سودانايل:
2025-07-06@10:25:29 GMT

الكتابة في زمن الحرب (27)

تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT

* لا شيء يعود كما كان .. نحن نتغير بعد ضربات الحياة الموجعه .. نصبح اقل كلاماً واقل شعوراً وأكثر حكمة وتعقلاً بالتعامل مع الحياة والاخرين *. ‏وليام شكسبير

 

التحرر من الخوف هو أولى الخطوات الحقيقية نحو الحرية. في أوقات الحرب، تصبح الكتابة فعل مقاومة، وسلاحًا أقوى من الرصاص. تُسطر الكلمات تاريخًا حيًا، تنقل معاناة الشعوب وآمالهم، وتُبقي على جذوة الإنسانية مشتعلة وسط الدمار.



في زمن الحرب، تتحول الكلمات إلى جسر يصل بين الماضي والمستقبل، تنقل حكايات الأبطال الذين صمدوا أمام الطغيان، وتُلهب مشاعر الأجيال القادمة لتحمل راية الحرية. التحرر من الخوف يمنح الكاتب شجاعة مواجهة الواقع القاسي، ليكتب بصدقٍ وأمانةٍ عن مآسي الحرب وأحلام السلام.

الكلمة سلاح بحد ذاته، تستطيع أن تخترق جدران الظلم وتفضح الفساد وتبث الأمل في قلوب المنكوبين. الكتابة في زمن الحرب ليست مجرد سرد للأحداث، بل هي أيضًا صياغة للهوية الوطنية، وإعادة تعريف للإنسانية. تحكي عن الأمل الذي ينبعث من بين الأنقاض، وعن الحب الذي يولد في أوقات الفوضى. وعندما يتحرر الكاتب من الخوف، يصبح صوتًا لمن لا صوت لهم، ونورًا في ظلام الحرب الدامس.

الكاتب ضمير أمته، والكلمة أمانة في عنقه. هي سلاحه في معركة البقاء، ووسيلته للتأثير والتغيير. في زمن الحرب، يتحمل الكاتب مسؤولية عظيمة، حيث يكتب عن الحقائق غير المعلنة، ويبرز معاناة الناس وآمالهم. يكتب ليُذكّر الجميع بأن هناك أملًا يتجدد، وأن النور لا بد أن ينتصر على الظلام.

إن الكتابة في زمن الحرب تعني الوقوف بشجاعة في وجه الظلم، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل. الكلمات تملك القدرة على تغيير العقول، وإشعال شرارة التغيير. وعندما نتحرر من الخوف، نفتح أبواب الحرية على مصراعيها، لنكتب بصدق عن تجاربنا، ونلهم الآخرين للنضال من أجل غدٍ أكثر إشراقًا.
فالكاتب، بما يحمله من ضميرٍ حي وكلمةٍ أمانة، يكون نبراس أمته في أحلك الظروف، ومصدر قوتها وإلهامها في أصعب الأوقات.

 

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی زمن الحرب من الخوف

إقرأ أيضاً:

سماء إبراهيم تقدم مونودراما "أنا كارمن" بمسرح مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية

أعلنت الفنانة سماء إبراهيم، تقديمها مجددا للعرض المسرحي المونودرامي "أنا كارمن" لفرقة إيماء السماء المستقلة، على مسرح مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية يوم 17 يوليو الجاري.

وقالت سماء إبراهيم، عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، إنها ستحتفل مع جمهورها بالعام السادس عشر لمونودراما "أنا كارمن"، بعد أن قدمت ليلتها الأولى عام 2009، ثم أخذ يطوف بالمهرجانات والمحافل العالمية، وحصل على عدة جوائز من بينها جائزة أفضل عرض مسرحي من مهرجان المونودراما بالجزائر، وجائزة أفضل ممثلة بملتقى القاهرة الدولي للمونودراما.

"أنا كارمن" عرض مسرحي مدته 60 دقيقة مستلهم من الأوبرا العالمية الشهيرة "كارمن" للموسيقار جورج بيزيه، ويقدم برؤية ومعالجة درامية معاصرة، في إطار فني يجمع بين الموسيقى والكوميديا، العرض تأليف وإخراج سماء إبراهيم، التوزيع والمكساج للفنان الراحل أيمن الخياط مؤسس الفرقة.

مقالات مشابهة

  • الغولة والبعبع في ثوب جديد
  • سماء إبراهيم تقدم مونودراما "أنا كارمن" بمسرح مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية
  • غواية التفرد ونمط الحرية
  • أدعية يوم عاشوراء.. ردد هذه الكلمات المجربة عند الإفطار
  • الكاتب صنصال لن يطعن في حكم سجنه بالجزائر
  • الكاتب بوعلام بو صنصال لن يطعن بالحكم بسجنه في الجزائر
  • 05 جويلية.. ذكرى تخليد نداء الوطن لإعلاء صوت الحرية
  • بالفيديو .. الكاتب حمادة فراعنة كيف قرأ المشهد في الإقليم بعد الحرب الايرانية الإسرائيلية
  • الحرب تلتهم الأرواح!
  • الفريق أول شنقريحة يشكر الرئيس تبون بهذه الكلمات