البلاد – الخرطوم

تواصل الأزمة المسلحة في جنوب كردفان بالسودان تأجيج التوترات، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الأحداث التي شهدتها قرية الحمادي، حيث نفى الجيش السوداني بشدة الاتهامات الموجهة إليه بقتل مدنيين، واصفاً تلك الادعاءات بأنها “باطلة” و”سخيفة”، بينما أكدت مجموعات حقوقية وتوثيقات محلية وقوع مذبحة أسفرت عن مقتل 18 مدنياً وإصابة العشرات، في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة في المنطقة.

وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبد الله، في بيان صحفي، أن القوات المسلحة ظلت على مدار فترة الحرب تحمي المدنيين وتتصدى لانتهاكات “مليشيا الدعم السريع” التابعة لعائلة دقلو، مشدداً على أن الحديث عن استهداف الجيش للمدنيين في منطقة الحمادي مجرد محاولات ترويج كاذبة من قبل “مليشيا آل دقلو” وجناحهم السياسي.

وقال العميد نبيل: “القوات المسلحة دائماً موضع ترحيب من المواطنين في كل مكان يتم تحريره من هذه المليشيا، وهي التي تقدم الحماية للأهالي من بطش وانتهاكات هذه الجماعات المسلحة”.

في سياق متصل، تواصل القوات المسلحة السودانية وقواتها المساندة تنفيذ عمليات برية واسعة في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان ودارفور، بهدف فك الحصار عن المدن والقرى المحاصرة. وأعلنت مصادر عسكرية تمكن متحرك “الصياد” من فك الحصار جزئياً عن مدينة الدلنج من الجهة الجنوبية، تمهيداً لفتح الطريق الذي يربطها بالعاصمة الإقليمية كادوقلي.

وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، بالانتصارات المحققة في محاور كردفان، مؤكداً أن الجيش يقترب من فتح طريق الدبيبات – الدلنج المؤدي إلى كادوقلي، مما سيمكن من إيصال الإغاثة الإنسانية إلى السكان المحاصرين.

كما كشفت تنسيقية لجان مقاومة كرري عن تقدم قوات العمل الخاص بالفرقة 22 التابعة للجيش في مناطق شمال غرب كردفان، ونجاحها في كسر الحصار عن مدينة بابنوسة والسيطرة على الأحياء المحيطة بها، مع تنفيذ عمليات تهدف إلى تأمين خطوط الإمداد وقطع مسارات الميليشيات، وربط مناطق جنوب كردفان بشمال وغرب الإقليم.

في المقابل، كشف مستشار قائد “الدعم السريع” الباشا طبيق عن نزوح آلاف المدنيين من مناطق الصراع في جنوب كردفان نحو المناطق التي تسيطر عليها قواته، في ظل حملات انتقامية نفذها الجيش وقواته المساندة. وناشد المنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي سيزيد من معاناة النازحين.

وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت 2700 حالة إصابة و172 وفاة، 90% منها في ولاية الخرطوم التي تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه بسبب الضربات المتكررة التي تستهدف محطات الطاقة والمياه والتي نسبت إلى قوات الدعم السريع.

ويأتي تفشي وباء الكوليرا في سياق تدهور البنية التحتية للمياه والصحة والصرف الصحي في البلاد، مع توقف محطات معالجة المياه عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء، مما اضطر السكان إلى الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، ما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية في البلاد.

وتظل الأوضاع في جنوب كردفان وعموم السودان متوترة، مع تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتبادل الاتهامات بشأن الانتهاكات ضد المدنيين، في ظل نزوح واسع وتدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار الأمراض الوبائية، مما يعكس الحاجة الملحة لتدخل دولي فعال لوقف التصعيد وتأمين حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الجيش السوداني الجیش السودانی الدعم السریع جنوب کردفان

إقرأ أيضاً:

بتحرير الدبيبات الجيش السوداني افشل وابطل تحالف المليشيا والحركة الشعبية

بتحرير الدبيبات الجيش السوداني افشل وابطل تحالف المليشيا والحركة الشعبية
تحركات الجيش في كردفان انتصارات استراتيجية افشلت مخطط كبير كان سيعقد الوضع الميداني

♦️- واحدة من اهداف تحالف المليشيا والحركة الشعبية كان هو فتح ممر لحركة القوات بين الحركتين ولذلك قام الحلو بتحرك عدائي علي خور الدليب في محلية ابو كرشولا وتاندك في محلية ابو جبيهة – وكان الهدف النهائي الوصول الي السيطرة علي ابو جبيهة عبر “الفيض” و “تجملا” و أبو جبيهة هي رئة ولاية جنوب كردفان ومركزها الاقتصادي والانتاجي وسوقها الكبير.

♦️- كان الهدف هو صنع حزام ناري من الميريم الي جنوب النيل الازرق يسيطر علي كل حدود السودان مع جنوب السودان ويسهل حركة المليشيا من ام دخن في اقصي الحدود مع افريقيا الوسطي وحتي جنوب النيل الازرق والابقاء علي هذا الحزام في حالة نشاط عسكري و مناوشات تمتد علي طول اكثر من 2 الف كيلومتر ويمكن ان يمثل طرف القوس البعيد تهديدا مرة اخري علي الرهد وحتي الطريق القومي “كوستي – الابيض” واشتعال هذا الممر الاستراتيجي سيشغل الجيش عن اهدافه الكبري ويعطل استعادة كردفان ودارفور..

♦️- في تحرك سابق تمكن الجيش من السيطرة علي “خور الدليب” و “ام بير” و “تاندك” وبهذا اكمل تامين ابو جبيهة وابو كرشولا وفي جنوب النيل الازرق تم تدمير المليشيا في “السلك” و “قوجي” واصابة قائدها الرينو وهروب بقية قواته.

– ويبدو ان غرفة القيادة والسيطرة في الجيش السوداني ارادت ان تزيد كيل بعير فتقدمت حتي ام دحيليب علي بعد 45 كيلومتر من كاودا وعلي بعد محطتين من تهديد مطار كاودا..
♦️- اليوم باكمال السيطرة علي الدبيبات يتحقق اكمال الربط بين الابيض والدلنج ويكون الجيش قد انجر اغلاق الممر الذي تتحرك فيه قوات المليشيا صعودا وهبوطا من دارفور وكردفان الي مناطق الحركة الشعبيةً في جنوب كردفان ويصبح بامكان المواطنين والبضائع السفر بالظلط من بورتسودان والخرطوم وحتي كادوقلي..
♦️- وبهذا يثبت الجيش ان الجيش مدرسة وكلية واركان..
– وما النصر الا من عند الله
– وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ .

Alnour Sabah

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين جنوب البلاد
  • “تحية للأمهات اللائي أنجبن الأبطال” .. المقاومة الشعبية بجنوب كردفان تواصل دعم القوات المسلحة بالقوافل العسكرية
  • في بيان أصدرته: “الدعم السريع” تؤيد العقوبات الأمريكية على الجيش لاستخدامه الأسلحة الكيمائية والتسبب بكارثة إنسانية
  • بتحرير الدبيبات الجيش السوداني افشل وابطل تحالف المليشيا والحركة الشعبية
  • المذيعة تسابيح خاطر تواصل استفزاز السودانيين وتنشر تقرير تتهم فيه الجيش باستخدام “السلاح الكيماوي” في حربه ضد قوات الدعم السريع
  • كان قد تعرض للتنكيل على يد فرد الدعم السريع “شارون”.. وفاة المواطن الطيب الأرباب عطشاً في أحد سجون الدعم السريع والجمهور: (شهيد إن شاء الله وعند الله تجتمع الخصوم)
  • الجيش السوداني يوسع تحركاته في إقليم كردفان ..يتجه نحو مدينة “بارا”
  • “صمود” تكوين حكومات من قبل الجيش والدعم السريع أمر لا يخاطب أولويات السودانيين
  • الجيش السوداني يستولي على منظومة تشويش وأجهزة تقنية في رئاسة الدعم السريع بمنطقة صالحة – فيديو