حمض الليمون في الأغذية المُصنعة.. هل هو طبيعي أم مُصنّع من الفطر الأسود وسام؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
يتم تداول فيديو عبر وسائل التواصل، يزعم المتحدث فيه بأن حمض الليمون -الستريك Citric acid- المضاف إلى الأغذية ليس طبيعيا، وأنه يُنتج عبر نوع من الفطريات، وأنه سام، فما مدى صحة ذلك؟
حمض الستريك هو مركّب طبيعي مهم معروف منذ أواخر القرن الثامن عشر، وقد قام الكيميائي السويدي الألماني الرائد كارل فيلهلم شيل بعزله من عصير الليمون عام 1784، ومنذ ذلك الحين تم العثور عليه في الحمضيات الأخرى والأناناس وحتى الأنسجة الحيوانية.
حمض الليمون هو منتج طبيعي، ولكن هناك طلب شديد عليه في الصناعة، لذلك يتم تصنيعه.
ويتم إنتاج حمض الليمون بمعدل يزيد عن مليوني طن سنويا في جميع أنحاء العالم، ومصدره الرئيسي ليس من الفاكهة، ولكن من تخمير السكريات الخام (مثل دبس السكر ونشا الذرة) بواسطة فطر "عفن" الرشاشية السوداء Aspergillus niger، وهذا وفقا للجمعية الكيميائية الأميركية American Chemical Society.
لذلك فعلا فإن حمض الليمون حاليا يُنتَج من فطر، ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أنه سام أو مؤذٍ، إذ إنه يتم تنقيته والحصول عليه في التصنيع بصورة نقية.
ولحمض الليمون عدد لا يحصى من الاستخدامات، معظمها في الأطعمة والأدوية، وتشمل هذه الاستخدامات تعديل درجة الحموضة، ومضادات الأكسدة، والنكهة، وكأملاح معدنية في المكملات الغذائية.
في التطبيقات الصناعية والمنزلية، يعد حامض الستريك عاملا يدخل في العديد من منتجات التنظيف، ومادة أولية لتصنيع السترات وحمض الإيتاكونيك وحمض الأسيتون ثنائي الكربوكسيل ومركبات أخرى.
دورة حمض الستريكفي الكيمياء الحيوية بالكائنات الحية هناك دورة حمض الستريك، وهي عملية حياة رئيسية في جميع الكائنات الحية التي تتنفس، وتسمى أيضا دورة كريبس أو دورة حمض ثلاثي الكربوكسيل، وتبدأ العملية بالبيروفات المشتقة من السكر، والتي تولد إنزيميا أسيتيل الإنزيم المساعد A (CoA) لبدء الدورة.
وتتفاعل الأسيتات المنطلقة من أسيتيل CoA مع حمض أوكسالوسيتيك الناتج في نهاية الدورة السابقة لتكوين حمض الستريك، وتتبع ذلك عدة خطوات، يقوم خلالها تفاعل الأكسدة بإطلاق طاقة للجسم على شكل أدينوسين ثلاثي الفوسفات.
عند التعامل مع حمض الليمون الصافي يجب الانتباه، إذ إنه في حال ملامسة الجسم أو عضو معين مثل العين، قد يؤدي إلى أضرار، مثل حدوث تلف في العين وتهيج، وتهيج الجهاز التنفسي.
عن الفطر الأسودوفطر الرشاشية السوداء نوع من أنواع العفن، والذي يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى بعض حالات الالتهاب الرئوي، وهو أيضا العامل المسبب لظهور "العفن الأسود" على السطح الخارجي لبعض الأطعمة، مثل المشمش والبصل والعنب وما إلى ذلك، مما يجعل الرشاشيات السوداء كائنا حيا "يفسد" الطعام.
الاستخدامات الصناعية لفطريات الرشاشياتالرشاشيات هي مجموعة من الفطريات الخيطية التي يمكن زراعتها بسهولة في ظروف المختبر، مما يعني أنها واحدة من أكثر مجموعات الفطريات التي تمت دراستها على نطاق واسع.
ويمكن استخدام مجموعة الرشاشيات بمجرد زراعتها، في تصنيع مركبات صناعية مفيدة مثل "هيدرولاز الجليكوسيد". وتستخدم هذه الإنزيمات في عملية تحويل الكتلة الحيوية إلى وقود حيوي، عن طريق تكسير السليلوز والهيمسيلولوز من جدران الخلايا النباتية، إلى مادة يتم تحويلها لاحقا إلى إيثانول، ويمكن أيضا استخدام هذا النوع لإنتاج المستقلبات النشطة بيولوجيا، بالإضافة إلى المنتجات الصيدلانية الأخرى.
من المعروف أن الأنواع المختلفة من أنواع الرشاشيات تنتج العديد من الأنواع المختلفة من الإنزيمات، مما يجعلها مفيدة جدا لصناعة الأغذية، إذا تم زراعتها وتكييفها بشكل صحيح، ويمكن تكييف الرشاشية السوداء لإنتاج كميات كبيرة من سكريات الفركتوز، وذلك بسبب النشاط العالي الملحوظ للإنزيمات الناقلة للفركتوز الموجودة داخل سطحها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حمض اللیمون
إقرأ أيضاً:
فتح باب التسجيل في مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية
دبي: «الخليج»
نظّمت بلدية دبي الدورة الثالثة من منتدى دبي لسلامة الأغذية، بالتزامن مع اليوم العالمي لسلامة الأغذية الذي يُعقد هذا العام تحت شعار «سلامة الأغذية: العلم وأُسس اتخاذ القرارات»، بحضور ممثلين عن وزارة التغير المناخي والبيئة، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إلى جانب نخبة من الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات الأكاديمية.
واستعرض المنتدى هذا العام محاور استراتيجية حول أهمية العلم كأساس لصياغة السياسات واتخاذ القرارات في مجال سلامة الغذاء، كما ناقش سُبل فهم وتحليل المخاطر الغذائية، إضافةً إلى استعراض الجهود الحكومية والمجتمعية لضمان سلامة الأغذية من المزرعة إلى المائدة، وتطوير منظومات رقابية قائمة على الملاحظة والأدلة والابتكار، بما يعزز من فاعلية سلاسل الإمداد الغذائي ويُمكن المستهلك من اتخاذ قرارات صحية مستنيرة، تسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً واستدامة، وتعزز جَودة حياتهم وصحتهم.
وأكّد المهندس مروان أحمد بن غليطة، مدير عام بلدية دبي، أن المنتدى يُجسد التزام بلدية دبي الراسخ بتعزيز منظومة السلامة الغذائية في الإمارة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تنسجم مع رؤية دبي في أن تكون مدينة مستقبلية رائدة في بناء منظومة غذائية مستدامة ومتكاملة، والحفاظ على مرونة سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية بفضل موقعها كمركز تجاري واقتصادي يربط بين مختلف أنحاء العالم.
وقال: «نؤمن في بلدية دبي بأن سلامة الغذاء تبدأ من المعرفة والإلمام بالتحديات والبحث عن حلول يقودها التميز، وتُترجمها الممارسات على أرض الواقع. ومن خلال منتدى دبي لسلامة الأغذية الذي يُمثل منصة علمية حيوية، نستشرف مستقبل الغذاء ونبني منظومة ذكية وآمنة تُسهم في تعزيز صحة وجَودة حياة المجتمع وتحافظ على استدامة الموارد».
وخلال مشاركته في المنتدى، قال محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة: «يأتي انعقاد منتدى دبي الثالث لسلامة الأغذية 2025، في وقت حيوي تتعاظم فيه التحديات المرتبطة بسلاسل الإمداد الغذائي عالمياً. ويُعد هذا المنتدى منصةً إستراتيجية لتبادل الخبرات والمعارف العلمية بين كافة المعنيين على المستويين المحلي والدولي. واحتفاؤنا باليوم العالمي لسلامة الغذاء تحت شعار (سلامة الغذاء: العلم وأسس اتخاذ القرارات)، يعكس التزام دولة الإمارات برؤية قائمة على العلم والتخطيط السليم لتعزيز جودة الحياة وصحة المجتمعات، ويؤكد دور الدولة الريادي في دعم منظومات السلامة الغذائية على أسس علمية وتشريعية متكاملة».
من جانبه، أكد الدكتور أحمد مختار، قائد البرنامج الإقليمي (المكلف) وكبير الاقتصاديين، مكتب منظمة الفاو الإقليمي في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، أن الفاو تُثمن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي في بناء منظومات وطنية متكاملة لسلامة الغذاء، ترتكز على النهج العلمي وتستند إلى الشفافية والحوكمة. وضمن إطار أعمال المنتدى، أعلنت بلدية دبي عن فتح باب التسجيل للمشاركة في الدورة التاسعة عشرة من «مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية»، المُزمع عقده خلال الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر 2025 في مركز دبي التجاري العالم. يُعد المؤتمر أكبر منصة إقليمية دولية رائدة تجمع أبرز الخبراء والمختصين في قطاع سلامة الغذاء من مختلف أنحاء العالم، ويهدف إلى تبادل المعرفة واستعراض أحدث الابتكارات والتقنيات في القطاع الغذائي، ومناقشة مفاهيم سلامة الغذاء على المستوى العالمي. وتنظم بلدية دبي المؤتمر بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والجمعية الدولية لحماية الأغذية (IAFP)، والرابطة الوطنية للصحة البيئية (NEHA).
كما سيستضيف المؤتمر هذا العام أكثر من 3,000 مشارك من المختصين والخبراء الدوليين، يمثلون جهات ومراكز بحثية ومنظمات محلية وإقليمية ودولية، وجهات حكومية وخاصة، ومؤسسات أكاديمية، إلى جانب كبرى الشركات العاملة في قطاع الأغذية، مما يعزز من فرص التعاون وتبادل الرؤى في سبيل بناء مستقبل أكثر أماناً واستدامة للغذاء حول العالم.
وفي السياق ذاته، أعلنت بلدية دبي بدء تسلم الملخصات العلمية للمشاركة في المؤتمر، كما يمكن للمهتمين التسجيل لحضور المؤتمر أو تقديم ملخصاتهم من خلال الموقع الإلكتروني: https://www.foodsafetydubai.com.
وبمناسبة اليوم العالمي لسلامة الأغذية، أعلنت بلدية دبي إطلاق النسخة الثانية من برنامج «بلدية دبي للتميز في الأنظمة الغذائية»، الذي يهدف إلى تكريم المنشآت الغذائية الرائدة في الإمارة، التي تلتزم بأعلى المعايير في مجالات السلامة الغذائية، والتغذية، والاستدامة، والابتكار، والمسؤولية المجتمعية.