الفلسطيني مجاهد العبادي يروي تقييده فوق غطاء سيارة عسكرية إسرائيلية في جنين بعد إطلاق النار عليه
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
عندما خرج مجاهد العبادي من منزل عمه ليرى ما إذا كانت القوات الإسرائيلية قد دخلت الحي، أصيب بعيار ناري في ذراعه وقدمه، ولم تكن تلك سوى بداية محنته. وبعد ساعات، وجد مجاهد نفسه مبرحا بالضرب ومضرّجا بالدماء، ومقيدا فوق غطاء محرك سيارة جيب عسكرية إسرائيلية سارت به على الطريق.
انتشر فيديو يظهر الشاب مجاهد العبادي البالغ من العمر 24 عاماً، وهو مقيد على سيارة جيب عسكرية إسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار إدانة واسعة النطاق، بما في ذلك من الولايات المتحدة.
وقال منتقدون إن الفيديو يظهر أن الجنود الإسرائيليين كانوا يستخدمون جهاد كدرع بشري.
واعتبر الفلسطينيون "تصرف القوات الاسرائيلية عملاً وحشياً آخر في الحملة على الضفة الغربية المحتلة، التي قتلت خلالها أكثر من 550 فلسطينيا"، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
"على وشك الموت"وقال العبادي، وهو يرقد على سرير في مستشفى يوم الثلاثاء، إنه خرج من منزل عمه في مدينة جنين المضطربة في الضفة الغربية يوم السبت بعد أن سمع ضجة، وقال: "خرجت لأرى ماذا يحدث، ونظرت باتجاه منازل الجيران، حيث رأيت الجيش... وعندما حاولت العودة إلى المنزل فوجئت بإطلاق نار كثيف وعشوائي باتجاهي، فحاولت العودة إلى المنزل".
بعد إصابته في ذراعه، اختبأ العبادي خلف سيارة عائلته، ثم أصيب مرة أخرى في قدمه، وبعد أن عجز عن الحركة، اتصل بوالده وأخبره أنه على وشك الموت.
قال الأب رائد العبادي بينما كان يقف عند سرير ابنه في المستشفى: "أبلغته أن يحاول ألا يفقد وعيه وأن يستمر في التحدث معي... وفجأة انقطع الاتصال."
رأى رائد لاحقًا تقارير كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بمقتل فلسطيني خلال المداهمة العسكرية، وقال: "انهرت لأنني كنت متأكدًا بنسبة 90٪ أنه كان ابني". لم يكن عبادي قد مات، لكن معاناته كانت قد بدأت للتو.
فوق غطاء سيارة الجيببعد بضع ساعات، عثر الجنود الإسرائيليون على جهاد، الذي قال إنهم ضربوه على رأسه ووجهه وفي المناطق التي أصيب فيها بالرصاص، ثم جرّوه من رجليه ورفعوه من يديه وقدميه وألقوه على غطاء السيارة العسكرية، وقال: "صرخت من شدة الحر... ثم بدأ أحد الجنود في شتمي وطلب مني الصمت".
وزعم الجيش الإسرائيلي أن قواته ربطت العبادي بغطاء الجيب لنقله إلى المسعفين، لكن المتحدثة باسم خدمة الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ، قالت إن الجيش أغلق المنطقة ومنع المسعفين من إسعاف الجرحى لمدة ساعة على الأقل.
في لقطات مصورة تحمل شعار مركز إسعاف ابن سينا الفلسطيني في جنين، تظهر سيارة الجيب التي كان العبادي مربوطًا بها وهي تسير بجانب سيارتي إسعاف على الأقل. وقال العبادي إنه ظل مربوطًا في الجيب لمدة نصف ساعة تقريبًا، قبل أن يفك الجنود وثاقه ويطلقون سراحه للمسعفين.
"فيديو صادم"وفي واشنطن العاصمة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الفيديو "صادم"، وقال: "لا ينبغي أبدًا استخدام المدنيين كدروع بشرية، يجب على الجيش الإسرائيلي التحقيق بسرعة في ما حدث ومحاسبة الأشخاص"، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي.
وتقول الجماعات الحقوقية إن إسرائيل لها تاريخ طويل في استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي يريدها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية.
على مدى عقود، كان الجيش الإسرائيلي يأمر المدنيين الفلسطينيين بشكل روتيني بإزالة الأشياء المشبوهة من الطرقات ويطلب من الناس الخروج من منازلهم حتى يتمكن الجيش من اعتقالهم، وهي ممارسة تُعرف باسم "إجراء الجار"، وفقًا لمنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية.
أمرت المحكمة العليا في إسرائيل الجيش الإسرائيلي بالتوقف عن استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية في عام 2005، لكن الجماعات الحقوقية واصلت توثيق أمثلة على مر السنين.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اسماعيل هنية: "أي نص اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان هو مرفوض" بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا سمحوا لنا بقيادة الجيش سننضم إليه بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشتباكات وهجمات متكررة من المستوطنين الضفة الغربية قطاع غزة طوفان الأقصى تعذيب استعمار- احتلال فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس تغير المناخ الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس تغير المناخ الضفة الغربية قطاع غزة طوفان الأقصى تعذيب استعمار احتلال فلسطين الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل غزة تغير المناخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هولندا حركة حماس كينيا محكمة روسيا ضرائب البرازيل السياسة الأوروبية الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة یعرض الآن Next فی جنین
إقرأ أيضاً:
تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما
واشنطن - رويترز
تقترح خطة أمريكية بشأن غزة اطلعت عليها رويترز اليوم الجمعة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وإطلاق سراح 28 من الرهائن الإسرائيليين (10 أحياء و18 متوفين) خلال الأسبوع الأول، وذلك مقابل الإفراج عن 1236 سجينا فلسطينيا وتسليم رفات 180 من الفلسطينيين.
وتشير الوثيقة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسيطين مصر وقطر سيضمنون تنفيذ الخطة، وتتضمن إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على اتفاق وقف إطلاق النار.
ويجري تسليم المساعدات "ﻋﺒﺮ ﻗﻨﻮات ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﮭﻼل اﻷﺣﻤﺮ".
وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن المحتجزين في غزة بأن إسرائيل قبلت الاتفاق الذي قدمه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط. وأحجم مكتب نتنياهو عن التعليق.
وقالت حركة حماس إنها تلقت رد إسرائيل على المقترح، الذي وصفته بأنه "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا العادلة والمشروعة"، بما في ذلك وقف الأعمال القتالية على الفور وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.
وقال باسم نعيم القيادي في حماس "رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة (حتى في فترة التهدئة المؤقتة)، ولا يستجيب لأي من مطالب شعبنا وفي مقدمتها وقف الحرب والمجاعة".
وأضاف "مع ذلك تدرس قيادة الحركة بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح، في ظل ما يتعرض له شعبنا من إبادة".
وتنص الخطة الأمريكية على أن تطلق حماس سراح آخر 30 من 58 من الرهائن الإسرائيليين الباقين لديها بمجرد إعلان وقف دائم لإطلاق النار. وستوقف إسرائيل أيضا جميع العمليات العسكرية في غزة بمجرد سريان الهدنة.
وسيعيد الجيش الإسرائيلي أيضا نشر قواته على مراحل.
وأحبطت خلافات عميقة بين حماس وإسرائيل محاولات سابقة لاستعادة وقف إطلاق النار الذي انهار في مارس آذار.
وتصر إسرائيل على نزع سلاح حماس بالكامل وتفكيك قوتها العسكرية وإنهاء إدارتها في غزة، إضافة إلى ضرورة إطلاح سراح جميع الرهائن المتبقين في القطاع، وعددهم 58 رهينة، قبل أن توافق على إنهاء الحرب.
وترفض حماس التخلي عن سلاحها وتقول إن على إسرائيل سحب قواتها من غزة والالتزام بإنهاء الحرب.
وشنت إسرائيل عمليتها العسكرية على غزة ردا على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والذي تشير إحصاءاتها إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 واقتياد 251 رهينة إلى القطاع.
ويقول مسؤولو صحة في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفرت منذ بدايتها عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني وأدت إلى تدمير القطاع.
* تزايد الضغوط
تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة، إذ طالبت دول أوروبية كثيرة، والتي تحجم عادة عن انتقاد إسرائيل علنا، بإنهاء الحرب وتوسيع جهود الإغاثة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الجمعة إن إسرائيل لا تسمح سوى بدخول كميات قليلة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع عدم إدخال أي أطعمة جاهزة تقريبا. ووصف متحدث باسم المكتب القطاع الفلسطيني بأنه "المكان الأكثر جوعا على وجه الأرض".
وقال ويتكوف للصحفيين يوم الأربعاء إن واشنطن على وشك "إرسال ورقة شروط جديدة" بشأن وقف إطلاق النار إلى طرفي الصراع.
وأضاف ويتكوف حينها "لدي شعور إيجابي جدا بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف مؤقت لإطلاق النار، وحل سلمي طويل الأمد لهذا الصراع".
ووفقا للخطة، يمكن تمديد وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما إذا لم تتوصل المفاوضات إلى وقف دائم لإطلاق النار خلال الفترة المحددة.
وقال القيادي الكبير في حماس سامي أبو زهري أمس الخميس إن بنود الخطة تتبنى الموقف الإسرائيلي ولا تتضمن التزامات بإنهاء الحرب أو سحب القوات الإسرائيلية أو السماح بدخول المساعدات كما تطالب حماس.
* توزيع المساعدات
قالت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة وتؤيدها إسرائيل، إنها وزعت أكثر من 1.8 مليون وجبة هذا الأسبوع، ووسعت نطاق توزيع المساعدات إلى موقع ثالث أمس الخميس. وأعلنت المؤسسة عزمها فتح المزيد من المواقع خلال الأسابيع المقبلة.
وبعد انتقادات شديدة من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى، بدأت عمليات المؤسسة هذا الأسبوع في غزة، حيث قالت الأمم المتحدة إن مليوني شخص يواجهون خطر المجاعة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعا على دخول المساعدات إلى القطاع.
وشهدت بداية عمليات توزيع المساعدات مشاهد صاخبة يوم الثلاثاء، حيث اندفع آلاف الفلسطينيين إلى نقاط التوزيع، وأجبروا شركات الأمن الخاصة على الانسحاب.
وأدت البداية الفوضوية للعمليات إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل لإدخال المزيد من المواد الغذائية للقطاع ووقف القتال.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إن بلاده قد تتخذ موقفا أكثر صرامة إذا استمرت إسرائيل في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.