منتخب صربيا يُهدد بالانسحاب من «اليورو» بسبب «الهتافات العنصرية»
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
معتز الشامي (ميونيخ)
هدد منتخب صربيا بالانسحاب من بطولة أوروبا، التي تستضيفها ألمانيا حتى 14 من يوليو المقبل، وذلك على خلفية تعرضه لهتافات عنصرية من جماهير ألبانيا وكرواتيا في المواجهة التي جمعت المنتخبين الأربعاء الماضي وانتهت بالتعادل الإيجابي بينهما، وهو الأمر الذي من شأنه أن يلقي بظلاله على أحداث باقي مباريات البطولة، خاصة بعدما تحولت إلى ازمة حادة، طرفها الاتحاد الصربي لكرة القدم، و«يويفا»، وهو ما قد يؤثر على المجموعة الثالثة التي يتصدرها منتخب إنجلترا ويلعب بها منتخب صربيا.
وكشف ممثلو وسائل إعلام هنا في ألمانيا مكلفون بتغطية البطولة، عن تمسك الاتحاد الصربي بضرورة توقيع «يويفا» لعقوبات ضد جماهير كرواتيا وألبانيا، بسبب هتفاهم المشترك خلال مباراة الفريقين «اقتل الصرب»، التي تعد هتافات عدائية وعنصرية، حيث هدد منتخب صربيا بالانسحاب من البطولة اعتراضاً على غياب العقوبات الرادعة، التي تضمن عدم تكرار ذلك في قادم المباريات بالبطولة.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل انتشر مقطع لمراسل صحفي في تلفزيون كوسوفو يشير بعلامة «النسر الألباني» تجاه جماهير صربيا، خلال بث مباشر له في مباراة صربيا ضد إنجلترا، ما أدى لتقديم الاتحاد الصربي باحتجاج رسمي أيضاً، وبناء عليه تم إيقاف المراسل واستبعاده من تغطية البطولة بسبب «سوء السلوك» بحسب بيان «يويفا».
من جهته قال يوفان سورباتوفيتش الأمين العام للاتحاد الصربي لكرة القدم، في بيان رسمي تم توزيعه على الإعلاميين المكلفين بتغطية البطولة في ألمانيا، عقب التدريب الأخير لصربيا قبل مواجهة سلوفينيا في ميونيخ: «ما حدث فضيحة وسنطلب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرض عقوبات، حتى على حساب عدم مواصلة المنافسة في البطولة، لأننا على يقين من أنهم سيعاقبون، لأنهم استجابوا بالفعل لنداءنا بإبعاد صحفي ألباني من البطولة».
وتعود جذور العداء من جانب الكرواتيين والألبان تجاه الصرب إلى تفكك يوغوسلافيا في عام 1995.
وفي بيان سورباتوفيتش أشار أيضاً إلى المشاكل الأخيرة التي سببتها جماهير صربيا في البطولة خلال مباراة إنجلترا حيث اتهم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم جماهير صربيا بارتكاب جريمتين بعد هزيمته أمام إنجلترا يوم الأحد، وهي رمي أشياء ونقل رسالة استفزازية «غير مناسبة لحدث رياضي»، بعدما استخدموا أصوات القرود تجاه لاعبي منتخب إنجلترا، وقد أطلق «يويفا» تحقيقاً في مزاعم بأن أصوات القرود كانت تستهدف لاعبي إنجلترا خلال المباراة.
وقد ألقت تلك الجوانب العنصرية بظلالها على البطولة بشكل كبير، حتى أن المراكز الإعلامية بالبطولة، شهدت تشديداً على جميع الإعلاميين من المنظمين، بضرورة الابتعاد عن الجوانب «السياسية» والتركيز فقط على الرياضة، مع التشديد على عدم توجيه أي أسئلة في المؤتمرات الصحفية تتعلق بالجانب العنصري في الأزمة بين صربيا وألبانيا.
ومن جهة ثانية، تنتشر سيارات الجماهير الألبانية وهي مزينة بأعلام بلادها، في مختلف مدن ألمانيا، حيث يمكنك أن تلحظ الحجم الكبير من الجالية الألبانية، سواء الحاصلين على جنسية ألمانيا ومن أصول ألبانية، أو حتى المتواجدين لدعم منتخب بلادهم بالبطولة، ويتواجدون بكثافة شديدة في جميع الملاعب، كما ينشطون في السوق السوداء للتذاكر بشراء مقاعد باقي المنتخبات بأسعار مضاعفة.
وعلى الجانب الآخر، شهدت البطولة بعض هتافات عنصرية من بعض جماهير منذ اليوم الأول لها، لاسيما الجماهير التي لديها بعضاً من الجوانب غير الجيدة في علاقاتها بجماهير أخرى، مثلما حدث من جماهير أسكتلندا، التي هاجمت الجماهير الإنجليزية، وأيضاً بعض جماهير كرواتيا التي هاجمت الجماهير الإنجليزية أيضاً.
صراع قديم
الصراع الصربي الألباني قديم للغاية، حيث كانت قد وقعت حرب كوسوفو «يُطلق عليها الألبان كوسوفا» داخل الأراضي الكوسوفية بين «جيش تحرير كوسوفا» الألباني ومعه حلف «ناتو» وبين الحكومة اليوغسلافية والقوات الصربية، والتي بدأت في فبراير 1998 واستمر حتى يوليو 1999، ولكن بعدها ومعها استمرت التوترات بين الصرب والألبان عموماً، حيث بدأت من مطلع القرن العشرين، وازدادت في حرب البلقان الأولى خلال عامي 1914 و1918، والحرب العالمية الثانية خلال عام 1939 و1945.
وضمت كوسوفو إلى مملكة يوغسلافيا بعد الحرب العالمية الأولى، وخضعت لسيطرة الصرب، على الرغم من مطالبة السكان الألبان بالانضمام لألبانيا لأنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً تاريخياً منها، وقد ازدادت حدة التوترات بين الصرب والألبان منذ تفكك الاتحاد اليوغسلافي وإعلان جمهورية يوغسلافيا الاتحادية «صربيا والجبل الأسود» عام 1992. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس الأمم الأوروبية يورو 2024 صربيا منتخب كرواتيا منتخب ألبانيا منتخب صربیا لکرة القدم
إقرأ أيضاً:
بدء العد التنازلي لـ 100 يوم على انطلاق البطولة
المعز علي: كأس العالم تحت 17 سنة FIFA قطر 2025 دافع كبير للجيل المقبل من اللاعبين
مع بدء العد التنازلي لـ 100 يوم على انطلاق كأس العالم تحت 17 سنة FIFA قطر 2025™، أكد المعز علي نجم المنتخب القطري، أن البطولة تبشر بجيل جديد من اللاعبين الشباب الذين سيتألق نجمهم على الساحة الكروية العالمية، موضحاً أن المشاركة في البطولة العالمية للناشئين توفر دافعاً كبيراً للجيل المقبل من اللاعبين، الذين يتطلعون إلى تقديم أفضل أداء في حدث عالمي أخر يقام على أرض قطر.
وقال المعز علي، الذي ينفرد بصدارة هدافي منتخب قطر تاريخياً، برصيد 60 هدفاً في 123 مباراة دولية، أن اللاعبين يدركون مدى أهمية هذه التجربة لمستقبلهم في لعبة كرة القدم، وأن المشاركة في بطولة بهذا الحجم العالمي تعود بالكثير من الفائدة والنتائج الإيجابية على اللاعبين الشباب.
وأضاف: "اللعب في واحدة من كبرى البطولات العالمية تنمي الشعور بأهمية الالتزام والعمل الجاد، مما ينعكس على تطوير مهارات اللاعبين وأدائهم، كما أن هذه التجربة تغمرهم بمشاعر الفخر مع المشاركة في حدث رياضي يستقطب الأنظار من حول العالم."
وتستضيف دولة قطر البطولة في أول نسخة تضم 48 منتخباً، في مجمع المسابقات في أسباير زون، في الفترة من 3 إلى 27 نوفمبر، فيما تنطلق المباراة النهائية في استاد خليفة الدولي، أحد الاستادات المونديالية الثمانية التي استضافت مباريات في كأس العالم FIFA قطر 2022™.
يشار بأن المعز علي خريج أكاديمية أسباير الرائدة عالمياً والتي تعد ركيزة أساسية في مؤسسة أسباير زون، وكان علي ضمن تشكيلة منتخب قطر تحت 20 عاماً، المكون بالكامل من خريجي أكاديمية أسباير، والذي حصد لقب بطولة آسيا عام 2014، ومنذ ذلك الحين، قاد المعز علي العنابي إلى كأس آسيا مرتين متتاليتين عامي 2019 و2023.
ومنذ افتتاحها في عام 2004، خرّجت أكاديمية أسباير أبطالاً عالميين وأولمبيين في مختلف التخصصات الرياضية أثروا الساحة الرياضية القطرية والعالمية، بمن فيهم نجم ألعاب القوى معتز برشم، الذي يعتبر أحد أفضل لاعبي الوثب العالي في التاريخ. ويرى المعز علي أن استضافة البطولة في هذا الصرح الرياضي، بمثابة تقدير لإنجازات الأكاديمية ودورها المحوري في تشكيل المشهد الرياضي في دولة قطر.
وفي هذا السياق، قال المعز علي: "أشعر بالفخر بتجربتي كطالب ولاعب في أكاديمية أسباير، في بيئة امتزجت فيها الجوانب الأكاديمية بكرة القدم بسلاسة، ما شكل حافزاً لي للتفرغ لرياضة كرة القدم. لعبنا أمام عدد من أفضل الفرق من أوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. لا شك أن خوض مباريات مع هذه الفرق العريقة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا".
وكانت قرعة البطولة قد أوقعت منتخب قطر للناشئين، ممثل الدولة المضيفة، في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات إيطاليا وجنوب أفريقيا وبوليفيا. ويستهل عنابي الناشئين مشواره في الحدث العالمي بمواجهة مع المنتخب الإيطالي في 3 نوفمبر. ويضع نصب عينيه التفوق على الإنجاز التاريخي الذي سجله في نسخة العام 1991 عندما حقق المركز الرابع.
وتقام منافسات البطولة في ملاعب أكاديمية أسباير الرياضية، المشيدة وفق أعلى المواصفات العالمية، حيث تشهد الملاعب 104 مباراة، مع انطلاق ثماني مباريات يومياً في مرحلة المجموعات. وسيجد المشجعون بانتظارهم برنامجاً حافلاً بالأنشطة والفعاليات الثقافية والترفيهية في منطقة المشجعين النابضة بالحياة التي سيتم إنشاؤها في منطقة أسباير زون، التي يمكن الوصول إليها بكل سهولة من خلال وسائل النقل العام الحديثة، كما يتوفر فيها تجربة خالية من العوائق للمشجعين من ذوي الإعاقة.
ويعتبر منتخب قطر واحداً من ستة منتخبات عربية تأهلت إلى البطولة، إلى جانب كل من منتخبات السعودية، والإمارات، ومصر، وتونس، والمغرب. وكان المنتخب السعودي قد حقق أفضل إنجاز عربي في تاريخ البطولة عندما أحرز لقب نسخة العام 1989.