خبير عسكري: تصريح قائد اللواء 12 الإسرائيلي يعبّر عن الفشل الإستراتيجي للاحتلال
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
قال قائد اللواء 12 الإسرائيلي المقدم هيفري الباز إن مهمة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست سهلة والأمر يتطلب وقتا وضغطا عسكريا كبيرا، مؤكدا أنها تدير برفح (جنوبي غزة) حرب عصابات مكونة من مجموعات مستقلة مما يجعل مهمة التعامل معها أصعب.
كما أقر بأن "تفكيك القدرات العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس في رفح سيستغرق عامين آخرين على الأقل".
وتعليقا على كلام الضابط الإسرائيلي، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي إن الاحتلال يتعرض لخسائر كبيرة، وإن هذا القائد الميداني يعلم حجم الخسائر بصفوف جيشه، كما يعلم أن المعلن عنها يخضع للرقابة العسكرية، مشيرا إلى أن إقراره يعبّر ويفسر الفشل الاستخباراتي الذي يعاني منه جيش الاحتلال، بالإضافة إلى حالات الإحباط وتآكل الردع لديه.
وأضاف اللواء الصمادي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن حديث العسكري الإسرائيلي عن صعوبة القضاء على حماس يعكسه الواقع، فالجيش الإسرائيلي (النظامي) الذي يحتل ترتيبه رقم 14 في العالم، يقاتل لمدة 267 يوما، وهو الآن على أبواب إنهاء العمليات العسكرية لكنه دخل ما أسماه الفشل الإستراتيجي.
ومن جهة أخرى، رأى الصمادي أن المقاومة الفلسطينية اكتسبت قدرات قتالية، وهي قادرة على أن توقع أكبر الخسائر بجيش الاحتلال الذي يعود -مثلا- إلى الشجاعية شمالي القطاع للمرة الثالثة دون أن تكون له القدرة على التوغل إلى قلب المدينة.
وبخصوص حديث القائد الإسرائيلي عن أن حماس تدير في رفح حرب عصابات مكونة من مجموعات مستقلة، أكد اللواء الصمادي أن هذا النمط من القتال تستخدمه المجموعات الصغيرة والمستقلة والتي تعرف كيف يفكر العدو.
وربط بين تنبؤ قائد اللواء 12 بأن العمليات القتالية الإسرائيلية قد تستمر عامين في رفح، وبين ما قاله مسؤول بسلاح الجو الإسرائيلي قبل يومين من أنه تم القضاء على ما بين 35% و40% من القدرات القتالية للمقاومة، وهذا ما يعني أنه تبقى لديها ما نسبته 65%، وبالتالي فإن جيش الاحتلال قد يحتاج فعلا إلى عامين إن استمر في القتال.
وكان رئيس الوحدة الإستراتيجية بسلاح الجو لجيش الاحتلال قال إن إسرائيل استطاعت -بعد 8 أشهر من الحرب- تدمير 35% إلى 40% فقط من قوة حماس.
ورغم مرور 9 أشهر على بدء حربها على غزة، تعجز إسرائيل عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة، ولا سيما القضاء على قدرات حماس، واستعادة أسراها من القطاع المحاصر من جميع الجهات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القضاء على
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري يوضح دلالات تنفيذ إيران لهجماتها الصاروخية خلال النهار
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن أبرز ما يمكن التوقف عنده في اليوم الثالث هو التطور النوعي الذي يعكس تغييرا جذريا في طبيعة المواجهة الإيرانية الإسرائيلية.
وأوضح خلال فقرة التحليل العسكري أن إيران بدأت بتنفيذ ضربات صاروخية باتجاه إسرائيل خلال ساعات النهار وليس ليلا كما جرت العادة، ويمثل هذا التحول في التوقيت، حسب الفلاحي، تطورا كبيرا جدا في الصراع ما بين الطرفين.
وأجبرت الصواريخ الإيرانية إسرائيل على الإبقاء على مجالها الجوي مغلقا لليوم الثالث تواليا، بعد ليلة ثانية من القصف الصاروخي الإيراني، ردا على الضربات التي بدأها الطيران الإسرائيلي على إيران، فجر الجمعة.
ولفت الفلاحي إلى أن التحول في أوقات الهجمات الإيرانية، يحمل دلالات عميقة تتجاوز الجانب العسكري المباشر، فالضربات النهارية، لها تأثير نفسي كبير جدا على الداخل الإسرائيلي، خصوصا وأنها ستؤدي إلى هجرة عكسية كبيرة جدا من داخل الكيان إلى خارجه.
كما أن الأمر لا يقتصر على الجانب النفسي، بل يمتد ليشمل شلل الحياة الاقتصادية بشكل كامل.
نهج محسوب
ومن منظور إستراتيجي، يرى العقيد الفلاحي أن إيران تتبع نهجا محسوبا لتغيير معادلة القوة في المنطقة، وأنها بدأت باستعادة قوة الردع الإستراتيجي من خلال تنفيذ هذه الضربات التي توالت منذ أول أمس، واستمرت ليلة أمس وصولا إلى اليوم.
إعلانوتهدف هذه الإستراتيجية -حسب الفلاحي- إلى فرض واقع جديد يقول بأن إيران، على الرغم من الضربة التي وُجهت إليها، وعلى الرغم من التفوق الجوي الذي تمتلكه القوة الجوية الإسرائيلية في عملية المواجهة، لكنها قادرة على إدارة هذا الصراع، وقادرة على الاستمرار في قضية التصعيد مع إسرائيل.
ولفت العقيد الفلاحي إلى تطور مهم آخر في طبيعة الاستهداف الإيراني، وهو اتساع رقعة المواجهة ما بين الطرفين.
فبدلا من التركيز على أهداف محددة، فإن إيران قصفت أهدافا في الشمال في منطقة الجليل، بالإضافة إلى حيفا وتل أبيب، والنقب، وجميع هذه المناطق تم استهدافها إما بطائرات مسيرة أو بصواريخ باليستية.
وبالمقابل، أشار الفلاحي إلى تحديات تقنية جوهرية تواجه إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة، وأوضح أن إسرائيل غير قادرة على أن تنفذ أهداف الحرب لأنها لا تمتلك هذه الإمكانيات.
كما يشكل البعد الجغرافي تحديا إضافيا لإسرائيل، حيث إنها تتطلب التزود بالوقود جوا، وهذا يكلف إسرائيل مظلة جوية، ويتطلب من إسرائيل الكثير من الوقت والجهد، إذ إن المسافة التي يجب على الطائرات قطعها تتراوح من 1500 إلى 2000 كيلومتر.
وأشار الفلاحي إلى أن اتساع رقعة إيران وتوزيع البرنامج النووي على مناطق جغرافية واسعة، يشكل مشكلة بالنسبة لإسرائيل في قضية الوصول إلى الأهداف وتدميرها.