الأسبوع:
2025-06-03@10:06:01 GMT

توشكى.. رهان الحاضر.. وحلم المستقبل

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

توشكى.. رهان الحاضر.. وحلم المستقبل

لم تكن تلك هى المرة الأولى التى أسافر فيها إلى توشكى، سافرت قبل ذلك مع نهاية التسعينيات، كان الحلم لا يزال يراود الكثيرين بعد أن أقنع د.الجنزوري الرئيس مبارك بأهمية وجدوى هذا المشروع.

تعرض المشروع لحملات عديدة، شككت فى جدواه، ومنذ هذا الوقت أغلق الملف.

مضت الأيام، ظل الفشل هو عنوان الحديث عن توشكى، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، قرأ التقارير التى كلف بها الخبراء والمختصين، وكان القرار: إسناد المشروع إلى القوات المسلحة، وتوفير الإمكانيات اللازمة لاستغلال مساحات الأراضى الشاسعة فى توشكى.

فى عام 2017 كانت المساحة المنزرعة لا تزيد على 400 فدان فقط، وصلت الآن إلى أكثر من 480 ألف فدان أو يزيد قليلا، وأصبح المستهدف خلال العام الحالي، زراعة نحو 150 ألف فدان لتصل المساحة من 600-650 ألف فدان.

يوم الأحد الماضى وجهت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة دعوة إلى عدد من الصحفيين والإعلاميين وبعض رموز المجتمع المدنى لزيارة جديدة إلى توشكى الخير، كانت تلك هى الزيارة التى ننتظرها منذ فترة من الوقت لمعرفة تطورات المشروع الذى افتتحه الرئيس السيسى - مشروع محطات رفع المياه العملاقة - بالفيديو كونفرانس فى 25 مايو الماضى.

هبطت بنا الطائرة فى مطار أبوسنبل ومن هناك مضينا إلى أرض المشروع المتوغل فى قلب الصحراء، حيث يقع جنوب أسوان بحوالى 225 كم، ويقع على مساحة 485 ألف فدان.

زيارة الكاتب الصحفي مصطفى بكري لتوشكى

تحدث اللواء توفيق سامي رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، حكى فصولا من الملحمة التى صُنعت بعرق الرجال وجهدهم، قال: منذ ان وجه السيد رئيس الجمهورية بإعادة إحياء هذا المشروع فى عام 2014، ونحن نسعى بكل ما نملك لإنجاز المراحل المتعددة وصولا إلى تحقيق الهدف، وقال أيضًا: إن السيد الرئيس يتابع المشروع أولا بأول وقد وفر كافة الإماكنيات المطلوبة لإنجازه فى أسرع وقت ممكن.

كان الهدف منذ البداية التغلب على الفجوة الغذائية بزيادة الرقعة الزراعية بحوالى 500 ألف فدان، تصل إلى مليون فدان فى فترة زمنية محددة.

مضينا برفقة المسئول الأول عن المشروع، نتجول فى المناطق الزراعية المختلفة، تحت درجة حرارة مرتفعة للغاية، كان العاملون المدنيون الذين يبلغ عددهم نحو أربعة آلاف شخص يتابعون الزراعات المختلفة، لقد تابعنا أشجار النخيل، حيث يوجد فى توشكى الخير أكبر مزرعة تمور فى الشرق الأوسط من حيث عدد النخيل وأجود أنواع التمور، أقيمت المزرعة على مساحة 38 ألف فدان وتضم 2.5 مليون نخلة، لتدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كواحدة من أكبر المزارع حول العالم.

كانت «الباصات» تمضى بنا متوغلة فى الصحراء التى تحولت إلى رقعة زراعية مزدهرة، وكانت كلمات اللواء توفيق سامي رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، حول العقبات التى اعترضت المشروع منذ البداية محل تأمل، كان التحدي الأول وصول مياه النيل إلى أراضي ذات منسوب أعلى، وكان التحدي الثاني هو التربة شديدة الملوحة غير حائط من الجرانيت بطول 9 كم وعرض 20 مترًا.

زيارة الكاتب الصحفي مصطفى بكري لتوشكى

لقد قال لنا اللواء توفيق سامي: إنه تم استخدام حوالي 8 آلاف طن من المفرقعات للتغلب على الحائط الجرانيتي وإجراء أعمال التسوية وإنشاء الترع والطرق الرئيسية، حيث كان جبل الجرانيت هو العائق أمام ترعة زايد الممتدة بطول 50 كم مربع، من بحيرة ناصر فى السد العالى إلى مشروع توشكى، وقد تم تشغيل محطتي الرفع الأولى والثانية اللتان تنقلان المياه إلى أراضي توشكى، وذلك بإجمالى طاقة 11.300 مليون متر مكعب.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم تنفيذ 1500 طريق بإجمالي 1608 كم متر مربع، كما سيتم ربط مشروع توشكى الخير بشبكة القطار الكهربائي السريع، مما يدعم مشاريع عملية النقل اللوجستية، وتنفيذ تسويات لـ1403 قطع أراضي للري بمساحة 140 ألف فدان وشق الترع بإجمالي 135 كم مربع، وبإجمالي كميات حفر تساوي 40 مليون متر مكعب بالإضافة إلى 109 أعمال صناعية.

تجولنا فى حقول المانجو والعنب وتلك المساحات الشاسعة من القمح والتى بلغت 310 ألف فدان تم زراعتها فى الفترة الماضية بهدف البدء فى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.

زيارة الكاتب الصحفي مصطفى بكري لتوشكى

لقد وضعت الشركة المنفذة للمشروع قضية التصنيع الزراعي بإنشاء مصانع ألواح الأخشاب بطاقة إنتاجية 400 م مكعب يوميًا كمرحلة أولى وكذلك مصنع لتغليف وتعبئة التمور.

بعد جولة استمرت عدة ساعات اصطحبنا فيها اللواء توفيق سامي وعدد من ضباط الشئون المعنوية عايشنا الحقيقة على أرض الواقع، هنا تُصنع حضارة مصر الجديدة من الجنوب، ومن هذه المناطق الوعرة يعود الأمل من جديد فى السعي الدؤوب للمضي في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية لسد الفجوة القائمة ووقف الاستيراد من الخارج.

هذا المشروع العملاق كلف الدولة حتى الآن أكثر من 600 مليار جنيه، هذا واحد من المشروعات العملاقة التي تمضي قدمًا إلى الأمام جنبًا إلى جنب مع مشروع مستقبل مصر الذى تبلغ مساحته نحو مليون وخمسين ألف فدان، وقس على ذلك.

من حقنا أن نفخر وأن ندرك أن نظرة القيادة إلى المستقبل باتت هى الأساس والعنوان، وأن من يسعى إلى تأمين حياة ومستقبل الأجيال القادمة ينظر إلى الأمام ولا يبحث عن شعبية قد تستمر لبعض الوقت، لكن هذا النهج قد يقود إلى كارثة حقيقية وعجز عن مواجهة التحديات، ومن بينها تحدي الزيادة السكانية والأفواه المفتوحة، فقط يمكن القول أن سكان مصر قد زادوا منذ 2011 وحتى الآن بما يتجاوز 25 مليونًا من السكان.

هل أدركتم الآن، لماذا تُصرف المليارات على المشروعات ذات الطابع الاستراتيجي، من البنية التحتية إلى سد الفجوة الغذائية.. وهلم جرا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اللواء توفیق سامی ألف فدان

إقرأ أيضاً:

بقيمة 6.8 مليون دينار.. توقيع اتفاقية مشروع تقليل فاقد المياه في البترا

صراحة نيوز ـ وقع وزير المياه والري رائد أبو السعود، الاثنين، اتفاقية مشروع تقليل فاقد المياه في قضاء البترا في معان، بقيمة 6,8 مليون دينار.

ووفق بيان لوزارة المياه، فإن المشروع ممول بمنحة أميركية بقيمة 4,8 مليون دينار ومساهمة ذاتية من سلطة المياه بقيمة 2,01 مليون.

ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل شبكات المياه وتحسين كفاءة أنظمة التزويد المائي وتعزيز استدامة أنظمة المياه وتقليل الفاقد في منطقتي وادي موسى والطيبة في البترا وتطبيق أنظمة المراقبة.

وبين الوزير أن الحكومة وضمن رؤية التحديث الاقتصادي وتنفيذا للخطط الحكومية الرامية إلى النهوض بواقع الخدمات المقدمة للمواطنين تركز جهودها على تحديث وتطوير شبكات المياه في جميع مناطق المملكة لخفض الفاقد المائي وتطوير وتحسين وتنفيذ شبكات مياه جديدة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وبالتالي تقليل خفض نسبة الفاقد.

وأكد أبو السعود حرص الوزارة على تقديم كميات مياه شرب متساوية للمواطنين.

وأوضح أن لدى الوزارة برامج لتحديث وتأهيل الشبكات في مناطق عدة من المملكة وتشمل محافظات الجنوب وغيرها من المناطق.

وأوضح أبو السعود أن المشروع يتضمن تنفيذ خطوط رئيسية وفرعية وإعادة هيكلة وعزل شبكات المياه في الطيبة ووادي موسى بطول 45 كم من أنابيب “الدكتايل” وشبكات بطول 4 كم بولي إيثلين وإنشاء مبنى إسكادا لمراقبة الشبكة الرئيسية والفرعية بما يضمن التكامل مع مركز التحكم الرئيسي في العقبة لخفض ومراقبة الفاقد وإدارة نظام الضغوط في الشبكة بفاعلية في موقع خزان وادي موسى الجديد وربط نظام المراقبة مع العقبة وإنشاء غرفة حراسة في خزان الطيبة وتدريب عملي للموظفين على التقنية الجديدة.

وزاد الوزير أن أعمال المشروع جاءت بعد تقييم الوضع المائي في مناطق البترا وعمل دراسات تفصيلية لجميع المناطق وبالأخص مناطق الطيبة ووادي موسى بهدف خفض الفاقد المائي فيها، حيث سيتم تركيب أنظمة حديثة للتشغيل والصيانة من خلال أجهزة المراقبة SCADAلتشغيل ومراقبة كافة المصادر المائية وبالتالي اختصار الوقت والجهد.

وبين أبو السعود أن المشروع سيسهم في تقليل فاقد المياه في الشبكات سواء الفاقد الفني أو الفاقد الإداري وتحديث أنظمة المراقبة على هذه المنظومات ورفع فعالية التزويد المائي ومعالجة الفاقد في مصادر المياه والرقابة وحماية مصادر المياه وتحقيق سرعة الاستجابة للتعامل مع شكاوى وكسور الشبكات بفاعلية.

وعبر وزير المياه والري خلال التوقيع عن امتنان وتقدير وزارة المياه والري وسلطة المياه، للدعم الكبير الذي تقدمه حكومة وشعب الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة التحديات المائية التي تعانيها المملكة خاصة في قطاع المياه

مقالات مشابهة

  • رهان ديمبلي مع أصدقائه يكسبه ساعة بقيمة نصف مليون يورو
  • لغط كبير يثيره مشروع جريان.. يدعمه السيسي وينفذه جهاز سيادي عليه علامات استفهام
  • بقيمة 6.8 مليون دينار.. توقيع اتفاقية مشروع تقليل فاقد المياه في البترا
  • آلاف فرص العمل والوحدات السكنية المطلة على النيل إطلاق مدينة "جِريان" الذكية بمحور الشيخ زايد
  • باستثمارات20 مليون.. بروتوكول تعاون لتطوير مستشفى نقادة المركزى بقنا
  • ثورة صناعية وتنموية.. «مدبولي»: مساحة الدلتا الجديدة تصل لـ 2 ونصف مليون فدان
  • "چريان".. مدينة مستدامة جديدة تمتد على مساحة 1600 فدان بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص
  • نسبة الأعمال بقناطر ديروط الجديدة تتجاوز 81%.. المشروع يخدم 1.6 مليون فدان بـ5 محافظات
  • الري: تشغيل قنطرة بحر يوسف الجديدة لخدمة 850 ألف فدان بالصعيد
  • لخدمة 850 ألف فدان.. وزير الري يعلن بدء تشغيل قنطرة بحريوسف الجديدة