الكوليرا تعصف بالسودان: 172 حالة وفاة خلال أسبوع وسط انهيار صحي
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
عادت الكوليرا لتعصف بالسودان بوتيرة مقلقة، إذ أعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل 2,700 إصابة و172 حالة وفاة خلال أسبوع واحد فقط، في وقت تواجه فيه البلاد شللًا شبه كاملًا في المرافق الصحية والخدمات الأساسية. اعلان
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن نحو 90% من الإصابات سُجّلت في ولاية الخرطوم، التي تشهد تدهورًا حادًا في إمدادات الطاقة والمياه نتيجة ضربات جوية بالطائرات المسيّرة، نُسبت إلى قوات الدعم السريع، المنخرطة في صراع مسلح مع الجيش السوداني منذ نيسان/أبريل 2023.
وأفادت مجموعة طبية محلية بأن المرافق الصحية العاملة غير قادرة على استيعاب الارتفاع الحاد في أعداد المصابين، محذّرة من عجز المنظومة الصحية عن تلبية الحاجات العاجلة.
وكان وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم قد صرّح، يوم السبت، بأن معدل الإصابات في منطقة الخرطوم وحدها تراوح بين 600 و700 إصابة أسبوعيًا على مدى الأسابيع الأربعة الماضية. وأوضح أن عودة آلاف النازحين إلى العاصمة، بعد فرارهم في وقت سابق بسبب المعارك، فاقمت الضغط على الموارد المائية المحدودة، ما ساهم في تفاقم تفشي الوباء.
وفي آذار/مارس الماضي، كانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد أعلنت وفاة 92 شخصًا في ولاية النيل الأبيض، مشيرة إلى تسجيل 2,700 إصابة هناك منذ أواخر شباط/فبراير.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الكوليرا، وهي عدوى مائية سريعة الانتشار وشديدة العدوى، تتسبب بإسهال حاد يؤدي إلى جفاف شديد، وقد تفضي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج المناسب. وينتقل المرض عادة من خلال تناول طعام أو شرب ماء ملوث.
Relatedالسودان: قوات الدعم السريع تشن هجوماً بالمسيّرات على مطار بورتسودانتصاعد التوتر بين السودان والإمارات بعد إبعاد دبلوماسيين من دبييونيسف: قصف مدفعي يحرم ألف مريض المياه في مدينة الفاشر السودانيةويأتي تفشي الكوليرا ضمن سلسلة أزمات إنسانية متلاحقة يشهدها السودان منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين، بعد تصاعد المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى معارك شوارع في الخرطوم سرعان ما امتدت إلى مختلف أنحاء البلاد.
ومنذ ذلك الحين، سُجّل مقتل ما لا يقل عن 20,000 شخص، وسط تقديرات تشير إلى أن العدد الحقيقي أعلى بكثير، فيما اضطر أكثر من 14 مليون شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخليًا أو خارجيًا.
وتصف الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، مع تزايد تفشي الأمراض، وتوسع رقعة المجاعة والانتهاكات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا داعش إسرائيل قطاع غزة روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا داعش وقاية من الأمراض جمهورية السودان حرب أهلية قوات الدعم السريع السودان وباء الكوليرا الصحة إسرائيل قطاع غزة روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا داعش ألمانيا فلسطين ضحايا غزة الصحة السعودية
إقرأ أيضاً:
تفاقم أزمة الكوليرا في السودان وسط انهيار الخدمات وتداعيات الحرب
أعلنت وزارة الصحة السودانية، الثلاثاء، تسجيل 2729 إصابة جديدة بالكوليرا، بينها 172 حالة وفاة، في عدة ولايات سودانية خلال الأسبوع الماضي، مشيرة إلى تصاعد وتيرة انتشار المرض على نحو مقلق.
وأوضحت الوزارة أن أكثر من 90 بالمئة من الحالات تم رصدها في ولايات الخرطوم والجزيرة وشمال كردفان وسنار والنيل الأبيض ونهر النيل.
من جانبها، أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأن انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم بلغ مستويات خطيرة، مؤكدة أنها تدعم سبعاً من أصل 13 وحدة مخصصة لعلاج الكوليرا في الولاية، وتعمل بالتنسيق مع السلطات الصحية على تعزيز الاستجابة الطارئة للوباء.
وطالبت المنظمة بضرورة تدخل عاجل من الجهات المانحة والمنظمات الدولية لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي، محذرة من تفاقم الأزمة في حال عدم تلبية الاحتياجات العاجلة للمناطق المتضررة.
وبحسب الوزارة، فإن متوسط الإصابات الأسبوعية في الخرطوم يتراوح بين 600 و700 حالة خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة.
وبلغ العدد الكلي للإصابات في البلاد حتى 6 أيار/مايو الجاري أكثر من 60 ألف حالة، منها 1632 حالة وفاة، وفق بيانات حكومية رسمية.
وكانت السلطات قد أعلنت تفشي الكوليرا رسمياً في آب/أغسطس 2024، قبل أن تتراجع الإصابات في شباط/فبراير الماضي، إلا أن المرض عاد للانتشار مؤخراً نتيجة لاستخدام مياه شرب ملوثة بعد توقف عدد من المحطات الرئيسية عن العمل.
حرب وصراع وأوبئة
ويتزامن تفشي الكوليرا مع أوضاع إنسانية وصحية متدهورة في ظل الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليون، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
فيما تشير أبحاث أكاديمية من جامعات أمريكية إلى أن عدد الضحايا قد تجاوز 130 ألفاً.
وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، توفي 389 شخصاً نتيجة إصابتهم بالكوليرا، ما دفع "التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة" بقيادة عبد الله حمدوك إلى توجيه نداء عاجل لإعلان حالة الطوارئ الصحية في البلاد، واصفاً الوضع بالكارثي.
وأشار التحالف إلى أن استمرار الحرب واستهداف البنية التحتية للخدمات الأساسية، من كهرباء ومياه وصحة، زاد من سرعة تفشي الوباء، مؤكداً أن الكوليرا طالت 11 ولاية، وسط توقعات بارتفاع أعداد الإصابات وانتشار المرض في مناطق جديدة.
وذكر قطاع العمل الإنساني التابع للتحالف أن العاصمة الخرطوم وولاية النيل الأبيض تمثلان بؤرتين رئيسيتين للوباء، حيث سُجّل فيهما نحو 68.7% من إجمالي الإصابات، و57.3% من الوفيات.
وسُجلت في الخرطوم 5 آلاف إصابة و110 حالات وفاة، مقابل 4 آلاف إصابة و110 وفاة في النيل الأبيض.
وفي ولاية القضارف، بلغت الإصابات 1400، تُوفي منهم 20 شخصاً، وفي شمال كردفان سُجلت 1400 إصابة و60 وفاة. أما في الجزيرة، فبلغت الإصابات 500 مع 20 حالة وفاة.
كما وثق القطاع 300 حالة إصابة في النيل الأزرق و10 وفيات، و300 إصابة في البحر الأحمر مع 3 وفيات. أما نهر النيل فسُجلت فيها 100 إصابة، وجنوب كردفان وسنار 30 إصابة لكل منهما، مع 5 وفيات في كل ولاية. وفي ولاية كسلا، سُجلت 20 إصابة.
وبذلك بلغ إجمالي عدد الإصابات 13 ألف و85 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 389، بمعدل وفاة عام يبلغ 2.93%، وهو معدل مرتفع نسبياً في حال توفر الرعاية الصحية المبكرة، إذ أن النسبة المتوقعة عادة تقل عن 1%.
تحذيرات ودعوات للتدخل العاجل
حذر قطاع العمل الإنساني من أن ارتفاع معدلات الوفاة في بعض الولايات، مثل جنوب كردفان بنسبة 16.67%، يعكس إما تأخراً في الاكتشاف أو صعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية، أو نقصاً في العلاجات.
ودعا إلى اتخاذ تدابير عاجلة تشمل إعلان حالة الطوارئ الصحية، وتوسيع دائرة الاستجابة، وتحسين إمدادات المياه النظيفة، وتوفير مرافق صرف صحي آمنة، خاصة في المناطق المكتظة ومخيمات النازحين.
كما شدد على ضرورة تعزيز حملات التوعية بطرق الوقاية من الكوليرا، وتوفير المحاليل الوريدية ومستلزمات التعقيم، وتدريب العاملين الصحيين، وتوسيع قدرة مراكز العلاج.
تفاقم الوضع في أم درمان والفاشر
وأطلق حمدوك نداءات لعدد من الجهات الدولية والإقليمية، محذراً من أن الأوبئة تحصد مئات الأرواح يومياً في ظل نظام صحي منهار، مطالباً بتدخل فوري من المنظمات الإنسانية لاحتواء الكارثة.
وفي أم درمان، أفادت مصادر طبية بوفاة 30 شخصاً خلال يومين، مشيرة إلى تكدس المرضى أمام مستشفى "النو"، وسط نقص حاد في الكوادر والمستلزمات الطبية. وأعلنت السلطات لاحقاً نقل المرضى إلى مراكز صحية بديلة.
وأطلقت غرفة طوارئ كرري نداء عاجلاً للكوادر الطبية والمواطنين لتوفير المحاليل الوريدية والمستلزمات الأساسية لمركز الكوليرا في مستشفى حوادث الأطفال.
أما في ولاية شمال دارفور، فقد أدى تفشي الكوليرا في شرق مدينة الفاشر إلى وفاة عدد من نازحي مخيم زمزم، وسط أنباء عن نقل معتقلين إلى نيالا ووفاة بعضهم بسبب سوء المعاملة وانعدام الرعاية الصحية.
وذكر ناشطون أن مناطق مثل "أحياء المصانع، القاضي، المعهد، والبورصة" بالفاشر، شهدت انتشاراً كبيراً للوباء، شمل جنوداً من قوات "الدعم السريع" وأسرى محتجزين.
مخاوف من توسع الوباء
وتواجه البلاد انهياراً شبه كامل في شبكتي الكهرباء والمياه، بعد تعرض محطات تحويل رئيسية لهجمات بطائرات مسيرة، ونهب مكونات البنية التحتية خلال عامين من الحرب.
وبات السكان يعتمدون على مياه النيل والمصادر المكشوفة، في ظل غياب تام لمعالجة المياه أو تنقيتها، وسط تحذيرات من تلوث كارثي ناجم عن تراكم الجثث ومخلفات الحرب.
وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي يهدد تشغيل المستشفيات ومحطات المياه، مشددة على أن الوقود بات ضرورياً لتشغيل المولدات، فيما طالبت شبكة أطباء السودان بتوفير مواد الكلورة وتعزيز التوعية الصحية لمواجهة تفشي المرض.