سالم بن نجيم البادي

 

وصلتني مناشدة من أهالي عدة قرى للكتابة عن الشركة المختصة بإدارة النفايات، وهُم يعتبون على هذه الشركة لما يرون أنَّه تقصير منها في أداء مهام عملها، ومن ذلك تأخرها في نقل النفايات، حتى تفيض القمامة من الحاويات، وما يتبع ذلك من انبعاث الروائح الكريهة وانتشار القمامة في الأرجاء فتعبث بها الرياح، ما يُسبِّبُ الأذى للبيئة.

ورغم أن أحد أهداف هذه الشركة يتمثل في صون البيئة- كما هو مكتوب على الحاويات التابعة لها- إلّا أن القمامة المتناثرة خارج الحاويات تشكل خطرًا حقيقيًا على البيئة، وعلى حياة الحيوانات مثل الجمال والأغنام والماعز!

يقول أحد سكان هذه القرى إن الشركة ملتزمة بنقل القمامة من الحاويات الموجودة في المدن دون تأخير، في حين أنها تتأخر كثيرًا في نقل القمامة من القرى البعيدة، وإن عدد الحاويات غير كافٍ وغير مناسب لعدد المنازل وعدد أفراد الأسر التي توضع الحاويات عند منازلهم. ورأيتُ في إحدى القرى أن الناس قد وضعوا شبكًا قريبًا من الحاويات ووضعوا بداخله أكياس القمامة؛ نظرًا لعدم كفاية عدد الحاويات وامتلائها لتأخر الشركة في تفريغها.

كما إن عمال الشركة لا يجمعون سوى القمامة التي بداخل الحاويات، وهذا جعل الناس يترحّمون على أيام عمال البلدية الذين كانوا يجمعون كل أنواع القمامة ومن كل مكان.

وفي أيام عيد الأضحى، ظهرت مشكلة بقايا ذبائح الأضحية التي تُرمى على جوانب الشارع، علمًا بأن معظم سكان القرى البعيدة يذبحون الأضاحي في منازلهم وليس في المسالخ، وهم يرمون كذلك الحيوانات النافقة على الشوارع العامة، وهو ما يُسبب إزعاجًا لسالكي هذه الشوارع بسبب الروائح المنبعثة من هذه الحيوانات. وهذا يقودنا إلى الحديث عن تقصير الشركة في توعية الناس والتواصل معهم وشرح ظروف وأحوال الشركة ومهام عملها.

الناس يتساءلون عن نسبة التعمين في هذه الشركة، وخاصة في وظيفة سائق؛ حيث يُلاحظ أنَّ الذين يقومون بقيادة الشاحنات التي تنقل القمامة هم من الوافدين وهي شركة وطنية.

إن سهام النقد انهالت على هذه الشركة في هذه الأيام، وعمّت الشكوى منها ونحن ننقل شكوى الناس في المجتمع، لعلها تصل الى من يهمه الأمر، من أجل تحسين الخدمات التي تقدمها، وبالتالي نيل رضا المستفيدين، ورضا المستفيد هو غاية كل مؤسسة تقدم خدماتها للجمهور.

هذه رسالة أحد الذين طلبوا مني الكتابة عن هذه الشركة أنقلها كما وصلتني: "يُلاحظ صغر حجم الحاويات وعدم صلاحيتها لواقع الحال، ونوعيتها غير المناسبة للظروف والأحوال المناخية عندنا، وعدم تغطيتها المساحات المطلوبة، وعدم مواكبة هذه الحاويات للتطور العمراني والزيادة السكانية، كما يجب تنويع الحاويات حتى تلائم نوع المنشأة التي تخدمها سواء سكني أو تجاري أو صناعي، ونتمنى من الشركة تكثيف الجدول الدوري لنقل القمامة، وخصوصًا في المناسبات والأعياد، وينبغي وضع لوائح إرشادية وتثقيفية للمواطنين والسكان".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أزمة ديموغرافية في بلغاريا: عشرات القرى المهجورة وموجة نزوح نحو المدن الكبرى

عشرات القرى والتجمعات السكنية في بلغاريا باتت خالية من سكانها. يعيش فيها عدد قليل جدا من أهلها، ولا ينكرون خوفهم بعدما صارت خاوية. اعلان

أدّى تناقص السكان في بلغاريا إلى خلو 199 مستوطنة من السكان، حيث فرغت تماما. ويبدو الفارق كبيرا بين المدن والقرى، حيث يعيش في ”ليولين“ - أكبر أحياء العاصمة صوفيا - أكثر من عدد سكان مستوطنتي فيدين وغابروفو مجتمعتين.

أما أصغر بلدية في بلغاريا، وهي تريكليانو في منطقة كيوستندل، فلا يتجاوز عدد سكانها 522 نسمة، وفق أحدث البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء.

وتتفاقم المشكلة بسبب الاتجاه المستمر لانتقال السكان من المستوطنات الصغيرة إلى المدن الكبيرة.

وفي حين أن الخريطة الإدارية لبلغاريا لم تتغير، إلا أنّ تناقص عدد السكان يدفعالحكومة إلى النظر في إعادة هيكلة مخطّطاتها العمرانيّة، خصوصا وأنّ عدد السكان في بعضها انخفض إلى ما دون الحد الأدنى اللازم للتخطيط الفعّال.

ووفقًا لأحدث البيانات، يوجد في بلغاريا حاليًا 6 مناطق تخطيط، و28 مقاطعة، و265 بلدية، و5,256 مستوطنة في المجموع، منها 4,999 قرية.

فقرية بوغدانوفتسي التي كانت يومًا ما موطنًا لأكبر قاعدة احتياطية لقوات البناء، أصبحت الآن رسميا واحدة من 9 قرى في ضواحي صوفيا لا يوجد بها سكان.  

وتقع القرية على بعد 50 دقيقة فقط من العاصمة، لكن الطريق المعبّدة تنتهي قبل الوصول إليها بثلاثة كيلومترات، ولا توجد أي علامة مرئية تدل على وجود تجمع سكاني في محيطها، وكأنّ الطبيعة محت تقريباً آخر آثار الناس والمركبات.

Relatedهكذا تتم إعادة تأهيل الدببة المعنّفة في بلغاريارئيس بلغاريا يؤيد تنظيم استفتاء حول الانضمام إلى منطقة اليوروبلغاريا: ثاني حملة مقاطعة للمتاجر الكبرى احتجاجًا على ارتفاع الأسعار

وبالعودة إلى الطريق الرئيسي، توجد كنيسة صغيرة يعتني بها فلاديمير فيليوفا البالغ من العمر 78 عامًا، وهو سائق حافلة وعسكري سابق أحيل على التقاعد. ويعدُّ هو وزوجته وأحد جيرانه السكان الوحيدين الباقين في قرية صغيرة مجاورة.

وقال فيليوف ، "أخشى الذهاب إلى صوفيا الآن. هذا الرجل يتخطاك من جهة، وذاك من جهة أخرى، ويقطعون عليك الطريق".

وأضاف: "عملت في النقل العام لمدة 10 سنوات، ولكن لم يكن هناك ازدحام مروري كبير في ذلك الوقت. كانت تلك هي السنوات الجيدة".

آخر الأشخاص الذين عاشوا في بوغدانوفتسي هم أقاربه. كما أنّه واحد من آخر الأشخاص الأحياء الذين ما زالوا يتذكرون اسم الطريق غير المعبد هناك: طريق بوغدانوف.

ويعرب فيليوف عن قلقه بسبب خلو القرى من السكان فيقول: "قبل عيد الفصح مباشرةً، أمسكت بثلاثة أشخاص يخلعون هذا الباب، والآن قررت وضع كاميرا هنا بسبب هؤلاء اللصوص".

وقد لاحظ باحثون من أكاديمية العلوم البلغارية ارتفاع عدد التجمعات غير المأهولة. فمنطقة غابروغو مثلا الواقعة في قلب البلاد تضم 64 قرية مهجورة تماما. أما بيوت الضيافة القليلة المتبقية، فلا تقدم سوى القليل من الدعم للاقتصاد المحلي.

وتشهد المنطقة تناقصا في عدد السكان، ومعظم العقارات يشتريها الأجانب الأثرياء. إذ لم يبق حي يرزق في قرى مثل سيكوفتسي وكوزي روغ.

اعلان

وتشير الدكتورة ألكسندرا رافناتشكا من الأكاديمية البلغارية للعلوم، إلى أنّ عدد السكان في 23% من القرى فيالبلاد"يتراوح بين 1 و49 شخصاً" وتتوقع أن القادم أسوء فتقول: "هذا الاتجاه سيتعمق في المستقبل، خاصة في المنطقة الشمالية الوسطى وعلى طول المناطق الحدودية".

يرى أحدهم أن السكن في القرى كان مرتبطا بالمصانع الكبيرة وكان الناس يحصلون على رزقهم منها. وتقول إحدى المواطنات ممن بقين في القرى المهجورة، إن "الشركات الكبرى فقط هي التي تعيش الآن، وتنجح في البقاء على قيد الحياة. نحن، الشركات الصغيرة، مثل متجر قريتي، نعاني من البيروقراطية".

وفي خضم الهدوء والسكون، ينتظر فلاديمير في قرية بوغدانوفتسي شهر حزيران / يونيو، عندما يعيد التجمّع السنوي لأهالي القرية الحياة من جديد إلى المكان، ولو ليوم واحد فقط حول الكنيسة الصغيرة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أزمة ديموغرافية في بلغاريا: عشرات القرى المهجورة وموجة نزوح نحو المدن الكبرى
  • سرقات تهز إيكيا الدارالبيضاء والدرك يعتقل عاملين داخل الشركة
  • استجابة لشكاوى المواطنين.. غلق وتشميع محلين بـ زهور بورسعيد
  • فخر الدين للعقارات تكشف النقاب عن أول نظام لإدارة النفايات داخل المباني في دبي
  • "موانئ": ارتفاع أعداد الحاويات المناولة بنسبة 13.43% خلال أبريل 2025
  • عقوبات على الأخطاء الطبية الجسيمة التي تسبب أضرارا للمرضى
  • وزير المالية الدكتور محمد يسر برنية لـ سانا: نشكر أشقاءنا وأصدقاءنا، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية تركيا، وغيرهم، الذين وقفوا وساهموا في القرار الأمريكي، كما نشكر الإدارة الأمريكية على تفهمها للتحديات التي تواجهنا، والشكر موصول ل
  • “موانئ”: ارتفاع أعداد الحاويات المناولة بنسبة 13.43% خلال أبريل 2025 مقارنة بنفس الشهر العام الماضي
  • حوافز وتخفيضات بنسبة 15٪ من رسوم عبور بعض سفن الحاويات بقناة السويس
  • فرنسا: تكلفة مشروع "سيجيو" لطمر النفايات النووية ترتفع إلى 37 مليار يورو