إيران.. أرقام أولية للنتائج وأنباء عن ضعف المشاركة
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
بعد تقدم المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان، في النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في إيران، أعلنت وزارة الداخلية تصدر المرشح المحافظ، سعيد جليلي.
وأدلى الإيرانيون بأصواتهم الجمعة لاختيار رئيس جديد بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، إذ أتيح لهم الاختيار من بين أربعة مرشحين موالين للزعيم الأعلى في وقت يتزايد فيه الإحباط الشعبي والضغوط الغربية.
وكانت وزارة الداخلية قالت إن بزشكيان لا يزال في الصدارة بعد فرز 5.8 مليون صوت في انتخابات الرئاسة يليه جليلي، ولكن بعد فترة وجيزة أعلنت العكس.
وخلال المناظرات، انتقد جليلي، المحافظ المتشدد، المعتدلين لتوقيعهم الاتفاق النووي مع القوى العظمى في عام 2015، والذي "لم يفد إيران إطلاقا".
وأغلقت مراكز الاقتراع الجمعة عند منتصف الليل بعد أن مددت عمليات التصويت في الانتخابات ثلاث مرات، لمدة ساعتين في كل مرة.
وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام رسمية طوابير منفصلة للرجال والنساء وهم ينتظرون، حاملين هوياتهم، قبل الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع في المساجد أو المدارس.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن مسلحين مجهولين هاجموا عربة تحمل صناديق انتخابية في إقليم سيستان وبلوشستان بإيران وقتلوا اثنين من أفراد قوة أمنية، بحسب وكالة رويترز.
إقبال ضعيف.. ماذا يعني ذلك؟رغم حث المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي المواطنين للتصويت في الانتخابات الرئاسية، إلا أن التقديرات الأولية تكشف تراجع نسبة المشاركين في التصويت لنحو 40 في المئة، بحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز.
ولم تدل السلطات بأي معلومات حول نسبة المشاركة، علما بأن حوالي 61 مليون ناخب تمت دعوتهم إلى صناديق الاقتراع.
وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي بعد الإدلاء بصوت:ه "متانة وقوة وكرامة وسمعة الجمهورية الإسلامية تعتمد على التواجد الشعبي... الإقبال الكبير ضرورة قصوى".
وأشارت الصحيفة إلى أن "انخفاض نسبة المشاركة" يعتبر "ضربة" محتملة لرجال الدين الحاكمين، الذين جعلوا من نسبة مشاركة الناخبين علامة على شرعيتهم، إذا كانوا يأملون في تحقيق مشاركة نسبتها لا تقل عن 50 في المئة، مقارنة مع 70 في المئة قيل إنها نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية السابقة.
وإذا لم يحصل أي مرشح على 50 في المئة على الأقل بالإضافة إلى صوت واحد من جميع بطاقات الاقتراع، ومنها البطاقات الفارغة، فسوف تجرى جولة إعادة بين أكثر مرشحين حصولا على أصوات في أول يوم جمعة بعد إعلان نتيجة الانتخابات.
ويقول منتقدو لوكالة رويترز حكم رجال الدين في إيران إن نسبة المشاركة المنخفضة والتي تراجعت في الانتخابات السابقة تظهر تآكل شرعية النظام. وشارك 48 في المئة فقط من الناخبين في انتخابات 2021 الرئاسية فيما وصلت نسبة المشاركة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 41 في المئة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مارس.
حافظ حكمي، مدير حملة المرشح الإصلاحي الوحيد، بيزشكيان، قال للصحيفة في اتصال هاتفي بعد إغلاق صناديق الاقتراع "إن نسبة المشاركة كانت أقل من التوقعات".
وأضاف أن التوقعات كانت بتصويت تزيد نسبة المشاركين فيه عن " 50 في المئة، ولكن لسوء الحظ، كان المزاج الاجتماعي سيئا، ولم يكن من الممكن إقناع الناس بالذهاب للاقتراع".
وتلفت الصحيفة إلى أن "رفض الإدلاء بالأصوات" ربما يمثل "السبيل الوحيد لرفض الحكومة"، إذ سئم الإيرانيون الوعود الفارغة التي يقدمها السياسيون غير القادرين على الإيفاء بأي منها، وسط أوضاع اقتصادية صعبة وقيود صارمة على الحريات الشخصية والاجتماعية.
استفتاء غير رسمي على النظامصحيفة وول ستريت جورنال أفادت في تقرير لها أن "إقبال الناخبين في إيران، سوف يشير ما إذا كان الإيرانيون قد سئموا من نظام حكمهم أم لا؟".
واعتبر التقرير "التصويت في الانتخابات" بمثابة "استفتاء غير رسمي على النظام الإيراني، بعد عامين الاحتجاجات التي قوبلت بالعنف".
وقالت جماعات حقوقية إن أكثر من 500 شخص قتلوا في احتجاجات بين عامي 2022 و2023، من بينهم 71 قاصرا، وأصيب المئات واعتقل الآلاف.
وتداول الإيرانيون على نطاق واسع وسم (#سيرك_الانتخابات) على منصة إكس للتواصل الاجتماعي خلال الأسابيع القليلة الماضية وسط دعوات من نشطاء في الداخل والخارج إلى مقاطعة التصويت قائلين إن من شأن نسبة المشاركة العالية أن تضفي شرعية على النظام بحسب رويترز.
وتعهد المرشحون الأربعة ببث الروح من جديد في الاقتصاد المتعثر الذي يعاني تحت وطأة سوء الإدارة والفساد والعقوبات التي يعاد فرضها منذ عام 2018 بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع ست قوى عالمية.
أما المرشح الوحيد المعتدل نسبيا فهو بزشكيان، الذي يدين بالولاء للمؤسسة الدينية الحاكمة لكنه يدعو إلى تخفيف حدة العلاقات المتوترة مع الغرب والإصلاح الاقتصادي والتحرر الاجتماعي والتعددية السياسية.
وقال بزشكيان بعد الإدلاء بصوته: "سنحترم قانون الحجاب، لكن يجب ألا يكون هناك أي سلوك تطفلي أو غير إنساني تجاه النساء".
وكان يشير إلى مهسا أميني، وهي امرأة كردية شابة توفيت في 2022 في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بزعم انتهاك قواعد الزي الإسلامي الإلزامي.
وفي مواجهته، ينقسم أنصار السلطة الحالية بين المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف الذي يرأس حاليا البرلمان، والمرشح المحافظ المتشدد سعيد جليلي، المفاوض السابق في الملف النووي والمعادي للتقارب مع الغرب.
وتحظى هذه الانتخابات بمتابعة دقيقة في الخارج، إذ أن إيران في قلب الكثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب المستعرة في غزة إلى الملف النووي الذي يشكل منذ سنوات عدّة مصدر خلاف بين إيران والغرب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الانتخابات نسبة المشارکة فی إیران فی المئة
إقرأ أيضاً:
المرشح الشبح يخترق سباق البرلمان قبل انطلاقه
10 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: خطت أصوات الترشح قبل الأوان أولى إشارات العبث بالتوقيت الدستوري في العراق، حين أطلق بعض الأفراد حملات انتخابية غير رسمية، مستخدمين أرقاماً انتخابية لم تصدرها المفوضية بعد، في خرق اعتبرته المفوضية “تجاوزاً لهيبة النظام الانتخابي”، بحسب وصف عماد جميل، رئيس الفريق الإعلامي فيها.
واستفزت هذه التصرفات موجة جدل على مواقع التواصل، حيث دوّن الناشط “أحمد اللامي” على منصة X: “مرشحون يتقدمون بلا مصادقة رسمية؟ هذا ليس طموحاً بل فوضى انتخابية مقننة”، فيما غرّدت الصحفية نور علي: “ما لم توقف المفوضية هذه الظاهرة، فكل من يملك تمويلاً سيحجز مقعداً وهمياً في البرلمان القادم”.
واستدعت هذه الظاهرة مخاوف أعمق من مجرد مخالفة قانونية، إذ تنذر بتشظي المشهد السياسي قبل أن يبدأ رسمياً، وتشي بمحاولات لحجز مواقع في خارطة تحالفات لم تنضج بعد.
وقال الباحث في الشؤون الانتخابية حسن الدليمي إن “من يعلن ترشحه الآن لا يستهدف الشارع بقدر ما يوجه رسائل داخلية إلى الأحزاب والجهات النافذة، مفادها: أنا موجود”.
وشرعت المفوضية، في موازاة ذلك، بخطوات تنظيمية متعددة، معلنة أنها فتحت باب اختيار موظفي الاقتراع، حيث بلغ عدد المتقدمين 700 ألف، سيجري اختيار 250 ألفاً منهم عبر قرعة إلكترونية شفافة. وأكدت المفوضية أنها ماضية في تدقيق سجل الناخبين، ضمن خطة تُسندها لجان قانونية وتقنية لضمان تطهير القوائم من الأسماء الوهمية أو المزدوجة.
واستحضرت المفوضية أدوات الأمن السيبراني لأول مرة بهذا المستوى، من خلال تشكيل لجان خاصة لرصد الحسابات الإلكترونية التي تروج لأسماء غير معتمدة أو تستخدم شعار المفوضية زوراً، في محاولة لردم فجوة الثقة بين الناخب وصندوق الاقتراع.
وتمخضت هذه الاستعدادات عن قناعة داخلية بأن “المرحلة الأخطر هي ما قبل يوم الاقتراع”، وفق مراقبين للانتخابات يرون ان الرأي العام يُعاد تشكيله الآن، وهناك من يريد إقحام الناخب في واقع انتخابي مزيّف قبل موعده الدستوري .
وارتسمت على خريطة الأحداث مشاهد تُنبئ بأن القوى التقليدية تخوض معركة تموضع مبكر، تحاول فيها فرض سردية انتخابية على الشارع قبل أن تُحسم خارطة التحالفات، وهو ما يجعل من الرصد المبكر واجباً سياسياً ومهنياً قبل أن يتحول إلى رد فعل متأخر أمام أمر واقع تم فرضه بمناورات فردية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts