سودانايل:
2025-12-14@15:51:00 GMT

الكتابة في زمن الحرب (27)

تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT

* لا شيء يعود كما كان .. نحن نتغير بعد ضربات الحياة الموجعه .. نصبح اقل كلاماً واقل شعوراً وأكثر حكمة وتعقلاً بالتعامل مع الحياة والاخرين *. ‏وليام شكسبير

 

التحرر من الخوف هو أولى الخطوات الحقيقية نحو الحرية. في أوقات الحرب، تصبح الكتابة فعل مقاومة، وسلاحًا أقوى من الرصاص. تُسطر الكلمات تاريخًا حيًا، تنقل معاناة الشعوب وآمالهم، وتُبقي على جذوة الإنسانية مشتعلة وسط الدمار.



في زمن الحرب، تتحول الكلمات إلى جسر يصل بين الماضي والمستقبل، تنقل حكايات الأبطال الذين صمدوا أمام الطغيان، وتُلهب مشاعر الأجيال القادمة لتحمل راية الحرية. التحرر من الخوف يمنح الكاتب شجاعة مواجهة الواقع القاسي، ليكتب بصدقٍ وأمانةٍ عن مآسي الحرب وأحلام السلام.

الكلمة سلاح بحد ذاته، تستطيع أن تخترق جدران الظلم وتفضح الفساد وتبث الأمل في قلوب المنكوبين. الكتابة في زمن الحرب ليست مجرد سرد للأحداث، بل هي أيضًا صياغة للهوية الوطنية، وإعادة تعريف للإنسانية. تحكي عن الأمل الذي ينبعث من بين الأنقاض، وعن الحب الذي يولد في أوقات الفوضى. وعندما يتحرر الكاتب من الخوف، يصبح صوتًا لمن لا صوت لهم، ونورًا في ظلام الحرب الدامس.

الكاتب ضمير أمته، والكلمة أمانة في عنقه. هي سلاحه في معركة البقاء، ووسيلته للتأثير والتغيير. في زمن الحرب، يتحمل الكاتب مسؤولية عظيمة، حيث يكتب عن الحقائق غير المعلنة، ويبرز معاناة الناس وآمالهم. يكتب ليُذكّر الجميع بأن هناك أملًا يتجدد، وأن النور لا بد أن ينتصر على الظلام.

إن الكتابة في زمن الحرب تعني الوقوف بشجاعة في وجه الظلم، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل. الكلمات تملك القدرة على تغيير العقول، وإشعال شرارة التغيير. وعندما نتحرر من الخوف، نفتح أبواب الحرية على مصراعيها، لنكتب بصدق عن تجاربنا، ونلهم الآخرين للنضال من أجل غدٍ أكثر إشراقًا.
فالكاتب، بما يحمله من ضميرٍ حي وكلمةٍ أمانة، يكون نبراس أمته في أحلك الظروف، ومصدر قوتها وإلهامها في أصعب الأوقات.

 

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی زمن الحرب من الخوف

إقرأ أيضاً:

تحالف أسطول الحرية يعلن خططًا لتوسيع رحلات كسر حصار غزة عام 2026

#سواليف

أعلن تحالف #أسطول_الحرية عن خطة توسّع هي الأكبر منذ تأسيسه قبل أكثر من 15 عامًا، تشمل مضاعفة مشاريع #كسر_الحصار البحري المفروض على قطاع #غزة خلال عام 2026، وذلك في ختام اجتماعاته السنوية التي احتضنتها العاصمة الإيرلندية دبلن بين 5 و8 ديسمبر/كانون الأول 2025.

وشارك في الاجتماعات مندوبون من الحملات الوطنية الأعضاء، ولجان التحالف المركزية، وممثلو شبكات تضامن دولية من أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا وأستراليا ونيوزلندا، بهدف تقييم موسم الإبحار لعام 2025 ووضع رؤية موسّعة للتحركات البحرية والبرية في العام المقبل.

وقال التحالف إن اجتماعات دبلن جاءت في وقت يشهد فيه قطاع غزة ظروفًا إنسانية “بالغة القسوة”، إذ تستمر إسرائيل ـ وفق تعبيره ـ بـ”انتهاك” وقف إطلاق النار، مع استمرار القيود المشددة على دخول المساعدات الأساسية، بما يشمل الخيام والبطانيات والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال.

مقالات ذات صلة السبت .. أجواء باردة وغائمة جزئياً  2025/12/13

وحذّر المشاركون من أن مئات الآلاف من النازحين يواجهون مخاطر حقيقية في ظل شتاء قارس يفاقم نقص المأوى والمواد الإغاثية، مؤكدين أن الوضع الإنساني “لا يمكن احتماله”.

ويضم تحالف أسطول الحرية، الذي انطلق عام 2010، نحو 18 حملة وطنية، أبرزها اللجنة الدولية لكسر الحصار، ومنظمة IHH التركية، ومجموعات تضامن من أوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب أفريقيا وأستراليا.

وتمكّن التحالف خلال الأعوام الماضية من إطلاق عشرات القوارب بهدف تحدّي الحصار البحري على غزة، من بينها سفن “مادلين” و”حنظلة” و”الضمير” التي أبحرت خلال موسم 2025.

وقال المجتمعون إن هذه الجهود ستشهد توسعًا “غير مسبوق” في 2026 عبر زيادة عدد السفن المشاركة، وتوسيع الشراكات الدولية، وتنظيم تحركات متزامنة في مختلف دول العالم.

وتزامن اجتماع دبلن مع صدور قرار مجلس الأمن رقم 2803، الذي اعتبره التحالف “خطوة خطيرة قد تُضعف القانون الدولي وتعيد إنتاج وصاية دولية على غزة”، محذّرًا من أن القرار لا يعزز الحقوق الفلسطينية ولا يساهم في إنهاء معاناة سكان القطاع.

وشهد الاجتماع انضمام مبادرتين دوليتين بارزتين إلى جهود التحالف خلال عام 2025، هما مبادرة “أسطول الصمود العالمي” ومبادرة “ألف مادلين إلى غزة”، ما رفع عدد القوارب المشاركة هذا العام إلى مستوى غير مسبوق.

وناقشت المبادرتان مع قيادة التحالف خططًا مشتركة لتوسيع الإبحار عام 2026، بما في ذلك: زيادة عدد السفن المشاركة، توسيع المشاركة الشعبية والدولية، تنسيق فعاليات ضغط وتضامن في مختلف القارات، تعزيز انخراط البرلمانيين والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني

واختتم التحالف اجتماعاته بالتأكيد أن غزة “بحاجة إلى جهد عالمي مضاعف”، وأن عام 2026 سيشهد أوسع حملة دولية لكسر الحصار منذ انطلاق أسطول الحرية، بمزيج من التحرك البحري والضغط السياسي والإعلامي، إلى جانب تعبئة جماهيرية عبر العالم.

مقالات مشابهة

  • عام الرحيل الثقافي.. مصر تودّع قامات بارزة من الكتابة والنشر والنقد خلال 2025
  • تحالف أسطول الحرية يعلن خططًا لتوسيع رحلات كسر حصار غزة عام 2026
  • عمرو أديب: عقلية الخوف داخل إسرائيل تتجدد مع أي تعاون مصري – تركي
  • 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
  • العراقيون في خطر.. الحرية محاصرة بـالخوف والملاحقات اليومية
  • مشروع "لها ومعها" من الخوف للقوة قصة تلخص رحلة آلاف النساء في مواجهة العنف
  • مصطفى بكري يُشيد بسرعة ضبط المتهمين بمحاولة اغتيال الكاتب الصحفي عبده مغربي
  • أمانة العاصمة تشهد وقفات شعبية حاشدة تحت شعار “جهوزية واستعداد.. والتعبئة مستمرة”
  • مصطفى بكري وأسرة تحرير «الأسبوع» يتقدمون بالعزاء لـ الكاتب الصحفي عماد الدين حسين في وفاة والدته
  • أسرة صدى البلد تنعى والدة الكاتب الصحفي عماد الدين حسين