واشنطن بوست: شهود يؤكدون أن الرجل المقيد في عربة الجيش الإسرائيلي كان فلسطينيًا مصابًا
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
أكد شهود لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الرجل الذي ظهر في مقطع متداول مقيد بغطاء محرك مركبة عسكرية إسرائيلية خلال مداهمة في منطقة وادي برقين بالضفة الغربية، هو رجل فلسطيني مصاب تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال مداهمة بالمنطقة.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن تصرفات الجيش الإسرائيلي مؤخرا أثارت جدلا واسعا، خاصة بعد ظهور اللقطات المتداولة، والتي أكدها شاهدان للصحيفة بأن الرجل كان فلسطينيا مصابا تم اعتقاله خلال مداهمة إسرائيلية أمس السبت.
وكان الجيش قد أعلن في بيان أن الرجل أصيب خلال تبادل لإطلاق النار أثناء "عمليات مكافحة الإرهاب" في وادي برقين، وتم اعتقاله ضمن المشتبه بهم وربطه في العربة العسكرية، مضيفا أن هذه الإجراءات كانت «انتهاكا للأوامر وإجراءات العمل».
وذكر الجيش الإسرائيلي في البيان أن الرجل تم نقله إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتلقي العلاج الطبي، لكن المنظمة الإنسانية قالت في بيان لها إن طاقمها مُنع في البداية من تقديم الإسعافات الأولية للشخص المصاب.
ويأتي ذلك مع توجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، مساء اليوم الأحد، لعقد اجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين، في وقت تتصاعد فيه تهديدات اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن جالانت سيلتقي بوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومسؤولين آخرين في واشنطن، على أن يناقش الطرفان التطورات في قطاع غزة ولبنان والجهود المبذولة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وهدد حزب الله في رسالة بالفيديو، أمس السبت، بمهاجمة المباني الإسرائيلية الحيوية إذا اندلعت حرب واسعة النطاق في لبنان، حيث ظهر في الفيديو إحداثيات بالقرب من مطار مركزي في إسرائيل، ومحطتي كهرباء، ومركز أبحاث نووية، وميناء شحن وحقل غاز.
ونوهت الصحيفة عن أن المسؤولين الأمريكيين لطالما حثوا إسرائيل وحزب الله على تجنب الحرب، وهي رسالة كررها المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين إلى الزعماء الإسرائيليين واللبنانيين في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي.
وتأتي رحلة جالانت، التي قال مكتبه إنها جاءت بناء على دعوة من أوستن، بعد 5 أيام من اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن بتأخير شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، وهي تعليقات وصفها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، بأنها «محيرة».
ودافع نتنياهو عن هذه التعليقات خلال اجتماع لمجلس الوزراء، اليوم الأحد، قائلا: «مهمتي هي القيام بكل شيء لضمان حصول مقاتلينا على الأسلحة التي يحتاجونها»، بحسب الصحيفة.
وكانت آخر زيارة لجالانت إلى العاصمة الأمريكية في شهر مارس الماضي، بعد أيام من مناقشة بلينكن والقادة الإسرائيليين ما إذا كان ينبغي لإسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في رفح، والتي قال المسؤولون الإسرائيليون إنها ضرورية لهزيمة حركة حماس، وبعدها تقدم الجيش الإسرائيلي بشكل أعمق في رفح.
لكن إسرائيل قد تواجه المزيد من المعارك ضد حزب الله في لبنان، الذي فاجأ إسرائيل الأسبوع الماضي عندما نشرت لقطات بطائرة بدون طيار لقاعدة عسكرية إسرائيلية في ميناء حيفا.
ومن جانبه، قال جالانت قبل الانطلاق في جولته إلى الولايات المتحدة، إن المناقشات المتعلقة بالحرب خلال زيارته للعاصمة "مهمة ومؤثرة بشكل خاص في هذا الوقت"، مشيرا إلى استعداد إسرائيل لأي إجراء قد يكون مطلوبا في غزة ولبنان وفي مناطق أخرى.
اقرأ أيضاًجيش الاحتلال: إصابات ناتجة عن إطلاق حزب الله لصاروخ مضاد للدروع على مبنى في المطلة
السيناتور «جراهام» بعد لقائه بجالانت: سنعمل على تسليم الأسلحة لإسرائيل في أقرب وقت
بالأسلحة الصاروخية.. حزب الله يستهدف موقع رويسة القرن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي حزب الله بنيامين نتنياهو جالانت غالانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية المسؤولين الأمريكيين الجیش الإسرائیلی حزب الله أن الرجل
إقرأ أيضاً:
إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
في حوار سياسي وفكري معمّق، ناقش 3 من كتّاب صحيفة واشنطن بوست البارزين، وهم دامير ماروشيك، وماكس بوت، وشادي حميد، مآلات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وأسباب تعثر وقف إطلاق النار، وخيارات الخروج المتاحة من صراع بات يحمل طابع العبث والمأساة الطويلة.
واستهلت الصحيفة الأميركية تقريرها الذي تناول تفاصيل ما دار في الحوار بين الكُتّاب بالقول إن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تُظهر أي مؤشرات على قرب نهايتها، في وقت تؤكد فيه تقارير دولية حدوث مجاعة على نطاق واسع في القطاع المحاصر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: هذه حكاية محتال انتحل صفة وزير دفاع دولة نووية وسرق الملايينlist 2 of 2كاتب إيطالي: لماذا محادثات روسيا وأوكرانيا ليست مفاوضات حقيقية؟end of listوأضافت أن تلك التقارير دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار أمر بوقف القتال مؤقتا في بعض المناطق لإفساح المجال لوصول المساعدات.
لكن المتحاورين الثلاثة يرون أن هذا التراجع من قبل نتنياهو لا ينطوي على نية إسرائيلية حقيقة لإنهاء الحرب، بل يعكس محاولة للتهدئة أمام ضغط دولي متصاعد.
انهيار المسار السياسي وتفاقم الكارثة الإنسانية
ويؤكد شادي حميد -الذي يعمل أيضا أستاذا باحثا في الدراسات الإسلامية في كلية فولر اللاهوتية بولاية كاليفورنيا- أن دوافع استمرار الحرب لم تعد عسكرية، بل سياسية بحتة، حيث يقاتل نتنياهو من أجل بقائه في السلطة وحتى لا يفقد دعم حلفائه في اليمين المتطرف.
وينتقد حميد الدور الأميركي، معتبرا أن واشنطن -رغم امتلاكها النفوذ الأكبر على إسرائيل- ترفض استخدامه بفعالية. ويرى أن تعليق الرئيس دونالد ترامب على صور الأطفال الجائعين كان لافتا، لكن التعويل على تقلبات مزاجه غير المتوقع ليس إستراتيجية جادة.
لكن ماكس بوت -وهو زميل أول في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي- يقول إنه لا يشعر بالتفاؤل إزاء الصراع لأن ديناميكياته الجوهرية لم تتغير، ذلك أن نتنياهو يعتمد على وزراء متشددين للبقاء في السلطة، وهؤلاء يطالبون باستمرار الحرب في غزة دون رحمة، بغض النظر عن التكلفة البشرية.
إعلانوأضاف أن معظم الإسرائيليين باتوا مستعدين لإبرام صفقة تنهي الحرب مقابل استعادة الرهائن المتبقين. لكن نتنياهو يرفض ذلك، سعيا وراء "هدف خيالي" يتمثل في القضاء التام على حركة حماس، دون تقديم أي خطة واقعية لما بعد الحرب.
ويُشبّه بوت هذا المسار بسياسات ترامب وأنصاره الجمهوريين في الولايات المتحدة، الذين يتبنون قرارات غير شعبية لترضية قواعدهم الانتخابية. كذلك يفعل نتنياهو، الذي يستمد بقاءه السياسي من دعم قاعدته اليمينية، رغم أن سياساته باتت محل رفض متزايد داخل المجتمع الإسرائيلي.
ويُعقِّب حميد على هذا الحديث بأن المشكلة لم تعد محصورة في الحكومة وحدها، مشيرا إلى نتائج استطلاعات حديثة تُظهر أن غالبية الإسرائيليين اليهود يؤيدون الطرد الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة، مما يعكس تحوّلا أكثر تشددا في الرأي العام.
يتساءل دامير ماروشيك، المحرر المسؤول عن تكليف الصحفيين بتغطيات إخبارية في قسم الآراء بواشنطن بوست، عما إذا كان هناك سيناريو يستطيع نتنياهو من خلاله إنهاء الحرب والبقاء بالسلطة في الوقت ذاته، معربا عن اعتقاده بأن ذلك هو أكثر الطرق ترجيحا لوضع حد للصراع في غزة.
ويرى أن السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الحرب هو أن يجد نتنياهو طريقة تُمكّنه من الحفاظ على موقعه السياسي دون الاعتماد على اليمين المتطرف.
بوت: الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة
ويلتقط بوت خيط الحوار مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة.
لا استسلام من حماس.. ولا بديل جاهزويتفق المشاركون على أن الرهان على استسلام حماس أمر غير واقعي. فالحركة، كما يقول بوت، ذات طبيعة عقائدية لا تقبل الهزيمة، لكنها أيضا تستمد مشروعيتها من غياب البدائل السياسية، ومن تصاعد مشاعر الظلم والاضطهاد لدى الفلسطينيين.
ويعرض بوت تصورا لحل انتقالي يتمثل في نشر قوة حفظ سلام عربية، وتأسيس صندوق دولي لإعادة الإعمار، ومنح السلطة الفلسطينية دورا محدودا في إدارة قطاع غزة رغم ما تعانيه من ضعف وفساد. وهو حل لا يعد مثاليا، لكنه أفضل من استمرار الفوضى الحالية، من وجهة نظره.
دامير: حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين
ومن جانبه، يقول دامير إن حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين. ويصفها بوت بأنها قوة كبيرة في غزة، وأن من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم العربي، أن يعملوا على استحداث بديل لها، خصوصا بعد أن بدأت تفقد الدعم العربي، على حد زعمه.
إبادة جماعية وصمة أخلاقية دائمةوفي أكثر فقرات الحوار إثارة للجدل، يصف شادي حميد النهج الإسرائيلي تجاه غزة بأنه يقترب من تعريف الإبادة الجماعية، قائلا إن القضاء على حماس كما يُصوَّر إسرائيليا يتطلب قتل كل من له أدنى صلة بالحركة، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون حرب مفتوحة بلا نهاية.
ويأمل حميد أن يدرك مؤيدو إسرائيل في الغرب أن ما يجري يُلحق وصمة أخلاقية دائمة بمشروع الدولة الإسرائيلية، ويطالبهم بإعادة النظر في مواقفهم قبل فوات الأوان.
إعلانواتفق ماكس بوت مع حميد في هذا الرأي، إلا أنه -وهو المعروف بتأييده لإسرائيل- يعبّر عن "اشمئزازه" من أفعال دولة الاحتلال في غزة حاليا، معتبرا أنها تجاوزت حدود الأخلاق والقانون الدولي.
ويختم ماروشيك الحوار بنبرة واقعية، قائلا: "أكره أن أُنهي الحديث بهذا الشكل، لكنه يبدو مناسبا، فلا جدوى من اصطناع أمل أكبر مما تسمح به الوقائع "المأساوية" القائمة، فالمسار للخروج واضح منذ زمن، ولنأمل في أن يُسلك قريبا".