في وقت تحتفل فيه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالذكرى الـ80 لعملية إنزال النورماندي والتي كانت لها الدور الأبرز في انتصار الحلفاء بالحرب العالمية الثانية، حذر قادة العالم من اقتراب الحرب الثالثة مع تصاعد التهديدات بين روسيا وأمريكا وأوروبا، في أعقاب ذلك، تتحرك الولايات المتحدة وأوروبا تمهيدًا لحرب طاحنة تقترب من بدايتها.

صراع الحرب العالمية المميت يمكن أن يتكرر

الجنرال السير باتريك ساندرز، وهو قائد سابق في الجيش البريطاني، خلال حديثه في ذكرى إنزال نورماندي، إن القوات المسلحة البريطانية قوية، مُشيرًا إلى أن صراع الحرب العالمية المميت يمكن أن يتكرر مرة أخرى، في إشارة إلى الحرب العالمية الثالثة.

وأكد «ساندرز»، أن الجيش البريطاني أكثر استعدادًا للحرب عما كان عليه عندما تولى منصبه قبل عامين لأنه بذل قدرًا كبيرًا في تعبئة الجيش، حتى يكون مستعدًا للقتال بما لديه، وفقًا لـ«جارديان» البريطانية.

ماكرون: لن نتراجع

بينما أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال الاحتفال بذكرى إنزال نورماندي، إلى الحرب العالمية الثالثة قائلًا: «نحن هنا ولن نتراجع، في مواجهة عودة الحرب إلى قارتنا، في مُواجهة أولئك الذين يتظاهرون باستخدام القوة لتغيير الحدود، لإعادة كتابة التاريخ».

بايدن: العالم مهدد أكثر من أي وقت مضى

فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن العالم مهدد أكثر من أي وقت مضى، مُشيرًا إلى أن جيران أوكرانيا مهددين، وأوروبا بأكملها مهددة، وأن الاستسلام لا يمكن تصوره.

وقال الملك تشارلز الثالث، ملك بريطانيا: «يجب على الدول الحرة أن تتحد في مواجهة الطغيان والحرب»، بحسب وكالة «أسوشيتد برس».

جاستن ترودو: الديمقراطية في العالم مهددة

وحذر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من الحرب، قائلًا إن العالم يجب أن يواصل الدفاع عن الديمقراطية، مُشيرًا إلى أنها مهددة بشكل كبير بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال كريستوفر كافولي، القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، إن الحلف مستعد للقيام بدفاع جماعي، ونعمل على بناء وتجهيز المزيد من المعدات العسكرية لمواجهة التهديدات الروسية.

بوتين يحذر

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتي من أن موسكو قد تزود أعداء الغرب بصواريخ بعيدة المدى، في حال استخدمت أوكرانيا الأسلحة التي زودها بها الناتو وأمريكا لضرب الأراضي الروسية.

وكان السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية والأمريكية لضرب الأهداف الروسية تطورًا بارزًا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، وهو قرار، امتنعت واشنطن وأوروبا عند اتخاذه خوفًا من اتساع الصراع، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.

ألمانيا تحذر من اقتراب الحرب

كما تحدث وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، عن اقتراب الحرب، قائلًا إن ألمانيا يجب أن تستعد لحرب كبرى بسبب التهديدات الروسية المتزايدة، مشيرًا إلى أن «بوتين لن يتوقف عند حدود أوكرانيا».

وأضاف «بيستوريوس»: «في حالة الطوارئ، نحتاج إلى شابات وشباب دفاعيين يمكنهم الدفاع عن هذا البلد»، بحسب «بوليتيكو» الأمريكية.

استفزازت روسية

وتتعقب واشنطن السفن الحربية الروسية المتوجهة إلى البحر الكاريبي لإجراء مناورات عسكرية حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، وبحسب التقارير، قال المسؤولون إن التدريبات الروسية ردًا على الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

وقالت «أسوشيتد برس» إن موسكو لم تبلغ واشنطن بشأن التدريبات التي وصفت بأنها نشاط بحري وجوي متزايد بالقرب من الولايات المتحدة.

ويعمل حلف «الناتو» على تطوير ممرات برية في ظل تصاعد التهديدات الروسية، وذلك من أجل نقل القوات والمدرعات الأمريكية إلى الخطوط الأمامية، في تطور خطير تجاه الحرب التي تقرع طبولها في القارة العجوز، في وقت يحذر حلف الناتو من نشوب صراع كبير وحرب مع موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما طلب من حكومات الدول الغربية الإعداد جيدًا للصراع مع روسيا خلال الأعوام القادمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إنزال نورماندي ذكرى إنزال نورماندي الحلفاء أوكرانيا أمريكا إيمانويل ماكرون الحرب العالمیة ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما المختلف في تصريحات رئيس الوزراء القطري عن أزمة قطاع غزة؟

في موقف لافت تمخض عن آخر المستجدات بشأن العدوان على قطاع غزة، حمّل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تل أبيب مسؤولية تقويض فرص السلام، مشيرا إلى أن قصف القطاع عقب الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر أجهض محاولات جرت في هذا السياق.

وفي كلمته خلال افتتاح منتدى قطر الاقتصادي، أكد الشيخ محمد أن إطلاق سراح ألكسندر شكّل لحظة كانت تؤمّل أن تمهّد الطريق لإنهاء المأساة، غير أن الرد الإسرائيلي جاء عبر موجة قصف أعنف أودت بحياة مئات المدنيين، وهو ما وصفه بأنه "سلوك عدواني غير مسؤول" يبدد كل فرصة محتملة لإنجاز اتفاق.

وحسب مراسل الجزيرة في الدوحة، صهيب العصا، فإن هذا التصريح يعد من المرات النادرة التي يوجه فيها مسؤول قطري رفيع انتقادا مباشرا لإسرائيل بوصفها الجهة المعطّلة للمفاوضات، إذ أوضح أن الدوحة -التي ظلت تؤكد على تموضعها كوسيط متوازن- بدأت تبدي تمييزا بين طرف يريد إنهاء الحرب وآخر يسعى لتحقيق أهداف سياسية.

وكان الشيخ محمد بن عبد الرحمن قد صرّح كذلك بأن المفاوضات التي استضافتها الدوحة خلال الأسابيع الماضية لم تفضِ إلى أي تقدم، مرجعا ذلك إلى "خلافات جوهرية بين الأطراف"، حيث تتمسك إسرائيل باتفاق مرحلي، في حين تطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باتفاق شامل ينهي الحرب ويشمل إطلاق الأسرى.

إعلان

وأشار العصا إلى أن الملف الإنساني فرض نفسه بقوة على خطاب رئيس الوزراء، في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب تفاقم الأوضاع داخل القطاع، لا سيما بعد مضي أكثر من 80 يوما من دون وصول مساعدات حقيقية، وهو ما وصفه المسؤول القطري بأنه "غير مسبوق في عالم اليوم" داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك.

تصريحات غير مسؤولة

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن الحكومة الإسرائيلية تواصل انتهاكاتها في غزة بإفلات تام من العقاب، مضيفا أن "هناك تصريحات غير مسؤولة بشأن الوضع الإنساني وآليات توزيع المساعدات"، وأن بلاده، رغم كل محاولات التشويش والاستهداف، تواصل التنسيق مع مصر والولايات المتحدة من أجل إنهاء الحرب.

وأشار مراسل الجزيرة إلى أن حالة "خيبة الأمل" بدت جلية في التصريحات القطرية، حيث ارتفعت سقوف التوقعات عقب إنجاز صفقة عيدان ألكسندر، لكنها اصطدمت برفض وتعنت إسرائيلي واضح، وتجلّى ذلك -حسب العصا- في تصريحات مسؤولين أميركيين حول عدم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التوصل إلى اتفاق.

وأوضح مراسل الجزيرة أن الخطاب حمل في طياته تحذيرا ضمنيا للمجتمع الدولي، من أن استمرار هذا النمط من القتل والتدمير قد يطيح نهائيا بأي أفق لحل سياسي في غزة.

وبينما تروج إسرائيل لسحب وفدها من مفاوضات الدوحة بذريعة رفض حماس للمقترحات الأميركية، تتمسك الأخيرة برفض ما تصفه بـ"شروط الاستسلام"، وترى الحركة أن بحوزتها أوراق ضغط تتمثل بالأسرى، بينما تؤكد أن السلام لن يتحقق إلا بوقف الحرب، وهي معادلة تصر عليها.

تمسك بالمسار الدبلوماسي

ولفت العصا إلى أن القيادة القطرية لا تزال متمسكة بالحلول الدبلوماسية، معتبرة أنها المسار الوحيد المجدي، واستشهد بتجارب اتفاقات نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ويناير/كانون الثاني 2025، وصفقة ألكسندر، وهو ما شدد عليه رئيس الوزراء بقوله إن "الدبلوماسية وحدها كفيلة بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن إلى ذويهم".

إعلان

ووسط تفاقم الأزمة، قال رئيس الوزراء القطري إن الحصار على غزة تجاوز الشهرين، وإن حكومته لن تتوانى عن بذل الجهود، رغم محاولات "تخريب المساعي وابتزاز الوسطاء"، في إشارة غير مباشرة إلى أطراف تحاول دفع الدوحة خارج مسار الوساطة.

وأكد مراسل الجزيرة أن التصريحات الأخيرة تعكس موقفا أكثر وضوحا حيال الطرف الذي يعطل التقدم، مشيرا إلى أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب هربا من أزماته السياسية الداخلية.

كما أوضح أن قطر سعت من خلال هذا الخطاب إلى تأكيد أنها ليست طرفًا في الأزمة، بل هي وسيط يحاول تجنيب المدنيين مزيدا من الكوارث، لكنها في الوقت ذاته تدرك أن الميدان بات يتحكم بالمفاوضات أكثر من أي وقت مضى.

مقالات مشابهة

  • دمياط تستعد لإطلاق مشروعات تنموية كبرى بالتعاون مع صندوق التنمية الحضرية | تفاصيل
  • «العالمية القابضة» تطلق منصة عالمية للذكاء الاصطناعي طُوّرت في الإمارات
  • ارتفاع أسعار الأمتعة يشعل أزمة في 7 من كبرى شركات الطيران
  • أوروبا تستعد لمراجعة علاقتها الأمنية مع الحكومة الإسرائيلية
  • الدفاع الروسية: أسطول المحيط الهادئ يحمي مصالح روسيا في نصف المياه العالمية
  • ما المختلف في تصريحات رئيس الوزراء القطري عن أزمة قطاع غزة؟
  • تويوتا: مهندسو سوميتومو مصر شركاء في تطوير منتجاتنا بمعايير عالمية
  • الكويت تُعلَن مدينة عالمية لحرفة السدو رسميًا من منظمة الحرف العالمية
  • وزير "الإسكان": التوقيع مع "طلعت مصطفى" يُجسِّد رؤية عُمان لتعزيز الشركات النوعية مع كبرى الشركات العالمية
  • ترامب: مكالمتي مع بوتين كانت جيدة.. وروسيا وأوكرانيا سيبدآن مفاوضات وقف إطلاق النار فورا