غارات سلاح الطيران السوداني البحث عن الحقيقة تحت أنقاض المنشآت المدنية
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
غارات سلاح الطيران السوداني البحث عن الحقيقة تحت أنقاض المنشآت المدنية
تقرير: التغيير
جدل كثيف يدور وسط المواطنين والمتابعين حول دور الطيران الحربي للجيش السوداني في الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل من العام الماضي.
في بداية الحرب كان الجميع يعتقد أن الطيران سيرجح كفة الجيش بصورة كبيرة لكن ذلك لم يحدث بل فاجأت قوات الدعم السريع الجميع وأسقطت عدداً من الطائرات المقاتلة وأسرت طيارين، فيما شكا مواطنون من قصف الطيران لمنازلهم مما تسبب في مقتل عدد كبير من الأبرياء، كما اتهم سلاح الطيران بتدمير عدد من المنشآت الخدمية والبني التحتية.
إحصائيات
تمتلك القوات الجوية السودانية (191) طائرة حربية تضم (45) مقاتلة، و(37) طائرة هجومية، (25) طائرة شحن عسكري ثابتة الأجنحة، و(12) طائرة تدريب.
وحصل الجيش السوداني على مسيرات إيرانية من نوع مهاجر. فيما تعثرت لأسباب غير معلومة صفقة كبرى بين السودان وتركيا لتزويد الجيش بطائرات “بيرقدار”.
وتصنف القوات الجوية السودانية باعتبارها رقم (47) ضمن الأقوى عالمياً.
تدمير الكباري وتضرر المصفاة
وطالت الاتهامات الجيش في شهر نوفمبر من العام 2023م، بتدمير “جسر شمبات” الرابط بين مدينتي أم درمان والخرطوم بحري، بجانب تدمير جزئي لجسر جبل أولياء جنوب الخرطوم، وأيضاً قصف الطيران الحربي أحد أكبر الجسور بمدينة نيالا بجنوب دارفور.
فيما تعد مصفاة النفط الرئيسية للسودان بمنطقة الجيلي شمال بحري إحدى أكثر المنشآت الحيوية التي تعرضت للغارات الجوية بواسطة طيران الجيش السوداني؛ مما أدى لتدمير أجزاء واسعة منها بما فيها المستودعات الرئيسية والخطوط الناقلة.
دمار المستشفيات
واتهمت قوات الدعم السريع، الجيش بتدمير محطة الفاشر التحويلية للكهرباء في شمال دارفور وضرب البنيات التحتية لجامعات ومستشفيات وكهرباء مدينة نيالا بجنوب دارفور ثاني أكبر مدن السودان من حيث السكان.
وكان سكان محليون بدارفور أكدوا أن الطيران دمر عدة مواقع، خصوصًا مناطق المياه والرعاة الرُحَّل بشمال دارفور؛ مما تسبب في نزوح جماعي للسكان بحثًا عن موارد جديدة للمياه.
ولم تسلم المنشآت الخدمية كالمستشفيات الواقعة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، من غارات الطيران أبرزها مستشفى شرق النيل أكبر المستشفيات في مدينة الخرطوم بحري، والتي خرجت عن الخدمة بعد تدمير أجزاء واسعة منها نتيجة قصف جوي في مايو 2023م.
كما تعرضت مستشفيات “ابن سينا” في الخرطوم، ومستشفى البراحة بالخرطوم بحري، والدايات أم درمان للقصف الجوي الموجه من قبل طيران الجيش.
وفي إقليم دارفور تعرضت أيضًا مستشفيات الضعين ونيالا للقصف الجوي.
اتهامات ورفض
وتبادل طرفا الصراع الاتهامات بتدمير وتخريب العديد من المصانع الكبيرة كشركة جياد والتصنيع الحربي وغيرها من المصانع بجانب أبراج ومعدات الإتصالات.
ورفض مصدر عسكري في حديث لـ(التغيير) تحميل الجيش مسؤولية ضرب وتدمير المنشآت الحيوية الحيوية بالبلاد مثل الكباري والجسور والمنشآت النفطية.
وقال إن “الجيش لم يعلن تبنيه لأي من العمليات التي استهدفت الجسور والمنشآت النفطية.. كانت هنالك اتهامات وبيانات متبادلة مع العدو الذي دمر مقدرات البلاد سرق ونهب واغتصب”.
وأضاف: “نتعامل مع جهة ليست لديها أخلاق لذلك نتوقع منهم كل شئ”.
إمكانيات
وقال المصدر العسكري: “إذا كان البعض يتهم الجيش بأنه وراء ضرب الجسور لجهة أنه يمتلك سلاح الطيران نقول العدو أيضا يمتلك مدافع ومتفجرات وأسلحة كبيرة حديثة ذات قدرة تدميرية عالية قادرة على إحداث ذات الأثر الذي يمكن أن يحدثه الطيران ولكن الفرق بيننا وبينهم نحن لدينا أخلاق وهم مجردون تماماً من الإنسانية”.
وأضاف: “كذلك العدو رغم أنه مليشيا متمردة إلا أنه يمتلك مسيرات وأسلحة متقدمة لا تمتلكها دول بالمنطقة من بينها أسلحة أمريكية زودته بها دولة الإمارات التي تعرقل أيضا وصول السلاح للجيش السوداني بشتى الطرق”.
نجاح
وأكد المصدر أن سلاح الطيران السوداني حقق نجاحاً كبيراً في مهمته رغم الأخطاء التي حدثت.
وقال: “الحرب فيها أسرار كثيرة ستتكشف لاحقاً بعضها أصبح معلوماً مثل طلعات الطيران في بداية التمرد استطاعت أن تفك الحصار في الأسبوع الأول على القيادة العامة للقوات المسلحة. كما شتت سلاح الجو مئات السيارات وأصاب العدو في مقتل وأفشل خططه في الإستيلاء على السلطة”.
وأكد أن سلاح الطيران أسهم أيضاً “في دك العديد من معسكرات ومتحركات العدو في الصحراء علي الحدود الليبية والتشادية”.
مبررات
وفي رده على الاتهامات بقتل الطيران للمواطنين الأبرياء في كردفان ودارفور والجزيرة والخرطوم، وصف المصدر الأخبار الرائجة بالتضخيم، وقال: “نعم هنالك أخطاء ولكنها ليست كبيرة، المتمردون يحاولون دائماً اللعب على وتر الإنسانية التي يفتقدونها بتصوير مقاطع مزعومة لضحايا مدنيين هم في الحقيقة مجرد متمردين بزي مدني”.
وأضاف: “نعم هنالك مواطنين كانوا ضحايا للقصف الجوي وهذا يحدث في جميع الحروب في العالم حتى الطيران الأمريكي يخطئ فما بالك بطيران دولة كانت محاصرة كالسودان ممنوع عنها إسبيرات الطائرات”.
وتابع: “قد لا يعلم البعض أن معظم الطائرات التي سقطت كانت خارجة من الصيانة أضطر الجيش لاستخدامها للحوجة بعد أن وقف العالم كله ضده ما عدا دول محددة ولكن الموقف الآن تغير”.
الاكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور صلاح الدين عثمان ووصف في حديثة (للتغيير) تدمير البني التحتية من كباري ومستشفيات ومؤسسات وحقول النفط بالعمل الهمجي والغير مبرر لجهة انه مقدرات ملك الشعب السوداني.
كما أن القانون الدولي يجرم مثل هذه الافعال التي تخالف ايضا الاخلاق لايمكن لاي جهة عسكرية سواء كانت جيش أو دعم سريع ان تدمر المؤسسات الحيوية للبلاد في حرب مدمرة وعبثية كما سماها العسكر انفسهم .
يقول صلاح الدين الشعب سيدفع مرة أخري لبناء هذه المؤسسات ولكن السودانيين لن يرضوا مطلقا بحكم عسكري جربناه من قبل مرارا وتكرارا وهذه هي النتيجة يجب ان تكون هنالك ديمقراطية يحرسها جيش وطني موحد ..
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: سلاح الطیران
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”
البلاد – الخرطوم
تواصل الأزمة المسلحة في جنوب كردفان بالسودان تأجيج التوترات، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الأحداث التي شهدتها قرية الحمادي، حيث نفى الجيش السوداني بشدة الاتهامات الموجهة إليه بقتل مدنيين، واصفاً تلك الادعاءات بأنها “باطلة” و”سخيفة”، بينما أكدت مجموعات حقوقية وتوثيقات محلية وقوع مذبحة أسفرت عن مقتل 18 مدنياً وإصابة العشرات، في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة في المنطقة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبد الله، في بيان صحفي، أن القوات المسلحة ظلت على مدار فترة الحرب تحمي المدنيين وتتصدى لانتهاكات “مليشيا الدعم السريع” التابعة لعائلة دقلو، مشدداً على أن الحديث عن استهداف الجيش للمدنيين في منطقة الحمادي مجرد محاولات ترويج كاذبة من قبل “مليشيا آل دقلو” وجناحهم السياسي.
وقال العميد نبيل: “القوات المسلحة دائماً موضع ترحيب من المواطنين في كل مكان يتم تحريره من هذه المليشيا، وهي التي تقدم الحماية للأهالي من بطش وانتهاكات هذه الجماعات المسلحة”.
اتهامات حقوقية ومحلية تتهم الجيش بارتكاب مذبحة
في سياق متصل، تواصل القوات المسلحة السودانية وقواتها المساندة تنفيذ عمليات برية واسعة في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان ودارفور، بهدف فك الحصار عن المدن والقرى المحاصرة. وأعلنت مصادر عسكرية تمكن متحرك “الصياد” من فك الحصار جزئياً عن مدينة الدلنج من الجهة الجنوبية، تمهيداً لفتح الطريق الذي يربطها بالعاصمة الإقليمية كادوقلي.
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، بالانتصارات المحققة في محاور كردفان، مؤكداً أن الجيش يقترب من فتح طريق الدبيبات – الدلنج المؤدي إلى كادوقلي، مما سيمكن من إيصال الإغاثة الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
كما كشفت تنسيقية لجان مقاومة كرري عن تقدم قوات العمل الخاص بالفرقة 22 التابعة للجيش في مناطق شمال غرب كردفان، ونجاحها في كسر الحصار عن مدينة بابنوسة والسيطرة على الأحياء المحيطة بها، مع تنفيذ عمليات تهدف إلى تأمين خطوط الإمداد وقطع مسارات الميليشيات، وربط مناطق جنوب كردفان بشمال وغرب الإقليم.
في المقابل، كشف مستشار قائد “الدعم السريع” الباشا طبيق عن نزوح آلاف المدنيين من مناطق الصراع في جنوب كردفان نحو المناطق التي تسيطر عليها قواته، في ظل حملات انتقامية نفذها الجيش وقواته المساندة. وناشد المنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي سيزيد من معاناة النازحين.
وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت 2700 حالة إصابة و172 وفاة، 90% منها في ولاية الخرطوم التي تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه بسبب الضربات المتكررة التي تستهدف محطات الطاقة والمياه والتي نسبت إلى قوات الدعم السريع.