عربات الآيس كريم و حلوى الزلابيا تتصدر المشهد بأيام العيد في الإسكندرية
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
تكدست شوارع الإسكندرية بمظاهر احتفال لمدة 5 أيام على التوالي، ومن بين هذه الاحتفالات الخروج إلى المنتزهات كحديقة المنتزة العامة والتي زخمت بالأعداد الكبيرة منذ ساعات الصباح الباكر وحتى منتصف الليل، مجتمعين للعب الكرة "والموتسكيلات" وحفلات الشواء وشراء الحلوى.
وتصدرت الحلوى المشهد بداية من أبواب الحديقة متجسدًا في عربات "للزلابيا والآيس كريم" وتحت مظلات زرقاء اللون، ويقف الجميع للشراء دون استثناء، ورصدت الفجر هذه العربة متحدثة لصاحب هذا المشروع.
وقال محمد كرم صاحب عربة الزلابيا والآيس كريم "للفجر" والبالغ من العمر 33 عام ولديه أكثر من عربة في أماكن متفرقة في الإسكندرية "لم أكمل تعليمي لأحقق هدفي مع أبي صاحب الفضل في كل ما وصلت اليه الآن، مشيرًا أنهم بدوا هذا المشروع منذ 15 عام، وكانت بدايتهم مع كوب قصير قصب، تكلفته جنيهًا، في أحد المنتزهات ومن ثم قاموا بتطويره "للزلابيا" وصولًا "للآيس كريم" وامتلاك أكثر من عربة ويعمل بها أكثر من ٢٠ شخص.
وأكد " كرم" على أسباب نجاح المشروع وهو جودة الأدوات المستخدمة في صناعة "الزلابيا" والفواكه الطبيعية في "الآيس كريم" موضحًا طريقة عمل الزلابيا وأنواع الحلوى الموجودة بالعربة والأنواع التي تميزت بها هذه العربة عن دونها من العربات التي تبيع باسعار باهظة بينما سعر بولة "الآيس كريم" لدية ب 25 جنيهًا فقط.
Screenshot_٢٠٢٤-٠٦-٢٠-٢٣-٣١-٠٨-٨١_a23b203fd3aafc6dcb84e438dda678b6 IMG20240619222500المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاسكندرية المنتزهات آيس كريم الحلو الإحتفالات الأعداد الكبيرة العيد في الاسكندرية
إقرأ أيضاً:
كريم وزيري يكتب: صُنع في السماء السابعة
ليست عقيدة الجيوش نصوصًا جامدة تُحفظ في الأدراج، ولا شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي روح تسكن المقاتل، ومنهج تفكير يسبق السلاح، وإيمان راسخ بأن حماية الدولة مسؤولية لا تقبل المساومة، وعندما نتأمل عقيدة الجيش المصري، ندرك أننا أمام مدرسة خاصة، صُنعت عبر آلاف السنين، وتبلورت بتجارب قاسية، حتى باتت أقرب إلى منظومة قيم وطنية شاملة، يمكن القول إنها صُنعت في السماء السابعة، حيث يلتقي الواجب بالإيمان، والانضباط بالوعي، والقوة بالحكمة.
الجيش المصري ليس وليد اللحظة، ولا نتاج مرحلة سياسية بعينها، بل هو امتداد تاريخي لدولة عرفت معنى التنظيم العسكري قبل أن تُعرف الجغرافيا الحديثة، من جيوش الفراعنة التي حمت مصر علي مر العصور.
العقيدة القتالية للجيش المصري تقرم على مبدأ واضح لا لبس فيه جيش للدفاع لا للعدوان، وهذا المبدأ ليس مجرد توصيف دبلوماسي، بل قاعدة حاكمة لكل ما يُبنى عليه الجيش من تدريب وتسليح وانتشار، فالقوة هنا ليست استعراضًا، وإنما ردع، والجاهزية ليست تهديدًا، بل طمأنة، والرسالة الأساسية هي أن مصر لا تبدأ حربًا، لكنها لا تسمح أبدًا بفرضها عليها.
اللافت في العقيدة المصرية أنها لا تفصل بين الأمن القومي بمعناه العسكري، والأمن الشامل بمعناه الاجتماعي والاقتصادي، فالجندي الذي يحمل السلاح على الحدود، هو ذاته ابن هذا الشعب، الخارج من بيئته، العارف بقيمه وتقاليده، والمدرك أن حماية الوطن تعني أيضًا حماية استقراره ووحدته، ومن هنا جاء الارتباط الوثيق بين الجيش والمجتمع، وهو ارتباط لم تصنعه الدعاية، بل صاغته التجربة، ورسخته اللحظات الفارقة في تاريخ الدولة.
وفي قلب هذه العقيدة تقف فكرة الجاهزية الدائمة، فالجيش المصري لا ينتظر الخطر حتى يتحرك، بل يبني قدراته على افتراضات متعددة، وسيناريوهات متغيرة، وبيئة إقليمية مضطربة، لذلك كان التنوع في مصادر التسليح، والتوازن بين الأفرع الرئيسية، والتحديث المستمر للقدرات، انعكاسًا طبيعيًا لعقيدة تؤمن بأن الاستقلال في القرار العسكري لا يتحقق إلا بالقدرة على الحركة بحرية، دون ارتهان لطرف أو مدرسة واحدة.
لكن السلاح وحده لا يصنع عقيدة، ما يصنعها حقًا هو الإنسان، والمقاتل المصري هو حجر الزاوية في هذه المنظومة، يُربى منذ لحظة دخوله المؤسسة العسكرية على الانضباط، واحترام التسلسل، والإيمان بأن ما يقوم به ليس وظيفة، بل رسالة، ولهذا لا تُقاس كفاءة الجندي فقط بقدرته على تنفيذ الأوامر، بل بوعيه بطبيعة المرحلة، وإدراكه لحساسية الدور الذي يؤديه.
العقيدة المصرية تبرز بوضوح في تعامل الجيش مع التحديات غير التقليدية، وعلى رأسها الإرهاب، فهنا لم يكن الحل أمنيًا صرفًا، بل مقاربة شاملة، تمزج بين القوة العسكرية، والعمل الاستخباري، والتنسيق مع مؤسسات الدولة الأخرى، فالمعركة لم تكن ضد جماعات مسلحة فقط، بل ضد فكر، ومحاولة لاختراق الدولة من الداخل، وهو ما كشف مرونة العقيدة وقدرتها على التكيف دون التفريط في الثوابت.
كما أن العلاقة بين القيادة والجنود تمثل أحد أهم ملامح هذه العقيدة، فهي علاقة تقوم على الثقة المتبادلة، والوضوح، وتحمل المسؤولية، القيادة هنا لا تُدار من أبراج عاجية، بل من الميدان، حيث القرار مرتبط بالواقع، والإنسان حاضر في كل معادلة، وربما كان هذا ما منح الجيش المصري قدرته على الصمود في لحظات الضغط، والعبور من أزمات معقدة دون انكسار.
وحينما نقول إن هذا الجيش صُنع في السماء السابعة، فالمقصود ليس المبالغة، بل الإشارة إلى تلك المنطقة العليا التي تلتقي فيها الأرض بالسماء، والواجب بالعقيدة، والسلاح بالإيمان.