هل فشلت ميتا في حماية الأطفال على منصاتها؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
تواجه شركة ميتا دعاوى قضائية بسبب مخاوف متزايدة من تعرض المراهقين والأطفال على شبكات التواصل لمخاطر بسبب حث خوارزمياتها على "الاستخدام القهري" والمحتوى الجنسي والمضايقات.
وأجرت صحيفة نيويورك تايمز تحليلا لملفات قضايا ضد ميتا، بما فيها 1400 صفحة من وثائق ومراسلات داخلية قدمتها ولاية تينيسي، جميعها ترتبط بترويج الرئيس التنفيذي لميتا، مارك زوكربيرغ ومسؤولين آخرين في الشركة بأن هذه الشبكات آمنة للاستخدام من قبل المراهقين والأطفال، رغم وجود مناشدات من موظفين تدعو لوضع أنظمة حماية أكبر لهذه الفئة من المستخدمين، وحتى طالبوا بتعيين موظفين إضافيين لمتابعة هذا الملف.
ويقول مدعون عامون في عدة ولايات أميركية رفعت دعاوى ضد ميتا أن زوكربيرغ قاد شركته لزيادة مشاركة المستخدمين على حساب رعاية الأطفال.
وتعترض ميتا على هذه القضايا، وقدمت طلبات لرفضها.
مؤخرا، الجراح العام، الطبيب فيفك مورثي دعا إلى وضع تحذيرات خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بأنها "تشكل خطرا على الصحة العامة للشباب".
هذه التحذيرات والدعاوى قد تحفز الكونغرس الأميركي على تمرير قانون سلامة الأطفال عبر الإنترنت، وهو مشروع قانون يلزم شركات التواصل الاجتماعي على "إيقاف تشغيل مميزات للقاصرين"، وتمنع إغراق أجهزتهم بإشعارات المنصات التي تؤدي إلى سلوكيات "شبيهة بالإدمان".
ويواجه مشروع القانون هذا انتقادات من البعض الذين يزعمون أن هذا الأمر قد يحد من وصول القاصرين إلى "معلومات مهمة".
ليزا كرينشو، المتحدثة باسم ميتا، قالت في بيان إن الشركة "ملتزمة برفاهية الشباب، ولديها فرق مختصة مكرسة لتجارب هذه الفئة.. وطورت ميتا أكثر من 50 أدارة وميزة لسلامتهم، بما في ذلك الحد من المحتوى غير المناسب للعمر وتقييد وصول المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما للرسائل المباشر من أشخاص لا يتابعونهم".
وأضافت "نريد طمأنة كل أولياء الأمور بأننا نضع مصالحهم في الاعتبار في العمل الذي نقوم به للمساعدة في تزويد المراهقين بتجارب آمنة عبر الإنترنت".
لكن آباء يختلفون مع ما تزعمه ميتا، إذ توفي أطفالهم نتيجة لأضرار شبكات التواصل الاجتماعي.
ماري رودي، معلمة مدرسة ابتدائية في نيويورك، تحدثت لصحيفة نيويورك تايمز عن وفاة ابنها رايلي باسفورد (15 عاما)، الذي تعرض للابتزاز الجنسي عبر فيسبوك في عام 2021.
وواجه رايلي ابتزازا من شخص كان يدّعي أنه فتاة في سن المراهقة، لينتحر بعد ساعات من تعرضه لهذا.
وتأسست شبكة فيسبوك قبل 20 عاما بوصفه موقعا اجتماعيا بسيطا، قبل أن تصبح عملاقا يواصل النمو.
وأدى نموذج الأعمال الذي يعتمد على البيانات الشخصية للمستخدم من أجل تقديم محتوى جاذب وإعلانات مستهدفة، إلى تعرض فيسبوك لدعاوى قانونية بعضها أفضى إلى فرض غرامات باهظة على الشركة المالكة.
وغيرت شبكة فيسبوك اسم الشركة الأم إلى "ميتا" أواخر عام 2021 استنادا إلى رؤية زوكربيرغ المتمثلة في أن العوالم الافتراضية "ميتافيرس" ستكون منصة الحوسبة الرئيسية في المستقبل.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
النكهات تخدع المراهقين.. دعوة أممية لحظر منتجات التبغ «الملونة»
دعت منظمة الصحة العالمية، اليوم السبت، الحكومات حول العالم إلى فرض حظر سريع وشامل على منتجات التبغ والنيكوتين المنكهة، في خطوة تستهدف الحد من انتشار هذه المنتجات بين فئة الشباب، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي لمكافحة التبغ.
وفي بيان رسمي، شددت المنظمة على أن النكهات مثل المنثول والعلكة والحلوى القطنية، تجعل من المنتجات السامة طعمًا مقبولًا وجاذبًا للمراهقين، مما يساهم في خلق جيل جديد من المدخنين.
وأكدت أن هذه المواد ليست فقط جذابة بل تُسوّق بطرق مبتكرة، مستهدفة الشباب عبر التغليف الأنيق والإعلانات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن “النكهات تغذي موجة جديدة من الإدمان، ويجب حظرها”، مؤكدًا أن هذه المنتجات “تقوّض عقودًا من التقدم في مكافحة التبغ”.
وأضاف: “بدون تحرك جريء، فإن وباء التبغ العالمي، الذي يقتل بالفعل نحو 8 ملايين شخص سنويًا، سيستمر في أن يكون مدفوعًا بالإدمان المغلف بنكهات جذابة”.
وتشير بيانات المنظمة إلى تزايد مقلق في استخدام السجائر الإلكترونية بين القصّر، إذ سجلت المنطقة الأوروبية للمنظمة، والتي تضم 53 دولة، أن 5.12% من القُصّر استخدموا السجائر الإلكترونية في عام 2022، مقارنة بـ 2% فقط من البالغين.
وأوضحت المنظمة أن النكهات تُستخدم لإثارة فضول الأطفال والمراهقين وتشجيعهم على تجربة هذه المنتجات، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإدمان.
في سياق متصل، تزايدت التحذيرات من الأضرار الصحية للسجائر الإلكترونية، بعد أن تصدّر خبر فقدان شاب أردني لإحدى رئتيه بسبب الاستخدام المفرط للفيب عناوين وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أُدخل في وقت لاحق إلى وحدة العناية المركزة وتم وضعه على جهاز تنفس صناعي، في واقعة أثارت ضجة واسعة تحت وسم “رئة الفشار”.
يذكر أن منتجات التبغ المنكهة هي أنواع من السجائر أو السجائر الإلكترونية أو منتجات النيكوتين الأخرى التي تُضاف إليها نكهات صناعية أو طبيعية، مثل المنثول والفواكه والحلوى والشوكولاتة وغيرها، ووُجدت هذه النكهات لجعل تجربة التدخين أكثر جاذبية، خاصة لفئة الشباب والمبتدئين، حيث تُخفي الطعم القوي والحارق للتبغ وتضفي عليه مذاقًا محببًا.
وبدأ استخدام النكهات في منتجات التبغ كوسيلة تسويقية لجذب شرائح جديدة من المستهلكين، وخصوصًا المراهقين، إذ تشير الدراسات إلى أن الطعم المنكّه يلعب دورًا أساسيًا في بدء الاستخدام ثم التحول إلى الاستخدام المنتظم، كما أن هذه النكهات تُستخدم في السجائر الإلكترونية بشكل واسع، ما يجعلها بوابة محتملة لإدمان النيكوتين.
ورغم أن بعض الشركات تروّج لهذه المنتجات على أنها “أقل ضررًا” أو “بديل أكثر أمانًا”، إلا أن العديد من الأبحاث الطبية ربطت بينها وبين أضرار صحية جسيمة، من بينها التهابات الرئة وأمراض الجهاز التنفسي، فضلًا عن خطر الإدمان السريع، خصوصًا في سن مبكرة.