قد تعلن إيران أنها أنتجت قنبلة نووية ويحشد الجيش الأميركي قواته على حدودها لدخولها فتصطف روسيا والصين وكوريا الشمالية إلى جانبها.

وقد يدفع الإحباط الصين لغزو تايوان فتقوم الولايات المتحدة بتفعيل خطط الطوارئ لإنقاذ تايوان وقد تتطور الأمور لحرب شاملة، وثمة احتمال أن يتعرض -ومن دون سابق إنذار- نظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في الغرب للهجوم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: هذه هي الأسئلة الثلاثة التي يخشاها نتنياهوlist 2 of 2واشنطن بوست: الحملة الأميركية لم توقف هجمات الحوثيين على السفنend of list

وقد يؤدي ذلك لإلحاق أضرار جسيمة بشبكاته الإلكترونية التجارية والعسكرية ولا أحد يعترف بأنه أطلق الصواريخ، ولكن في خضم الفوضى التي قد تعقب ذلك، سرعان ما يتم توجيه اللوم إلى الدول المناهضة للغرب، ويكون في هذه الحالة من الصعب شن أعمال انتقامية مع انهيار الاتصالات.

عدم يقين

وفي ظل عدم اليقين بشأن ما يجب فعله، قد تصدر أوامر بالتعبئة العسكرية في جميع أنحاء العالم الغربي، وربما طالبت روسيا والصين بوقف تلك التعبئة.

لكن، وكما حدث في عام 1914، فمن الصعب إيقاف العجلات، بمجرد أن تتحرك، وهنا قد تتفاقم الأزمة، فتكون حرب الفضاء الأولى تحصيل حاصل.

هكذا يمكن أن تلخص الفقرات الأولى التي استهل بها المؤرخ البريطاني ريتشارد أوفري مقالا له بصحيفة ديلي تلغراف بعنوان "فات الأوان لوقفها.. مؤرخ بريطاني مرموق: لا مفر من حرب عالمية ثالثة".

قبل أن يستدرك قائلا " هذه السيناريوهات الثلاثة ممكنة، ولكن يجب أن أوضح أن أيا منها ليس محتملا، فالتنبؤ ـ أو التخيل على الأصح ـ من الممكن أن يؤدي إلى إنتاج أوهام خطيرة تعمل على تعزيز القلق بشأن أمن المستقبل"، بل قد يكون التشخيص الأكثر منطقية خاطئا في حد ذاته، خصوصا أن تطوير الأسلحة النووية أدى لتغيير كبير في شروط أي صراع عالمي مستقبلي، وفقا لأوفري.

ورغم أن التاريخ قد يساعدنا على التفكير في شكل الحروب المستقبلية، كما يقول المؤرخ، فإنه يوضح أننا نادرا ما نتعلم من دروس التاريخ، ومع ذلك فإن السؤال حول الكيفية التي قد تندلع بها حرب عالمية ثالثة يطاردنا اليوم أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويرى أوفري أن مجرد تخميننا بشأن هذه الحرب هو دليل على توقعاتنا بأن الحرب من نوع ما تظل حقيقة في عالم يتسم بعدم الأمان المتعدد الأسباب.

وأبرز الكاتب في هذا الصدد، أن الصراعات في أوكرانيا وغزة وميانمار والسودان هي تذكير بهذا الواقع المستديم، كما تشير التهديدات المنتظمة من جانب روسيا بشأن استخدام الأسلحة النووية إلى أن خيالاتنا قد لا تكون بعيدة كل البعد عن الواقع.

لماذا الحروب؟

لكن أوفري لفت إلى أن محاولتنا التنبؤ باندلاع حرب مستقبلية يدفع لطرح سؤال آخر هو: لماذا نشن الحروب في الأساس؟، ليجيب بأن الحرب ظلت سمة مميزة للتاريخ البشري المعروف بأكمله تقريبا، كما أن العنف الحربي سبق إنشاء الدول الأولى، ويظل السؤال الأساسي، حسب المؤرخ، هو حول تحديد السبب وراء تطوير البشر للنزعة القتالية إلى جانب قدرتهم على التعاون الاجتماعي.

وهنا يوضح الكاتب أن العلوم الإنسانية ظلت طيلة جزء كبير من القرنين 20 و21 تحاول تحديد سبب تلك النزعة، فيرى علماء الأحياء التطورية وعلماء النفس مثلا أن الحرب كانت وسيلة الإنسان البدائي لضمان البقاء وحماية الأقارب والتعامل مع الأزمات البيئية.

ولا شك بين علماء الأحياء، وفقا للكاتب، في أن العنف لم يكن موجودا في جيناتنا، وحتى إن شنت حروب في الماضي، فإن أوفري يؤكد أن الحروب القديمة كانت مختلفة كليا عما هي عليه اليوم، ويسرد في هذا الصدد عدة أمثلة لشعوب اشتهرت بالحروب كالإسبرطيين، والفايكنغ، والأزتيك، كما يوضح أسباب الحروب آنذاك.

ثم يذكر المؤرخ بأن الحربين العالميتين المعروفتين (الأولى والثانية) بدأتا بانقضاض قوة كبرى على قوة أقل أهمية ـ صربيا في عام 1914، وبولندا في عام 1939ـ ثم انجرار قوى أخرى إلى هذه الدوامة، وقد يحدث هذا مع تايوان، كما يحدث بالفعل مع أوكرانيا.

وهنا نبه الكاتب إلى أن حقيقة كون السلام قد يبدو خيارا عقلانيا لمعظم البشر لم تتمكن أبدا من خنق الرغبة في القتال عندما يبدو ذلك ضروريا أو مربحا أو إلزاميا.

وذكّر الكاتب القراء بأن الناس بدؤوا، بعد نهاية الحرب الباردة يروجون لفكرة أن الحرب أصبحت من الماضي، لكن، لو كان الأمر كذلك -يقول الكاتب- لكان من الممكن أن نعيش الآن في عالم خال من الأسلحة والخوف.

وختم أوفري بالقول إنه لا يكاد يوجد من يسعى بنشاط إلى حرب عالمية ثالثة، لكنه أبرز أن ذلك كان الحال ذاته قبيل الحربين الأولى والثانية ولم يحل دون نشوبهما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات حرب عالمیة ثالثة أن الحرب

إقرأ أيضاً:

محارب بريطاني قديم يكشف سر بلوغه 106 من عمره

احتفل البريطاني ليزلي ليمون، أحد المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية، بعيد ميلاده السادس بعد المئة، كاشفا عن سر يعتبره سبب حياته الطويلة.

ليمون، المقيم في بلدة أيليسبري التابعة لمقاطعة باكينجهامشير جنوب إنجلترا، قال إن الكاسترد هو عنصر لا يتخلى عنه منذ عقود، ويفضله باردا مع نبات الراوند، أو ضمن حلوى الترايفل التقليدية.

وأضاف: "لا شيء يضاهي الكاسترد.. أتناوله كل يوم، خصوصا مع الراوند من الحديقة".

وولد ليمون في الأول من يوليو عام 1919، وخدم بصفته عريفا في صفوف القوات البريطانية طوال الحرب العالمية الثانية، بين عامي 1939 و1946. وفي عام 2019، حصل على وسام "جوقة الشرف" من الحكومة الفرنسية تقديرا لخدمته العسكرية.

ورغم تقدمه الكبير في السن، يؤكد ليمون أنه لا يعاني من أي مشاكل صحية، ولا يتناول أدوية، ولم يزر الطبيب منذ سنوات. ويقول إنه لا يشعر بتقدم العمر، وإن سره يكمن في البساطة والاعتدال. وتابع: "كل شيء باعتدال.. وأنا محظوظ جدا".



ليمون متقاعد منذ عام 1979، حيث أنهى حياته المهنية في مصلحة الضرائب البريطانية بعد عقود من العمل الإداري. ومنذ تقاعده، بات يعيش حياة هادئة، محاطا بعائلته التي تضم ثلاثة أبناء، وثمانية أحفاد، وتسعة أبناء أحفاد.

وفي مناسبة عيد ميلاده المئة، تلقى ليمون إبريق كاسترد من ماركة "بيردز"، كما حصل على بطاقات تهنئة من الملكة إليزابيث الثانية، ومن الملك تشارلز وزوجته كاميلا في ذكرى ميلاديه الـ105 والـ106.

ويؤكد ابنه الأصغر، ريتشارد، أن عادة تناول الكاسترد تعود إلى طفولتهم، قائلا: "نشأنا على الفواكه والخضار الطازجة، وكان والدي يصر دائما على وجود الحلوى، وكان الكاسترد حاضرا على الدوام".

أحد المتاجر البريطانية الكبرى، قرر تكريم ليمون بمنحه إمدادا مجانيا من الكاسترد لمدة عام كامل، مشيرا في بيان ساخر إلى أن "عندما تعطيك الحياة ليمونا، أضف إليه الكاسترد"، من جانبها، قالت عائلة ليمون إنهم سعداء جدا بهذا التكريم، مرجحين أن يخزن الجد كميات الكاسترد تحت سريره.

مقالات مشابهة

  • محارب بريطاني قديم يكشف سر بلوغه 106 من عمره
  • بالفيديو .. الكاتب حمادة فراعنة كيف قرأ المشهد في الإقليم بعد الحرب الايرانية الإسرائيلية
  • هآرتس تصف الحرب على غزة بالوحشية وتدعو لوقفها
  • صحف عالمية: قصف مقهى على بحر غزة بقنبلة ضخمة جريمة حرب
  • أحداث مأساوية وأزمات عالمية.. من الحروب إلى الكوارث الطبيعية
  • الحرب تلتهم الأرواح!
  • فرانشيسكا ألبانيز: آن الأوان لوقف دعم اقتصاد الإبادة الجماعية في غزة
  • محكمة جزائرية تقضي بسجن مؤرخ 5 سنوات بتهمة المساس بوحدة الوطن
  • صحف عالمية: جهود حثيثة لإقرار هدنة في غزة لكن المفاوضات ستكون معقدة
  • تحصين الجامعات اليمنية في زمن الحروب السيبرانية