فقه الأقليات المسلمة.. رؤية نقدية (3)
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
في مقال الأسبوع الماضي أوضحت أن "فقه الأقليات المسلمة" يرجع إلى أصلين:
تقسيم العالم إلى دار إسلام ودار كفر، وأثر اختلاف هذه القسمة على بعض الأحكام الشرعية، وهي مسألة محل خلاف بين الفقهاء. وإبراز حالات الاستثناء وقواعد الضرورة والحاجة في الفقه العام لتشكل أصلاً من أصول ما سمي "فقه الأقليات المسلمة" يُستند إليه في بناء الأحكام الخاصة بها.أما هذا المقال فسيوضح أنه لا حاجة لإنشاء فقه جديد لمعالجة الأسئلة المتعلقة بـ"الأقليات المسلمة"؛ إذ إنها لا تخرج عن منهجية الفقه العام، ولكن الإشكال إنما يكمن في منهج التفقه، وقراءة التحولات التاريخية التي تمس الأقليات والأكثريات فيما يخص رؤية العالم والانتقال من منظومة الخلافة إلى منظومة الدولة القومية. ولبيان ذلك سأناقش محورين يتصلان بالأصلين اللذين بُني عليهما فقه الأقليات المسلمة والمشار إليهما آنفًا.
رؤية العالم بين منظومة الخلافة ومنظومة الدولةتندرج "دول الغرب" -وفق التقسيم الفقهي التاريخي للعالم- ضمن "دار الكفر"، ومن ثم تُستحضر هنا -عادة- الأحكام الفقهية المنبنية على هذه القسمة، ومنها: علاقات السلم والحرب، والهجرة من هذه الدول وإليها، وحمل المصحف إليها، بل الحصول على جنسيتها وغير ذلك. وهنا يمكن أن نميز بين ثلاثة مواقف في التعامل مع هذا الأصل وتطبيقاته الفقهية:
الأول: موقف التنظيمات الإسلامية المسلحة المنتسبة إلى الجهاد، فقد شكلت قسمة العالم ثابتًا من ثوابتها، وتمسكت بتطبيقات القسمة التي أدت إلى نتائج كارثية كما رأينا مع تنظيم القاعدة وما تفرع عنه وصولاً إلى داعش (أو تنظيم الدولة الإسلامية).
الثاني: موقف بعض المشايخ التقليديين ممن تَبَنوا تحريم الإقامة الدائمة في دول الغرب بالاستناد إلى هذه القسمة، من ذلك -مثلاً- الفتوى التي أصدرها بعض المشايخ السوريين بتحريم الإقامة الدائمة في دول الغرب في محاولة للحد من هجرة اللاجئين السوريين إليها. ولكننا لا نجد لهم كلامًا في سائر تطبيقات الأصل المشار إليه (كالجهاد وحمل جنسية بلد "دار الكفر"، وحمل المصحف إليه وغير ذلك)، مما قد يعني أننا أمام تعامل (أو ربما تصور) انتقائي يفتقر إلى الاتساق من جهة، ويَقصُر نظره عن دَرْك غياب مفهوم "دار الإسلام" (وهو قَسيم دار الكفر في القسمة نفسها) واستحقاقاته من جهة أخرى؛ خصوصًا أن مثل هذا التنزيل للقسمة التاريخية للعالم يأتي في سياق إشكالية حديثة أفرزتها الدولة القومية، وهي ظاهرة اللجوء التي أغلب اللاجئين فيها -حاليًّا- من المسلمين، وتشكل -اليوم- معضلة أخلاقية وقانونية وسياسية.فمثل هذه الفتاوى تستحق أن تُناقَش من جهتين: تصورها الكلي للقسمة التاريخية، وقدرتها على تقديم تصور أو إسهام فقهي لمعالجة ما ترتب على التحولات التاريخية المشار إليها؛ إذ إن الاكتفاء -فقط- بإسقاط القسمة التاريخية على واقع اللجوء اليوم، ومن ثم تحريم الإقامة فيما يسمى "دار الكفر" لا يجدي نفعًا لا على المستوى المنهجي ولا على المستوى العملي فيما يخص هؤلاء المسلمين اللاجئين الباحثين عن مخرج وقد ضاقت بهم الأرض بما رحبت. باختصار: الحديث عن "دار الكفر" يقتضي الحديث عن واجبات "دار الإسلام" في المقابل؛ إذا كنا سنستصحب هذه القسمة التاريخية اليوم.
الثالث: موقف ما سُمي "فقه الأقليات المسلمة" الذي يُحسب له أنه تجاوز السؤال التقليدي عن حكم الإقامة في "دار الكفر" إلى القول بضرورة الوجود الإسلامي في الغرب، وهو تَجَاوُزٌ ينطلق من تَصَور جديد يتأسس على أمرين: أولهما: عالمية الرسالة الإسلامية وفريضة نشرها، الأمر الذي يَفرض أن يكون هناك وجود إسلامي مؤثر في بلاد الغرب التي لها وزنها في السياسة والهيمنة في عالم اليوم، وثانيهما: جملة من المصالح الشرعية، كالمحافظة على المسلمين في ديار الغرب، ودعم كيانهم المعنوي والروحي، ورعاية من يدخل في الإسلام من هذه الديار؛ خصوصًا أن لدينا تجربة تاريخية إسلامية نشرت الإسلام عن طريق حركة التجارة في آسيا وأفريقيا. ومن هذا الباب -فيما يبدو- خلص الشيخ يوسف القرضاوي -رحمه الله تعالى- إلى أنه "لا مجال للسؤال عن جواز إقامة المسلم في بلد غير مسلم أو في (دار الكفر) كما يسميها الفقهاء"، مما يعني أن هذا الموقف لم يعد يرى للسؤال نفسه أي مشروعية.يبدو هذا الموقف الثالث متقدمًا على سابقيه، ولكنه لم يعالج المسألة معالجة وافية؛ إذ بقي متذبذبا فيما يخص القسمة التي خضعت لها تصوراته؛ فقد شكلت القسمة مستندَه النظري للقول بفقه للأقليات المسلمة كما سبق (بالإضافة إلى صناعة الاستثناءات)، بل إنه اتكأ عليها -أحيانًا- لبناء بعض التعليلات الفقهية لبعض الفتاوى الخاصة بالأقليات، كما في تجويز أخذ القرض بفائدة من البنك التجاري لشراء مسكن؛ بالاستناد إلى أثر قسمة العالم في الأحكام على رأي بعض الفقهاء ممن أجازوا التعامل بالربا في دار الحرب.
قد نكون اليوم بحاجة إلى البحث عن رؤية جديدة للعالم تلائم التحولات الجارية، خاصة في ظل علاقات السياسة والسلطة من جهة، وحركة البشر ومنظومة الحقوق المرتبطة بهم من جهة أخرى
فالواقع أن الانتقال إلى منظومة الدولة القومية والنظام الدولي الحديث جعل من منظومة الخلافة وما تعلق بها (ومنه قسمة العالم) مسألة تاريخية، وإن كان بعض منظري التنظيمات المسلحة قد جعلوا هذه القسمة من المعلوم من الدين بالضرورة.
تقسيم العالم -وإن ورد في بعض الآثار وأخبار السيرة النبوية ودلّ عليه زمان التشريع الإسلاميّ في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ومَن بعده- كان توصيفًا لواقع تاريخي تبعا للحالة السياسية التي كانت سائدة آنذاك، بمعنى أنه لم يكن حكمًا تكليفيا، ولذلك لم نجد أي دليل يأمر به أو يطلب الامتثال له، بل عامة ما ورد فيه هو توصيف لوقائع الحال وهو ما انتهى إليه الشيخ عبد الله الجديع فيما أذكر.
مما يدل على أنه مسألة تاريخية أن الواقع تغير في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- فظهر مفهوم جديد هو "الدار المركبة". فحين سئل عن بلدة "ماردين" هل هي بلد حرب أم بلد سلم؟ أجاب بأنها "دار مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام لكون جندها مسلمين، ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار. بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتَل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه". وإذا ما نظرنا إلى واقع النظام الدولي وجدناه أبلغ أثرا وأكثر تعقيدا من حال الدار المركبة التي عاينها ابن تيمية في زمنه.
قد نكون اليوم بحاجة إلى البحث عن رؤية جديدة للعالم تلائم التحولات الجارية، خاصة في ظل علاقات السياسة والسلطة من جهة، وحركة البشر ومنظومة الحقوق المرتبطة بهم من جهة أخرى (القانون الدولي الإنساني، وقوانين الهجرة واللجوء)؛ خاصة مع تصاعد سطوة الدولة الاستبدادية بحدودها الضاغطة وأنظمتها القامعة.
من ذلك مثلا أنه يمكن استعادة مفهوم "أرض الله" الذي يَرِد في القرآن الكريم أربع مرات (النساء 97، والأعراف 73، وهود 64، والزمر 10)، كما يرد في جملة من الأحاديث النبوية لعل أشهرها قوله صلى الله عليه وسلم عن مكة: "وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ" (رواه أحمد وغيره). و"أرض الله" يكمّله مفهوم "خلفاء الأرض" الذي يرد صريحا مرة واحدة (في سورة النمل، الآية 62) وغير صريح مرتين على الأقل (في سورة الأعراف، الآية 69 والآية 74)، كما يرد بلفظ "خلائف الأرض" أو "خلائف في الأرض" ثلاث مرات (في سورة الأنعام- الآية 165، وسورة يونس- الآية 14، وسورة فاطر- الآية 39).
ووجه التكامل بين التعبيرين (أو المفهومين) أن تعبير "أرض الله" يحدد الملكية الأصلية للأرض، بينما يحدد تعبير "خلفاء الأرض" وظيفة الإنسان على هذه الأرض. فـ"أرض الله" يرد صريحا في قوله تعالى -مثلاً- ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (الأعراف 128)، بينما ينسب الكافرون -في المقابل- الأرضَ لأنفسهم ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ﴾ (إبراهيم، الآية 13)، الأمر الذي يتكرر على لسان الكافرين في القرآن بصيغ متعددة، منها: "أرضنا" و"أرضكم" (في سورة الأعراف- الآية 110، وسورة طه- الآية 57 والآية 63، وسورة القصص- الآية 57، وسورة الشعراء- الآية 35). أما تعبير "خلفاء الأرض" فيوضح أن الإنسان مستخلف في الأرض وليس مالكا لها، والاستخلاف يعني أنه أُوكل إليه مهمة التصرف فيها بمسؤولية وإعمارها، ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ (هود، الآية 61)، ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ (يونس، الآية 14)، وهذا معنى التسخير والتذليل.
تبدو الأرض -في القرآن- ميراثًا مستقبليًّا للصالحين ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ (النور، الآية 55)، ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون﴾ (الأنبياء، الآية 105)، وهذه الرؤية لا تتحقق إلا بالسياحة في الأرض ونشر دعوة الإسلام، لا بالتقوقع داخل حدود جغرافية محددة كما كان الشأن تاريخيا لعوامل مفهومة اقتضتها علاقات السلم والحرب من جهة، والقدرة على الوفاء بالواجبات الدينية (حرية التدين) من جهة أخرى.
هذه السياحة في الأرض تفرضها اليوم عدة أمور منها:
تأمين الضروريات الخمس في ظل حالة الاستضعاف والاضطهاد. نشر الدعوة وحمل الرسالة للعالمين. سد الحاجات والقيام بالواجبات عن طريق التجارة. طلب العلم وغير ذلك مما اقتضه تغيرات العالم اليوم من التواصل. بناء العلاقات والمؤسسات. الإسهام في العالم وحالة التدافع بين الحق والباطل.يحيل مفهوم "أرض الله" -إذن- إلى ثلاثة معانٍ مركزية:
حرية الحركة في أرض الله. العُمران؛ لأن الأرض إرثٌ للصالحين، وهذا إخبارٌ وإنشاءٌ، أي أنه طلبٌ إلى الصالحين بوراثة الأرض جاء بصيغة الإخبار. تثبيتُ معيار الخير العام، كما ورد في الحديث النبوي عن عُرْوَةَ قال: "أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَضَى أن الأرض أَرْضُ الله، والعبادَ عباد الله، ومَن أَحْيَا مَوَاتًا فهو أَحَقُّ به" (رواه أبو داود)، وعن الزُّبَيْرِ بن الْعَوَّامِ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الْأَرْضُ أَرْضُ اللهِ، وَالْعِبَادُ عِبَادُ اللهِ، فَحَيْثُ وَجَدَ أَحَدُكُمْ خَيْرًا فَلْيَتَّقِ اللهَ وَلْيُقِمْ" (رواه الطبراني). الخروج من صناعة الاستثناء الذي قام على فكرة الخصوصيةالأصل الثاني الذي قام عليه "فقه الأقليات المسلمة" -كما سبق- صناعة الاستثناء وتوسيعه ليستقيم بمعزل عن الفقه العام بل وأصوله؛ بناء على أطروحة الخصوصية التي شرحتها في مقال الأسبوع الماضي الذي أوضحت فيه أن التنظيرات لهذا الفقه الخاص لم تفلح في إثبات أصول خاصة تعزله عن الفقه العام، كما أن الانشغال بفكرة "الجماعة المسلمة" في الغرب كاد يهمّش قضايا الأفراد والتدين الفردي. ولذلك سأوضح هنا جملة نقاط توضح أن حال الأقلية لا يختلف عن حال الأكثرية في السياق الحديث، وإن اختلفت بعض التفاصيل التي لا تنهض لإفراد فرع خاص من الفقه، وهي:
النقطة الأولى: الموازنة بين السياسي والقضائي والفرديثمة ثلاثة مستويات هنا يجب الوفاء بها جميعا دون حيف، تشمل الجوانب السياسية والقضائية والفردية.
أولاً: المستوى السياسينجد أننا -مجددًا- أمام نظام الدولة الحديثة المفارق لنظام الخلافة، وعلينا التعامل معه بحيوية نقدية، وهذا سيؤثر على مسائل وأحكام تتصل بهذا التحول، من بينها -كما سبق- مسائل الجهاد والهجرة واللجوء، وغيرها.
ثانيا: المستوى القضائيوهو قَسيم الدياني، والأصل في الشريعة الاحتكام إلى الدياني والضمير الفردي، ولكن عند التنازع يُلجأ إلى القضاء، غير أن القانون في الدولة الحديثة توسعت سلطته، لأنه بات يعبر عن سيادة الدولة نفسها: تشريعا وحاكمية وتنفيذا، وفي مسائل أوسع من مسألة الخصومات فقط، ويدخل فيها كل مسائل التوثيق والإلزام والإجراءات والتقاضي وغيرها، وهذا أحد تحولات الانتقال من منظومة الخلافة إلى منظومة الدولة القومية ذات السيادة، والتشريع وسيادة القانون هما التعبير الأبرز عن هذه السيادة.
وفي رأيي أنه لا بد من تقليص مساحة القانوني قدر الإمكان، وتعظيم علاقات الثقة بين الناس، وتقوية مساحة الضمير الفردي؛ فعلى سبيل المثال يمكن الاحتكام في أحكام الميراث إلى أمانات المكلفين من الورثة وإن كان التشريع القانوني مغايرًا لذلك، مما يعني أن المسألة ترجع إلى ديانات الأفراد من جهة، وإلى الرضا والاختيار فيما بينهم من جهة أخرى على أي وجه كانت قسمة الميراث.
أما على المستوى الفردي -ولعله الأوسع بين المستويات الثلاثة- فيجب على المسلم أن يتعلم ما لا يَسع جهله من ضروريات الدين، وأن يقتصر استفتاؤه للمفتي على حدود المسائل المشكلة فقط. هذا يعني أن عموم المسائل الفردية لا تخرج عن أحد منهجين:
الأول: اجتهاد المكلف في تحقيق المناط، وهنا يجب التمييز بين الحكم والفتوى؛ إذ الفتوى هي تنزيل الحكم العام على واقعة حال أو شخص معين، والمكلف هو أعلم الناس بملابسات حالته؛ فالأصل أنه هو الذي ينزل الحكم على واقعته. الثاني: استفتاء القلب الذي يوجب علينا تنمية الضمير الفردي والحاسة الأخلاقية الفردية لدى الناس؛ حتى تقوم بدور فاعل في الممارسة؛ لأن كثرة الاعتماد على استفتاء في كل صغيرة وكبيرة أضعف هذه الحاسة.في المسائل المركبة، وخاصة في الحقل السياسي والاجتماعي، نلجأ إلى مقياس خير الخيرين وشر الشرين لانعدام الخير الخالص؛ ففي كثير من الأحيان تكون الخيارات المتاحة للفاعل مربكة، ومن ثم يصبح تقليل الشر مصلحة شرعية مطلوبة أيضًا
النقطة الثانية: تجديد منهج النظر إلى الفقه ورفع كفاءة المتفقهةوذلك للوقوف على ثلاثة أمور:
الأول: التحول التاريخي والسياسي الذي طرأ على الفقه في الانتقال من الخلافة إلى الدولة (ومن ثم هناك تقاطعات بين الشرق والغرب في فكرة نظام الدولة نفسه). الثاني: التعددية الفقهية التي انطوى عليها الفقه نفسه (الحد الأدنى ما ثبت فيه الإجماع وكان من مسائل التشريع). الثالث: مدارك الأحكام؛ فالأحكام معقلنة ولها مدارك وليست مقولات تعبدية لا يُعقل معناها، كما تبدو مع بعض مفتي اليوم، وغالب الفقه معلل، وهذا يؤدي إلى مرونة وسعة في الفهم والقبول من جهة، وانفتاح على تحولات السياق من جهة ثانية، ودقة في التنزيل على الوقائع المتغيرة دون جمود على المنصوص في كتب الفقه من جهة ثالثة. النقطة الثالثة: التمييز بين التشريعي وغير التشريعيميز الأصوليون في أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم بين خمسة أنواع رئيسة هي:
ما فعله لامتثال أمر الله كما في "إذا قمتم إلى الصلاة". ما فعله لبيان الأمر الإلهي المجمل كما في "صلوا كما رأيتموني أصلي"، و"خذوا عني مناسككم". ما فعله جِبِلَّةً كالقيام والقعود والحركة والأكل والشرب، وإن كانت مواظبته على فعل على هيئة معينة قد تُخرج الفعل من الجبلي إلى التشريعي، وفي هذا خلاف بين الأصوليين. كما في الجلوس بين الخطبتين الذي عده الشافعية واجبًا، وكما في الاضطجاع بعد سنة الفجر الذي عده الشافعية مندوبًا، وكما في الذهاب من طريق والعودة من طريق آخر في صلاة العيد الذي وقع في حكمه الخلاف بين الفقهاء. الفعل الخاص به صلى الله عليه وسلم ككقيام الليل الذي كان واجبًا في حقه، والزيادة على أربع زوجات التي أبيحت له خاصة. الفعل المجرد أي ما فعله ابتداء ولم يكن واحدا من الأقسام الأربعة السابقة، كلبس النعلين في الصلاة كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، وسائر أفعاله الدنيوية وهو ما وقع في حكمه خلاف عريض بين الأصوليين.محل الكلام هنا، أنه إذا وقع هذا التمييز في فعل النبي نفسه صلى الله عليه وسلم، فكيف بعمل المسلمين التاريخي؟ ولذلك وجب التمييز هنا بين الإسلام المعياري الذي يعبر عنه النص المرجعي، والإسلام التاريخي الذي يدخل فيه التجربة الإسلامية التاريخية والفهوم المتعلقة بالمعارف الزمنية. ففي الإسلام التاريخي يجب أن نلتفت إلى أهمية أربعة أمور:
الأمر الأول: التمييز بين الأبعاد التشريعية والأبعاد الثقافية التي باتت اليوم أكثر تركيبًا وإن كان يجمعها تعبير "غير التشريعي"، فكثير من الحديث عن الهوية يختلط فيه الثقافي وعادات البلد الأصلي الذي جاء منه المهاجرون ممن صاروا يصنفون ضمن "الأقليات المسلمة"، كما أن الأعراف والفهوم والتجارب البشرية متغيرة ومنطبعة بالمكان والزمان، ولذلك يجب أن نطور البحث في معايير هذا التمييز؛ خصوصًا أنه جرى تضخيم التشريعي لدى طائفتين: السلفية والإخوان المسلمين، فالأولون ضخموا الواجبات العقدية والفقهية، والأخيرون اخترعوا واجبات دينية سياسية جديدة (كالقول بوجوب الانتخاب ونحوه).لعل مما له دلالة هنا في هذا التمييز بين التشريعي وغيره قول الإمام القرافي -رحمه الله- "إذا جاءك رجل من غير أهل إقليمك يستفتيك لا تُجرِهِ على عُرف بلدك، واسأله عن عُرف بلده وأَجْرِه عليه وأَفْتِه به دون عُرف بلدِك والمُقَرَّرِ في كتبك، فهذا هو الحق الواضح"، وقول الإمام ابن قيم الجوزية -رحمه الله-: "من أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم فقد ضلَّ وأضلَّ"، وقول ابن عابدين -رحمه الله تعالى: "المسائل الفقهية إما أن تكون ثابتة بصريح اللفظ، وإما أن تكون ثابتة بضرب اجتهاد ورأي، وكثير منها ما يبنيه المجتهد على ما كان في عرف زمانه، بحيث لو كان في زمان العرف الحادث لقال بخلاف ما قاله أولا.
ولهذا قالوا في شروط الاجتهاد: إنه لا بد فيه من معرفة عادات الناس؛ فكثير من الأحكام تختلف باختلاف الزمان لتغير عُرف أهله، أو لحدوث ضرورة أو فساد أهل الزمان بحيث لو بقي الحكم على ما كان عليه أولاً للزم عنه المشقة والضرر بالناس، ولخالف قواعد الشريعة المبنية على التخفيف والتيسير ودفع الضرر والفساد؛ لبقاء العالَم على أتم نظام وأحسن إحكام"، ويمكن أن نضرب أمثلة عديدة على هذا مما بات مسائل عامة تشترك فيها الأقلية والأكثرية، كالوشم والنمص، وضرب الزوجة وضرب الصبيان تأديبًا، وغير ذلك مما يتصل تقويمه بأعراف اجتماعية وثقافية ويظنه بعض المفتين اليوم مسائل تشريعية ثابتة (ناقشت النمص وضرب المرأة في مقالات سابقة على موقع الجزيرة نت).
الأمر الثاني: الإفادة من علوم السياق، أي العلوم الاجتماعية والإنسانية في تصويب الأفهام وضبط المصالح والمفاسد، ووزنها بعيدًا عن التقديرات الاعتباطية أو الظنية (كعلوم السياسة والاقتصاد والفلسفة والاجتماع والنفس)؛ فإن لها أثرًا مهمًّا في فهم الواقع وتقدير المصالح والمفاسد؛ حتى يتسنى للمفتي تنزيل الأحكام عليه. الأمر الثالث: أن تعقيدات الزمن الحاضر لم يعد يندرج بعض أو كثير منها ضمن ثنائية الصح والخطأ التي تتسم بالوضوح الشديد، ومن ثم بات كثير من إشكالات اليوم يتصل بالحقول متعددة التخصصات ويتطلب اجتهادًا جماعيًّا أو رؤية مركبة متعددة التخصصات (غالب المعضلات الأخلاقية متعدد التخصصات، كإشكاليات الهجرة واللجوء، والتعديلات الجينية، وحكم سب الرسول صلى الله عليه وسلم، وغيرها).وفي مثل هذه المسائل المركبة، وخاصة في الحقل السياسي والاجتماعي، نلجأ إلى مقياس خير الخيرين وشر الشرين لانعدام الخير الخالص؛ ففي كثير من الأحيان تكون الخيارات المتاحة للفاعل مربكة، ومن ثم يصبح تقليل الشر مصلحة شرعية مطلوبة أيضًا، ويصبح التقويم بسبب عموم البلوى مختلفا، وربما سقط الأمر والنهي بفضل عدم توفر شرطي إمكان العلم والعمل كما قال ابن تيمية رحمه الله، ويصبح التدرج في تبليغ الأحكام مسألة مهمة كذلك، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في زمنه.
الأمر الرابع: البحث -دومًا- عن القيم الكلية المشتركة، وتسكين مسائلنا المعاصرة (وليس فقط الأقليات) ضمنها، مع بيان الفوارق وعقلنتها؛ فعلى سبيل المثال المثلية الجنسية تمت شرعنتها بإدراجها ضمن قيمة أعم هي حماية المستضعفين (vulnerable people)، فنحن نتفق على القيمة الكبرى ولكننا نختلف حول ما يصح إدراجه فيها وما لا يصح، وما المعايير التي يُحتكم إليها في ذلك؟ والله أعلم. aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الدولة القومیة منظومة الدولة فی الأرض أرض الله ال أ ر ض فی سورة وإن کان خاصة فی یعنی أن کثیر من ما فعله کما فی الذی ی ض الله
إقرأ أيضاً:
اليمنيون يحيون ذكرى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام
العاصمة صنعاء:
شهدت العاصمة صنعاء اليوم، مسيرة جماهيرية كبرى في شارع المطار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام (عاشوراء) تحت شعار "هيهات منا الذلة".
وأكدت الحشود أن إحياء الشعب اليمني لهذه الذكرى الأليمة والفاجعة الكبرى في تاريخ الأمة، هو من منطلق انتمائه وهوية الإيمانية، وولائه الراسخ للرسول صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وسلم وآل بيته الأطهار.
وجددت العهد والولاء لسبط رسول الله الإمام الحسين عليه السلام، والتمسك بالقيم والمبادئ التي ضحَّى من أجلها، واستلهام الدروس والعبر من مواقفه وشجاعته وتضحياته في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار أمريكا وإسرائيل.
وأكدت أن موقف اليمن في مساندة ونصرة الأشقاء في غزة وفلسطين يمثل امتداداً لنهج الإمام الحسين عليه السلام، والقيم والمبادئ التي ضحى من أجلها في سبيل نصرة الدين والمظلومين والمستضعفين ورفض الذل والخضوع لأعداء الأمة.
وجددت الحشود التأكيد على أن الإمام الحسين عليه السلام يمثل رمزا عظيما من رموز الإسلام ولا يخص مذهبًا ولا طائفة، وأن ذكرى عاشوراء تمثل ثورة في وجه الطغاة والمستكبرين.
ورددت بهتاف البراءة من أعداء الله، وشعار الحسين "هيهات منا الذلة" وهتفت بعبارات (عاشوراء يوم الأحرار.. زلزل عروش الفجار)، (صرختنا كل الأوقات.. هيهات الذلة هيهات)، (غزة كربلاء العصر.. مظلومية معها النصر)، (في غزة أو كربلاء.. نفس العزة والإباء)، (من نصروا ابن رسول الله.. ما خذلوا غزة والله).
كما هتفت (الحسين في كل زمان.. ثورة في وجه الطغيان)، (ما وقف الحسين وقام.. إلا ليصون الإسلام)، (في غزة أو كربلاء.. يتجلى صدق الولاء)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد).
وأكدت الجماهير المحتشدة أن الأشقاء في غزة وفلسطين يعيشون كربلاء العصر كما عاشها الإمام الحسين عليه السلام.. مؤكدة مواصلة التعبئة العامة والتحشيد ورفع الجهوزية لمواجهة أي تصعيد أو عدوان صهيوني.
كما جددت التأييد والتفويض لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في اتخاذ الخيارات المناسبة لردع العدوان ونصرة الشعب الفلسطيني.. مؤكدة ثبات موقف اليمن في دعم ومساندة غزة حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن القطاع.
وفي المسيرة، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن احياء هذه المناسبة العظيمة ليس من باب إحياء الطائفية أو المذهبية أو العنصرية أو المناطقية كما يحلو للبعض أن يسميها، وإنما إحياء ركن من أركان الدين ومنهجاً وضعه الله تعالى كأساس لاستقامة هذا الدين وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشار إلى أن الإمام الحسين أراد بنهضته أن يكسر حاجز الخوف وأن يبدد حالة الخنوع الذي أصاب الأمة، وأن يحيي ما أسسه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كمبدأ إسلامي ومفهوم ايماني أصيل وهو شرعية الخروج على الظالم ومواجهة السلطان الجائر، بعد أن عمل النظام الأموي طيلة عقدين من الزمن على ترويج دعوى حرمة الخروج عن النظام الحاكم ولو كان ظالمًا أو مفسدًا أو متجبرًا ومتغطرسًا، وسخر له مأجورين من علماء السوء وغيرهم.
وأوضح مفتي الديار اليمنية، أن هذه الثقافة الخطيرة لن يكن من الممكن نسفها ولا تغييرها، لو لم يتصدى لها رجالا بحجم الإمام الحسين عليه السلام، ولو لم تكن تلك التضحية بحجم التضحية التي ضحها الإمام الحسين.
وذكر أن الإمام الحسين عليه السلام، بين سبب خروجه بعد أن رأى الظلم والمنكرات، وبعد أن رأى التغير والتحول في أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بعد تلك التضحيات الجسيمة التي بذلها رسول الله، وأهل البيت عليهم السلام، وصحابة النبي النجباء رضوان الله عليهم، من أجل هذا الدين.
ولفت إلى أن الإمام الحسين نهج منهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو الذي أمر الله تعالى به رسله وسائر المؤمنين، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. مشيرا إلى أن الإمام الحسين بين سبب خروجه حين خطب في الناس "أني سمعت جدي رسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل بين الناس بالإثم والعدوان ثم لا يغير عليه بفعل ولا قول إلا كان حقا على الله أن يدخله مدخله".
وأوضح أن هذا الحديث يؤكده قول الحق سبحانه وتعالى "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ".. مشيرا إلى أن الخروج على السلطان الجائر، لم يقيد بزمان ولا بمكان ولا بشخصية معينة، بل إن الأمر منوط بمدى وجود المنكر.
ولفت العلامة شرف الدين إلى أن الإمام الحسين، رأى أن من واجبه أن يتحرك ولو كان في ذلك ذهاب روحه ما دام في سبيل الله وإعلاء كلمته.
وقال" هذا المفهوم الذي خرج من أجله الحسين وقد طعن في حق الحسين وأسيء فهمه وشكك في مبدأ الحسين كما شكك اليوم في مبدأ محور المقاومة وأحرار هذه الأمة، فقيل في طوفان الأقصى إنه كان مغامرة، وقيل في حرب حزب الله مع إسرائيل أنها مغامرة، وقيل فيما نقوم به من مواجهة أمريكا وإسرائيل أنه مغامرة وانتحار".
وأضاف "هذا هو الفارق بين مفهوم أئمة أهل البيت عليهم السلام وأحرار هذه الأمة، وبين مفهوم من يريد هذه الحياة، فحاولوا أن يطوعوا القرآن على حسب أهواهم".. مؤكداً أن الجهاد لن يكون أبدا إلقاء بالنفس إلى التهلكة.
وأوضح أن " هناك اليوم مدرسة تدعوا إلى السكوت والخنوع والتسليم للأمر الواقع والخضوع لشروط أمريكا وإسرائيل، وهذا الأمر الذي اليوم يخير به المسلمون كما خير الإمام الحسين عليه السلام آنذاك وقال قولته المشهورة (أما إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة)".
وتابع "يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وأنوف حمية ونفوس آبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، هذه المدرسة العظيمة هي التي اخرجت هؤلاء الرجال الذين يواجهون اليوم الطغاة والمجرمين أمريكا وإسرائيل وأعوانهم، بينما المدرسة الأخرى ما زالت منذ ذلك الحين إلى يومنا تدعو إلى الخضوع والذلة وحرف الناس عن مسار الله سبحانه وتعالى".
وقال العلامة شمس الدين شرف الدين "نحمد الله أن كنا من أهل مدرسة الجهاد والاستشهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإعلاء كلمة الله، أما المثبطون فلا عزاء لهم".
وأكد أن أمريكا وإسرائيل ومن ورائهم لا يمكن أن يثنوا الشعب اليمني عن مساره وصموده وثباته في مناصرة الأشقاء في غزة.. مبينا أن كرباء اليوم موجودة في غزة، ومن ينصر غزة اليوم هو ينصر الإمام الحسين، ومن يرفع منار وشعار هذا الدين ويعلي كلمة الحق، ومن هو مع غزة هو الصادق والمؤمن والمجاهد.
وأكد أن المعية ليست معية مكان ولا زمان وإنما هي معية منهج ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، الحسين سبط من الأسباط".. موضحاً أن هذا الحديث يبين صوابية مشروع الإمام الحسين عليه السلام، وصوابية مشروع كل من خرج ضد الطغاة والمجرمين.
وقال" ما نراه اليوم من الانحلال والانفلات والفسق والفجور من ولاة الظلم والفجور في الأمة، يدل بشكل واضح على مدى انحرافها عن مسار نبيها، وأنها بحاجة إلى أن تصحح مسارها وأن تعود إلى رشدها، وأن تتبرأ من الطغاة والمجرمين، وتنهج نهج الصالحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر".
محافظة صعدة:
شهدت محافظة صعدة اليوم خروج 18 مسيرة حاشدة في مركز المحافظة والمديريات إحياءً ليوم عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام .
وخلال المسيرة المركزية بمدينة صعدة التي تقدمتها قيادة المحافظة والعلماء وشخصيات اجتماعية رفع المشاركون شعارات البراءة من أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل ولافتات الثورة الحسينية المباركة.
وأكدوا أن الشعب اليمني يتطلع إلى الأمام الحسين عليه السلام من موقع القدوة والأسوة والقيادة والهداية، وهو يحيي هذه الذكرى من ميدان المواجهة مع أعداء الأمة يقدم الشهداء والتضحيات على درب الإمام الحسين في مواجهة الطواغيت والمستكبرين.
وأشارت كلمة الفعالية التي ألقاها قائد قوات التعبئة بالمحافظة علي الظاهري إلى أن إحياء الشعب اليمني العزيز لهذه الذكرى الأليمة والفاجعة الكبرى في تاريخ الأمة، هو من منطلق انتمائه الإيماني، ومواساةً لرسول الله، وتعبيراً عن الولاء الإيماني الراسخ للرسول ولعترته الأطهار، وإعلانًا عن تمسكه بالإسلام العظيم.
ولفت إلى أن الإمام الحسين في نهضته المباركة هو الامتداد الأصيل للإسلام من موقع القدوة والأسوة والهداية والقيادة.
وقال "إن تطابق الواقع والحال بين كربلاء الأمس مع الإمام الحسين وكربلاء العصر في غزة اليوم فكما قتل الإمام الحسين وأصحابه وحوصروا وجوعوا وعطشوا وعاشوا التخاذل من أبناء الأمة بل والتواطؤ مع المجرم والمستكبر، فأبناء غزة يعيشون نفس التفاصيل والمأساة يقتلون بافتك الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية ويحاصرون ويخذلون من أبناء امتهم الذين يدعمون العدو ويتواطؤون معه.
وأضاف الظاهري : "إن نهضة الإمام الحسين امتدت مساراً قائما في واقع الأمة، ورايةً مرفوعةً للإسلام، ونهجا قرآنيا محمديا،ً ونورا للأجيال، بالرغم من كثافة الظلمات التي أطبقت على واقع الأمة الإسلامية من قِبل سلاطين الجور وعلماء السوء، إلا أن الله رعى وبارك تلك الجهود والتضحيات التي قدمها عترة النبي وأخيار الأمة والصالحون.
ولفت إلى أن موقف الشعب اليمني اليوم هو موقف الإمام الحسين في الخروج على الظالمين وجهادهم ومواجهة طغيانهم ، والإمام الحسين يمثل القدوة في عدم خضوع الأمة للفاسقين الفاجرين الذين يسعون إلى أن يفسدوا الأمة ويظلموها ويذلوها، وينحرفوا بها عن قيمها وأخلاقها.
وأكد قائد قوات التعبئة العامة أن الشعب اليمني العزيز يمن الإيمان والحكمة يحيي هذه الذكرى كما العام الماضي من ميدان الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو يلبي النداء، ويُقدم الشهداء، ويحمل الراية، ويتميز بحضوره المليوني في الساحات، ومرابطته في الجبهات، وعطائه في سبيل الله، وإيثاره على نفسه أسوةً بالأوائل من الأنصار، ويتحرك الشعب ثابتا ومستعيناً بالله تعالى رغم العدوان والحصار، والهجمة الإعلامية الهائلة.
وجدد التأكيد للشعب الفلسطيني وللعالم أن الشعب اليمني لن يألوا جهداً في مناصرة المجاهدين في فلسطين، ولن يتراجع أبداً عن الموقف الإيماني والمبدئي والإنساني والأخلاقي في التمسك بالقضية الفلسطينية شعبا وأرضا ومقدسات، وفي العداء لأعداء الله تعالى مِن اليهود الصهاينة وأعوانهم.
محافظة الحديدة:
شهدت محافظة الحديدة، اليوم، حشوداً جماهيرية غير مسبوقة في مسيرات احتضنتها 23 ساحة بمديريات المدينة والمربعات الشمالية والشرقية والجنوبية، إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، تحت شعار "هيهات منا الذلة"، في مشهد عبّر عن عمق الارتباط الشعبي بنهج كربلاء ومواقفها الراسخة في وجه الظلم والطغيان.
امتدت الساحات الجماهيرية من شارع الميناء بمدينة الحديدة، إلى كافة المديريات، حيث احتشدت الجماهير في: ساحات المنصورية، بيت الفقيه، الدريهمي، الحسينية، زبيد، التحيتا، الجراحي، جبل رأس، القناوص، اللحية، الزيدية، المنيرة، الزهرة، الضحي، المغلاف، كمران، الصليف، المراوعة، السخنة، الحجيلة، باجل، وبرع.
تقدم الحشود في الساحة المركزية بشارع الميناء بالمدينة المحافظ عبدالله عطيفي، ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ووكلاء المحافظة وعدد من أعضاء السلطة المحلية، وقيادات تنفيذية، وشخصيات علمائية واجتماعية وثقافية، توافدت من مختلف المديريات للمشاركة في هذا الحدث الإيماني الثوري.
ازدانت المسيرات التي شارك فيها عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ووكلاء المربعات، بالشعارات واللافتات والرايات المعبرة عن مظلومية الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام، إلى جانب العلمين الوطني والفلسطيني، في تأكيد شعبي على تلازم الموقف الحسيني مع معركة الأمة الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وفي كل مسيرة، من ساحات الاحتشاد، علت الأصوات بنداء كربلاء، مجددة النبض الثوري في وعي الأمة، ومنبهة إلى مكامن الغفلة التي صنعت الكارثة، فقد أدرك اليمنيون أن تفريط الأمة بالحسين كان سقوطاً في امتحان الولاء والوعي، وأن نتائجه المروعة ما زالت ماثلة، تتجلى اليوم أمام جراح فلسطين التي تواجه العدو ذاته والصمت نفسه.
وعبر المشاركون في المسيرات عن ارتباطهم المتجذر بقضية الإمام الحسين عليه السلام، بوصفها قضية أمة تستلهم منها المواقف، وتبنى عليها الرؤى، ويستحضر فيها الحق في أوضح صوره، والثبات في أشد ميادينه، والولاء في أصفى معانيه.
وأكدوا أن ذكرى عاشوراء مسار ووعي مستمر، تستلهم منه الشعوب أدوات النهوض، وتؤسس عليها مفاهيم الحرية والعدالة، وتستمد منها الجرأة على قول الحق ومواجهة الجائرين.
وأشاروا إلى أن الشعب اليمني، وهو يُحيي هذه الذكرى من قلب معاناته، يُعيد قراءة كربلاء من بوابة فلسطين، ويرى في دم الحسين وهجا للمقاومة، وفي سيفه طريقا للعزة، وفي صبره نواة لصناعة أمة حية لا تنكسر.
وأوضح المشاركون أن عاشوراء جسدت أعظم امتحان للولاء، حين سقطت الأمة وارتفعت راية يزيد، واليوم يتكرر المشهد في غزة، حيث يُذبح الأطفال كما ذُبح الحسين، وتُهدم البيوت كما هُدمت خيام آل البيت، والحق ما زال يستصرخ الضمائر.
وأشادوا، باستمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية لنصرة غزة الجريحة، واعتبروها امتداداً طبيعياً لنهج الحسين في مواجهة الطغاة ونصرة المستضعفين، وتجسيداً عملياً لروح عاشوراء التي لا تنكفئ أمام الجبروت ولا تساوم على الحق، بل تبادر إلى ميدان المواجهة دفاعاً عن الكرامة والهوية.
وأكد المشاركون أن الموقف العسكري اليمني تجاه العدوان على فلسطين يمثل الرد الصادق على كل من أراد إذلال غزة وتجريدها من عمقها العربي والإسلامي، ويعبر عن وعي شعب لم يتخلّ يوماً عن قضايا أمته، بل جعل منها بوصلته السياسية والعقائدية في كل معركة وموقف.
كما أشادوا بموقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن بوضوح أن اليمن في مقدمة الصفوف، وأن عاشوراء تتجلى اليوم في غزة، وأن على الأمة أن تنهض كما نهض الحسين، أو تستعد لدفع الثمن ذاته الذي دفعته كربلاء.
وثمنوا المواقف الشعبية في اليمن وسائر محور المقاومة، التي تواصل حراكها السياسي والجماهيري والعسكري، في مشهد يكشف أن مدرسة الحسين ما تزال تنجب الثوار، وتصنع المقاومين، وتغرس بذور الحرية في وجه الظلم.
وتناولت الكلمات التي ألقيت في المسيرات، مناقب الإمام الحسين، مستعرضة الأبعاد التربوية والسياسية والاجتماعية لواقعة كربلاء، وربطتها بواقع الأمة المعاصر، في ظل تصاعد العدوان على الشعوب الحرة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى حجم الجراح التي خلفها انحراف الأمة عن نهج أهل البيت، وكيف أن خذلان الحسين لا يزال يتكرر في كل خذلان للحق، وفي كل تبرير للطغيان، وفي كل صمت أمام دماء تراق في فلسطين واليمن وسائر بلاد الأمة.
ونوهت الكلمات الى أن عاشوراء ليست ماضياً يُروى، بل مشروعا يُستكمل، وأن كل من سار على درب الحسين هو وريث لموقفه، وجزء من معركته، وخادم لقضيته، ومنصة نضال ضد كل يزيدٍ جديد.
وأكدت أن اليمنيين، من جبال صعدة إلى سواحل الحديدة، يتصدرون مشهد الوعي الثوري في الأمة، ويعيدون تعريف الكرامة من بوابة الحسين، ويجددون البيعة بدماء الشهداء، وبصمود رجال الجبهات، وبصوت الأطفال في وجه الحصار.
ولفتت الكلمات إلى أن كربلاء ليست رواية بكائية، بل مشهد ثوري شامل، فيه المعركة بين النور والظلام، بين الصدق والنفاق، بين أمة تتبع الأنبياء، وأخرى تتبع السلاطين، والحسين هو المعلم الأول لطريق النصر رغم قلة الناصرين.
ولفتت إلى أن خروج اليمنيين اليوم يجسّد انتماءهم الصادق لمعسكر الحسين، ويحمل رسالة واضحة بأنهم يعبّرون عن قضيته بالمواقف الشجاعة، ويخلّدون ذكراه بالفعل والسيف، ويجعلون من الشعارات منطلقاً للتحرك العملي في ميادين العزة وساحات الكرامة لمناهضة ثالوث الشر الأمريكي الصهيوني البريطاني.
وأكدت الكلمات أن اليمن يخط مساره بعين على الحسين، وأخرى على القدس، وأن الارتباط العقائدي بقضية فلسطين ليس شعارا، بل ميثاقا وثقافة وجزءا من الهوية الوطنية والدينية والإنسانية.
واعتبرت أن سقوط كربلاء لم يكن في عاشوراء فقط، بل بدأ حين صمتت الأمة، وتفرّقت، ومالت إلى الدنيا، وأن الأسباب ذاتها هي التي تنتج الكوارث اليوم، والمواقف نفسها هي التي تعيد للأمة شرفها وثقلها ومكانتها.
وجددت جماهير الحديدة العهد بالسير على درب كربلاء، تأكيداً على أن النهج الحسيني ما يزال نابضاً في وجدان الأمة، وأن اليمن، وهو يحيي عاشوراء، يرفع راية الموقف الأصيل في وجه الغزاة، ويصطف بثقة إلى جانب فلسطين في معركتها الكبرى ضد الاستكبار والاحتلال.
محافظة إب :
أقيمت بمدينة إب اليوم، فعالية مركزية لمديريات ( الظهار- المشنة- ريف إب - حبيش - القفر- المخادر) بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
وفي الفعالية أكد المحافظ عبدالواحد صلاح ، أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام مهدت الطريق للوقوف في مواجهة طغاة العصر بقيادة أمريكا وإسرائيل .
وأشار الى أن مظلومية كربلاء هي ذاتها مظلومية قطاع غزة الذي يزف يوميا عشرات الشهداء على طريق التحرير والاستقلال والعزة والحرية والكرامة الإنسانية.
وأكد المحافظ تمسك اليمنيين بهويته الايمانية، والسير على درب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإمام الحسين عليه السلام في نصرة الشعب الفلسطيني، وقضايا الأمة العادلة.
وجدد التأكيد على وقوف أبناء إب الى جانب القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، في مواصلة دعم واسناد الشعب الفلسطيني المظلوم حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وفي الفعالية التي حضرها مسئول التعبئة العامة بالمحافظة القاضي عبدالفتاح غلاب، ورئيس جامعة إب الدكتور نصر الحجيلي، ونائبه الدكتور أحمد أبو لحوم، وعدد من وكلاء المحافظة والقيادات المحلية والتنفيذية والتعبوية والأكاديمية والمجتمعية .. أوضح عضو رابطة علماء اليمن الشيخ مقبل الكدهي، أن فاجعة كربلاء لم تكن وليدة يومها، بل كانت نتيجة لانحراف سابق حدث في مسيرة الأمة .
وتطرق الى المراحل الصعبة التي مر بها الإسلام قبل هذه الواقعة الأليمة ودور بني أمية في حرف مسار الأمة عن مسارها الصحيح.
وأشار إلى إجماع علماء وأئمة المذاهب الاسلامية وأهل السنة والجماعة، على مظلومية الإمام الحسين عليه السلام وأنه كان في موقف الحق ، وأن يزيد بن معاوية كان في موقف الكفر والفسوق والباطل.
وأكد أن الإمام الحسين سيظل قدوة حسنة لكل أحرار العالم وليس لمذهب أو فئة أو طائفة بعينها.. معتبرا ذكرى يوم عاشوراء، يوما للبطولة والتضحية والشجاعة ومنطلقا لمواجهة الطغاة والمستكبرين وفقا للمنهج القرآني.
من جهته تطرق مدير إدارة المساجد بقطاع الإرشاد بالمحافظة الدكتور محمد مرشد، إلى موجهات إحياء هذه المناسبات الدينية لتعزيز الارتباط بالهوية الإيمانية وتصحيح الثقافات المغلوطة ومنها ثقافة وجوب طاعة الظالمين، وتدجين الأمة للسكوت والحياد والانتماء الشكلي للإسلام.
وأكد أن الحديث عن أعلام الهدى من آل بيت رسول الله عليهم السلام ، هو حديث عن الحق والباطل، والإسلام والكفر، كونهم من الثقلين الذين يجب التمسك بهم، والسير على منهجهم القرآني.
إلى ذلك نظم أبناء مديريات المربع الغربي ( العدين- مذيخرة -الفرع- والحزم) فعالية جماهيرية حاشدة إحياء ليوم عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
كما نظم أبناء مديريات المربع الجنوبي ( ذي السفال -السياني) فعالية مماثلة بمدينة القاعدة إحياء لهذه الذكرى الأليمة .
كما أحيت مديريات يريم و الرضمة السدة والنادرة بفعاليتين خطابيتين في ذكرى يوم عاشوراء.
واستعرضت كلمات ألقيت بالمناسبة مأساة كربلاء وشجاعة الإمام الحسين عليه السلام وثورته في مقارعة الظلم والفساد وإعادة مسار اﻷمة إلى الطريق الصحيح.
واعتبرت أن مظلومية الإمام الحسين لا تختلف عن مظلومية الشعبين اليمني والفلسطيني اللذان يتعرضا لعدوان غاشم وحصار جائر .. مؤكدة أن السير على نهج الإمام الحسين كفيل بتحقيق النصر على العدوان مهما بلغت ضراوته وهمجيته وغطرسته.
وتطرقت الكلمات إلى دلالات يوم عاشوراء وما مثلته من فاجعة في تاريخ الأمة..مبينه أن ثورة الإمام الحسين أحيت القيم والمبادئ واليقظة في نفوس الأمة.
ولفتت إلى أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين محطة مهمة لاستلهام الدروس والعبر من سيرته وتضحياته في سبيل الحق ونصرة المظلومين.
وأوضحت أن الشعب اليمني يسير اليوم على نهج اﻹمام الحسين بتصديه للمشروع الذي يستهدف حرف الامة عن مسارها الصحيح.
تخلل الفعاليات قصائد شعرية وموشحات دينية معبرة.
محافظة البيضاء:
نظم أبناء مديرية السوادية بمحافظة البيضاء اليوم فعالية خطابية بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام .
وفي الفعالية أكد وكيل المحافظة علي شيخ أهمية إحياء ذكرى عاشوراء للتعرف على مظلومية الإمام الحسين واستلهام الدروس والعِبر من هذه الذكرى الأليمة .
وأشار إلى أن إحياء هذه الذكرى يأتي في إطار تعزيز الهوية الإيمانية للشعب اليمني في مواجهة الطغاة والذين يتمثلون اليوم في أمريكا وإسرائيل .
واعتبر هذه الذكرى محطة للتزود بقيم الصبر والثبات على الحق ومواجهة الباطل ورفض الذل والخضوع لأعداء الأمة وتعزيز صمودها في وجه قوى الشر العالمي .
وتطرق وكيل المحافظة إلى ما يتعرض له أبناء غزة من إبادة جماعية ومؤامرة لتشريدهم من وطنهم.. لافتا إلى أن العدو الصهيوني ومن خلفه من قوى الشر العالمي فشلت أمام صمود أبناء فلسطين والمقاومة الباسلة.
وفي الفعالية التي حضرها مدير مديرية السوادية ياسر السوادي وقيادات محلية وتنفيذية ألقيت كلمات استعرضت جانبا من أحداث عاشوراء والفاجعة والمظلومية التي تعرض لها الإمام الحسين عليه السلام والتي لا تختلف عن مظلومية أبناء غزة.
وتطرقت إلى دلالات الوقائع التاريخية والمنطلقات الثورية لخروج الإمام الحسين ودوره في مقارعة الطغاة والمستكبرين .
كما نظمت السلطة المحلية والتعبئة العامة بمحافظة البيضاء اليوم فعالية خطابية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام تحت شعار "هيهات منا الذلة".
وفي الفعالية التي حضرها وكيلا المحافظة محمد الحميقاني وعبدربه العامري، اعتبر وكيل المحافظة لشؤون الوحدات الادارية عبدالله الجمالي، ذكرى عاشوراء فاجعة ومأساة في تاريخ الإسلام.
وتطرق إلى أسباب ثورة الحسين عليه السلام في مواجهة طاغية بني أمية للحفاظ على قيم ومبادئ وأخلاق دين جده واعادة مساره إلى الطريق القويم.
وأشار الوكيل الجمالي الى دلالات ثورة سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحبيب قلبه التي أصبحت قبلة لأحرار العالم في مواجهة الظلم ونصرة المظلومين والمستضعفين ورفع راية الإسلام والمسلمين.
وأكد أهمية استلهام الدروس والعبر من تضحيات الإمام الحسين وتأكيد الارتباط بالشجرة الطيبة الطاهرة المثمرة وتعزيز عوامل الصمود والثبات في مواجهة طغاة وجلاوزة هذا العصر.
فيما تطرق عضو رابطة علماء اليمن بالمحافظة محمد السقاف، إلى دلالات إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في تجديد السير على نهجه والاقتداء بسيرته وفضائله وشخصيته وزهده وشجاعته وتضحيته في مقارعة الطغاة.
واعتبر الذكرى محطة إيمانية لتعزيز الثبات والصمود والارتباط بسبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الحسين عليه السلام والسير على الخط الحسيني في مواجهة قوى الاستكبار العالمي " أمريكا وإسرائيل".
كما القيت كلمات أشارت إلى أن الفاجعة التي حلت بالمسلمين باستشهاد الإمام الحسين عليه السلام، كانت نتيجة الانحراف عن المسار الصحيح والطريق القويم.
وأوضحت أن شعار قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي واحفاد الأنصار اليوم في مواجهة أمريكا وإسرائيل وحلفائهم "هيهات منا الذلة"، هو نفس الشعار الذي خرج به الإمام الحسين عليه السلام في مواجهة طغاة ذلك العصر.
تخللت الفعالية التي حضرها مدير مديرية مدينة البيضاء أحمد أبوبكر وقيادات السلطة المحلية والتنفيذية والتعبئة والأمنية والعسكرية وشخصيات اجتماعية، قصيدة للشاعر أبو كربلاء الفقير وفقرات واناشيد لطلاب مدرسة أبي ذر الغفاري عبرت عن المناسبة.
محافظة تعز:
نُظمّت بمديريات محافظة تعز اليوم، فعاليات خطابية بذكرى عاشوراء - استشهاد الحسين بن علي عليهما السلام.
وشهدت مديريتا التعزية وصالة بساحة الرسول الأعظم - مفرق ماوية بمركز المحافظة حشودًا جماهيرية، بمشاركة قيادات محلية وتربوية وعسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية.
كما نُظمّت بمديريات مقبنة، جبل حبشي، الساحل الغربي"، في ساحة المدينة السكنية بالبرح في مقبنة، ومديريات "خدير، صبر الموادم، سامع، الصلو، المسراخ"، في الشارع العام مقابل مدرسة التوفيق غراب بخدير، فعاليات بهذه المناسبة.
وشهدت ساحة مديرية شرعب السلام بجوار المجمع الحكومي وشرعب الرونة في مركز المديرية بساحة مدرسة مصعب ومديرية ماوية في ساحة جبالة، وحيفان، حشودًا شعبية وجماهيرية، بمشاركة عدد من أعضاء مجلس الشورى ووكلاء المحافظة وقيادات محلية وتنفيذية وأمنية وعسكرية وعلماء وشخصيات اجتماعية.
وفي الفعاليات أكدت كلمات، أن إحياء هذه الذكرى الأليمة في تاريخ الأمة الاسلامية، يأتي من منطلق الانتماء الإيماني، والتعبير عن الولاء الإيماني الراسخ للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
واعتبرت الكلمات، ثورة الإمام الحسين عليه السلام، امتدادا أصيلًا للإسلام من موقع القدوة والأسوة والهداية والقيادة، سعى الإمام الحسين لإنقاذ الأمة من الظلم والطغيان الذي كان يشكل خطراً حقيقياً عليها في دينها، وبالتالي استعبادها وإذلالها وقهرها وظلمها وإفسادها.
ولفتت أن إحياء ذكرى عاشوراء للعام 1447هـ، جاءت في ظل ما يتعرض الفلسطينيون في غزة من مأساة لا تختلف كثيرًا عن فاجعة كربلاء التي عاشها الإمام الحسين، فهاهي غزة اليوم يستبيحها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي وأوربي، بالقنابل والصواريخ المحرمة دوليًا.
وأوضحت الكلمات أن ثورة الإمام الحسين ما يزال امتدادها قائمًا في واقع الأمة، بالرغم من كثافة الظلمات التي أطبقت عليها من قبل سلاطين الجور وعلماء السوء، مجددة التأكيد على استمرار دعم وإسناد القضية الفلسطينية شعباً وأرضاً، ومقدسات.
محافظة الضالع :
نظمّت السلطة المحلية والتعبئة بمحافظة الضالع اليوم، فعالية خطابية بيوم عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام حسين عليه السلام تحت شعار "هيهات منا الذلة".
وفي الفعالية بمديرية دمت، أكد وكيل المحافظة حسين المدحجي، أهمية إحياء ذكرى عاشوراء لاستلهام الدروس والعبر منها في الاقتداء بمبادئ وقيم وأخلاق الإمام الحسين عليه السلام وتضحياته في مقارعة الظلم والطغيان..
واعتبر الثورة الحسينية، أساس الثورات في التاريخ الإسلامي كأول ثورة برز فيها الحق كله أمام الباطل كله في تصحيح الانحرافات في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وأُلقيت كلمات بالمناسبة تطرقت إلى أسباب انحراف الأمة عن التوجيهات المحمدية وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما وصلت إليه من ضعف ووهن، مشيرة إلى أن ما يحدث اليوم في قطاع غزة هو امتداد لتمكين اليهود والنصارى من السيطرة على الأمة.
وأكدت أن اليمن سيظل متمسكاً بالقيم والمبادئ التي حملتها ثورة الإمام الحسين في نصرة الحق، والسير على نهجه في الانتصار لقضايا الأمة والتضحية في مواجهة العدوان الأمريكي، الصهيوني وأدواته في المنطقة.
تخللت الفعالية بحضور قيادات تنفيذية وأمنية وعسكرية وشخصيات اجتماعية قصيدتان عبرتا عن بالمناسبة.
كما أقيمت في مديرية الحشاء فعالية خطابية بذكرى عاشوراء تحت شعار "هيهات منا الذلة".
وأكدت كلمات الفعالية التي حضرها مدير المديرية أحمد سفيان ومسؤول التعبئة بالمديرية عبد الباسط وجيه وقيادات تنفيذية وشخصيات اجتماعية، إلى أهمية إحياء ذكرى عاشوراء في نفوس الأمة لاستلهام الدروس والعبر من صبر وتضحية الإمام الحسين عليه السلام.
وعبرت الكلمات عن صدق الانتماء والتولي لأعلام الهدى والاقتداء بجهاد الحسين وصبره وتضحياته في سبيل نصرة الدين وجهاد المستكبرين.
محافظة المحويت :
نظمت الهيئة النسائية بمديرية شبام كوكبان بمحافظة المحويت، اليوم، فعالية خطابية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
وأكدت كلمات الفعالية، أهمية إحياء ذكرى عاشوراء كجزء من هوية الشعب اليمني في السير على نهج آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. مستعرضة أبرز المحطات والمواقف الايمانية في حياة الإمام الحسين وخروجه ضد طغيان وجبروت بني أمية الذين حرفوا الدين وشوهوا منهجه وتكبروا وتجبروا على أبناء الأمة.
وتطرقت إلى فاجعة كربلاء والوضع المؤلم الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية آنذاك، من تفكك في القيم، وانحراف عن النهج المحمدي الأصيل، وتسلط أهل الباطل على مقاليد الأمور.
وندّدت بالتخاذل العربي والإسلامي إزاء استمرار الجرائم الوحشية التي تُرتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، معتبرةً هذا الصمت خيانة لتاريخ الأمة، وتنصلًا مرفوضًا من القيم الدينية والإنسانية.
وجددت حرائر شبام كوكبان تفويضها الكامل لقائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي باتخاذ ما يراه من خيارات مناسبة في مواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي.
تخللت الفعالية فقرات إنشادية عبرت عن المناسبة.
محافظة صنعاء:
نظّمت السلطة المحلية والتعبئة العامة بمديرية صعفان، اليوم، فعالية خطابية، بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، تحت شعار "هيهات منا الذلة".
وفي الفعالية، التي حضرها مدير المديرية محمد البحر، أشارت الكلمات، إلى أهمية ذكرى عاشوراء كمحطة تتذكر فيها الأمة فاجعة استشهاد الإمام الحسين - عليه السلام- وأخذ الدروس والعِبَر منها في مقارعة طغاة العصر.
واستعرضت، الهدف الرئيسي لثورة الإمام الحسين في وضع حد للظلم الذي مارسه طاغوت بني أمية يزيد، والأحداث والمنطلقات من الثورة، وما تعرّض له الإمام الحسين هو والمؤمنين وأفراد أسرته من جرائم بشعة حينها.
وأوضحت الكلمات أن ما تعانيه الأمة اليوم هو نتيجة انحرافها عن خط آل بيت رسول الله، معتبرة أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة اليوم هو امتداد لمأساة كربلاء.
وأشارت الكلمات إلى أن من استفادوا من مدرسة الحسين، يقدّمون اليوم دروسًا في العزة والكرامة، دعما لغزة العزة والكرامة، ويتصدّرون مواجهة أمريكا وكيان العدو الصهيوني المجرم.
وحثَت على التحرك بروحية الإمام الحسين عليه السلام دفاعًا عن الدين وإقامة الحق ونصرة المستضعفين.
تخلل في الفعالية، التي حضرها عدد من أعضاء المجلس المحلي والتعبئة العامة ومديري المكاتب التنفيذية وشخصيات اجتماعية قصيدة للشاعر مصطفى البحر عبّرت عن المناسبة.
محافظة عمران:
شهدت محافظة عمران اليوم، مسيرة جماهيرية وفعاليات إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام ، تحت شعار "هيهات منا الذلة".
وأكد المشاركون في المسيرة التي أقيمت بمركز المحافظة و تقدمها المحافظ الدكتور فيصل جعمان ومسؤول التعبئة العامة سجاد حمزة ووكيل المحافظة حسن الاشقص ومدير عام المديرية عبد الرحمن العماد، أن إحياء ذكرى عاشوراء محطة تعبوية وإيمانية لاستلهام الدروس من شجاعة الإمام الحسين عليه السلام وتأكيد الاستمرار في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني ونصرة المظلومين والمستضعفين.
وأشاروا إلى أن انحراف الأمة عن التوجيهات المحمدية وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تسبب في ما وصلت إليه من ضعف ووهن، لافتين إلى أن ما يحدث اليوم في قطاع غزة هو امتداد لتمكين اليهود والنصارى من السيطرة على الأمة.
وأوضحوا أن الشعب اليمني، وهو يُحيي هذه الذكرى من قلب معاناته، يُعيد قراءة كربلاء من بوابة فلسطين، ويرى في دم الحسين وهجا للمقاومة، وفي سيفه طريقا للعزة، وفي صبره نواة لصناعة أمة حية لا تنكسر.
وأكد المشاركون أن اليمن سيظل متمسكاً بالقيم والمبادئ التي حملتها ثورة الإمام الحسين في نصرة الحق، والسير على نهجه في الانتصار لقضايا الأمة والتضحية في مواجهة العدوان الأمريكي، الصهيوني وأدواته في المنطقة.
كما أقيمت في مختلف مديريات المحافظة فعاليات وندوات ثقافية بحضور مديري المديريات والقيادات التنفيذية والشخصيات الاجتماعية.
وأكدت كلمات الفعاليات، أن إحياء هذه الذكرى الأليمة في تاريخ الأمة الاسلامية، يأتي من منطلق الانتماء الإيماني، والتعبير عن الولاء الراسخ للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآل بيته.
وتطرقت إلى ما يتعرض له أبناء غزة من إبادة جماعية ومؤامرة لتشريدهم من وطنهم، لافتة إلى أن العدو الصهيوني ومن خلفه قوى الشر العالمي فشلت أمام صمود أبناء فلسطين والمقاومة الباسلة.
ولفتت الى أن إحياء ذكرى عاشوراء هذا العام، جاء في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة من مأساة لا تختلف كثيرًا عن فاجعة كربلاء التي عاشها الإمام الحسين.
تخللت الفعاليات قصائد شعرية معبرة.