تفرُّد صيفي بشمال الباطنة
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
د. خالد بن علي الخوالدي
محافظة شمال الباطنة سبَّاقة في تطبيق الأفكار على أرض الواقع؛ من خلال فكر مستنير وجهود تعاونية مشتركة بين المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، وهذه الجهود عندما تجتمع وتتآلف تُشكل عملًا مثمرًا ذا مردود إيجابي له أثرٌ طيب، وهذا الأثر تسري فوائده على كافة شرائح المجتمع، وشريحة الأطفال على وجه الخصوص؛ فهذه الشريحة تعيش هذه الأيام أوقاتَ الإجازة المدرسية؛ لذا كان تفكير أصحاب القرار بالتفكير مليًّا في استثمار هذه الأوقات.
وكانت الفكرة بمحافظة شمال الباطنة بأنْ يتم استثمار الجهود الحكومية والخاصة والأهلية والمجتمعية وربطها وتضافرها مع بعضها البعض، تحت مظلة واحدة، تكون الداعمة والمنظِّمة والمذللة لكل التحديات والعقبات، فكان مكتب محافظ شمال الباطنة هذه الجهة التي يمكن أن تمضي بقطار هذه الفكرة لتصل إلى الهدف المنشود، وفعلا بدأ التطبيق من بداية هذا الأسبوع لتنضم أكثر من 33 مؤسسة حكومية وخاصة ومجتمعية في إقامة مراكز صيفية في مختلف ولايات المحافظة، ومن المتوقع استهداف مشاركة أكثر من 35 ألف مشارك في هذه البرامج.
وعندما أقول بأنها فكرة رائدة، فإنني أقصد تمامًا المعنى؛ حيث إنها بدأت العام الماضي بعدد 6 مراكز صيفية وبمشاركة 1200 طالب وطالبة، أمَّا هذا العام فالوضع اختلف؛ حيث زاد عدد المراكز أضعافًا مضاعفة، وزاد العدد المستهدف بعشرات الأضعاف، وكان العمل مشتتًا وكل جهة تعمل بمعزل عن الأخرى. أما الآن، فالجهود مُوحَّدة وتحت إشراف جهة واحدة تعمل على دعم وإبراز الجهود بطريقة منظمة وبمستوى عالٍ من التنظيم.
ولن نتحدَّث في هذا المقال عن فوائد إشراك أبنائنا في المراكز الصيفية، فهي معروفة عند الأغلب ويُدركها الصغير والكبير، فهي توسِّع مداركهم وتستثمر أوقاتهم فيما يُمكن أن يعود عليهم بالنفع والفائدة ويعمل على تغيير أفكارهم وفتح أذهانهم، ويُسدِّدها إلى التفكير بإيجابية، فكما هو معروف بأنَّ هذه البرامج تخرج بالطالب من الحصة الدراسية والصفية وتمضِي به إلى عالم آخر من العوالم التي لا يُدركها ولا يتعلَّمها في الصف المدرسي، وتترسَّخ مثل هذه البرامج في ذهنه لسنوات طويلة، ومن خلالها تُفتح له سُبل وطرق ومجالات عديدة وجديدة يُمكن إن تكون الانطلاقة الفاعلة والحقيقية في ميدان العمل الحر وحتى المؤسَّسي.
ما أردتُ التركيزَ عليه هو ضرورة تكاتف الجميع للأخذ بيد الناشئة في هذه الإجازة الطويلة وإخراجهم من عوالم الهواتف الذكية والغبيَّة، فليتهم يتعلمون منها ويستفيدون منها الأمور الإيجابية التي تُعِينهم في أمور دينهم وديناهم، بل تركيزهم على الألعاب والبرامج التي تعلمهم القتل والتنافس السلبي والخروج عن الجماعة والانفراد بأنفسهم؛ مما زاد من أعداد مرضى التوحُّد، ناهيك عن أمراض كثيرة؛ منها: الحقد والأنانية وعدم احترام الوالدين وكبار السن...وغيرها، والتي قد تدركونها وقد تغيب عنكم ولكنها للأسف واقع معاش.
شكرًا مكتب محافظ شمال الباطنة على هذه الأفكار الخلَّاقة التي تبني الأجيال وتبث الروح الإيجابية في المجتمع، شكرًا لكل المؤسسات التي قدَّمت جهدها ودعمها المالي والمعنوي لإنجاح هذه التظاهرة الرائعة، شكرًا لأفراد المجتمع المتفاعلين والمقدرين والمشاركين بفاعلية في المراكز الصيفية بمحافظة شمال الباطنة، ونُؤكِّد أنَّ النجاح سيكون حليفهم إن شاء الله، وأنَّ شعار مراكزهم الصيفية "صيفنا ريادة وإبداع" سيكون مُلهمًا للكثير من المشاركين.
ودُمتم ودامت عُمان بخير...،
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
79 مريضا فى خطر .. متحدث الصحة الفلسطينية: قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مستشفى العودة شمال قطاع غزة
قال الدكتور خليل الدقران المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى وأحد متحدثي وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مستشفى العودة شمال قطاع غزة وتطالب بإخلائه الفوري باستخدام نداءات عبر روبوتات مفخخة، وهو ما وصفته الوزارة بـ"جريمة مكتملة الأركان" تستهدف المنظومة الصحية بشكل مباشر.
وأضاف الدقران، في تصريحات مع الإعلامية داما الكردي، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ مستشفى العودة يضم 97 مريضًا، من بينهم 13 مصابًا، بالإضافة إلى 84 من الكوادر الطبية، جميعهم باتوا مهددين بفقدان المأوى والعلاج في حال تنفيذ الاحتلال تهديده بإخلاء المستشفى، مؤكدًا، أن هذا الإجراء يمثل استهدافًا صارخًا للمرضى والطواقم، وامتدادًا للانتهاكات المستمرة بحق القطاع الصحي في غزة.
وتابع، أن مستشفى العودة سيكون المستشفى رقم 23 الذي يخرجه الاحتلال عن الخدمة، من أصل 38 مستشفى في قطاع غزة. وأضاف أن المنظومة الصحية تعاني شللًا شبه تام، حيث لم يتبقَ سوى 15 مستشفى تعمل جزئيًا، منها فقط خمس مستشفيات حكومية، ثلاث منها فقط قادرة على استقبال المصابين، بينما المستشفيان الآخران مخصصان للأطفال.
وأكد، أن العدوان الإسرائيلي المستمر بات يهدد بانهيار تام في القطاع الصحي، إذ تُستهدف المستشفيات بشكل متكرر، وتُمنع من تقديم خدماتها الإنسانية، مناشدا المجتمع الدولي التدخل العاجل لحماية المرافق الطبية والطواقم العاملة فيها، محذرًا من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة الآلاف من المرضى والجرحى في غزة.
https://www.youtube.com/watch?v=gvsPlKKbG-E