاصة في ظل تكهنات بأن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل العديد من الوظائف البشرية.
وفي هذا السياق، دافعت أبرنا تشينابراجادا، رئيسة قسم المنتجات في مايكروسوفت، عن أهمية تعلم البرمجة، مشيرة إلى أن البرمجة أصبحت أكثر قيمة من أي وقت مضى.
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي، رغم قدراته، لا يمكنه الاستغناء عن الإبداع البشري، ورغم تسريح العديد من الموظفين في الشركة، شددت تشينابراجادا على أن وظائف البرمجة ستظل بحاجة إلى المهارات البشرية الأساسية.
الذكاء الاصطناعي في جوجل من الكود إلى التحول الجذري في سوق العملليس الوضع في مايكروسوفت فريدا، إذ تتبنى جوجل أيضا تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع، حيث أكد الرئيس التنفيذي لـ جوجل، سوندار بيتشاي، أن الذكاء الاصطناعي أصبح يكتب أكثر من 25% من أكواد الشركة، مضيفا أن هذه التقنيات قد تؤدي إلى تسريحات وظائف في بعض المجالات.
ومع ذلك، فإن جوجل تحاول التخفيف من حدة القلق، مشيرة إلى أن هذه التقنيات ستخلق فرص عمل جديدة أيضا.
وفي مؤتمر I/O 2025، قدمت جوجل منتجات جديدة مثل Veo 3، النسخة المطورة من مولد الفيديو الذكي، الذي يخلق مقاطع فيديو تبدو وكأنها من إنتاج البشر.
في تلك الأثناء، صدم ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة ديب مايند التابعة لـ جوجل، الجمهور عندما صرح بأن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تعطيل معظم الوظائف البشرية خلال خمس سنوات.
أكثر من 50% من الوظائف مهددة بالاختفاء بسبب الذكاء الاصطناعيأصبح واضحا أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدا حقيقيا للوظائف التقليدية، وفقا لتقارير المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن 41% من الشركات تخطط لتقليص عدد موظفيها بحلول عام 2030 بسبب الأتمتة المتزايدة.
وبالمثل، حذر داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في معدلات البطالة، متوقعا أن تصل إلى 20% في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.
وفي الوقت ذاته، من المتوقع أن ينمو الطلب على مهارات جديدة، مثل تصميم أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يخلق فرصا جديدة لبعض القطاعات.
فرص جديدة وسط التحدياتعلى الرغم من هذه التحديات، تظهر أيضا فرص جديدة، وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن 70% من الشركات تخطط لتوظيف أشخاص يمتلكون مهارات تصميم الذكاء الاصطناعي، في حين أن 62% من الشركات ترغب في توظيف موظفين يمكنهم العمل جنبا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي.
وقد أكدت هيذر دوشي، خبيرة التوظيف في شركة SignalFire، أن الذكاء الاصطناعي لن يسرق الوظائف تماما، بل سيعزز الإنتاجية من خلال التركيز على المهام الأقل تخصصا.
مستقبل الوظائف في مهب الذكاء الاصطناعيورغم أن البعض يرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون قوة إيجابية، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى استجابة سريعة، ففي حديثه لشبكة CNN، دعا داريو أمودي السياسيين إلى فرض ضرائب على مختبرات الذكاء الاصطناعي للتعامل مع تأثيراتها المحتملة على سوق العمل.
وأكد أمودي أن على المجتمع أن يكون مستعدا للتغيرات المقبلة، مشيرا إلى أن علينا أن نتأكد من أن لدينا السياسات الصحيحة وأننا لا نغرق في هذا التيار ونحن نائمون.
الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل البشرنحن في مرحلة فاصلة حيث سيتعين على البشر التكيف مع الذكاء الاصطناعي أو المجازفة بفقدان وظائفهم التقليدية، هذا التحول سيخلق تحديات وفرصا في آن واحد، حيث يتعين على الأفراد والشركات السعي لاكتساب مهارات جديدة والتكيف مع التكنولوجيا الحديثة لضمان البقاء والازدهار في عالم يشهد تحولا سريعا في أطر العمل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي مستقبل الوظائف أن الذکاء الاصطناعی الرئیس التنفیذی مستقبل البشر
إقرأ أيضاً:
“تواصل” يناقش مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأردن
صراحة نيوز ـ ناقش منتدى “تواصل”، الذي نظم أعماله مؤسسة ولي العهد، اليوم السبت، في جلسته الأولى “مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأردن: فرصة أم موجة يجب ركوبها”، لتسليط الضوء على دور التكنولوجيا والابتكار في تعزيز تنافسية الأردن وتطوير مهارات شبابه.
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، ومؤسس شركة “دوت جو”، مروان جمعة، خلال إدارته للجلسة، إن نمو الوظائف في القطاع التكنولوجي، الذي لا يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، بلغ في آخر 6 أعوام 9 بالمئة، بينما بلغ في الوظائف التي تستخدمها 418 بالمئة.
وأشار إلى أنه استغرق وصول منصة جوجل لنسبة 365 مليار بحث في السنة 11 عاما، بينما استغرق برنامج “شات جي بي تي”، الذي يستخدمه 900 مليون مستخدم، للوصول لهذه النسبة عامين فقط.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، سامي السميرات، إن الحكومة تعد من الممكنين للقطاع الخاص ولتقنيات المستقبل، من خلال وضع الاستراتيجيات والسياسات والممكنات للاستثمار في هذه التقنيات، مبينا أن الاستراتيجية التي تم إطلاقها للأعوام 2023-2027 تتضمن عدة محاور منها: بناء القدرات وتطوير المهارات والخبرات الأردنية من خلال التعليم والبرامج التدريبية.
وأشار إلى وجود عدة برامج تنفيذية لضمان بناء قدرات العاملين في القطاع الحكومي، حيث يتم تدريب 15 ألفا من القيادات العليا والموظفين على آليات الذكاء الاصطناعي، لإيجاد حوار متناسق بين الحكومة والقطاع الخاص في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وتتضمن الاستراتيجية تشجيع البحث العلمي والتطوير لوجود إدراك كامل بضرورة وجود سياسات الذكاء الاصطناعي والنهوض بالبحث العلمي، إضافة إلى تعزيز بيئة الاستثمار وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن ذلك يتطلب وجود رياديين وليس فقط مستهلكين في هذا المجال، لتطويع هذه التقنيات والمساهمة في تطويرها.
وأوضح السميرات، أن الحكومة الرقمية تقوم بمشاريع كثيرة، لافتا إلى ضرورة وجود مجلس تكنولوجيا المستقبل لتغيير واجهة التعليم والصحة والاقتصاد والريادة في الأردن، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى سعي المملكة قدما في مجال رقمنة القطاع الصحي، وإدراج أدوات الذكاء الاصطناعي للطلبة ولأولياء أمورهم وللمعلمين.
وأشار إلى أن الخطوات التي خطتها الحكومة في مجال تطوير البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تأسيس بنية الابتكار والتحديث والتطوير من خلال المناهج الدراسية، إضافة إلى وجود برامج غير أكاديمية في الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية، لافتا إلى أن 27 جامعة استحدثت تخصصات الذكاء الاصطناعي (علم البيانات) في الفترة ما بين 2019-2024، ووصل عدد الطلاب الدارسين لهذا المجال إلى 9 آلاف طالب.
من جانبه، قال مؤسس موقع “موضوع” رامي القواسمي، إن التغيرات التي تحدث على أرض الواقع ستؤدي إلى تغير جذري في كل المجالات، حيث شهد العالم ثورة زراعية وصناعية وتجارية، وهو الآن بصدد شهوده ثورة تكنولوجية تتطور بسرعة هائلة، مؤكدا أن ذلك يستدعي استنهاض مواهب الطلاب وتطوير إمكاناتهم بدوافع شخصية نابعة من طموحهم لمواكبة المتغيرات وصولا للإبداع والابتكار.
من ناحيته، أشار مؤسس شركة “بيوند ليمتس” أمجد العبداللات، إلى أهمية تغيير نموذج التعليم منذ بداية المرحلة التعليمية، وإدراج المواد الداعمة لمواكبة متطلبات العصر، مؤكدا أن للأردن فرصا ذهبية لزيادة استثماره من خلال دخول مجال الذكاء الاصطناعي، وبناء التطبيقات اللازمة لهذا المجال.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تطوير مستقبل الطلاب بشكل أكثر ذكاء واستدامة، ويؤهلهم لشغل وظائف واعدة في جميع المجالات، حيث يعد الذكاء الاصطناعي قوة دافعة للتغيير الإيجابي وتحسين المجتمعات.