إمتطاء الخيول فى العيد.. عادة أم إحتفاء بالرجولة المُبكرة؟
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
مُنذ سنوات بعيد مضت، تتجاوز الـ 50 عامًا، يتكرر هذا المشهد فى أيام الأعياد وخاصة أعياد الفطر والأضحي وشم النسيم، فى مدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا.
يصطف أصحاب الخيول على الشريط النيلي المواجه المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال بمدينة نجع حمادي، إنتظارًا لزوّار المدينة من القري والنجوع لتأجير خيولهم بالساعة لمن يريد!
الشرائح العمرية التي تستأجر الخيول ممن تحت عمر الـ 25 عامًا، وجملتهم من سكان القري الوافدين إلى المدينة للاحتفال بالعيد.
هذا المظهر الذي تتميز بها مدينة الأمير يوسف كمال، والذي منحها تميزا خاصا، ويثار السؤال عادة بحكم وجود عربات الحنطور كوسيلة مواصلات منذ عقود بالمدينة أم إحتفاء بالرجولة المُبكرة؟
مهنة قديمة:وعن هذه الظاهرة يحدثنا الأسطى فايز عبد الموجود ، صاحب إحدى عربات الحنطور، الذي قال إنه يعمل في هذه المهنة منذ حوالي 30 عاما وقد ورثها عن أبيه، ومنذ هذه الأيام البعيدة وهو يشهد استعدادات أصحاب الحناطير في المواسم والأعياد، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى وشم النسيم.
ويحدثنا عن هذه الاستعدادات قائلا: يتوقف الخيل عن العمل قبل العيد بيومين أو ثلاثة أيام بغرض الاستراحة والاستعداد للموسم مقبل، وفى ليلة العيد يسهر جميع أصحاب عربات الحنطور حتى الصباح، حيث يتم تنظيف العربات والخيول، والتأكد من سلامتها، وإصلاح عيوبها وتركيب السروج الجديدة والملونة الخاصة بالأعياد.
وفى الصباح نتوجه جميعا إلى المكان المعتاد التجمع به، وهو الميدان المطل على كورنيش النيل أمام التمثال، ويبدأ الشباب والأطفال في التوافد علينا لاستئجار الخيول والعربات للتنزه بها، ويؤجر الحصان أو العربة كاملة بالساعات 100 جنيه إلى ما فوق للساعة الواحدة.
وويضيف منذ 15 عامًا، كانت تؤجر الخيول والعربات مقابل 5 جنيهات للساعة، وعن سر هذا الارتفاع في الأجرة يقول الأسطى طلعت: إن السبب في هذا يرجع إلى ارتفاع تكلفة الأعلاف الخاصة بالخيول، وغلا المعيشة بشكل عام.
بالإضافة إلى ارتفاع أثمان العربات والخيول ذاتها، حسب الخامات المستعملة والورش المصنعة، وأضاف أن الحصان الواحد يأكل في اليوم بما يوازى 150 جنيها أيا كان نوع ما يأكله سواء كان (البرسيم) أو (التبن) أو غيره.
هذا ويحاول أصحاب عربات الحنطور تأمين الراكبين للخيول، أو من في العربة ذاتها، حيث يحرصون على تواجد أحد أتباعهم من الشباب لمصاحبة الحصان أو العربة، خوفا من أي حادث أو موقف غير متوقع.
ويقول الأسطى فايز إن مهنة قيادة الحنطور تاريخية وأنها من الصعب أن تختفي تماما رغم اختفائها نسبيا في كثير من البلدان.
ويضيف: في كثير من الأحيان أفضل التعامل مع الخيول أكثر من التعامل مع الناس أشعر أن الحصان أحد اصدقائى.
وهذا ما يجب أن يفعله صاحب الحنطور أن يهتم بعربته والخيول التي يملكها وأن يتعامل معهم بنوع من الرفق والحنان، وتظل عادة استئجار الخيول وعربات الحنطور من أهم المظاهر المميزة للأعياد في نجع حمادي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العيد أعياد عادة عيد الأضحى 2024 عربات الحنطور
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تسحب قوات من غزة بالتزامن مع انتهاء عربات جدعون
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن الجيش قرر سحب الفرقة 98 من قطاع غزة بالتزامن مع انتهاء عملية "عربات جدعون" العسكرية التي بدأها في مايو/أيار الماضي وتكبد خلالها عشرات القتلى من ضباط وجنود.
وأضافت الإذاعة أن هذه الفرقة أنهت مهامها القتالية في شمال القطاع وبدأت الاستعداد للانسحاب.
وتابعت أن الجيش قلص عدد قواته خلال الأيام الماضية بعد سحب لواء المظليين والكوماندوز والمدرعات.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن 4 فرق عسكرية لا تزال تتمركز في القطاع، مشيرة إلى أن فرقتين منها فقط تنفذان مهام قتالية في شمال قطاع غزة وفي مدينة خان يونس (جنوب)، في حين تقوم الفرقتان الأخريان بدور دفاعي.
وأوضحت أن رئيس الأركان إيال زامير قرر تقليص عدد قوات الاحتياط في كل الجبهات بنسبة 30%.
ونقلت عن مصادر أن قوات الجيش الإسرائيلي في غزة تتمركز في مناطق سيطرت عليها وتنتظر قراراتِ المستوى السياسي.
ويأتي الحديث عن انتهاء عملية عربات جدعون بعد أن فشلت في تحقيق تحول في المواجهة مع المقاومة الفلسطينية التي ردت بعملية "حجارة داود".
وخلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز، تكبد الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 40 قتيلا، وشهدت هذه الفترة عمليات نوعية للمقاومة في خان يونس وبيت حانون المناطق الشرقية لمدينة غزة ومنها حي الشجاعية.
في غضون ذلك، نقلت القناة 12 عن قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي قوله إن الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة طويلة وصعبة ومرهقة لكنها ضرورية، مضيفا أن الجيش لن يتوقف حتى يحقق هدفي إعادة المحتجزين وهزيمة حركة حماس.
تغيير الإستراتيجية
وتعليقا على تقارير سحب الجيش الإسرائيلي قوات من غزة، قال الخبير العسكري اللبناني العميد الركن المتقاعد إلياس حنّا إن إسرائيل تبدّل إستراتيجياتها وتغيّر القوات داخل القطاع، “لكن المردود في النهاية هو نفسه”، على حد تعبيره.
إعلانوأوضح حنّا، في حديث للجزيرة نت، أن إسرائيل انتقلت من إستراتيجية سابقة إلى ما سمي عربات جدعون، وهي عملية قال رئيس الأركان الإسرائيلي إنها جاءت لتحقيق أهداف معينة، أبرزها قتل عدد كبير من القيادات في غزة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الفرقة 98 تم استنزافها بشكل كبير، وقد يكون لذلك عدة أسباب، أولها إراحتها تمهيدا لإعادتها إلى عملية جديدة قد تستهدف تطويق مدينة غزة، وعزل وسط القطاع، ثم بدء عملية استنزاف طويلة، بحسب ما صرح به رئيس الأركان إيال زامير.
وقال حنا إن "الوحدات الخاصة لا تعمل في العادة إلا في إطار عمليات خاصة، أما الآن فهي تقاتل كأنها قوات مشاة عادية، وهذا سبب تذمّراً كبيرا داخل هذه الوحدات، لأن تجهيزها وتدريبها ومهامها مختلفة تماماً".
ولفت إلى أن هناك 5 فرق عسكرية إسرائيلية مرتبطة بالعمليات في قطاع غزة، "لكن ليس بالضرورة أن تكون جميعها تعمل داخل القطاع، لأن المساحة صغيرة جدا"، موضحا أن العمليات عادة ما تنفذ ضمن ما يعرف بـ"تاسك فورس"، أي قوات مهام مشتركة تضم دبابات ومشاة ووحدات خاصة وهندسة وغيرها.
وختم العميد الركن المتقاعد إلياس حنّا بالإشارة إلى أن هذا التحول قد يرتبط أيضا بحل سياسي يتم التحضير له له بعد زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (الذي وصل اليوم إلى إسرائيل)، مشيرا إلى إلى إمكانية الدخول في مرحلة جديدة من العمليات أو المفاوضات.