د.حماد عبدالله يكتب: أل البيت فى مصر
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
أختص مقالى اليوم عن "أل البيت فى مصر" وأشهرهم وأقربهم إلى قلوب وعقول المصريين مسجد سيدنا الحسين "رضى الله عنه" الذى يأتى إليه المصريون من كل أرجاء المحروسة طالبين الشفاعة عند الله من أهل البيت.
وكان هذا المسجد والمقام محور لأكبر كتاب مصر وأدباؤهم نجيب محفوظ فى ثلاثياته بين القصرين وقصر الشوق والسكرية وكذلك كانت السيدة زينب رضى الله عنها "أم العجايز" محور الأدب الشعبى المصرى ولا ننسى الأديب يحيى حقى وقنديل أم هاشم !!
ولعل الأزهر الشريف هو منارة الإسلام فى العالم وكان الجامع والجامعة وتحمل الأزهر الشريف على مدى أكثر من ألف عام مهمة البعثات الإسلامية إلى العالم كما شهد الأزهر الشريف ثورات الشعب المصرى وتحركه ضد أفواج الإحتلال فى كل العصور.
ولعل المحروسة تتمتع بجانب ذكرها فى القرأن الكريم بأنها تضم بيوت لأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم فهى نعمة وبركة للمصريين جميعًا.
ومنهم السيدة نفيسة العلم " رضى الله عنها" ومقامها أحد بيوتات أهل بيت رسول الله "صلى الله عليه وسلم ".
فى القاهرة المحروسة هذا المسجد العظيم له مريديه وله مكانة ومكان لأهل مصر فقد أحبت السيدة نفيسة المصريون فأحبوها وأصروا على دفنها فى المحروسة فى نفس المكان الذى كانت تلتقى فيه بمريديها وأغلبهم من علماء المصريون.
لذا إشتهر هذا المسجد العظيم بجمع من المثقفين المصريين ضمن شعب مصر كله. من مريدى السيدة نفيسة العلم "رضى الله عنها" وزيارة مقامها والصلاة فى مسجدها والدعاء لله أمامها.
ويقال بأن كرامات هذه السيدة الجليلة "رحمها الله" كثيرة ولعل انتشار بيوت "أهل البيت " فى مصر المحروسة أعطى لمصر صبغة دينية حميمة سواء للمصريين أو للمسلمين فى جميع أرجاء المعمورة.
إن مقام السيدة نفيسة (رضى الله عنها) محبب لقلوب مريديه وقبلة المظلومين والساعين للسؤال عند الله فى بيت من بيوته ومحبب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قامت مصر منذ الفتح الإسلامي لها بتقديم كل العون إلى الإسلام من جند ومن حضارة أضافت إلى الحضارة الإسلامية الكثير وهذا ليس مجال سرد مشاركة المحروسة في إثراء الحضارة الإسلامية.
ولكن أيضا كان لمصر دور عظيم في تنوير الأمة الإسلامية من الجزيرة العربية
( أرض رسول الله صلي الله عليه وسلم ) إلى ابعد بلاد العالم المتدينة بدين الإسلام ومازال ذلك يتم عن طريق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتبنيه الدعوة وإعداد الدعاة والمساهمة فى انتشار الإسلام والحفاظ عليه.
ولعل المحمل المصري والذي كان يعد في المحروسة ويخرج وراؤه حكام مصر والشعب كله والذي يحمل علي الجمال وعلي متنه بجانب كسوه الكعبة والتي كانت تصنع بدار الكسوة بالقلعة تحمل أيضا الأموال والطعام والدواء لأهل مكة والمدينة المنورة.
وتحملت مصر في حقبات الزمن وقبل ظهور البترول في الأراضي الحجازية مهمة إرسال المدرسين والأطباء والمهندسين والعمال لكي تقيم في الأراضي المقدسة حضارة وتقدم وترسخ الاستقرار،والتقدم،في الأراضى المقدسة أرض رسول الله "صلي الله عليه وسلم "
إن مصر كانت ومازالت هي منارة الإسلام وهي المعلم وهي القدوة وهي حلم كل مسلم وكل عربي علي الأخص بتحقيق الحلم بزيارتها أو الارتباط بها أما عن طريق الزواج أو العمل بها أو الاستثمار فيها أخيرا.
ولعل الثقافة المصرية كانت هي المنارة والمنبر وأشهر فروع الثقافة الأدب والفن بفروعه كلها " سينما،وطرب، ومسرح وحتى الفنون التشكيلية".
ولم تبخل مصر أبدا علي أمتها الإسلامية والعربية في أي طلب وفي أي أزمة تواجهها،رجالًا، ومالًا ولا تضن بغالي أو رخيص في سبيل دعم الأمة الإسلامية ولعل القضايا العربية والإسلامية نجد أن مصر هي المتحمل الأول لكل هذه القضايا وهي المتصدية لأى عدوان ولعل فلسطين هى أكبر الأمثلة على تضحية مصر سواء فى مراحل الحرب أو حتى حينما كان السلام هو الطريق فقد وقفت مصر فى حروبها نيابة عن الأمة بأعز أبنائها وكل أموالها.
وفى سبيلها للسلام العادل وإعادة الحقوق للشعب الفلسطينى ضحت مصر بمصالحها وفقدت شهيدها الأول محمد أنور السادات صانع الحرب والسلام نيابة عن الأمة العربية كلها إن بركات أهل البيت فى مصر كثيرة وعديدة والرحمة والبركة هى عبق تاريخ هذا الوطن حفظ الله مصر وحفظ المصريون،مسلمين،ومسيحيين،أخوة ونسيج واحد لأعز الأوطان.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الله علیه وسلم رضى الله عنها السیدة نفیسة رسول الله فى مصر
إقرأ أيضاً:
بالدليل العلمي.. أحمد كريمة يحسم الجدل حول ضريح السيدة زينب في القاهرة
سلط الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، الضوء على الجوانب العلمية والفقهية في شخصية السيدة زينب، رضي الله عنها، ودورها كقدوة في بناء الوعي الديني والأسري.
وأكد "كريمة"، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج "الكنز"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، على أن تميز السيدة زينب لم يقتصر على الصبر والثبات الإنساني، بل امتد إلى الفتوى والعلم، قائلاً: "فطرتها وعلمها، لأنها كانت عالمة بالتفسير القرآني وكانت عالمة بالحديث".
وذكر الدكتور أحمد كريمة واقعة تؤكد سعة علم السيدة زينب، حيث اجتمعت مرة مع أخويها، الإمامين الحسن والحسين، وتذاكروا حديثًا جليلًا رواه النعمان بن بشير (أخرجه البخاري لاحقاً)، وهو: "الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور متشابهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه"، وعلقت السيدة زينب على الحديث بتفصيل بالغ، حيث قالت: "يا حسن يا حسين، إن الدين يقوم على ثلاثة أشياء: الحلال والحرام ومشتبه بين الحلال والحرام، يجب على المسلم أن يجتنب الشبهات وإلا وقع في الحرام".
ولفت إلى أنها كانت تروي الأحاديث بسند، حيث روت عن أمها السيدة فاطمة الزهراء وعن أبيها الإمام علي، رضي الله عنهم.
وفي محاولة لإدخال البهجة بعد ذكر الأحداث الأليمة، روى الدكتور أحمد كريمة واقعة لطيفة حدثت بين النبي صلى الله عليه وسلم وحفيدته الصغيرة، والتي كانت تحمل لقب "اللبيبة العاقلة القوية الشديدة" (الذي هو معنى اسم زينب)، حيث ذهبت السيدة فاطمة بالنبيبة زينب (التي لم يتجاوز عمرها خمس سنوات) إلى جدها النبي صلى الله عليه وسلم، وأجلس النبي عليه الصلاة والسلام السيدة فاطمة عن يمينه، وكانت زينب تلعب، ونظرت زينب إلى جدها وقالت شيئاً (مكرراً ثلاث مرات) في كل مرة يجيبها النبي بـ"نعم"، وفي المرة الرابعة قال لها: "لا"، وسألت السيدة فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم عن سرّ قوله: "ثلاث مرات نعم والرابعة لا"؛ فأجاب النبي: "في المرة الأولى قالت: أنا الرئيسة، قلت لها نعم. قالت: أنا المشيرة، قلت لها نعم. قالت: أنا رئيسة الديوان فيما بعد، قال لها نعم؛ قالت: أنا لي الشفاعة، قال لها: لا، الشفاعة إنما لي".
وأشار إلى أن هذه الواقعة النبوية كانت بمثابة نبوءة ودعم لعملها المستقبلي، موضحًا أن السيدة زينب تزوجت ابن عمها عبد الله بن جعفر، وأنجبت أربعة منهم عون ومحمد اللذان استشهدا مع الإمام الحسين في كربلاء، وبعد قدومها إلى مصر، تحققت نبوءة جدها فيها، حيث كان مسلمة بن مخلد (الوالي) يعقد مجلس الديوان في دارها التي أقامتها له، وكان وجهاء وأعيان مصر يترددون عليها للمشورة، فتحقق فيها أنها "المشيرة ورئيسة الديوان"، ولُقِّبت بـ"أم هاشم" وهذا اللقب يعود إلى جدها هاشم بن عبد مناف، الذي كان مشهورًا بالكرم والسخاء، فاشبهت جَدَّها في الكرم والجود، ولذلك اشتهرت بـ"أم العواجز"، إذ كان دارها مأوى لكل مريض وضعيف وفقير.
وأكد بناءً على دراسات علمية، أن الجسد الطاهر للسيدة زينب الكبرى، ابنة الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء، هو الذي يرقد في الضريح العامر بمدينة القاهرة في ميدان السيدة زينب الحالي، نافيًا وجود خلط مع زينب الصغرى المدفونة في سوريا، مشددًا على أن زينب الكبرى هي نزيلة الديار المصرية.
ولفت إلى المظالم التي تعرض لها آل البيت، مؤكدًا على ضرورة حبهم، وأنهم قد نالوا الأذى من قبل السياسات الأموية والعباسية، مشددًا على أن حب آل البيت فرض، مستدلاً بالآية الكريمة: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}.