مع صباح يوم عرفة، حذرت منظمة الصحة العالمية، من تفاقم الأزمة الصحية في الضفة الغربية بفلسطين، نتيجة الهجمات الإسرائيلية على المرافق الطبية والقيود الصارمة التي تفرضها قوات الاحتلال الصهيوني.

ووفق لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، دعت الوكالة الأممية في بيان صحفي، إلى "الحماية الفورية والفعالة للمدنيين والنظام الصحي في الضفة الغربية".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في السابع من أكتوبر 2023، استشهد 546 مواطنا في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، بينهم 133 طفلا، وأصيب أكثر من 5200 آخرين.

كما أعربت الصحة العالمية عن أسفها لأن تدفق المصابين يزيد من عبء "الرعاية الطارئة في مؤسسات صحية تعاني بالفعل من الضغط" ولا يمكنها العمل إلا بنسبة 70% من طاقتها بسبب نقص الأموال.

وسجلت منظمة الصحة العالمية 480 هجوما على مرافق صحية أو مركبات إسعاف في الضفة الغربية بين 7 أكتوبر و28 مايو، أسفرت عن مقتل 16 شخصا وإصابة 95 آخرين، مؤكدة أن الحصول على الرعاية الصحية معقد أيضا في الضفة الغربية بسبب إغلاق الحواجز وتزايد انعدام الأمن وإغلاق قرى بكاملها.

الأزمة المالية بغزة

وقالت المنظمة إن الأزمة المالية الخطيرة التي تفاقمت بسبب احتجاز إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر أموال الضرائب الفلسطينية، قد أدت إلى "تلقي العاملين الصحيين نصف رواتبهم فقط منذ عام تقريبا" في حين أن "45% من الأدوية الأساسية نفدت من المخزون".

وتحتجز حكومة الاحتلال أكثر من 6 مليارات شيقل من أموال المقاصة، وهي ضرائب تجبيها المالية الإسرائيلية، عن السلع الواردة شهريا، وتقوم بتحويلها إلى وزارة المالية الفلسطينية..بحسب "وفا".

وأثرت الأزمة المالية على تمويل موازنة وزارة الصحة، الأمر الذي انعكس سلبا على القطاع الصحي في فلسطين، وأثر على القدرة التشغيلية والتوريد وحتى على المخزون الأساسي للأدوية والمستهلكات الطبية في مستودعات الوزارة المركزية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصحة العالمية الضفة الغربية منظمة الصحة العالمية فلسطين يوم عرفة فی الضفة الغربیة الصحة العالمیة

إقرأ أيضاً:

هل غابت الضفة الغربية عن حوارات واشنطن؟

تنحصر الأنباء والمعلومات المتدفقة من واشنطن بالحديث عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسيناريوهات التعامل مع إيران، فضلا عن الملفات الإقليمية الساخنة في لبنان وسوريا واليمن، إلى جانب ملف التطبيع والعمل على تنشيطه وتوسعته بالتوازي مع مجازر الإبادة والتجويع في قطاع غزة، وهي متناقضات لا يُعلم إن كان ترامب قادرا على الجمع بينها في جملة واحدة مفيدة قابلة للإعراب والصرف السياسي.

فالجملة المفيدة يصعب أن تكتمل دون ذكر الضفة الغربية في سياقها، إذ لم تُذكر في الحوارات التي أدارها نتنياهو وترامب على مدار يومين لا من قريب أو بعيد، كما لم يشر ترامب إلى سلطة رام الله التي أجهدت نفسها بإصلاحات وتغيرات من أعلى الهرم القيادي إلى أدناه دون جدوى أو فائدة ترجى، فالاستيطان يتوسع وهجمات المستوطنين تتحول إلى عمليات مميتة تذكر بهجمات عصابات الهاجناة وبالماخ وشتيرن الصهيونية في أربعينيات القرن الماضي.

ما سر التكتم على ملف الضفة الغربية؟ وما الذي يحاك لها في كواليس البيت الأبيض؟ وهل غابت سلطة رام الله ورموزها عن حوارات واشنطن؟ ومن ملأ الفراغ مكانها؛ هل هو السفير الأمريكي مايك هاكابي والزعيم الاستيطاني يسرائيل غانتس، أم أمراء ومشايخ ومخاتير الظل في الضفة الغربية ومن يدعمهم؟
المقلق أن الضفة الغربية وإن لم تظهر على طاولة البحث بين ترامب ونتنياهو، ولم ترشح التسريبات في أي إشارة لمستقبلها على نحو مريب ومتعمد، إلا أنها الفيل الذي في الغرفة ويلقي بظلاله بقوة إلى ما وراء نهر الأردن شرقا على نحو مقلق ومريب، فما سر التكتم على ملف الضفة الغربية؟ وما الذي يحاك لها في كواليس البيت الأبيض؟ وهل غابت سلطة رام الله ورموزها عن حوارات واشنطن؟ ومن ملأ الفراغ مكانها؛ هل هو السفير الأمريكي مايك هاكابي والزعيم الاستيطاني يسرائيل غانتس، أم أمراء ومشايخ ومخاتير الظل في الضفة الغربية ومن يدعمهم؟

الضفة الغربية لم تغب عن لقاءات ترامب ونتنياهو، وما مرافقة السفير الأمريكي المتطرف مايك هاكابي لنتنياهو في رحلته للعاصمة الأمريكية واشنطن إلا تعبير عن ذلك، كونه أحد أشد المتحمسين لضم الضفة الغربية للكيان الإسرائيلي، ما يجعل الملف الضفة الغربية الأكثر حضورا في أروقة الكونغرس ومجلس الشيوخ بل والدولة العميقة بطبقاتها المدنية والعسكرية والصناعية.

فالضفة الغربية تبدو حدثا يوميا هامشيا وعابرا إذا ما قيست بجرائم الإبادة التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وإذا ما قيست بالحروب والمواجهات الإقليمية، إلا أنها في الحقيقة ورشة عمل لليمين المتطرف يتحرك فيها بكل أريحية وتحت عناوين تطبيعيه إبراهيمية أيضا في كثير من الأحيان، فالتحركات على الأرض تشير إلى تسارع وتيرة الضم والتدمير للبنى الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين تحت مسميات عدة؛ منها أقاليم أو إمارات ومشيخات، استعدادا لمرحلة جديدة تتحول فيها المستوطنات إلى مدن شرعية والمدن والقرى الفلسطينية إلى تجمعات سكانية غير شرعية عرضة للإزالة والتدمير؛ أسوة بمسافر يطا جنوب الخليل وعرب المليحات شمال أريحا في غور الأردن.

الجائزة الكبرى التي يتوقع الاحتلال أن تحول النزيف العسكري والسياسي والاقتصادي والديموغرافي إلى نجاح يعيد الأمل للمشروع الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين
ملف الضفة الغربية يصعب التوقف عنده مطولا في ظل تزاحم الأحداث وقلة الموارد التي تسمح بمعالجته إقليميا وتطبيعا، وهي قيمة تفضيلية مضافة للاحتلال لم تتوفر له في قطاع غزة؛ لغياب المقاومة وضعفها في الضفة الغربية، وحضور التطبيع ووفرته، وذوبان سلطة رام الله وأجهزتها ومشروعها في مشروع التنسيق الأمني، فبدل أن تذوب وتتلاشى سلطة أوسلو ومنظمة التحرير في جسم الدولة الفلسطينية الموعودة ومشروعها العربي الكبير؛ ذابت في مشروع التنسيق الأمني والتطبيعي الإقليمي.

ختاما.. الضفة الغربية المحاصرة بالاستيطان وبالخوف تحولت ضحية للتطبيع الإبراهيمي والتنسيق الأمني، فهي لم تغب عن أجندة ترامب ونتنياهو؛ كونها الجائزة الكبرى التي يتوقع الاحتلال أن تحول النزيف العسكري والسياسي والاقتصادي والديموغرافي إلى نجاح يعيد الأمل للمشروع الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين، فالاحتلال لا زال يعول على الجمع بين التطبيع والاستيطان والضم وحروب الإبادة والتجويع والتصعيد الإقليمي في جملة واحدة مفيدة قابلة للصرف والإعراب السياسي والأمني والاقتصادي والإقليمي.

x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • القاهرة على خط الأزمة .. مصر تنجح في التنسيق مع السودان وليبيا لحماية المثلث الحدودي بينهم
  • استشهاد 16 مواطناً فلسطينياً في قصف العدو الصهيوني مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • استشهاد 13 فلسطينياً بينهم 10 من منتظري المساعدات بنيران صهيونية في غزة
  • روسيا تحذّر من خطورة توسّع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • هل غابت الضفة الغربية عن حوارات واشنطن؟
  • المقاومة الفلسطينية تنفذ 15 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية 
  • في ظل الأزمة المالية.. توجيهات حكومية بتسهيلات لموظفي القطاع العام
  • 16 شهيدا فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال والنساء في مجزرة جديدة يرتكبها العدو الإسرائيلي في دير البلح
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • أغلبهم أطفال ونساء.. استشهاد 17 فلسطينيا بعد قصف الاحتلال طابور توزيع مكملات غذائية في غزة