ثقب أسود يستيقظ من سكونه.. وعلماء يخشون تحول العملاق الوديع الى وحش
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
في مركز مجرة درب التبانة، يوجد ثقب أسود هائل تبلغ كتلته حوالي أربعة ملايين مرة كتلة شمس مجرتنا ويطلق عليه اسم القوس إيه* ووصفه بعض العلماء بالعملاق الوديع بسبب سكونه، لكنه قد يصبح وحشا ذات يوم.
وقال باحثون اليوم الثلاثاء إنهم لاحظوا في وقت الحدوث توهجا كبيرا في قلب مجرة أخرى ناجم على ما يبدو عن استيقاظ لثقب أسود هائل الكتلة من سكونه والبدء في تغذية نفسه بالمواد القريبة منه، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد عملية استيقاظ كهذه وقت حدوثها.
ويتم استخدام التلسكوبات الأرضية والمدارية لتتبع الأحداث التي تتكشف في قلب مجرة تسمى إس.دي.إس.إس1335+0728، وتقع على بعد نحو 360 مليون سنة ضوئية من الأرض في كوكبة العذراء. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء خلال عام، وتبلغ 9.5 تريليون كيلومتر.
والثقوب السوداء هي أجسام استثنائية الكثافة، وتبلغ درجة جاذبيتها حدا من الشدة يجعل حتى الضوء لا يفلت منها. ويتراوح حجمها من كتلة تعادل نجما واحدا إلى ثقوب عملاقة توجد في قلب مجرات كثيرة، وتكون أضخم بملايين وحتى مليارات المرات. وتبلغ كتلة الثقب الأسود الهائل الموجود في مجرة إس.دي.إس.إس1335+0728 نحو مليون مرة كتلة الشمس.
وقد تكون البيئة المحيطة بالثقب الأسود الهائل استثنائية العنف لأنها تمزق النجوم وتبتلع أي مادة أخرى تطالها جاذبيتها. وقال الباحثون إن قرصا دوارا من مواد متناثرة تشكل حول الثقب الأسود الهائل في مجرة إس.دي.إس.إس1335+0728، مع التهام بعض المادة. وهذا القرص، المسمى بالقرص التراكمي، يشع طاقة بدرجات حرارة عالية جدا، وأحيانا يفوق توهجه مجرة بأكملها.
والمنطقة المتوهجة والمدمجة والمدعومة بثقب أسود هائل في مركز المجرة، تسمى "نواة مجرة نشطة".
وقالت عالمة الفيزياء الفلكية باولا سانتشيث سايث من المرصد الجنوبي الأوروبي في ألمانيا، وهي المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة أسترونومي آند أستروفيزيكس "تتميز هذه النوى بنفث كميات كبيرة من الطاقة بأطوال موجية متنوعة، من أشعة الراديو إلى أشعة جاما، وتعتبر من أكثر الأجسام بريقا في الكون".
وأضافت سانتشيث "دراسة نوى المجرات النشطة أمر حيوي لفهم تطور المجرات وفيزياء الثقوب السوداء الهائلة".
ويبلغ قطر هذه المجرة نحو 52 ألف سنة ضوئية وتعادل كتلتها نحو 10 مليارات نجم بحجم الشمس. وخضعت المجرة للرصد على مدار عقود قبل اكتشاف تغيرات مفاجئة في عام 2019. وقد تزايد البريق في قلب المجرة في المراقبة منذ ذلك الحين.
وقالت لورينا هيرنانديز جارثيا، عالمة الفيزياء الفلكية من جامعة فالبارايسو في تشيلي والمؤلفة المشاركة في الدراسة إن الثقوب السوداء الهائلة الكتلة تطلق أحيانا دفقات ضخمة من الجسيمات عالية الطاقة في الفضاء، لكن مثل هذه الدفقات في هذه الحالة لم ترصدها المراقبة.
فما عساه دفع هذا الثقب الأسود الهائل إلى النشاط؟
قالت سانتشيث "حاليا، لا نعرف". وأضافت هيرنانديز "قد تكون عملية طبيعية للمجرة... نعلم أن المجرة تمر بمراحل مختلفة من النشاط وعدم النشاط خلال حياتها. قد يحدث شيء ما يجعل المجرة تنشط، كأن يسقط مثلا نجم في الثقب الأسود".
ويقول الباحثون إنه إذا كانت المراقبة تكشف عن شيء آخر غير بداية نواة مجرة نشطة، فربما تكون ظاهرة فيزيائية فلكية لم ترصدها المراقبات من قبل.
ويقع القوس إيه*، على بعد نحو 26 ألف سنة ضوئية من الأرض. فهل من الممكن أن يعود فجأة إلى الحياة؟
قالت هيرنانديز "قد تحدث نفس العملية في النهاية للقوس إيه*، وهو في سبات بالفعل. لكن الآن لسنا في خطر، وربما إذا نشط فلن نلاحظ ذلك لأننا بعيدون جدا عن المركز".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الثقب الأسود الهائل فی قلب
إقرأ أيضاً:
هل يحمي العسل الأسود من الإصابة بالأنيميا؟
يُعتبر العسل الأسود من الكنوز الغذائية القديمة التي ما زالت تحتفظ بمكانتها في الطب الشعبي الحديث، بفضل قيمته الغذائية العالية ودوره الفعّال في علاج الأنيميا وتقوية العظام، إضافة إلى كونه مصدرًا طبيعيًا للطاقة يحافظ على نشاط الجسم طوال اليوم.
ويُستخلص العسل الأسود من قصب السكر بعد عملية التكرير، ويتميز بغناه بالحديد الذي يساعد على زيادة إنتاج كريات الدم الحمراء، ما يجعله علاجًا طبيعيًا لمشكلة فقر الدم، خصوصًا لدى النساء والأطفال، كما يحتوي على النحاس والمغنيسيوم والمنجنيز، وهي معادن ضرورية لصحة الأعصاب والعظام.
ويشير خبراء التغذية إلى أن تناول ملعقة صغيرة من العسل الأسود يوميًا على الريق يُساهم في تنشيط الدورة الدموية وتحسين امتصاص الحديد، كما يمنح الجسم طاقة فورية دون الحاجة إلى سكريات صناعية بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر خيارًا آمنًا مقارنة بالمكملات الدوائية، خاصة لمن يعانون من ضعف المعدة.
ويتميز العسل الأسود أيضًا بقدرته على تقوية العظام والوقاية من هشاشتها، بفضل محتواه من الكالسيوم والبوتاسيوم، كما يساعد على تنظيم ضغط الدم وتحسين وظائف القلب وهو غني بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
لكن على الرغم من فوائده العديدة، يُنصح بعدم الإفراط في تناوله، لأن سعراته الحرارية مرتفعة نسبيًا. كما يجب على مرضى السكر استشارة الطبيب قبل إدخاله في النظام الغذائي.
وفي النهاية، يبقى العسل الأسود مثالًا على الغذاء البسيط الذي يجمع بين العلاج والوقاية، ويُعيد التوازن للجسم بطريقة طبيعية وآمنة، ليؤكد أن بعض الأسرار الصحية لا تزال مخبأة في الأطعمة التقليدية القديمة.