دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من المنشورات المتناثرة على الأرض، والحواجز المعدنية المغطاة بالبلاستيك المعاد تدويره، ومجموعة متفرقة من الكراسي البلاستيكية المرتبة في مساحة فنية مضاءة بشكل خافت جنوب وسط ميلانو، تجنبت مصممة الملابس الرجالية البريطانية مارتين روز البريق الذي غالبًا ما يرتبط بعاصمة الموضة الإيطالية، ما منح الضيوف لمحة عن سحر موطنها الأصلي أي شمال العاصمة البريطانية لندن بدلاً من ذلك.

وقالت روز قبل العرض الذي جرى يوم الأحد، والذي شهد ظهورها الأول في جدول أسبوع الموضة في ميلانو بعد سنوات من تقديم علامتها التجارية في لندن: "أردت أن يكون الأمر فوضويًا بعض الشيء، أريد أن يدخل الناس إليه ويجدوا هذه الجمال، ولكن ليس بطريقة  يمكن التعرف إليها على الفور".

تضم مجموعتها معاطف ذات غطاء رأس بلون وردي فاقع وتنانير ضيقةCredit: Justin Shin/Getty Images

وتُعتبر نقطة الانطلاقة هذه بمثابة توقيع مميز طويل الأمد لعلامة روز التجارية التي ساهمت بلا شك في كونها واحدة من أكثر المصممين رواجًا وتأثيراً في جيلها.

وفي عرضها لربيع وصيف 2025، واصلت تحدي المفاهيم التقليدية للذكورة وقواعد الخياطة الكلاسيكية.

وشهدت المجموعة قمصانًا مخيطة بالجلد، مع سراويل قصيرة من قماش "الطرطان"، وجوارب شبكية. 

وقالت روز إن "العناصر التي تُدرجها على منصة العرض تُعتبر مقترحات حقيقية للرجال"، موضحة ان الأمثلة على ذلك، تتجلى بقمصان البولو الرياضية، والسترات ذات اللون الوردي الفاتح.

تحدت روز مرة أخرى المفاهيم التقليدية للذكور وقواعد الخياطة الكلاسيكيةCredit: Estrop/Getty Images

وفي لمسة إضافية، تم وضع أنوف صناعية للعارضين، الذين تم اختيارهم بشكل عشوائي من شوارع ميلانو.

 وتفعل روز ذلك في جميع عروضها، مؤكدةً على أهمية وجود "البطل المحلي".

وفي حين أن الهندسة المعمارية الصارمة في ميلانو تخفي حدائقها الجميلة وكرم الضيافة، فإن الأجواء المواجهة لعروض أزياء روز تُعد بمثابة بوابات لمحادثة إبداعية تجمع حولها المجتمع.

إيطالياأزياءموضةنشر الخميس، 20 يونيو / حزيران 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أزياء موضة

إقرأ أيضاً:

من فوضى العشوائيات إلى مدن تُبنى: متى تبدأ الدولة من جديد؟

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في العراق، لا تمر بضعة كيلومترات داخل أي محافظة دون أن تطالعك أحياءٌ عشوائية نبتت كالفطر على أراضٍ زراعية، أو على أملاك عامة، أو حتى في قلب المدن. هذه المناطق التي بدأت كحالات فردية بدافع الحاجة، سرعان ما تحولت إلى ظاهرة تتسع يومًا بعد آخر، حتى صارت تهدد سيادة الدولة، وتعيق التنمية، وتخلّ بميزان الخدمات، وتفرض على الحكومات واقعًا فوضويًا يصعب احتواؤه كلما تأخرنا في المواجهة.
بحسب تقديرات وزارة التخطيط، يعيش أكثر من 3 ملايين عراقي في مناطق غير مخططة. أسباب هذه الأزمة ليست خفية أزمة سكن خانقة، بطالة، فقر، نزوح داخلي، وغياب واضح للرقابة، إضافة إلى تلكؤ مشاريع الإسكان، والتهاون مع من يتجاوزون على الأراضي منذ سنوات دون ردع حقيقي لكن ما العمل؟ هل الإزالة وحدها تكفي؟ أم نحتاج إلى رؤية شاملة تنطلق من مبدأ أن ما يُبنى خارج القانون لا يُصلح به البلد، لكن لا يجب أن يُهدم دون بديل؟

في هذا السياق، يمكن أن ننظر إلى تجربة سنغافورة كمصدر إلهام. قبل سبعين عامًا، كانت سنغافورة تعيش واقعًا لا يختلف كثيرًا عن بعض مدن العراق اليوم. أحياء صفيحية، فقر، عشوائيات منتشرة، وانعدام في الخدمات. لكن الدولة هناك اتخذت قرارًا مصيريًا: تحويل الفوضى إلى نظام، واليأس إلى فرص.
أنشأت الحكومة السنغافورية هيئة الإسكان والتنمية (HDB)، وبدأت بتشييد مجمعات سكنية منظمة ومدعومة للفقراء. لم تكتفِ بإزالة العشوائيات، بل سبقتها بحلول واقعية: مساكن بديلة، تخطيط سليم، قوانين صارمة تمنع التجاوز، وتمكين اقتصادي للسكان. وها هي النتيجة اليوم: أكثر من 80% من سكان سنغافورة يعيشون في مساكن حكومية مخططة، وسط بيئة نظيفة ومستقرة.
هل يمكن تطبيق ذلك في العراق؟ نعم، إذا توفرت الإرادة، وتم العمل على خطة واقعية تستند إلى ثلاث ركائز.
العدالة الاجتماعية توفير مساكن لذوي الدخل المحدود بأسعار مدعومة وضمن بيئة مخدومة.
سيادة القانون وقف أي تجاوز جديد ومحاسبة المتسببين، دون تهاون أو محاباة.
التخطيط الحضري الذكي دمج الإسكان بالخدمات، والنقل، والاقتصاد المحلي.

المطلوب ليس فقط إزالة التجاوزات، بل إعادة رسم العلاقة بين المواطن والدولة، على أساس من الحقوق والواجبات، والكرامة والمسؤولية. المواطن لا يطلب المستحيل، بل سقفًا يأويه، وماءً وكهرباءً وصرفًا صحيًا لا يتسرب من الجدران.
فهل تملك الدولة الجرأة لتبدأ من جديد؟ وهل نملك نحن، كمواطنين، الشجاعة لنُعلي صوت النظام على فوضى الحاجة؟

ختاما الوقت لا ينتظر، والعشوائيات لا تتوقف عن التمدد. إن لم نبدأ الآن، فمتى؟

انوار داود الخفاجي

مقالات مشابهة

  • انتخابات 2025: تحالفات تتحدى هيمنة القوى التقليدية
  • “راكز” تقود بعثة ناجحة إلى ميلانو لتعزيز التعاون الاستثماري بين الإمارات وإيطاليا
  • «راكز» تنظم بعثة إلى ميلانو لتعزيز التعاون الاستثماري بين الإمارات وإيطاليا
  • الأكثر تألقًا على السجادة الحمراء..مجوهرات لا يمكن شراؤها
  • صور تلتقط تعابير الوفد المرافق لرئيس أفريقيا لحظة عرض ترامب مزاعم الإبادة الجماعية
  • الحرف التقليدية.. «هوية واقتصاد» في «اصنع في الإمارات»
  • تشهد حفل أزياء.. أول ظهور للدكتورة نوال الدجوي بعد سرقة منزلها
  • من فوضى العشوائيات إلى مدن تُبنى: متى تبدأ الدولة من جديد؟
  • فوضى المفاهيم في الحياة الجزائرية
  • وزير الخارجية الفرنسي: غزة تحولت إلى "فخ للموت" وفرنسا مصممة على الاعتراف بدولة فلسطين